Skip to main content

Full text of "مجموعة كتب علم اجتماع"

See other formats


مركز دراسات الوحدة العربية 





الد کتور محسن بوعزيزيب 


4 


مركز دراسات الوحدة العربية 


مدا D‏ دراسات الومهة المربية 
Là h‏ 





السيميولوجيا الاجتماعية 


الد کتور محسن بوعزيزيب 


مكنسة سماحة آية الله العظميی 
ché Vrai‏ یی( قضاء الله العامة 


الفهرستة آلضاء النشسر - اصداد فر كيز دراسات الوحقيدة المربيسة 


بوعزيزي» خسن 
السیمیو لو Lee‏ الاجتماعية / محسن بوعزيزي. 
۱ ص. 
RT‏ ی Toke NE‏ 


ISBN 978-9953-82-297-6 
الاستماعية :| العتوزان:‎ SI E 4 


306.44 


العنوان بالإنكليزية 
Social Semiology‏ 
by Mohsen Bouazizi‏ 
«الآراء اتواردة في هذا الكتاب لا تعبّر بالضرورة 
عن اتجاهات يتبناها مركز دراسات الوحدة العربية) 


مركز دراسات الوحدة العربية 


بئاية «بيت النهضةا شارع ای r LS‏ 
ترا يروك obla rE TV‏ 
تلفون: ۷۵۰۰۸6 ۷۵۰۰۸۵ ۷۵۰۰۸۲ ۷۵۰۰۱۸۷ )44111+( 
برقياً: «مرعربي» - بیروت 
فاكس : ۷۵۰۰۸۸ (HAT)‏ 


e-mail: info@caus.org.lb 
Web Site: http://www.caus.org.Ib 


حقوق الطبع والنشر والتوزيع محفوظة للمرکز 
الطبعة الأولى 


اهداء 


إلى ابنتي لينا 


خلاصة الكتاب D I SE‏ ا O‏ هی ی 1 
تصدیر ا ا ل و دی و میا هت O‏ 
مقدمة: BU‏ السيميولوجيا الاجتماعية؟ .- 
الفصل الأول : السيميولوجيا a‏ ب امع 
nS A Laial yÍ‏ 1 1 و او ۵9 

a a e E e basant Lil 

A 1111 EA اللّغة والكلام‎ \ 

W AEs صد سوسير‎ © 

ON RS SES e والمدلول‎ Jadi Y 

E SS AA DR اتالركن»«السقة‎ 

£ الدلالة الذاتية والدلالة الامحائية ی وت E‏ 

VE re nt net dr ne due سیمیو لوجية الثقافة‎ GIE 

ونیا ا Betalend‏ ی تسوت E‏ 

الفصل الثاني السيميولوجيا الاجتماعية: حقل التداخل i E‏ 
Ni‏ : حقل التداخل ب ل ۱ 

Aa 0 LENS À 


۰ 


: تطبيقات سيميولوجية 8 EAN GSES‏ 
١‏ جاك بيرك : العلامات الخفيّة ب 
Y‏ جان بودريار: مفهوم الشّبح EE OEN AES‏ 
۲ عبد الوقاب بوحديبة: الحمّام. . . مشهداً a‏ 


4 - عبد الکبیر الخطيبي : سیمیولوجية الوشم 19 


رولان بارت وعلم الاجتماع مف جو اس ا ا ۱ 
نمط ضد التمطية LU E‏ ۱ 
9 ضد الدوغمائية المعاصرة EE AR ne‏ 
: سيميولوجية رولان بارت E ARSE‏ 
© مغامرة الدال os‏ ا ام ا د N‏ 
تنوع مصادر المعرفة عند بارت SES‏ اا وت EEE‏ 
سوسيولوجية رولان بارت a‏ ا FI‏ 
۱ بحث في النسق الکامن AE‏ ا ی ۱۳۱ 
۲ ب الشثلات اع PEE SENE ERE‏ 
: البللاغة عند رولان بارت TETE‏ ا Sie sn‏ ا 


۱- الصورة الفوتوغرافية E E EE‏ 
۲ -بلاغة الصورة الاشهارية 00008 و ۱۳۱۹ 


الفصل الثالث 


GIE 


رابعاً 


: هل يمكن قراءة الظواهر الاجتماعية قراءة نصية؟ fans‏ 


: ما النص؟ AN a nn ie.‏ 
سوسيولوجية النض الأدبي و LE‏ 
النص الاجتماعي واف ام اها امسا سيب ۱۱۳۲ 
هويّة الشارع التونسى dr nn‏ ا 
قراءة فى استراتيجية التسمية Ve ue‏ 
نصية الشارع AAE‏ 1[ ذ1[ 1[ | 
en es‏ و Na‏ 
۱-الشارع . . . سوقاً لغوية و مد هگ و ۶ 
"ب اله :+ E N Ga‏ و VOE‏ 
- التعريف بالترقیم e a A‏ 
هوية الشارع nes‏ نجه An‏ بول ماج امس OE‏ 
۱ - الوطتي ومنزع الاستقلال بالدعوة O sede‏ 
۲ -الانتماء الغاری مودت بع ل E‏ کی سود مس OF‏ 
۳- الانتماء العربي E E ANE EE A TEE‏ 
٤‏ -الآخرون OEM E‏ 
EOE E E‏ ۱۵۲ 
| - متن التسمية في المدينة العتيقة a‏ ی O‏ 
أ - البعد الديني القدسي NÉ RE ess 0 ue.‏ 

ب - البعد الجرّفي ea‏ لم شش EU‏ 

ج - البعد الفئوي الإثني T‏ ااا E‏ 

؟ لغة المعمار في المدينة العتيقة ل E‏ 
ور الس a E E A‏ 


الفصل الرابع 

او لا 
با 
GIE‏ 

الفصل الخامس 
أو لا 
36( 


EE 


رابعا 


O و‎ SN اللغة والتراتب الاجتماعي‎ 
e a A إحائيات التسمية‎ 
E nn هی‎ fra التمثل «الشعبي» للتسمية‎ - ١ 
E O A PEATA في الادب‎ iaiT 

۳ ی‎ ie th ru iles © 
a ا‎ tn الشارع. . نصا‎ 
ES DOES الشارع‎ Lo 


: صعوبه التفسير السوسیولوجی SDA NE PT‏ ی کی AEDES‏ ۱۷۹ 


: قوانين توزيع اللغة بين الأحياء: الوسائط es‏ 
NEEN‏ ا A Se AA TAA‏ 
البلاغة والتبليغ AR 1 1 Oa‏ 
سیمیو لو جية مدينة تونس ETTET‏ 1[ [1[1 1[ 0 
السیمیولو جیا والدينة E‏ ب ۱۱۱۲۰ 
مفاصل كبرى في المدينة sea pS‏ ا 
Cène")‏ دون مسب لاو E‏ م لط سين ال 
: نحو الا شهار في المدينة DA‏ و ی E‏ 
الستارة Sg es aa‏ وا ا E‏ 
اوا E Ns‏ 
T TOMES SO a . des ©‏ 


١ 


شاخ 


Lie 


E ESASA :الغائب‎ EE 

IO N NN SASS الفصل التاسع : ثقافة الشبح‎ 
۱۳۰۳۲۰ SSE DOS ORS E مهد‎ 

UA eet See :ما الشبح؟‎ Yi 

۱۱ ی‎ A ثقافة الشبح : عناصر أولويّة‎ GE 
۱-صعود الأشباح 00 ااا‎ 

Y‏ ثقافة النواتئ والسطوح ی 

7 es de تیان الخال‎ 

:-دوال دون مدلولاات eas‏ ا ا TEN‏ 

خاقة D ee‏ 
ثبت بأهم المصطلحات الواردة في الكتاب ا ا را 6 ۲۵۲ 
المراجع a Ae‏ عسوو سا سو PEN‏ 
اھ E EEIE EAA EAA NA N on‏ 


أولاً: المشروع: سيميولوجيا اجتماعية 


یعتنی هذا الکتاب بالتعبیرات الل وخاصة غیر LU‏ التی تسکن 
تا اکتا وار له ان ترا ات فان 
وأنسجة رمزية یصعب الامساك بخیوطها دون مقاربة تسمح بالعنافذ بين 
السیمیولوجیا والسوسیولوجیا» ضمن حقل منهجي ومعرفي واحد. وما كان له 
ان مورك نا COL‏ کي ها وسقي Der‏ الاجتماعى» لو كان اکتفی oiy‏ 
المقاربة دون تلك. هذا هو رهان هذا الكتاب: البحث في منطقة التقاطع» نظرياً 
وتطبيقيأء بين حقلين معرفيين» ظلا ل الأقل في سوسيولوجيتنا 
العربية» نسمیه «السيميولوجيا الاجتماعية». ولقد مكن هذا التداخل من تحقيق 
مكسبين على الأقل : 

الآول» فسح المجال آمام السوسيولوجي ليبني نضّه الاجتماعي من غير 
الكتوب» كأن ینسج مثلاء من المطارات أو من الفضاءات التجارية الكبرى Le‏ 
اجتماعياًء كما فعل كليفورد جيرتز في العبة الجحيم»» أو كما تعامل سيغموند 
فرويد مع الاحلام» أو نيتشه مع (إرادة القوة» . 

أما الثاني. فيتتبّع العلامة في «جلْها وترحالها»» وما يطرأ عليها من تحوّل 
دلالي حینما تتجول في السياق الاجتماعي» فتعود محملة بمعانٍ مختلفة فرضها 
المستعمل وجغرافيته EEE‏ هه | 

يتعلق الأمر كذلك فى هذه المحاولة النظرية والتطبيقية بتليين حقل 
الاجتماعي وتلطیفه بعدم الاکتفاء بالبنی الاجتماعية آو بما هو ee‏ ظاهر 
Giles‏ بما هو خفي. كامن» یسمح بمراودة الأنسجة التي توجد بعيداً في LLS‏ 


۱۳ 


الظواهر الاجتماعية» موضوع Île‏ الاجتماع دون أن يرى رموزها وعلاماتهاء وما 
يتآلف بینها من أنظمة وبنى هي وليدة أوضاعها وظروفها وخصوصياتها. 

لقد ظل أمر العلامة موكولاً إلى أهل الطبّ والأدب والفلسفة دون أن 
نتحوّل إلى هاجس سوسيولوجي» إلا في النادر» على رغم ما عرفته المعرفة 
الاجتماعية» خاصّة فى المدرسة الفرنسية» من تعلق بالانساق الكامنة» الحفية. 
وأزعم أن معرفة من هذا النوع لا تراود علامات ظواهرهاء تكون كمن خفيت 
لديه معالم الطريقء أي آثارها الستدل بها عليها. 


إن الحياة التى نعيش فيهاء والكون الذي يحيط بناء مشبعان بالعلامات التى 
و سا له یناشن ها A E as E‏ 
العلامات» نتواصل من خلالهاء ونمارس حياتناء وننجز أفعالناء حتى أبسطهاء 
بواسطتها كذلك. لقد تطوّر عالم العلامة وتعقّد حتى صرنا أسرى الكون العلامي» 
بل لعلنا تحوّلنا إلى علامة دون أن ندري. 


على أن العلامة فقيرة إذا اتخذت بمعزل عن العلامات المحيطة. وفى علاقتها 
ها شو لل فص O E E‏ زوك | ری اش ات وس 
أن تقیم علاقات وروابط بين علامات مختلفة قد لا یستطیم الامساك بها الا من 
كان ابن التجربة التي ساهمت في صیاغتها: وعارفا بالتاريخ وبالثقافة التي بلورتها 
عل نحو ما دون غیره. ان تعالق العلامات فی ما بینها بصورة متماسكة وربطها 
بسیاقات ct‏ یضیّق من فضاء تأوبلها. وهو que‏ لطافا وجّه نی السیمیولوجیا 
حين لا نقف عند رصد العلامة على تأویل واحد. غير أن تمفصل العلامات ضمن 
كلية ناظمة یقلل من وطأة هذا الأخذ. فالعلامات تنسج كما العنکبوت ینسج بیته 
ویعلق به» تشابكاً ودقّة. 

إننا ‏ إذ نتحدّث عن العلامة - في dle‏ التأویل؛ فالعلاقة Leg‏ عميقةء 
وذلك لأن الشيء لا يصبح علامة إلا متى تمّ تأويله من حيث هو علامة لشيء 
أدركها المؤوّل. ومع ذلك؛ فإن السيميولوجيا المعاصرة قد استقلت قلیلا عن 
التأويل حين رسمت لنفسهاء خاصّة مع السيميولوجي الفرنسي رولان بارت» 
حقل تدخلها اخاص بباء الذي يعنى بتصنيف العلامات وتحليل السنن (Codes)‏ 
امساکا للقواعد «lus‏ للانساق وتعلقاً بالواضعات. 


بهذا تصبح السیمیولوجیا علماً مستقلاً بذاته» یدافع عنه نظرياً» ولکن دون 
أن يبلغ الذفاع» بغية الاقنای حد انتاج عمل متماسك Que‏ النظرية. وهنا يجدر 


۱ 


التنويه ببعض الأعمال التى حاولت بناء أنظمة علامية من ظواهر مختلفة» ولكنها 
نل PEE E EE EE E E E A ١‏ 
بعض ما أنتج سليقياً من نصوص Y‏ يصتفها أصحابها ضمن القاربات 
السيميولوجية» ومع ذلك ففيها الكثير من الشبه cle‏ وحتى الأمريكي شارل 
ساندرز بيرس (۱۸۳۹ - AANE‏ ورغم أنه يرى العام علامياء فلا يمكنه 
دراسة ظواهره إلا سيميائياًء بيد أنه لم خلف Was‏ متماسكاً يستند إلى الميدان 
يوجز المفاصل الأساسية لنظريته السيميائية. وهو ما يطمح إليه هذا البحث» أي 
المرور من النظري إلى الميداني عبر تطبيقات تحاول أن تبني نصّيات اجتماعية من 
الا البزميةة» کالشارع والصیف والاشهار. یتمذی الطموح» اإذن» فیه جرد 
البحث في النسیج الرمزي والانظمة الشكلية» لیتعلق کذلك» وبشکل خاص 
بالسیمیولوجیا الاجتماعية» أي كما یروق للبعض تسمیتها «علم العلامات 
الاجتماعي». وينصبّ الاهتمام فيها على دراسة الممارسات الذالة التي تحدث في 
سياقات اجتماعية معیّنة» فلا نقف عند حدود العلامة أو العلامات» بل نربطها 
بالأوضاع التي أنتجتها. فأنماط الواقع ليست جيعها متماثلة» بل فيها مواقع من 
الصراع والتناقض والتراتب» مما يجعل العلامة متحرّكة» ومختلفة باختلاف 
سياقاتها. 


وفي التعريف الذي قدّمه فرديناند دي سوشیر آثار مبكرة للسيميولوجيا 
الع TE‏ إذ يرى في علم العلامات دراسة لحياة العلامات داخل الحياة 
الاجتماعية. فالعلامة لا توجد من غير مفسر وقارئ لها كما إن السنن هي 
بمثابة أعراف اجتماعية» أعراف مترابطة تحدّد العلاقات المتبادلة بين الدال 
والمدلول فى ظاهرة ما. 


تلك الفكرة التی براودها الكنات» دون أن Lai,‏ قد اکتملت بعد» جعل 
dle‏ الاجتماع قارتاً للعلامات في مجالاتها الاجتماعية وهاوياً لهاء فیقحم في نحو 
السوسيولوجيا وصرفها مصطلحات أخرى من قبيل العلامة والدال والمدلول 
والاحاء والسئن. ولعله يحتاج إلى مصطلح «الشعرية» (Poéticité)‏ على معنی 
الاهتمام بالتعبيرات التي تركز على شكل الرسالة» كما فعل رومان جاكوبسون 
(Roman Jackobson)‏ الذي ألم على العنصر السيميولوجي في الكثير من 
المواضع. الأشكال أو التجلیات عناصر يمكن أن تكشف معاني وأبعاداً أخرى في 
ما هو اجتماعي قد يصعب بلوغها دونما قراءة فيهاء Le‏ يحوّل عالم الاجتماع إلى 
قاری للظواهر كمثل الأدباء والفلاسفة ورجال الدين» قاری لا لا يقرأ عادة» كما 


\o 


فعل «الحاول» الفرنسي رولان بارت في جل Lo‏ آنتج › اد لفت الانتباه إلى النسي 
من eiel al‏ آي ال المتبقي الذي صئّف ضمن (النفایات». 


ثمّة محاور تعاملت معها «السوسيولوجيا العربية» بنبالة» فمنحتها الأولوية في 
البحث والدراسة» على غرار الدولة والقبيلة والدرسة والجريمة والاسرتة وعاور 
أخرى db‏ مهملة في الزوایا الرّمادية. وفي كل هذا وذاك» كان الاهتمام منصباً 
على الكاتب أو الفاعل دون المنتوج أو المقروء. غير أن السيميولوجياء البنيوية 
بالخصوصء آعادت الاعتبار إلى تحليل gad‏ عوضا عن مؤلفه. وفي هذا تركيز 
على المقروء (أو القراءة) دون الكاتب» هذا المقروء الذي لطالا ظل منسيًاً» تغيّبه 
553 حضور الولف. أهواؤه وضغوطاته وحدوده وتوتراته. هو ذاء المشروع 
السیمپولوجی «وصف ما کان خا oi‏ به ولا نراه» آو لا نکاد نراه إلا 
rare E‏ وليك en‏ 

ينخرط هذا الكتاب» إذن» نظرياً cities‏ في لعبة العلامة الاجتماعیق 
وهي تتحرّك في المجال الاجتماعي. و الأمر فيه برصد حركة العلامة وهي 
تتجول في عوالم ختلفة سوسيوثقافية وتاريخية. وقد نحتاج في مثل هذاء إلى نحو 
خاص يحاول الإمساك بالمعنى وبلعبة العلامة ضمن سيرورة من التحولات» ومن 
الروابط الاجتماعية. معنى هذاء أن الطموح يتجاوز ما يقف عنده السيميولوجي 
الذي ينحصر عمله في أفق العلامة وأنساقهاء ليبني نسيجها ضمن واقع 
اجتماعي متغيّر» تما قد يسمح بالحديث عن سيميولوجيا الفعل أو الظاهرة 
الاجتماعية. هذه النزعة في إعادة البناء السيميولوجي z U‏ اجتماعي» تنخرط 
بالضرورة ضمن أفق «میکرو - سیمیو - سوسیولوجي» يتتبّع تفاصيل الأشياء 
والفروقات بفروفاتبا الدقيقة. 

إن قراءة علامات واقع متغيّر ليست بالامر الهین. ومع ذلك» يجازف هنا 
الکتاب باخوض فيه» بما فيه من محاولات تضع على عاتقها هاجس تسس بعض 
عناصر الإجابة عنها. وينطلق في ذلك من البحث في الكيفيّة التي بها Lis‏ 
الاجتماعي AU‏ في حياة العلامات» کیف تعر العامة بتغیّر آوساطها التي 
ut est es les La‏ العالامه N Nga‏ | 


يتعلق الأمر بالبحث في الكيفية التي بها تمنح تلف الأصناف الاجتماعية 
معاي الاشیاء. فتتجاوز بذلك اللسانيات التی تدرس العتی من غفصل الاصوات. 
ولکن كيف یمنح الئاس العنی لأشياء لا أصوات لها؟ ذلك هو سوال 


۱1 


السيميولوجي الذي يتعلّق إلى Le‏ الشغف بفعل «دل» بحثاً في النهاية عن أنساق 
مبنية من العلامات آنساق من الاختلافات والتعارضات والتباینات. وکل الأشیاء 
والأمتعة» وکذلك عناصر الطبیعة» متی ارتبطت بالجتمع صارت دالة وآشبعت 
بمعان» على السيميولوجي أن پمسك بنضیانها وأنسجتها عبر القراءة والتصنیف 
فیلج بذلك (مطبخ العنی». 

وهذا الکتاب آردناه في أصل وضعه لتقریب السیمیولوجیا إلى علم 
الاجتماع» حتی نکون آکثر Le‏ بأهميّة الرمزي في الظواهر الاجتماعية. وتزداد 
الحاجة إليه» لا يمكن أن ينبّهنا إليه ویغرینا به من نزعة بنائيّة تری في بعض 
طبقات اللّغة المدروسة نسيجاً رمزياً لم تبلغه إلا القليل من الدراسات العربية. 


ولا يقف الطموح فيه باستهداف النسق العلائقي القائم بين مکوناته فقط 
جن دراسة ظاهرة ما التعبیرات الصامتة مثلا» آو هندسة الدينة »ين یمتد 
4 ف رل زيط هذا الشيق: حالما فان الغاقمة بالسياقاتف الى iles.‏ 
فتخرج بذلك من سکون التسق إلى حركية الفعل» تما يجعل من مشروعنا الأساسي 
يتتبّع حركة جولان العلامة في الجتمع والتاریخ والجغرافيا. فالعلامة ليست 
معزولة. بل نتاج فعل تاريخي وسیاق جغرافي ومعطی اجتماعي. هکذا تبدو 
A Relief‏ عن anti‏ شا شه من اماف الغلاما كه كن la.‏ 
وجزرها بحسب الاوضاع الاجتماعية والتعافة وبحسب Lt‏ قات والترانبیات. 
والاهم من هذا Le‏ یمکن أن تقدّمه من کشف الثقافي التاريخي خلف ما يبدو 
طبیعیا. فالعلامات یصنعها التاريخ وتضمنها الطبيعة كما لو أا من طبيعة الأشياء. 
وهذا التعلق بما هو ثقافي خلف الطبيعي لا یتستی لنا الا متى مررنا من سطح 
الظاهرة الدالة إلى عمقها وما فیها من کمون. فتکشف آعیان العاني وطبقاتها حتی 
تصبر الظاهرة (أو الشيء) عاریة» وتبدو كأنها طبيعة. 

إن المرور من الجال الاجتماعي إلى الجال الاجتماعي الرزّمزي» ضمن 
سیمیولوجیا اجتماعیةت مجعل الباحث Dé‏ پل ما le Let‏ من ات اجتماعية 
نسکنها وتسکننا» ولکن دون أن نبنیه» أي دون تعيين تلف العلاقات القائمة 
بين عناصرها. واليقظة ترد الباحث قلقاء متأهباء Lab‏ حوله قارثاً لا يراه ولا 
لا يراه من علامات ظاهرة وخفية» فيتورّط في دروب جديدة ومسالك وعرة» 
ولكنها مثيرة» ما كان له أن يتقاطع معها دون نهج علمي ينطلق من تجلیات 
«الاجتماعي» لیعانق ما فيه من كمون. وكم سيفاجاً الباحثء» إذاك» بمكائد 
العلامة إذا تليّسته» هما معرفيّاء وهي تلغي التاريخي فيها لتصعد الطبيعي. ذلك 


۱۷ 


كان هاجس رولان بارت طويلاء وخاصّة في ميثولوجيات» حين كشف مناورات 
البرجوازية الصغيرة الفرنسية في جهدها الدؤوب من أجل الاختفاء خلف الطبيعة. 
وذلك أيضاً pe‏ معرفيَ حاضر في جل ما أنتج كلود ليفي ستروس حين تعلّق 
بتتبّع الرّمز والإمساك ب «البنية الأم» في القرابة والأسطورة والطبخ. 

رما مسألة العلامة والرّمز مبنية في أنساق» مسألة لم تحتل إلى حد الآن 
حيّزها الكافي في سوسيولوجية المجتمعات العربية. فتوقفت بذلك بحوثها عند 
الوصف والتوصيف دون أن تبلغ» إلا في القليل» مستوى بناء النماذج وتتبّع 
الكامن في ظواهره. 

والعلامة» وكذا الرّمزء سلطة تتوسّط التبادلات الاجتماعية» وتتدخل في 
التصنيف الاجتماعي وما فيه من تراتبيات. هذه السلطة التي لطالا 51 «es‏ 
سذاجة. بالدولة. Gai EE‏ في علامات الدينة بآرصفتها 
وشوارعهاء وقائمة في الاشهار وهو یصیّف البشر وحاضرة في لغة الشارع بما 
فیها من صراع ومنافسة على افتکاك الجال. وفي هذه اللغة تورّع البلاغة تراتبيا 
بحسب الفقر والغنی» وینتشر فیها الخطأ والصّواب بحسب «نبل» الحيّ السكنيّ 
ی O O‏ اه تیال ای باه ارس 
آثرها في حركة جولانها في الجال لتقوّي طرفاً ما حيناًء وتقهر طرفاً حيناً آخر. 
فتخلف حالة من اخضوع والسلطة يمتزجان بلا هوادة: سلطة المنتج وخضوع 
الستهلك في الوضة والاشهار (الدعاية) والصورة والرّصيف والعمار. . . ولا Jle‏ 
لفو تسام ال كمي an taie et‏ ی Ne‏ وش ی 
ee‏ سا روه ایشا ارم وش قبل ETE‏ عو عن te‏ 
بلوغ معن هذه العلامات Li Lie‏ أنساق لها LU‏ الثاريخية والخقافية 
والاجتماعية» تغطية للفجوة التي حصلت في ما أنتج من «de disel‏ آهملت 
أو أسقطت من الحسبان مسألة العلامة والرّمز بما فیها من J‏ لف ودوران وارتداد. 
ونحن بكل هذا أمام سيميولوجيا منفتحة على السوسيولوجياء إذ إن خطاب هذا 
دون ذاك يظل فقیرا. هذا يقف عند الفهم» وذاك عند التفسيرء وبين هذا وذاك 
مرور من الفهم إلى التفسیر. 


ولکن ألا Le‏ مثل هذا المزج» أو هذا التداخل بين سیمیولوجیا هدفها 
علم العلامات» وسوسیولوجیا تعنی بفهم الظاهرة الاجتماعية وتفسیرها» ضربا 
من التعسف والعلاقة القهریة؟ قطعا لاء لأن الامر هنا يتعلق بعلامة غير 
لسانية» في سياق کرّس آنظمة من التواصل غير المألوفة» كالصورة والاشهار 


۱۸ 


والتلفزة» والأنظمة الإشارية الحركيّة» تلك التي رسم بعض عناصرها 
السيميولوجي الإيطالي أمبرتو إيكو في تتبّعه لمنطق الإشارة الإيمائية. هذه 
الاشارات لها أهميتها في الحياة الاجتماعية اليوميةء إذ تُستعمل بديلاً للكلام عن 
قبيل الإشارات الجنسية. 


إنتاجهاء بل العلامة بناء اجتماعى ذات عمق تاريخى ما كان لها أن تكون لولا 
سيرورة من النشوء والتطور. ثم ن ربطهاء تقليدياً بأفق العبارة قد ضيّع على 
الهتمین بها فرصة البحث في علاقتها بالسّياق بمختلف آبعاده. فلم يروها خارج 
اللغةء منتشرءة فى حقول اجتماعية عتلفة. ولو حدت ذلك لادرکنا بعدها 
الهرمی» التراتبی» وقدرنها على التدخل فى تصنیف البشر والأمكنة والازمنة. إا 
العلامة للمتدة في أفقها الاجتماعي» ولیست العلامة التقلصة في باب العبارة. 
ولقد حاول هذا الکتاب ترضدها فى مناطق غير مألوفة. 


إن هذه العلامة الرتبطة بالشبكة الاجتماعية» وما لها من قدرة على الحركة 
والتلاعب باللغة وبالکلام بحسب طافتها الحجاجيّة» لقليلة الخضوع للضوابط 
TS D,‏ نها نز تصرف الط قرم القافذة هکا نکر الملافه تین 
الدّال والدلول Se,‏ قاطا one ren)‏ مهو انا ال 
كفاءة استثمارية تروجية للسلعة آو للفکرة آو ذلشي.. الهم في کل che‏ بلوغ 
الغرض حتی إذا اقتضی الامر التضحية بمعانی الانتماء والهويّة والواطنة والوطن 
وكل ما هو عام مشترك بیننا. والمهم» في نباية الأمرء الإيقاع بالتلقي. الستهلك 
أو المارّ فى دائرة السّحر. وهذا معنى ذرائعيّة العلامة. 

ولخ کا ال جا دفن AL) AD‏ 
a ed‏ اسان رارف تفس 
للضّرف بوطأة الاجتماعي عليهاء فينساب فيها المعنى بحسب الفاعل. فالعلامة إذا 
تر فك SN‏ بدا ا و EPE sas‏ ما 
الواقع» كأن ترتبط العلامة بروابط القوّة» أو أن تعبّر عن معاني الاقصاء 
والتهميش أو أن تقترن بالفقر. ولعل هذا أبرز ما يمكن أن يحقّقه التزحلق من 
السيميولوجي ال الاجتماعي الرّمزی : اقتفاء أثر العلامة see Lasi‏ 
سانكرونياً ودياكرونياً. إننا هنا إزاء علامة مشبعة دلالیاً OÙ‏ مرجعها الجتمع؛ 
فتبتعد عن الحياة لتختلف أو تتعارض بحسب الطبقات والفئات » کالقول مثلا: 
علامة فقر أو علامة ترف. 


۱۹ 


يتكلم السوسيولوجي بشهیّة » بنشوة الستفرد عن النهج » لكان bles «à‏ 
غاية ومحصلة العمل. ونتيجة لهذه الرغبة الجامحة يمر كل شيء cad‏ ولا يبقى شيء 
للكتابة. يقول بارت فى هذا: «یکرر الباحث أن نصّه سيكون منهجياء. ولكن هذا 
النص لا Gb‏ على الاطلاق ولكي يقتل المرء بحثاً ويجعله ملحقاً بأكبر نقاية من 
نفايات الأعمال المهجورة؛ لا يوجد شيء أنجع من المنهج للقيام lie‏ يدفع 
هذا إلى أن ينعطف الباحث ضد المنهج» أو أن يميل عنه ولو «جتاح بعوضة»» أو 
أن يعامله من غير أفضلية تأسيسيّة» ليأخذ النص في مجمله لغة ومعنى ورمزاً. 
وتلك فضائل تمنحها السيميولوجيا. وإنها لتذهب بالباحث بعيدا ليقف عند 
الفروقات الدقيقة وعند اللاعتباطيات الاجتماعية والثقافية» ولينزلق بين الكلمات 
والصورء فيقف عندما يكتب وما لا يكتب» يصغي إلى حواسّهء وال ذاتیتی 
وهي تموضع ذاتهاء Hs‏ على لغته عفويته الحنکة فتقول المدهش ete ælals‏ 
ولیعانق المعنى في غير المتوقع. في مقعد على الرّصيف» أو في معلقة إشهارية 
(إعلانية) تسوق الأضدادء أو في غرائبية صور الموت والدّم على شاشات التلفاز 
كل صباح» أو في مخاتلات الخطاب السياسي وهو يخفي إخفاقاته ولاشرعيته. وفي 
كل هذا وغیره» من الواقع المقصيّة والقصيّة إلى الآنء يحتاج السوسيولوجي إلى أن 
يكون GES‏ أو مبدعاً ليكون سيميولوجياً» ليخوض حرباً ضد تلف المعنى وتعب 
الرموز وافك السّحر عن العالم»» بلغة ماكس فيبرء وليفهم لامبالاة فاعل 
اجتماعي d‏ يعد فاعلا» بل ضاق ذرعا بمعانی الحياة la‏ 


هذه السيميولوجيا وهي تراود السوسيولوجيا وتتقاطع معهاء إعلان عن 
شاعرية المعرفة وعن محدودية الموضوعية العلمية» وما يسمى ب «العلم (ei‏ 
A‏ من روح الادب والابداع وأطياف التأمل. وهذا التقاطع نلامس معاني 
مهجورة وبعيدق فنراها «حمالة آوجه» تتطيّر من اليقينيّة التي تمنع العرفة وتحجبها. 

اخترق کلود لیفی ستروس فى الداران اطزینان قاعدة الصرامة والموضوعية 
تعلقاً بشاعرية المعرفة EEEN]‏ فيه رعشة الإبداع» رعشة تفور من لغة 
شاعرية متفجّرة وبأسلوب إنشائي متدفق» وهو يحدثنا عن أولئك «المتوحشين 
الطيّبين» الذين تقاطع معهم وعاشرهم في رحلته إلى البرازیل ۳. إن جل ما أنتجه 
كلود ليفي ستروس» على امتداد ما يقارب نصف CO AN‏ هو إعادة تنظيم للتجربة 


Roland Barthes, Le Bruissement de la langue (Paris: Seuil, 1984), p. 355. (\) 


Claude Lévi-Strauss, Tristes tropiques, terre humaine (Paris: Plon, 1955), p.229. (Y) 


Ya 


الحسّية فى أنساق دلالية رمزية”". وتحيل صفة الرّمزي» عندهء إلى تلك السيرورة 
المكوّنة لحالة ثقافية تمنح المعنى لهذا العالم. فكل ثقافة تتجل بصفتها نظاماً رمزياً 
يمكن بناؤه بمقاربة سيميولوجية. الطوطمية» مثلاء نظام رمزي» علاقة استعارية 
بين عشيرة من جد واحد وحيوان طوطمی» رمزاً للقداسة والحماية. وإلى جانب 
الطوطمية» يسمح مفهوم (Mana) AL‏ بتنافذ ممكن بين السيميولوجيا 
والأنئروبولوجيا. وهو نتاج الجدل الأنثروبولوجي حول الدين البدائي» ويعني 
سلطة خارقة للطبيعة یستند إليها الفعل الانساني. ولیست الانا عند مارسیل موس 
«قوّة نحسب أو کیان بل تبدو کذلك فعلاً وخاصيّة وحالة». إنها قوة روحية 
حلت في الشيء. وهي أيضاً سلطة الساحر والخاصية السحرية للشي». وغثل عند 
کلود ليفي ستروس من جهه قدرتما على انتاج الدلالة «قيمة رمزية فارغة؟ لم 
تتجاوز درجة الصفر دلالیا. 


هکذا. فان السیمیولوجیا التي نعنیها في هذا الکتاب هي سیمیولوجیا فوق 
لسانية» تتجاوز حدود اللّغة لتلازم الظواهر الاجتماعية بحثاً عن نضّياتها. ولکن 
a‏ منطلقها» على الاقل منهجياء منطلقاً لسانياً آساسه أطروحة فردیناند دي 
سوسيرء حين رأى في اللغة نسقا من العلامات تتحدد فيها كل علامة بالعلاقة 
التي تقيمها بغيرها من العلامات الأخرى. فالتركيز يكون على الكيفية التي تعمل 
بها الأجزاء في علاقتها بأجزاء أخرى لنبني من المتفرّق نسقاأء أو نكوّن من 
الظاهرة Les‏ اجتماعياً لكأن الظاهرة مستوحاة من نفسهاء من العلاقات التي 
تقيمها الأجزاء في ما بينهاء أي تمفصل أجزائها. على أن التقاطع بين 
السيميولوجي والسوسيولوجي يمكن من الانتقال من هذا النسق المغلق» الکثف 
بذاته» إلى نسق مفتوح حين ربط بنية الظاهرة بسياق إنتاجها. 


PL small اناما‎ 


las‏ «العين» السيميولوجية من حدید dj‏ شيء في adao‏ الخام peer‏ عن 
وساطة الخطابات والتأويلات السابقة. تفعل ذلك حين تربطك بالدال الذي يدفع إلى 


معرفة الأشياء كما هي. فالطموح السيميولوجي يعانق الواقع كما هو تعلقاً بالدال 
وما پبلغ منه دون وسیط » إلا الحدس ومعقولية Li‏ كفن د الناس عالمهم 


Claude Lévi-Strauss, Anthropologie structurale (Paris: Plon, 1958). (۳) 


۲1 


ونصوصهم. إنها «مغامرة الدال»» فللأشياء أو الظواهر أو الأمتعة في بعدها الخام 
متعتها وجذوتها وعبقها الخاص. 


نزع السیمیولوجیاه في وحهها العام إلى تسج انشا العلامات التی 

يتواصل es pos Henar‏ تعريف فرنسي لها مع Leg‏ 
آهمية خخصوصة للعلامة داخل الحياة الاجتماعية. ومع ذلك» تظل دروس سوسير 
لحظة معرفية تأسيسية مهمة. لكن السيميولوجيا لم تصبح منهجا في التحليل وحقلا 
من احقول المعرفية الاتشاتةه إلا مع رولان بارت فى «محاولاته) النظرية 
۳ ورغم ما آنجز إلى حد الان؛ فان العرفة السیمیولوجية ما تزال فى 
مراحلها الأولى» ما دامت مرتبطة في جهازها الفاهيمي بالعرفة اللسانية» ومالم 
۱ بجسارة حدودها اللغوية الکتوبة للتعلق بالجال الاجتماعي الرّمزي. PRIE‏ 
صوت خفی» يُطوى على كافة الناس» الا من تعلق به وراوده من أهل 
الاختصاص. أو آدرکه بالسليقة من «العامة» لأنّه BL‏ كامن» فهو فى باب 
الكناية یتطلب تدقیق نظر لیصل إلى الخامض. 


ترتبط السیمیولوجیا باللسانیات في آربعة مفاصل أساسية ختزلها رولان 
بارت استناداً :إلى فردیناند دي سوسیر LOUIS‏ 


- اللغة والکلام : اللغة مؤسسة اجتماعية» ونسق من القيمء لها بنية 56 
ثابتة» حازمة عکس الکلام الذي یتکون من عدد لامتناه من الإمكانات اللفوظة. 
والکلام فعل فردي: دائم الحركة بحسب التکلم. واللغة تعاقد اجتماعی تؤخذ 
برمّتها إذا Les‏ تحقیق التواصل. هذه الانساق الغلقة» الکتفية بذاتهاء وهذه اللغة 
التي لا کلام فيهاء لا حياة فیها. ولا حرکة. سوی النطق والقواعد. تجاوزتما 
المقاربة السوسیولوجية والقاربة السوسیولسانیت def Les‏ من مشروع یبحث في 
العلاقة بين اللغة والجتمع؛ بين اللغة والاستعمال. يوسّع ولیام لایبوف. مثلاء 
o‏ فلا el,‏ حخضرا : فى النحوء ل ف الي وعل 

الاجتماعي as‏ الساشية او فلت اه نی AE E‏ 
dai‏ : یری أشن کذلك في النطوق غزارة تکفی لتحلیل الواقع. فالقول 
تأكيد لفعل» وإذا لم يتمكن ملفوظ من انجاز فعله لیس لك طا فد بل 


William Labov, Le Parler ordinaire: La Langue dans les ghettos noirs des Etats-Unis, traduit de (4) 


l'américain par Alain Kihm, 2 vols. (Paris: Minuits, 1978). 


YY 


لأنه ملفوظ «شقی» أو «سيىء احظ» حالت الظروف دون تحقيق فعله» 
كالاستخفاف بعلاقة تعاقدية أو إلغاء قرار رسمي. وهو في هذا يتوسل فهم 
الواقع من خلال اللغة المنطوقة. 

m‏ الدال والمدلول: المدلول مفهوم يشير إليه الدال» فلا یعصح عنه الا من 
خلاله» لأنه مستواه المادي. ولكن الدال أساسى فى المقاربة السيميولوجية» إذ 
فى حد ذاته مفصل مهم من مفاصل الحهد السيميولوجى. وباختصار» فان الدال 
وسيط لمدلول یقبع خلفه» والعلاقة بینهما العلامة. 


با کش والحدول: ن ال كين على التمفصل» 3 95 45 y‏ یکون الا 
للمعنی» هذا العنی الذي ينشأ من تنسیق وحدات الظاهرة الدروسة. ینظر إلى 
الستوی التركيبي باعتباره الحور الأفقي للظاهرة (الجمع بين السریر والطاولة 
والخزانة)» آما الستوی الجدولي فيمثّل الحور العمودي (ختلف آنواع الاسرة 
مثلا). في العلاقة التركيبية ينشأ العنی من العناصر العزولة متی تلامت. أما 
البر ادیخم» فالعنی فيه متو لد من العلاقة مع العناصر الغائية. 
- الدلالة الذاتية والدلالة الامحائية: تشیر الدلالة الذاتية لل العنی est‏ 
المباشرء الواضح أو البديبي» الذي قد لا يتاج إلى الکثیر من عناء التأویل 
لبلوغه إذ هو قا في النظام الأول من الدلالت ترد العلامة دالا لهاء فتمنح 
SE‏ إضافياً. ولغلة فخ عدن الضف النظر إلى الإبحاء بصفته دلالة مضافة إلى ما 
3 أنه دلالة ذاتية» أو تج لحرا E‏ الدلالت آو 


o‏ حنی وان كانت صامتة als‏ والحركة واللون. 


ثالثاً: السيميولوجيا الاجتماعية: حقل التداخل 


تقف السيميولوجيا في مستوى الفهم فهم البادی العامة للأنساق الدلالية» 
ولكن دون تفسيرهاء أي دون ربطها بسياقها الاجتماعي والتاريخي. وهنا بالذات 
تكمن أهمية الربط بين الحقلين: المرور من الفهم إلى التفسير حتى لا تظل العلامة 
معلّقة» متعالية على السياقات التي أنتجتها. هذا الربط يجعل أيضاً عالم الاجتماع 


John-Langshaw Austin, Quand dire, c'est faire: How to do Things With Words, introd. et trad. (0) 
par Gilles Lane, l'ordre philosophique (Paris: Seuil, 1970), p. 43. 


TY 


أكثر حسّاً إلى ما في الظواهر الاجتماعية من أبعاد رمزية وأنظمة دلالية» متيقظاً 
إلى ما يمكن أن يوجد فى العلاقات والمارسات من علاقات معانٍ ودلالات 
ورموز. فالسيميولوجيا الاجتماعيق )405 بتطعيمها بمفاهيم جديدة من قبيل البنية 
الاجتماعية والتفسی يمكنها لا فقط أن تبنى صورا وعلامات مترابطة فى ما 
بینها لتعطی نسفاً من العلامات» بل تربط آیضاً هذا النسق بالجال الاجتماعي 
التارغي الذي آنتجه وهي من هذه الوجهة یمکن أن تندرج ضمن 
«السوسیولوجیا التفهمية»» كما صاغها النظر لنزعة الفهم التأويلي. 


توجد دراسات یمکن إدراجها ضمن القاربة السیمیو - سوسیولوجية تتقضى 
حياة العلامات الاجتماعية. دون أن تطرح نفسها بما هي کذلك. من هذه 
الدراسات بعض ما أنتجه جاك بيرك» خاصّة في «الشرق الثاني» الذي «رأى فيه 
وراء ما يرى»» فیخترق المتخفي ويمسك بعلامات الشرق الخفية. يتنقل في 
المديئة» في شرق يشبههء Aa‏ وجد فيه «الطرف الأقصى من نفسه». كه 
كأنثروبولوجي في المدينة» في Wal‏ وأزقتها وممراتها الصغيرة» تحيط به العلامات 
من كل صوب وحدب. 


في مدينة تاريخية عتيقة» سورية» تلفها الحداثة» فتخلق تداخلاً في الحقب 
والأرفنةغذه اللديتة از ais‏ الث ROLE‏ تعلاساما المنفتة  tas esse‏ 
الحاجة؛ حاجة شعوب منهكةء منطوية ومنعكفة على صلواتهاء أو على وهمهاء 
لكأنها هاربة إلى الطبيعة» وإلى طبيعتها. أفراد وطبقات وشعوب مزقتها الحاجة» 
الحاجة إلى كل شيء الا إلى الرموز التي تتوفر فيها حذ السخمة"". والقبيلة عند 
جاك بيرك. وخلافاً لکل التعریفات التداونة» JE‏ علامة» کاشفاً بذلك أسطورة 
الانتماء إلى جد واحد. فتحلیل الجموعات القبلیة» حتی فى لحظاتها الراهنة» یبین 
هشاشة التفسير السلالي فى بناء القبیلت» وفى كل الأطلس المغربي» مما يعني أن 
واقع التسیج القبلي لا تبنيه الأصول الدموية» بل تصنعه لعبة الاختلافات اللفظية 
وهي تتغتّى بأمجاد تعذدت أصولها وتنوّعت مرجعياتها. فى هذه الأرض» أرض 
أفريقيا الشمالية الدائمة البحث عن ذاتهاء في job‏ وه خلالهاء شر جع 
الظاهرة القبلية» على الأقل في جانب dés‏ إلى علامة”". 


Jacques Berque, L Orient second (Paris: Gallinard, 1970). (1) 


Jacques Berque, «Qu’est-Ce-qu’une tribu nord africaine?,» dans: Jacques Berque, Maghreb: (v) 


Histoire et sociétés (Alger: Société nationale d'édition et de diffusion, 1974). 


yé 


تحدث جان بودریار کذلك» كمثل جاك بيرك عن تخمة الرموز» وذلك فى 
ما یسمیه ب: «الواقع امثارق - للواقعک عذا الذي یعیش بالرموز count‏ اة 
والصّورة والصیغ» فیضم بذلك حذاً للعلاقة التاريخية بين الدال والدلول. الرّمز 
آقصی الواقع وحل مله. إنه الواقع الذي لا واقع له یمکن تعيينه والامساك به 
بعد أن دُمرت المسافة التي تربط الواقع a‏ وهذا معنی الشبح الذي يلغي 
الواقع» ولا يبقى إلا الرّمر كلي ce‏ 

ورغم Lis‏ هله الاأعمال وعمقهاء وغيرها كثيرء إلا أن الحاولات البارتية 
(نسبة إلى رولان بارت) تظل الاقرب إلى فكرة هذا الکتاب. 


رابعا : رولان بارت وعلم الاجتماع 
اختار رولان بارت عالم العلامات یتجوّل فيه بمتعة» أي دون عقيدة تحد 
Le‏ يمكن أن يحدثه من انقلابات وانتقالات. فاستبعد التکرار والکتسب والسلطة 
لغائدة تحطيم السلطة وتحطيم الأنظمة لیعید بناءها من جديدء فاراً إلى الأمام 
لقد كان نموذجاً في تکسیر کل النماذج» ضد کل دوغمائية وارئو ذکسية 
فیدفع LL‏ نجديد النظرة إلى العالم والأشياءء Laure‏ نبضات aLL‏ اليومية » وما 

فيها من OS‏ جماعية وعلامات ns‏ رمزية» Li Las‏ 
تعلق بارت بقراءة من الدرجة الثانية» فاستطاع أن یتخلص من النمطية 
وأخواتها من قبيل النمط والدوكسا (La Doxa)‏ والمعيارية والأفكار المسبقة. 
فالدرجة الثانية من القراءة تعنى السافة والوعى والتحلیل» وتعنی تجاوز تأمللات 
العال Gla‏ بالمتعة البارعة في التفكيك والتبليغ. في «الغرفة المضيئة» مثل هذه 
النزعة الى تعوق إل التحرر من الدوکساا» Les‏ هی معرفة شعبية مضللة 
بفضل قراءة «من الدرجة الثالثة» لا نحتمل فیها ما نستهلك الا متی كان Lens‏ 


و 


مؤيرا. 


الأشياء التي لا صوت لها. وما تعثر هذا المشروع عند غيره إلا لأن البحث 
توقف عند سنن أَوَليّة قليلة الفائدة من وجهة سوسيولوجية كقانون الطرقات 


Jean Baudrillard, Simulacres et simulation, débats (Paris: Galilée, 1971), pp. 10 et 35. (A) 


Yo 


مثلاً. أما بارت فكان ينتقل من فكرة إلى أخری» من مبحث إلى آخرء دون أن 
يحدث ls‏ في المنهج. 


: النص الاجتماعى 


النص الاجتماعی یمکن أن یکون آحد الکاسب الأساسية التي تنحقق من 
علاقة التقارب بين السیمیولوجیا والسوسیولوجیا. وقبل ذلك كان gad‏ حكراً 
على Lai‏ الأدب والفلسفة والدین. فهل یمکن 51,5 الظواهر الاجتماعية قراءة 
fa‏ تبحث سوسيولوجية النص عن الجتمع داخل E pa‏ في حن ندعو هذه 
الدراسة إلى البحث عن النض داخل المجتمع. فهي تقلب المقاربة الأولى رأسأ على 
عقبء فتنزع إلى تحقيق نص يمكن أن تنسج خيوطه من معطيات الواقع 
الاجتماعي. النص الاجتماعي» إذن» نص ممكن يحتاج إلى قاری OY «be‏ 
فقراته وفواصله ا مرئية» 3 مثبوتة في الي اليومي » وفي النشاط 
الممارس. هناك نصوص تسري فيناء لكن أجزاءها متفرّقة تحتاج إلى بناء. 

ومن المحاولات المتقدمة في القراءات النصّية للظواهر الاجتماعية تبرز دراسة 
الأنثروبولوجى الأمريكى كليفورد جيرتز (Clifford Geertz)‏ التى تستند إلى متن 
نظري في التحليل يطلق عليه «الأنشروبولوجية التأويلية». تحيل الثقافة عنده إلى 
نسیج رمزي من ار ومن الدلا لاات التي يصنعها الإنسان ويعلق مبأ. lel‏ 
نسق رمزي في إنجاز مطرد. یتقاسم وینجز بصفة مشتركة. هذا یدفع الباحث إلى 
والعیش والتشریع له. في مولفه: بالي: تأویل ثقافة فدم جیرتز في «لعبة اححیم؟ 
قراءة نصيّة لثقافة المجتمع البالي من خلال مشهد نزاع الدیکة. فالناس ینتسبون 
وبعمى إلى ديكتهم. نزاع الديكة تعبيرة رمزية ینسج فيها «الفرد (UN‏ ثقافته. 
الديك رمز الذكورة بامتيازء فلغة الآداب اليومية تبدو مشبعة من جهة 
ذكوريتهاء بصور «دیکیة». 


سادساً: الشارع. . . نصا 

الشارع بمختلف عناصره ومكوناته يمكن أن يقرأ قراءة نصيّة. يتقبّله المار في 
شكل مقتطفات ile‏ خارج سياقها النضي التكاملي. ولا يرى ما يربط بين مفاصل 
الشارع (عناوین الحلات التجارية» تسمیات الاهج والشوارع» الصور الدعائية أو 
الإشهارية» الحراك البشري» الهندسة العمارية .۰۰ إلخ) من روابط وقوانین. 


ya 


ويعسر بلوغ القوانين المتحكمة في هذا النص مالم يدرك باعتباره كلا متکاملا 
تترابط أجزاؤه في ما بينها. | 


وليس إبداعاً Li‏ مغل أفكار باسكال التى أمكن لغولدمان فى الإله اشفی أن 
يختزل فيها كل إشكالية الفلسفة التراجيدية لباسكال. فموضوع البحث في هذا 
النص تسميات وإشارات تعرّف فضاءات جغرافية واجتماعية مختلفة موسومة في 
لقني ياو اش ال rues Anne‏ اد عازن سوه 
الرّبط بين علاماته» أي بناء منظومتها من ناحية» ويعاني صعوبة استخراج الرژية 
التي يحملهاء التي يجب تحديد علاقتها بالواقع الاجتماعي من ناحية ثانية. ونما 
يزيد من صعوبة تناول نص الشارع أنه مهما توسّع الجال الزمني لامجاد التغيّرات 
اشوس لزج .فان العاف بالعياق :الا ماع ENRE EE E‏ أن 
التسمية واللغة الکتوبة لیستا بالضرورة تعبیراً عن رژية الجموعات العنية ee‏ اذ 
هي في الغالب من وضع أجهزة إدارية سياسية لها مسؤولية ذلك الا أنها 
لا تتعامل معها دائما بطريقة مطاوعة. وقد تعيد شحنها Les‏ یناسب بنیتها الذهنية 
Lens anal‏ بتسمية أخرى» وهذا في حذ ذاته ذو دلالة اجتماعية. ومع ذلك» 
فقد تمكن البحث في نصضّية الشارع التونسي من التنبّه إلى أن في تضاعيف التسمية 
Giles‏ ودلالات ولکن آیضا «رژية ULU‏ بنية ذهنية كاملة» وتصورا للتاريخ» 
وینقل LS‏ واسعاً حول اليو" التارخية للتونسی. فأبعاد الشخصية التونسية» وما 
ان De‏ اک یاه ان از وی عم i‏ 
آمکن النظر إلى الهویت لا كما اعتاد أن يعبّر عنها الفطاب الفكري والسّياسى» 
بل کما انکشف عنها Ge‏ الشارع عندما تبین آنه براهن Je‏ مرجعیات ویقدم 
تصوراً للتاریخ. هکذا تبين أن تاريخ الأمّة التونسية» من وجهة بورقيبيّة» ينطلق 
من حضارة قرطاح» وأن النموذج القيادي الأمثل هو يوغرطة. وهو تجانس بين 
الخطاب السياسي ونص الشارع» يذكر Les‏ سماه ابن خلدون «الاستقلال 
بالدعوة»۰ ويحيل إلى شعار «التحکم في الصیر. 

لكل مرحلة تارضية نسق أو برادیغم من التسمية. هذا ما آفضت إليه دراسة 
منظومة التسمیات منظوراً إليها في سيرورتها. إن التسمية مرتبطة بالسمی في 
الدينة العتيقة» راطا یبدو فیه لط اء والهن ولبادرة المجموعة ذا حضور 
ووزد. وهي مع الاستعمار تبدو آقل ارتباطاً لأن وسيطأً إدارياً سياسياً تدخل 
ليسمي ؛ ولان الجموعة لم تعد تسمي بل آصبحت موضوع تسمية وتصنیف. 


۳۷ 


لقد راهن الاستعمار الفرنسي» منذ or‏ غل ال ان معنا sa‏ 
التسمیات deu‏ مرجعياته ورموزه من الثقافة الفرنسية. كذلك راهنت الدولة بعد 
الاستقلال على التسمية باعتبارها إثباتاً أو تأصیلا للذات وتعبيراً عن السيادة. وقد 
اختلفت المتون باختلاف الفترات والظرفيات. ويمكن القول على وجه Je Yi‏ إن 
تسميات الستينيات عبرت عن نزعة اشتراکیة» في حين حملت السبعينيات دلالات 
إسلامية» وحملت الثمانينيات دلالات عربية. أما التسعينيات فهي تعبير عن التعدد 
والانفتاح على الآخرء إذ تراجعت الإيحاءات الحلیة. وتوسعت الإيحاءات 
«العولة»ه. وخاصّة منها الأمريكية التي بدأت تنتشر عبر مجالات استهلاكية من 
قبيل اللباس والأطعمة. ثم إن في التسمية تصنیفا؛ فالغاية منهاء وان بدت لجرد 
التعريف أو الاشارة» هي أيضا تصنيف اجتماعي. فقد اقترن «خفاء الاسم) 
بأوساط واحياء Roms‏ في أغلبها لا یسنی فیها الشارع» ٠‏ بل يرقم. وفي اللقابل, 
نرى bu‏ على تسمية «الرّاقي) من الأوساط أو الأحياء بأعلام معروفة أو ذات 
وجاهة. إن التعريف بالترقيم» أي بالتنكيرء يوحي بالهامشية الاجتماعية أو 
بلامبالاة سلطة التسمية. إن الانتقال من الأعلام إلى الأرقام» أو من النكرة إلى 
المعلوم هو انتقال في ha)‏ الاجتماعي. 


وی جانب التسمية» تمثل الظاهرة الإشهارية Lai‏ (الدعائیة) عنصراً من 
العناصر الناسجة لنص الشارع التونسي. وهي ظاهرة تلف اختلافا عميقا بين 
الأحياء الحديثة والأحياء الشعبية. إن آبرز ظاهرة تسترعی الانتباه هی الغياب 
النسبي للحوامل الدعائية في الأحياء الشعبية» وكثافتها في الأحياء الحديثة. تتحدّد 
علاقة التاجر بالمستهلك في الاحیاء الحديثة من خلال وسائط لها مضامين 
ووظائف نفسية واجتماعية» أبرزها اللغة المكتوبة» إلى جانب عدّة مؤشرات 
أخرى. فالتاجر والستهلك لا يدخلان «اجتماعياً؛ فى علاقة مباشرة إلا من خلال 
هذه الوسائط» لعدم وجود صلة انتمائية تقوم بعملية الربط بينهما. 


تفقد البضاعة في الکثیر من الاحیان طبیعتها الادية لتتحول إلى قيمة 
اجتماعية. تتخذ السلعة إذن» مضموناً اجتماعياًء رغم أنها تعرض في فضاء 
تجاري حدیث : أقمشة التخبة» الوشم» مرطبات شعبية. أما في الأحياء الشعبية» 
فتأخذ الظاهرة الدعائية طابعاً تلقائياً متميزاء فما دامت اللغة الدعائية من عناصر ' 
وصور وآلوان وغیرها. تحتل مكانة ثانوية لا يحتاج إليها التاجر الا نسبيا 
فالملاحظ غياب الوسائط ut‏ التدخلة في تحديد علاقة التاجر بالمشتري» التي 
تبدو آها علاقة مباشرة أو تتوسّطها قیم اجتماعية آخری ختلفة «lié‏ تکون خیر 


YA 


وسيلة للدعاية والإشهار» كالانتماء القبلي والجهوي والجحوار والقرابة. هناك نسيج 
علائقي اجتماعي هو الذي يحكم علاقة التاجر بالمستهلك. علاقة شخصانية 
لا تظهر إلا في التكيّفات الاجتماعية التقليدية التي تسمح للتاجرء مثلا» بدعوة 
المستهلك إلى شراء سلعة دون أخرى. | 


تتقاطع اللغات في نص الشارع الدعائي» وفق Lau‏ تفقد فيها العربية 
سلطتها على ضبط قواعدها بموجب مراحة الفرنسية لها وتفوقها عليها. وهو 
عامل دال» عائد في جانب منه إلى علاقة التلازم الوطيدة بين مصدر السلعة ‏ 
فرنسا في هذه الحالة ‏ ولغة ذلك البلد المنتج لهاء ON‏ للغة دلالات إيحائية خاصّة 
بالشىء الذي تسمّيه. فإذا عرب الشىء فصل فيه بين الدلالة ESLEI‏ اللصدرية 
وا تسل :لاط ی تا ی یم سا با 
دلالات سياقية بمنحها Lab‏ الدال الأصلى. على أن الفارقة فى هذا أن الفرنسية 
هي اللغة الدعائية الناسبة رغم تنوع مصادر السلعة التي غالباً ما تکون سلعة 
محلية في الجالات الدعائية الكمالية. ومع ذلك توهم العبارة الکتوبة على البضاعة 
leh‏ مستوردة: (Made in France)‏ . 


بهذا التلازم بين السلعة ولغة البلد النتج» كانت اللغة إحدى آهم قنوات 
التبعية. فتبئت العربية العدید من الالفاظ الأعجمية -:الفرنسية باتصوص - 
والتراکیب الجديدة والصواتم (Phonèmes)‏ الفرنسية» رغم بعد الصلة بينهماء 
كعدم وجود الصوتم المناظر في العربية لما يقابله في الفرنسية. تكوّن هذه المزاوجة 
بين اللغتين فاموسا خاصًا يختلف عن اللغتين العربية الفصيحة والفرنسية» وتؤلف 
نسيجا متمد | Y‏ مخضع بالضرورة للقواعد اللغوية المعروفة والمعتمدة عادة في 
العربية» وظيفتها الأساسية هي الاستجابة لأغراض تجارية دعائية» ليست سلامة 
اللخة التي ينسجها الشارع بما فیها من نظام تواصلي «Cle‏ قد تكون أكثر غنى من 
النظام التواصلي الذي يعتمد على نظام اللغة الحضء كالعربية أو الفرنسية أو 
الإنكليزية» وذلك عند التفسير والتأويل. ولكنّها تفر التواصل نفسه بما LÍ‏ إزاء 
علامات شاردة تفرض عل الخطاب محتواها وإيقاعها. لا شك فى أن هناك قوى 
اقتصادية واجتماعية وأيديولوجية وراء استمرارية هذا المزج اللغوي والثقافي 
ارتبطت مصالحها بالانفتاح الاقتصاديء إلا أن المشكل الأكثر عمقأ هو هذا 
التعامل اليومي» وهذا الاستعمال الوظيفي للغة أجنبية لا تفهم معانيها ورموزها. 
وهو ليس ارتباطاً قصرياً بلغة أجنبية (الفرنسية باخصوص) فرضته هيمنة رأس الال 
الأجنبي» بل هو ارتباط ذهني ونفسي بمصير الثقافة الأجنبية ولغتها. فقد بدت 


۳۹ 


«اللغة الوطنية» عاجزة عن الاستغناء عن اللغة الفرنسية وعن فك الارتباط بها. 

هذا الاعتبار» تكون العلاقة باللغة الفرنسية علاقة اجتماعية ونفسية» فردية 
وحمالية» بما تحمله من تداعيات تستمدها من حضارتها ومن سياقها التاريخى 
الاجتماعی والثقافی» و لم لست ae‏ معرفية صرفة. 

تتوزع البلاغة أيضاً وفق سلمية معيّنة» فهي تخضع لتوزیع اجتماعي بحسب 
الجالات. فما هو شعبي تنعدم فيه آوجه البلاغة الدعائية» لأن العلاقة التي تربط 
الضرورة. آما الفضاءات التجارية الکبری؛ فتحرص فى لغتها الدعائية على تخیر 
الور الاک els iles ste)‏ دق الا ارات لخي Le ele‏ 
یعنی آن البلاغة ترتبط بالنافسة. 

وها او شاه عام هدر تا کته مر سگرن اوه اما 
(الدعائیة) ختصرت تکون مشحونة بقدرة إحائية» وتقترن بالجالات الكمالية» 
وبقدر ما تعتمد التطویل یتضاءل تأثیرها الإيحائي» وتقوی مباشرتها الدلالية 


کجمل عادية أو مسطحة. وكأنه لیس من غایتها إقناع أو alel‏ التلقي بجودة 
السلعة» بل غايتها |رشادية تتوقف على الابلاغ بصنف السلعة. إن الاتجاه العام 


هو t‏ إذن: 
- كمالي : احاء + اجار 


- ضروري: مباشرة + إطناب 


سابعاً: سيميولوجية مدينة تونس 


يحاول هذا النص تعریف الدينة بغیر ما هو سائد فى الأعمال التی تصتف 
عادة ضمن سوسيولوجية المدينة. وما هو متداول «Les‏ مقاربات کمیه تراها 
تکثلات بشرية» آو تجمُعات دائمة وكثيفة Les‏ تتعایش فی Pile Jle‏ 


والحال أن عيار الك ليس حاسماً لاه متغيّر. ومن عناصر التعریف هناء 
ere Les‏ ا és nl‏ 
رصعب الحديث عن حياة مدينية دون تناول حيأة التّاش فى الر ص (Hs‏ 


Raymond Boudon, Dictionnaire de sociologie (Paris: France loisirs, 2001), p. 244. (a) 


۳۰ 


ودونما قراءة في الصورة الإشهارية وما تبقه من رسائل. ويظل المشهد المديني 
منقوضاً ما 1 تقرأ التضتات الاجتماعية التي تنسجها الألوان والاضواء وحروب 
اللغات التي تقام من أجل افتكاك الجال. والسيّارة كذلك مكوّن من مكوّنات 
المدينة» ودونها يتغيّر الشهد الحضري. یشرع مثل هذا التعريف للمدينة إمكانية 
قراءتبا قراءة فينومينولوجية تبحث عن الدلالة في الظاهر توسلاً للشيء عينه. 


إن أيّ محاولة لإنشاء سيميولوجيا المدينة» أو إخضاعها لأىّ شكل منهجی 
من أشكال التأويل» ليعتبر مشروعاً مهمّاً. لقد تعوّدنا أن نرى في الدينة ما شيّد 
فيها من بناءات وعمارات دون أن نقوم بعمل بنائی من درجة ثانية يشيّد هذه 
المرّة انسجتها الرمزية» وما تراكم les‏ من علامات لها تاريخ وجغرافيا واصول 
اجتماعية. ولعل العلامة هي أخطر سكان المدينة» وأكثرهم مقاومة للروال 
والنسيان. فكم من رمز تاريخي حال دون احتواء المدينة» أو بعض منهاء من قبيل 
ذرائعية القطاع الخاص واستثماريته. وكم من عناصر القوّة والهيمنة شلتها محرّمات 
المدينة وطقوسهاء فحفظت هيبتها ودافعت عن هويتها. 

taal ERY وهوية‎ ala الٽأاس›‎ o p Em المدينة» بعد هذا وذاك‎ 


اجتماعية. وعبرة هذا ابر لا يمكن إدراكها إلا بالعين التي ترى ما هو باد للعيان 
لتبلغ الأنساق الكامنة. مدننا العربية تحتاج إلى فينومينولوجيا تصف أبجدية المكان. 


من المعاينات Sal‏ حين قراءة مدينة تونس » الم خارج الضف فهذه 
الوجوه المنفيّة في دواخلهاء تأبى الانحسار في فضاء الرّصيف الضيق» بعد أن تم 

هذا الرّصيف لا حرمة له. إذ يمكن افتكاكه فى كل لحظة» فالرصيف ip‏ 
جال للصّراع بين مختلف القوى الاجتماعية التي تتحرّك في الشارع وتتعايش فيه 
وتعيش منه. ولقد آهملت الدراسات السوسيولوجية عامل الرّصيف فى تعريف 
المدينة» والحال أنه عنصر خلاق للتحضر والتمدن» لأنه يمنح الاولوّية للعام على 
Ga‏ دين ire dis‏ وجهها الشعی خصوضا فقد اكول اشامن 
من القوة لا تراعي إلا المصلحة الفردية. إن غياب الرصيف او حضوره هو معيار 
لدرجة التمدن. ولکنه Lai‏ معیار لکنافة آو ضعف قدرة آفراد المجتمع ومختلف 
مکوناته على التكيّف الاجتماعی» وعلى صيانة قواعد التضامن الجماعى. 


وإلى جانب افتكاك الرّصيف والاستحواذ عليه» تنزع الساحات العامّة إلى 


FA 


الا ختفاء ع هي TEN‏ إلا الساحات التي تحمل رمریه سياسية » فإنها في المقابل ECI‏ 
وتتوسع كساحة (القصبة) المحاطة من led JS‏ باهم مؤسّسات الدولة. والقصبة 
رمز لهيبة الدولة» ولأا كذلك» Lie‏ فيها العلم يومياً. 


الخطاب الاشهاري (الدعائي) كذلك مفصل من مفاصل التعريف للمدينة. 
ا a‏ وما الا که للع قیوعت ادها رتم را 
وصرفهاء ليخلق نحوه الخاص. ومن قواعده المرور من المذكر إلى المؤنث» تغليباً 
للتأنيث على التذكير. فضمير الخاطب «أنت» قليل التداول في لغة الدعاية» يتبع 
فى ذلك نشاط اللغة فى المديئة» التى يخيب فيها التذكير إلا لمن كان حديث العهد 
اا T‏ ار ع اران تعر الدج قن الات 
الدعائی» إنما التأنيث المطلق خاصية مدينية استوعبتها الدعاية» فتحول إلى علامة 
من sut‏ المدينة. 


والنحو في اللّغة جملة من القواعد الضارمة. التواضع علیها. تردها الدعاية 
مرنة ومتحركة OV‏ عقيدته هي الباغتة» وغير التوقم والعابر» سباق لا ينتهي من 
أجل شد الانتباه والتحکم في السلوك الاستهلاكي إلى الحد الذي یمکن معه أن 
تتحول البضاعة إلى کائن Le‏ قابل للانسنة. 


کل شيء جائز في الدعاية بصرف النظر عن القواعد ما دام التصرف 
الدعائى ne‏ رحقق الائارة وجلب الانتباه. ا قطعية في کل 
اتح ان نهنا ء كانت أصيلةء gi‏ جذر اللفظ أو وصلية. تنبر الهمزة هنا في 
غير موضعهاء فتوجد أحياناً بالقوة» وان لم تكن من جذر اللفظ. وتكمن المفارقة 
في اعتماد التخفيف والتسهيل في الجملة الدعائية» إذ يلجأ إلى نشاط اللغة في 
استعمالاتها الذارجة والتغاضي عن اللسان الفصيح من جهت والتشديد على الشدة 
ونبر الهمزة في الغالب من جهة ثانية» لكأني بالشدّة والهمزة تبدوان من أقوى 
العناصر الاقناعية. 


ومن عناصر الاثارة Las‏ في الدعاية اعتماد صيغ لتخ الضيمنرة أو 
الختزلة في علامة !۰۷ وغالباً ما یقع تکرارها على هذا النحو TD‏ زيادة في 
إثارة الانفعال إزاء بضاعة ما. ولاثارة فضول القارئ | الا کتفاء بعلامة الاستفهام 
۰ على اللافتة الاشهارية (الدعائية)» ثم توضیحها بعد مذة. وهنا یکون غیاب 
الرّسالة في حد ذاتهاء فراغاً دلالياً یثبت محتوى بمجرّد إخفائه. إنه نفي التدلال 
la signifiance)‏ عل (Négation‏ قصد تكثيفه. 


Py 


هذه بعض العناصر التي یتقاسمها النص الاشهاري (الدعائی) في مدينة 
ر قرف عاد د لتاق از تسا هداما انعم قاری قت فاد 
اللّغة وجال في حواملها (اللافتة الاشهاریة) وعناية بالاستعارة فى الأحیاء 
الراقية» ویقل صفاؤها ویصیر أكثر مباشرة كلما توغلت في الأحياء الشعبية. 


sut,‏ ایضا ا الدينية, لغة خارقة للغة» آبعاد 
خفيّة خلف التجلي ومنهاء وبما فيها من متمّمات انعکاس الأنويّ النرجسی في 
سياق بدا فيه الاستهلاك نمطا Le‏ من الروابط مع الآخر. 


تكشف السيّارة عن تراتبية اجتماعية» حتى إن التونسي اليوم يستطيع أن 
يصئّف النّاس بحسب نوعية السيارة» إذ إن امتلاك بعضها اليوم يبدو حکرا على 
فئة دون أخرى. على أن السيارة بما هي متاع» ليست أداة تصنيف بعد أن صارت 
رائجة ومستهلكة ونزلت إلى «العامة» من الناس» إنما علامة السيارة هي التي تمنح 
القدرة على التصنيف والتمايز. فالسؤال التقليدي عن نوعية السيارة التي تمتلكها 
NO E Ni. 2‏ يعد آن USE‏ 
متزوعاً من وظیفته ومن alé‏ الاصلية التمثلة فى تیسیر التنقل. لقد حلت 
علامة السیّارة محل السیّارة وافترست غائیتها؛ 5j‏ خنقت الوفرة حرکة الرور؛ 
فأصبحت السیارة WE Lee‏ على الحياة العامة » وعل المعيش اليومي فلا یتسامح 
إلا مع علامة السيارة الفخمة بمشهدیتها الثیرة. حدث هذا جراء فرط السوق 
وأنوميا الاستهلاك الذي ابتلع الجال احغرافي» والتهم ما كان للمارّة من 
مساحات ضيّقة يتحركون فيها. 


DS نا كان ماو عن‎ us. D Us ie 
تعريفية أهملت الرصيف والدعاية والسيارة» فلم تر إلا بشراً وحجراً وعمارة.‎ 
بذلك كانت مقارباتها أقرب إلى الكمّ منها إلى الكيف. ولأا كذلك» لم تتمكن‎ 
الذي يقوم على وظائف المدينة‎ e النقعي‎ male as بلوغ الدلالة‎ ga 
واستعمالاتهاء دون الحديث متلا عن الإنجازات البلاغية للمدينة والمدينيين.‎ 
يتطرّق فیها إلى الدلالة التى تجعل من المدينة لغة حقيقية بالمعنى‎ Le فنادراً‎ 
| الحقيقي» لا بالعنی الجازي.‎ 
فحسب.‎ Go إن مستعمل الدينة الذي هو نحن جميعاء لا یتنقل في مجال‎ 
ودلالي فيه من النصوص الاجتماعية تما يجعل من الديني في‎ Ge, بل في مجال‎ 
تنقلاته والتزاماته قارتاً بامتياز. هذه النظرة تدفع باتجاه مقاربة دلالية للمدينة‎ 


PE 


تراود لعبة العلامات» وهي es‏ في بنی. واقتراباً من هذه المقاربة 
السيميولوجية تبدو مدينة تونس بلا وسط يتكثف فيه المعنى. هذه المدينة يطغى 
فيها الخاص Le‏ العام» علاماتها فارغة بعد أن تكسّرت العلاقة التاريخية بين 
الدال والمدلول» خاصة إذا تعلق الأمر بالدينة العتيقة التي اجتاحها ما يشبه حرب 
A‏ نات. 
ثامناً: البعد الخفى 

ينبّه هذا الكتاب في الأخير إلى ما في عالنا الاجتماعي من أنسجة رمزية. 
فالمجتمع انتاج رمزي» غابات وعرة من الرموز. واف ذلك فإننا نمز بها دون 
التوقف عندها. فلقد ظل هذا البعد الخفي غائبا في الكثير من الدراسات 
موسو وض لسريو ادن RS E‏ ا 
الا RE‏ 
والأدب ciste‏ فا تنسحب الآن على مختلف أنماط الحياة الاجتماعية. ففى ما 
نتداوله من خطاب يومي تكثيف للاستعارات التي تحيل ولا تقول ما دام هذا 
القطاب قامعا ومقموعاء فتکون الاستعار:ة حيلة بها الخال امماعی فی ما 
ینسجه من نکت و اال ومجاز وحکایات. تزداد الحاجة السوسیولوجية إل درامنة 
استعارات المجتمع ورموزی والرمز علامة اتفاقية بين الناس» خاصة في SU‏ 
المجتمع الذي يحتاج في تعبيراته إلى وسائط تلمّح إلى الفكرة بفكرة أخرى 
لصعوبة التعبير المباشر عن الواقع. ما يدخل باتجاه تمثيل الواقع الاجتماعي D‏ 
استعارياً. 


Yé 


es الطاهر‎ 


ات 


A Abe Unie‏ له القول إن كتابه مفید»" اليد ا 
رة ما زاد على ذلك اذعاة مخشی أن 5 de‏ عليه. «Sa‏ ادن » (تصدیر) جرج 
ال خارج cga‏ يتحمله کاتب EE‏ 


للتصدیر معنی ملتبس : هو وصاحبه في الصدارة» ولكتها صدارة عابرت 
لا یتوقف النص عليهاء وقد يستغني القاری عنها. ما یعطیها وزن العلامة» في 
معناها السيميولوجي» أا توقیغ : توقیغ في الهامش. ما برش حول هذا التوقیع 
من آفکار تدّعى استحقاق الصدارة هی» فى الغالب» من محسّناته (وکلنا جرب 
تجمیل توقيعه) . ۹ 

يُكتب التصدير» بما يشبه التواضع» على هذا الأساس: قد يتحفظ صاحبه 
فيذكر أنه «مطلوب» منه» وأنه «قبل» كتابته. لجوءه إلى الاختصار أو التكثيف 
(خلافاً لا تستدعي GA‏ هو La‏ من قبیل فظه: للتصدیر ا یقصر کما 
شای فوظیفته في حضوره. في منزلته بين الاهداء والتقدیم. هکذا یکون التصدیر 
لیا هر يمر كمه ds‏ ر اال CN‏ هی الم اودلو ن هر 
alls‏ الأول» اول ما té‏ عنه. 


لعبة الكلام على الكلام هذه تفضي. ناية الأمرء إلى إعادة النص إلى موقع 
(#) أستاذ علم الاجتماع ومدير عام النظمة العربية للترجمة. 


Yo 


الذال» عبر القول إله ذو دلالة. ولا كان التصدير QUE‏ تعمّد البدء بجعل 
التصدير موضوعاً له» فقد دخل في اللعبة ذاتها: كان له أو عليه أن يكون دالاًء 
فتحوّل إلى مدلول. إنبا لعبةٌ لا تنتهي» ولكتهاء بما هي «افتتاحيّة»» gaë‏ لانفتاح 
المعاني وتوالد العلامات. وإذا كان ذلك» فهي به تكون لحظة سيميولوجيّة أولى. 


افتراض لحظة سيميولوجية أولى يوجد هامشاً للنصٌ لا یقدمه» ولکنه 
كالبياض المحيط بالصورة» يتيح للصورة 1,57( تتسع فيه. هذا الاتساع المتخيّل 
هو الحاملٌ لإمكان تعدّد Gill‏ والعلامات» مالم fus‏ صاحبٌ التصدير إلى ملء 
«الفراغ» Les‏ يراوده من «فائتازمات» الصدارة. ومهما یکن» فليس لهامش 
التصديرء هناء نوايا التقديم أو «الدخل»» فهذا غالباً ما ينسد دون gall‏ فلا 
يؤدي إليهء وقد يعوّضه ليصبح (LAID‏ (بالتعريف والأحرف الكبيرة). 

التصدیر؛ هناء هو هذا الفضاء الذي تتسرّب إليه بعض إشارات التّص. 
لا كلّهاء فيجعل منهاء موضوعَ خياراته» أو هكذا يبدو له. على أن هذه 
«الخيارات» لا تزيل AU‏ » بل تغذيه: التصدير بدءٌ» ولکته بدءٌ cas Lo‏ بقول 
ما كان قيل. e‏ اللبس إلا ظاهرا وببعض التحايل في الصیغ. كأن 
يستقل التصدیر بالدعوة إلى ذاته آي آن AUS dt ju‏ موازية للنص . 

بإمكان التصدير أن يتمسّك بموقع الدال على ذاته» فيقف عند هذا الحذ. 
هذا ممكن ولعله «ph‏ ولكن سوالا Le‏ قدي التقاليد والازعاج» يبقى 
ماثلا: من أبق عندئذ» اثبات آن صاحب التصدیر قرا الکتاب» کما پنتظر 
القاری» بحثا عن ا دا رت یت و إلى 
EE‏ على أنه» مهما كان التواطؤء فعلى التصدير ‏ ما دام 

دالا يغام الام A‏ فيه ما اعفد اليد من رف 


۳ 


إذا RES‏ ما سبق رائحة ESS‏ (وجلته الأولى» في التبریر بازتيّة» أصلاً) 
فهذا من حسن الصّدف: الكتاب كثيرةٌ مصادره» وأكثر منها احالاته» لكنّ رأس 
الخيط في نسيج التناص فيه هو رولان بارت: واضح أنه أكثر Auf‏ واستئناساً به 
من غيره. ولقد تميّز فيه بفصل عنه أشاد بخروجه عن الألوف (ولو مع تحفظ 
عابر على مقاربته البنيوية للموضة)؛ كما استحضره بارزاً أو ضمناًء في مواقم 
كثيرة» ومنها الفصل عن «سيميولوجيا مدينة تونس*» وهو الأقرب إلى بارت» 


۳۹ 


وان قل ذكره فيه» نسبياً. ليكن بارت إذن» هو هذا الذي يحدث شقوقاً تتسزب 
منها بعض الإشارات من نص الكتاب إلى هذا «الهامش» : 

يبدأ کتاب Le siz‏ يقال من أن شدة التنسّك تتیح لبعض البوذیین أن پروا 
مشهداً طبيعياً كاملا في حبّة فول. وهو ينتهي ob‏ آخر انغلاقات العنی هي نقاط 
استرساله. . . بين هاتين الصورتین ما يكفي للمغامرة السيميولوجيّة ولتصفیف 
تعاریفها کلها: آن تری وراء ما ری (وهذا مبداً القراءة) وأن تری فیه ما 
لا پری (وهذه تقنيّة) لتجد العنی حيث لا يُنتظرء فهذه هي حبّة الفول 
اتسیو fe‏ لا را ای fl‏ ن رکه يكو اللي روا داسك 
وخواتيمك» فهذا هو معنى الاسترسال وتحرير الدال. هذاء Ne]‏ هو الشروع 
السيميولوجي» مبسطا. 


وك ۶ فى هذا الشروع» من جعل وجهته مراجع «نظرية»» دون التوقف 
طویلا ذهاباً ولیابك عند عطات: کتابته. أقول : کتابته» ولا أقول «تطبیقاته» DN‏ 
coka‏ عند بارت على الأقل» كتابة» بالعنی الجمالي للکلمة: فیها دقّة البحث عن 
العنی المفتوح» وفيها صياغة لذيذةٌء ملتذة: هدف السيميولوجيا إحداث شقوق 
في ما يبنيه ous‏ المجتمع من أنساق رمزيّة يرعاها اس المشترك وترعاه. مقاومة 
هذا الحسٌ الشترك تتجاوز جهد العثور على المعنى إلى جهد صنعه. إنها مقاومة 
اللامعنی» في مرحلة یتسم فيها فراغ المعنى أو ما سمّاه کاشتوریادیس اصعود 
اللادلالة» : هذه اللادلالة التي تتوجّه إلى الفرد قائلة : تيز عن غيرك واشتر المنتوج 
القن Las él Ste abs‏ مه إل كات اه مخ یت 6 اليد 
بالاشتراك في ما يفعله الجميع! هذا ما يحدث Lal‏ عندما لا يجد الفرد» لإكساب 
حياته معنى» غير ما هو في متناوله من معانٍ ساریت ا یتبتاها Lil Le‏ لب 


وهي للجميع . 


عاسم هذاه من tite) és.‏ كل عليه عن کل 
تروضر فان هذاه حم غان الراي نام ا و ما مر 
(الإعلامي والدعائي» على وجه خاص). نتيجته: ديمقراطية اللامعنى» في 
اه 5 انكف لأ عليه عن افو کی sie ON‏ 
اف سر A ee‏ 
تاریخ الفکر رن الا 22 هذا. من دون هذا اللسم - وهوء fade‏ لن 
بکون ر ا ا SE ea‏ ای )ال OU‏ 


۳۷ 


عندما يقال إن السيميولوجيا idla‏ فذلك من وجهة مقاومتها للتواطؤ على 
المعنىء ذاك التواطؤ الذي يحوّله إلى مسلمات وبداهات تتوارئها الجماعات» 
ilku‏ آمام المعاني الجديدة. 


كم هو مُفقر وبائس وشرير هذا التواطؤ على العنی» وكم هي صعبة 
مقاومته. قد يقاومه البعض بقول يُلقونه على عواهنه. ولکن السيميولوجي ذا 
iall‏ والفطنة يعطيك انطباعاً بحاسّة سادسة تلك التي يرى بها ما لا ری. 
al,‏ تقاف ا تله + ا وف عا عا ie‏ 
ووراءها ملاحظةً دقيقة» رصداً وتفكيكاًء وقدرةٌ على البَنينة» ومرونة فكريّة 
(يضيف إليها أمبرتو إيكو رقة الإحساس عند بارت)» ووراءهاء فوق کل Us‏ 
ذكاءٌ نقدي يجعل من السيميولوجيا معرفةٌ تضع نفسها موضع التساژل دائماً: 
ذكاء بارت النقدي هو الذي جعله JUS‏ آوجه» ودفعه إلى ترديد: لعلني مخطى 
في ما ذهبت الیه . 

ما کتبه بارت فى «النظريّة» قلیل إذا ما قورن بوفرة «التطبیقات» التی 
نی ينه کات مور ای ها مه باعل نسوک جرا 
ne.‏ از را ی ایام ال هرق اف | 
إلا بدافع المتفعةء إن كانت فيها منفعة. نعمء لتکن هتاك كتابة» ولکن هل من 
کتابة دون لغة كتابة؟ اخر تکام الم عند بارت فی ant‏ فی حب 
الكلمة والجملة؛ وفي هوس العبارة الجميلة» في صياغة ما لا يُنتظر (ومذا 
A0 are‏ عا کوش ).عاق ما ال اش de‏ نان 
فهو ینسجها نقاطاً وفواصل وأقواساً Mes‏ معترضت. ثم هل من حاجة ال 
التذكير بأن النض الباري ما كان یکون على ما هو عليه لو لم يتسع تعریفه 
ولو لم يتسع التناص فيه لتقاطع اللغات» ومنها لغات الموسيقى والفن التشكيلي 
واحرکات؟ إنه نص متحرّك» متموج» له صوث موقع؛ وهو يكاد يكون 
مرسوما (وقد تكون من نسيجه رسوم بارت نفسهء كما هو الحال في 
(إمبراطورية العنی»). 

خارج الكتابة» في معناها الجمالي هذاء لا تفسير لقدرة بارت ولا لطرافته 
في إنتاج الميتالغة. ولقد كان على Ge‏ في مأخذه على البحوث الجامعية أن يكون 
فيها كل شيء ما عدا الكتابة. وليّقهم أن الدعوة إلى الكتابة لا تعني تحويل العلم 
إلى آدب؛ انا تعني أن يُصاغ العلم صياغة حسنة. هذا بقطع النظر عن الميول 


۳۸ 


الإبداعيّة : كان حلم بارت أن يكتب» یوم رواية» ولكنه خصّص بعض دروسه 
لتوضيح فشله في ذلك. ولعل عزاءه كان في المنحى «السّردي» الذي اتخذته بعض 
مقاطع ET‏ ومنها شذراث من خطاب عاشق ق: لقد آرادها شذرات لتروي شيئاء 
ا Stat‏ ناتف ق وباك had E‏ بضني dires‏ 
بعض» تتوالد في ما بينها من «فراغات» . 


في السیمیولوجیا» إذن» نفس إبداعي» بالضرورة. هذا واضح عند بارت» 
وقد يتضح عند آخرين» ولو بدرجات متفاوتة: أمبرتو ایک مثلا» كتب رواية 
اسم )9 ,35 وکتب LS‏ «على هامشها» بيّن فيه «صدى التناصض» وأنواع التآويل 
التي أحدثتها. ولعله من فرادة بارت أن جعل حياته حاملاً لسيميولوجيته: أمه 
أوَلأء فهي ألف كتابته وياؤهاء ثم علاقاته» ورغباته. على أن ما يطفو من هذه 
الحياة» في العبارة البارتیق حِدادٌ عليها لا ينتهي. لفك Nes‏ فعتطا ا 
بیئه وبین حیانه. وأغلب ظتي أنه كان كبطل ألسَندرو باريكو في رواية حرير 
«كان من أولئك الذي 7 مشاهدة حياتهم کار el cr‏ + 
طموحاً في غير ale‏ | هم يتأملون مصيرهم كما يتأتل أغلب الآخرين یوم 
عطرآ». Loges‏ كان من A‏ ذانیّته » فقد آنسن سيميولوجيته ويسّر مداخلها وقرَبها 


إلى النفوس . 
۲ 2 


للسیمیولوجیا سیاقها. في الحالة الفرنسیّة» كانت سنوات مجدها تقاطعاً مع 
ثلائة مسارات متوازية: البنيوية ذات النزعة اللسانية (ومعلمها الأول لیفی 
ستراوس)» وقراءة مارکس (کما بادر ما آلتوسیر)» وقراءة فروید LaS)‏ طورها 
لاکان). ولقد هبّت علیها رياح النقد من جهتين؛ على الأقل : من نقاد الادب 
والفن التقلیدیین» ون يبحثون عن الفاعل الجماعي» آینما کان: مأخذ آولئك 
عليها عدم الفهم (أو فوضى التأويل)» ومأخل هؤلاء علیها عدم التفسيو : 


م تعلن السيميولوجيا نسباً واضحاً غير نسب اللسانيات» كما أنشأها 
سوسیر. ناشرٌ لفظ السيميولوجيا. أما السوسيولوجياء تحديداء فلها معها 
«مراودات» حذرةٌ» أغلبها غير معلّن: قد تستأنس إحداهما بالأخری» ولكن دون 
تسميتها. ينطبق هذا ولو قبل الظاهرة السيميولوجيّة ‏ على ماكس فيبر في تأويله 
للمعنى الذي يسنده الناس إلى آفعالهم» وعلى زيمل في تفكيك ما آلف الناس من 


۳۹ 


يومياتهم» كما ينطبق على بورديو في تناوله الرمز واللغة. في الجهة الاخری, قد 
ينطبق هذا على بارت في «الميثولوجيات». وإذا كان علم الاجتماع قليل الانفتاح 
عل السيميولوجياء فهناك تخصّصات أخرى انفتحت leu cale‏ بالانشروبولوجیا 
ومروراً بتاريخ الفنون وعلوم الاتصال وتحليل الخطاب وغيرها. الفلسفة نفسها 
تفاعلت معها Lits‏ بتأملات واسعة» من نوع تأملات بول ريكور في علاقة 
التص بالفعل الاجتماعي . 


إحمالاء تبدو السافة بين السیمیولوجیا والسوسیولوجیا مسافة بين الفهم 
والتفسیر. قد ينشدٌ عالم الاجتماع إلى ما تولده السیمیولوجیا من معانٍ» ولکنها 
معان لا یکفی» عنده» فهمّها «داخلياً»: يبدو له Île‏ السيميولوجي Re‏ جميل 
لخادو الوا را ی اه با بسک میس ار 
على الخارج. ]13 كان السيميولوجي ذاك الناسك البودي الذي يرى مشهد الطبيعة 
في Le‏ فول» فان السوسيولوجي يريد أن يرى Le‏ الفول في المشهد. خلاصة 
الا ao‏ دسر ره 
صعوبة اللقاء الکبری. 


امتداداً لهذا قد یری السوسيولوجي في طفرة العنی السيميولوجي طفرا 
لامعنی. وهو يزداد ie‏ آمام تعرّض العنی الاجتماعي لانجراف یتسارع 
لا ينفك یتسم : لكأنه لم يعد للدال والمدلول ما يكفي من الوقت لصنع دلالة. 
las Nr ls‏ ها زال تست لاله ها تسب کي اخ A‏ 
من معاني الفاعل الجماعي أو التقدم أو العقلانيّة أو الواطنة ۳ الوحدة الوطنيّة 
أو التضحية والشهادة؟ بل من متا ما زال يمسك بتعريف للموت الذي يراه 
us‏ نقلا اضرا és er‏ الت cf‏ للرنط سم das JU‏ 
إلا بعض وان لا أكثر. هذا ما فهمته التجارة فى الإعلان عن بضاعتها: 
علامات كثيفة LUS‏ تطفو فوق آشیائها. وإذا كان لا بد من قول أعمّ فهو 
ói‏ تفككاً أصاب تلك العلاقة التي ما انفككنا نونّقهاء إلى عهد قريب» بين 
الثقافة والمجتمع . 


== 


وش السیمیولوجا وتطورت» بعد مسار طويل من قطيعة الفكر الغربي مع 
المعنى الوروث. كان قد ول عهد من يقول لها: حذار» لا تسى هذا العنی أو 


g. 


ذاك» هذه الدلالة أو تلك لا تذهبي» في التأويل» إلى غير ما ذهب إليه سابقون 
(وتخصيصاًء في الدين). هذا الذي لم يعد له قول في الفكر الغربي هو الذي 
يُسكت السيميولوجيا العربية في مهدهاء كما أسكت غيرها من المعارف الإنسانيّة. 
معنى الإسكات» هناء أن لا ينطق غير الفراغ» أن لا يُرسم غير البياض. قد 
يسمى هذا مسكوتا عنه. 


للخطاب العربي قدرة عجيبة على التكرار» والتكرار لا ينتج معنى. وليس 
هذا لقصر في منتجي اخطاب وإنما هو في حرمانهم» قهراء من تجديده. قلت 
إن الأغلبيّة منتجة للامعنى» وإنه ليتها تکف عن القول والكتابة. أضيف أنها تنتجه 
ملئاً لفراغ يخلقه غيابٌ الحريات: كثرة الكلام؛ هناء ليست دليلاً على الحرية» بل 
عن غیاما. هل ما زلنا نحتاج إلى الإقناع بأن الحريّة وحدها تنتج المعنى الجديدء 
وبأن العنی الجديد لا يثبت» Ble‏ الام إلا إذا اتخذ صيغة الانتاج الجماعي؟ 
مهما يكن» ما دامت السيميولوجيا توليداً وتأويلاً مفتوحاً للمعنى» فمصيرهاء في 
أوطان العرب» هو مصير حرياتها. 


كنت قلت إن لا كتابة من دون لغة كتابة. في الشروع السيميولوجي توكيد 
لهذا: لا سبيل إليه دون لغة لا يرضيها مجرد سلامتهاء وإنما تسعى إلى فقهها 
وجالها. هذا المطلب هو من مفارقات الوضع: من أين له أن A‏ في مجتمع يكاد 
لا تكون له لغة؟ لنقل» في حدود الممكن» إن الجهد في اللغة عليه دفعُ النض 
السيميولوجي نحو الكتابة. وإذا كان AUS‏ فالسيميولوجيا سند قوي 
tt te et a a a‏ اه لام هل تا کان 
یکون. أغلبَ الظنَء لو کتب الخطيبي بالعربيّة! 


۵ 


لیکن هذا العود Je‏ بده: نعم» كاب محسن بوعزيزي Le‏ کفکرة. ولا 
ail‏ في ما أعلمء آول جهد عربي سعی إلى الربط ربط الباحث» بين 
السيميولوجيا والسوسيولوجياء متّخذاً له هذا العنوان الجديد» تماماء في النص 
العربي: السيميولوجيا الاجتماعية. 

وللمضمون فيه وجهان: وجه ظاهر» نسجته معلومات وفيرة» آغلبها م 
يألفه النص السوسيولوجي العربي» في مله وتا خطات مبداتية ذكتّة. bl‏ 


£\ 


الوجه الخفي ‏ وهو عندي الأهم ‏ فمساربُ معنى رقيقةٌ تتراءى للقاری» وقد 
رسمتها له قراءته. أسمّى هذا استثارة. إن ما تسرّب من النص إلى «هامشه!» إلى 
هذا العصدیر؛ آو ما آوحی به إل كسا بال هو» في Le‏ ذاته» كاف 
للاعتراف بقدرته على استثارة قارئه. هذه الاستثارة طموحٌ صعب» في العادة: إنها 
طموح إلى GU‏ يُنشىء التناض. وإذا كانت قراءي فتحت للتناصٌ» في حدود 
التصديرء مسارب «هامشيّةاء فالأمل هو في GU‏ عربي يلتقط فرصة هذا التقاطع 
المعرفي غير المألوف بين السيميولوجيا والسوسيولوجيا. ما لحظة استثارة تنّسع 
للتمديد والتفريع والردود» أو هكذا يجب أن تكون. من دون ذلك تنكفئ على 
ذاتباء كما انكفأت لحظات معرفية عربيّة أخرى . . . 


tY 


بيا 


مقدمة 
لماذا السیمیو لو حیا الاجتماعية؟ 


«السيميولوجي» كاللساني» عليه أن یدخل مطبخ العنی». 
«المفهوم لیس سوی التبقي من الاستعارة؟ . 
(نیتشه) 
ل ریب فی of‏ الستقبل سیکون للسانیات GLEN‏ 
(رولان بارت» مبادی في السیمیولوجیا) 


= Na 

ينخرط هذا الكتاب» G‏ ومیدانیً؛ في لعبة العلامة الاجتماعيّة» وهي 
رة في الجال الاجتماعي. Gens‏ الأمر فیه برصد حرکة هذه العلامة فى 
حلها وترحالهاء وضمن Île‏ سوسیو - ثقافي وتاريخي معين. هذا الطموح یدفع 
باتجاه التشریع العلمي لقاربة سیمیو - سوسيولوجية» لا تكتفي فقط ببناء نسق 
العلامات» بل تربطه بالسیاقات الاجتماعيّة التي آنتجته. وقد نحتاج في مثل هذاء 
إلى نحو خاص يحاول الامساك بالعنی وبلعبة العلامة ضمن سيرورة من التحولات 
ومن الرّوابط الاجتماعيّة. معنی هذا ól‏ الطموح یتجاوز في هذه الحاولات ما 
يقفا عنده» عادة» كل عمل سیمیولوجی منحصر فى آفق العلامات وآنساقها 
لييني نسيجها ضمن واقع ete‏ ع تَا قد يسمح بالحديث عن 
سيميولوجية الفعل أو الظاهرة الاجتماعيّة. هذه النزعة في إعادة البناء 
السيميولوجي لا هو اجتماعي» تنخرط بالضرورة ضمن أفق امیکرو - سیمیو - 

سوسیولوجي» يتتبع تفاصیل الاشیاء والعاني بفروقاتها الذقيقة. 


ET 


كيف ينشط الاجتماعي التاريخي في حياة العلامات؟ كيف Las‏ العلامة 
بتغيّر أوساطها التي تحيا فيها فتمنحها المعنى؟ كيف تلبس العلامة لبوس المكان 
والدّمان؟ هذه الأسئلة» وغيرهاء تنخرط في صلب اهتمامات هذا الكتاب بما فيه 
A‏ لا هاجس تحسّس بعض عناصر الإجابة عنهاء دون أن 
تدعي اج لام ببا. فقراءة علامات واقع S‏ تون job‏ الهينء الا على حالات 
استثنائية في تاريخ العرفة الإنسانيّة العاصرة» من آمثال رولان sb‏ 
tes‏ ميهد :إل ار لاخ هل الأشيداب عدر دون أن يكون مثيراً 
للسخرية. هذا الاستثناء الباري راجع إلى ما قدّمه من آعمال تحاول أن تمسك 
بالاحاء. وتظهر قوة الحدس لدیه في مراودة القيم Zat‏ التي تحملها الظاهرة أو 
المنتوجء ما يجعل نصوصه سهلة وعتنعق كأن یری في الخمر لدی الأمّة الفرنسيّة 
شراباً ظوطما مثله مثل خلب البقرة الهولنديّة آو شائ NI‏ 8 الملكيّة فى 
ete‏ مره وف ات رس ی مرن مات ره سر 
میثولوجیات الحياة اليوميّة في المجتمع الفرنسي . 


۳ 


والسیمیولوجیا التي مهتم بها هذا الکتاب تبحث في الكيفيّة التي بها تمنح 
مختلف الأصناف الاجتماعيّة معاني الآشیای فتتجاوز بذلك اللسانيات التي تدرس 
ال من عضن الاضرات: ولکن کیف نسم A‏ العش لاشیاد لا aiel‏ 
لها؟ ذلك هو سوال السیمیولوجی الذي یتعلّق إلى حد الشغف بفعل «دل»۰ بحا 
في النهاية عن أنساق مبنية من العلامات؛ أنساق من الاختلافات والتعارضات 
والتباینات. وکل الأشياء والامتعة. وکذلك عناصر الطبيعة» متی ارتبطت 
بالجتمع صارت دالة وأشبعت بمعانٍ؛ على السيميولوجي أن يمسك بنصّياتها 
وآنسجتها عبر القراءة والتصنیف. فيلج بذلك «مطبخ العنی». 


ولا یتعلق الامر هنا بسيميولوجيّة التواصل» بما فیها من بعد GE‏ 
يبلغ معلومة ويخفي أخرى» بل بسیمیولوجیا تبحث في الذلالة» فتبني آنساق 
الاشیاء والظواهر وتعید بناءها. إِنّه البعد الرمزي للظواهر الاجتماعیّت 
دون الاعلامي (informatif)‏ التبليفي. وقد تذهب بنا قراءة الذلالة بعيداً إلى 
الستوی الذي يمكن معه التوسع في الذلالة (Signification)‏ ععانقة التدلال 
Les (Signifiance)‏ هو ضرب من العنی التکمیی» الزئبقی» الذي یبسط جناحيه 
خارج الثقافة وخارج العرفة والعلومة» تعلْقاً بالعنی الم الساخره 


55 


الذي لا حدود له في اللّغة» غير مبال بالأصناف الأخلاقيّة والجماليّة. 


هکل هو السو ج دوا :تعلق اند لاله از العو لذل :فاته dote‏ أن 
يرى ما لا يرى عادة في الظواهر والاشیای فيكتشف الخفئ» الكامن الذي 
يصعب بلوغه بغير «عین» سيميولوجية Bts‏ الدال لتلامس أبعاده NIJI‏ 
الختلفت» مشبعة کانت آو فارغة. 


وهذا الکتاب آردناه في أصل وضعه لتقریب السیمیولوجیا إلى علم الاجتماع 
حتی نکون آکثر telle‏ الرمزی فى الظواهر الاجتماعيّة: وتزداد امحاجة عندنا إلى 
مغل هذا العمل لا يمكن أن ينبهنا إليه ویخرینا به من نزعة بدائيّة تری في بعض 
طبقات الظاهرة الدروسة نسيجاً رمزياً م تبلغه إلا القليل من الدّراسات العربيّة. ومن 
ضمن طبقات الظاهرة يمكن العثور على مستويات آخری. كالبحث في معنى المعنى 
فى سياق الحاء» هذا الذي كان فانحة سيميولوجيّة الاحاء والعودة من جديد إلى 
لا Viens‏ الق با بيع Sera ei‏ 
آخری من التعبیرات قير BL be RS RQ‏ البومكة e‏ واللغة A‏ 
وصور الاشهار واللباس والجال السكني وهندسة الدينة والضور الفوتوغرافية . 


ولا یقف الطموح. هناء في دراسة مثل هذه الظواهر باستهداف «النسق 
العلائقي القائم بين مكوناتها» فقط بل بمتد الحرص إلى ربط هذا النسق 
بالعلاقات القائمة بالسیاقات التي يتحرّك فيهاء فتخرج بذلك من سکون النسق 
إلى حركيّة الفعل. ما يجعل من مشروعنا الأساسي هو تتبّع حركة جولان العلامة 
في الجتمع والتاريخ والجغرافياء فالعلامة ليست معزولة» بل نتاج فعل تارخي 
وسیاق جغرافي ومعطی اجتماعي. هکذا نرد تخوم الجهول» الخفي» من نافذة 
العلامة» ونغوص بامتلاء إلى آعماق الظامرة أو الفعل الاجتماعي . 

لم يبق لدینا اليوم» سوی القلیل cales‏ في لحظة تاريخية تكرّس تفوق التقنية 
على العرفة. ومن هذا القلیل» الممكن» مناورة في اللغة وباللغة» كأن نقراً الواقع 
في اللغة» وأن نبني النصیات الاجتماعية كما تتجلى فيهاء ونفهم تفاعلات 
التاس وعلاقاتهم عبر اللغة. ف: «ها هنا ناس إذا تلاقوا as‏ بعضهم إلى بعض 
Les‏ هو صريح وكناية)”'". والسيميولوجيا الاجتماعية لغة على اللْغةء بما تبنيه من 


۱۵ 2 على بن محمد أبو حیان التوحيدي » کتاب الامتاع والمؤانسة (بیروت : دار الکتب العلمية»‎ )١( 


ص 060 


0 


أنساق للعلامات» في مدّها وجزرهاء بحسب الأوضاع الاجتماعية والثقافية, 
وبحسب الجغرافيات والتراتبيات. فالسيميولوجيا بحث في العلامات الخفيّة التي 
يتدبّر من خلالها الفرد والمجتمع أمره في تعقّله بالذلالة. آما السيميولوجيا 
الاجتماعية فتتتبع جولان العلامات في Nepal‏ > تختلف باختلاف السياق الذي 
توضع فيه والمتغيّرات التي تعلق بهاء > ols‏ تغلظ الاشارة وترق ویثقل اللفظ 
رت ول جمعاة me‏ الاتتعمال::ومكانة الل وجه فل 
غرار اختلاف العلامة حين الانتقال من التذكير إلى التأنيث. وتكمن الإضافة حين 
تسحب السیمیولوجیا ال السوسيولوجيا في التنبه إلى السياق الذي ينتج العلامة 
ویتحرلك فیه» وبه تشبع بالعنی» فننتقل من سکون لغة اکتفت بذاتها واستقلت عن 
كل موجود خارجها Es > ro‏ الفعل وقد تأثرت بالسياق» Lars‏ صوب موقع 
منتج العلامة وانتمائه وأصوله . 


ولكن الأهم من هذاء على علوٌ قيمته العلمية» ما يمكن أن تقذمه القاربة 
السیمیو - سوسيولوجية للسوسيولوجيين العرب خاصة» والمهتمين بالإنسانيات 
عامّة» من کشف للثقافي التارخي خلف ما يبدو طبيعياً. فالعلامات یصنعها 
التاريخ وتضمّها الطبيعة لتبدو كما لو أنها من طبيعة الأشياء. وهذا التعلّق Le‏ هو 
ثقافي تاريخي خلف الطبيعي لا یتستی إلا متی مررنا من سطح الظاهرة الدالة إلى 
عمقها وما فیها من کمون فتکشف آعیان العاني وطبقاتبا حتی تصير الظاهرة (أو 
الشيء) عاريةء وتبدو G‏ حقيقة. 


ومن الظواهر ما لا يمكن بلوغ أبعادها الكامنةء إلا بمقاربة سیمیو - 
سوسیولوجية» نلامس من خلالها الخفىّ والظاهر من العلامات والمعاني» 
کالظاهرة الاشهارية عقا :وما فیها من نسق دلالي. فالاشهار بهتك ستر اللغة 
ویتلاعب بقواعدها عمدا» ویتصرّف في فنّ المعاني» ولا مه فى ذلك بلاغة 
اللفظ وفصيحه. والفصاحة هي أن ون الكلام عالطا ا ی ا فى الل 
أما في الإشهارء فعيوب اللغة قد تكون شكلاً من أشكال الإثارة وجلب 
الحريف. ومن العيوب في لغة الاشهار ما يستشمر فى سلطة الغرابة: وهي 
استعمال غير التعارف من الکلام» کما فى تسمية jé‏ تجاري في مدينة تونس 
ت «التسکع» أو «الوغد» (Le Clochard)‏ كناية عن التسیّب في اللباس بعیداً عن 
العاییر التواضع علیها في ذلك. وقد یتعمّد الاشهار كذلك خالفة قياس 
التصريف على معنى النطق بالكلمة على غير قواعد الصرف. وقد يصل الخطاً 
المتعمّد إلى حد غالفة قياس النحو على معنى مخالفة ما أجمع النحاة على منعه» 


à 


کرفع الفعول به» ونصب الفاعل في محل تجاري لبيع العطور. فالإشهار لا يحتكم 
إلى منطق اللغةء ولا إلى خلاق الجتمع» بقدر ما يرتبط بمنطق السوق Dés‏ 
aies A) iles een‏ کیت کر با دی 
إحداث الاغراء بتوظیف ضرب من البلاغة اخاصة. وهي دون معرفة الوصل من 
القصل à‏ ودون Jef‏ الکلام» ودون التمییز بین الهمزة الوصلية والهمزة القطعية 
من قبيل : a)‏ واریح!. 


ا 


السيميولوجيا انخراط فى تفاصيل مكوّنات الحياة الاجتماعية» فتبلغ المعنى 
من الجزئيات بعد تنسيقهاء وتنسج نسقاً من التناثر في حياة الناس» ومن تخوم 
الاشیاء وتعانق الزوايا القصيّة تلد «AN‏ ودوضا تظل بعيدة النال 4 فل" يمكن 
إدراكها. وهنا بالذات» تكون السيميولوجيا i3,‏ لا عتبار «اللامعنى» الذی كات 
لا يحيل الا إلى الفراغ. هكذا أمكن» مثلاء مع بارت للعبة أن تنتج الدلال 
وللخمر آن یمنح المعنى لیصبح له قداستهء إذ بدا له عند «الأمّة الفرنسية» 
بمثابه شراب طوطم. فینبثق العنی code‏ من اللامعنی» من خیبات العنی 
(Déception du sens)‏ لیتحوّل إلى معنی من درجة ثانية» کمثل الأسطورة التی هی 
لغة إيحائية» أو خطاب على الخطاب» لغة ثانية تخبر عن الأولى» أو کمثل الصورة 
الاشهارية التي رذت الاعتبار إلى البلاغة بعد أن فقدت مبرّرات وجودها. ومع 
ذلك» ما تزال السیمیولوجیا في تخوم العرفة الأكاديمية» إن لم تكن مقصيّة منها 
LU‏ لأن ما يحدد العلم والعرفة في جامعاتنا العربية ليس الحتوی الذي غالبا ما 
يكون قابلاً للتغيّر أو السقوط أحياناً» ولیس النهج الذي ختلف من علم إلى 
آخرء PA‏ ی رل التواصل بل وجاهته وما یمکن أن یمنحك ol‏ من مکانة 


وفي مجتمعات يحذد فيها السياسي أولويات المعرفة لا يمكن للسيميولوجياء 
عل آهمیتها العرفية والتهيجية» لا آن تکون [ما مق آو مهمشة. ما دامت تهتك 
ستر الخفي وتبحث في السکوت care‏ وفي التمثلات الاجتماعية للحاکم 
وللمهیمن وتکشف «حقن الحاكم للجمهوره. وهي جديرة بکل هذاء إذ تحترف 
العلامة وتتصيّد الرمز وتقرأ ما لا یقراً عادق کالقراءة على ناصية الشوارع وقارعة 
الطرقات وفضاءات الأرصفة الکتظة JR‏ شيء» فتنتزع العنی من دبق التاریخ» 
ومن سماكة الجدار وشواهده العمارية . 


¥ 


ولئن کانت السپمیولوجیا ve‏ > للعلامة في نسقيتها Ets‏ حلت ؛ حتّی 
فی اللغة الصامتة والسموعة. فان السیمیولوجیا الاجتماعية تقتفي أثر العلامت 
وقد خضعت للصّرف بوطأة الاجتماعي عليهاء على معنی اختلافها باختلاف 
الفتات والجغرافيات الاجتماعية» فينساب فیها العنی بحسب الفاعل. فالعلامة إذا 
ارتبطت بسیاق إنتاجها واستعمالها. صارت قابلة للتصریف بحسب معطیات هذا 
السیاق. كأن ترتبط العلامة بروابط القوّة أو أن تعبّر عن مماني الاقصاء 
والتهميش أو أن تقترن بالفقر. ولعل هذا أبرز ما يمكن أن يحققه التزحلق من 
السيميولوجي إلى الاجتماعي الرمزي ؛ اقتفاء آثر جولان العلامة «53e 5 Lal‏ 
تن وت ودیاکرونیا. إننا La‏ إزاء NS AR e‏ لذن a‏ حدما ep‏ 
فتبتعد عن الحياة لتختلف أو تتعارض بحسب الطبقات والفئات» کالقول مثلا: 
علامة فقرء أو علامة 0 هذا يعني أن السیمیولوجبا الاجتماعية تذکیر 
بالقواعد الاجتماعية التي 5 تبني الانساق» اي ۳ تتجاوز الفهم : نحو التفسير . 

إن في تقضّي جولان العلامة واختلافها بحسب التراتبيات الاجتماعية بعدا 
انضالياً؛ يكشف تلف أشكال الهيمنة والإقصاء الاجتماعي إذ العلامة بحث 
فى ألف وباء الحياة الاجتماعية حين يمنحها الفاعلون الاجتماعيون رحيقهاء أي 
معناها الذي ينسج من التفاعل والاستعمالء ومن الإنتاج وإعادة الإنتاج. فالعلامة 
قد تقاوم القمع بتضميناتها وبمجازاتها واستعاراتها حين يراقب الحاكم اخرف 
والكلمة لاعتبارات أمنية» فیتحول الإيحاء سلاح الضعفاء» وفي ما أوحى نزار في 
القصيدة less‏ بعض من هذا: 

aies)‏ كدي نلق اما تكب ار ها 


ثم ماذا عساها تضیف هذه السیمیولوجیا إلى حقل علم الاجتماع؟ قد تحرّر 
بحوثه کأطروحات الدکتوراه. من کبت الوضوعية واختناقات النهج. وكَمْ من 
البحوث النجزة لا تحتوي على شىء الا استعراضات الباحث لصرامته المنهجية 
ویقظته الابستیمولوجية» فیبتعد عن الظاهرة الاجتماعية. فالسیمیولوجیا تحارب 
الکبت الذي قد یطال مولف القال وقارئه laut‏ حتی لا یکون النص شحيسا 
شا يجعل من مدير بحثه قارته الوحید» كما يقول رولان بارت في هسهسة 
اللّغة”"'. وخاربة الكبت تعني Giles‏ بحرية الدّال» كاللّعب بالكلمات وترصيفها 


.)۱۹۸۳ نزار قباني الاعمال السياسية الكاملة» ۲ ج (بیروت : منشورات نزار قبان»‎ )( 
Roland Barthes, Le Bruissement de la langue, points; 258 (Paris: Ed. du Seuil, 1993), p. 355. (۳) 


£ A 


وتصنيفها حتى نبلغ غير التوفع من الأفكار والأبعادء فنخلق شيئاً جدید Les‏ 
جديداً خرج من رحم الدروس ظاهرة كان أو Les‏ قديماً. وقد يمتدّ الدروس 
ليطال لعبة الصور والاشارات والأشياء: في الأفلام وفي الرّسوم المتحرّكة وفي 
الاشیاء هة ولعل السوسیولوجیا بمفردها تحاصر الظاهرة تحدیداً لقواعدها 
وقوانینها. Gi‏ إذا ترافقت مع السيميولوجياء فإنها قد تجعل من الظاهرة طائفة من 
النصوص الاجتماعية التي تتناص بقدر انتشارية الذال. إن هذه السوسپولوجیا 
البدعة ارت التحزرة من تکرار ما سبق انتاجه» البانية للانساق الکامنة» لقليلة 
عربياً. وان السوسیولوجیین البدعین التصیّدین للعلامة الاجتماعية هم بعدد 
حبّات الرّمل. وظتي أن السیمیولوجیا بما هي تفاعل مع الذال» أو تعلق بفتنة 
الدال» لا یمکن الا آن تثیر الدهشة» فتفضي إلى الابداع. وتدفع الباحث إلى أن 
یثور على وضعه ومسلماته وفناعاته ومناهجه وتقنیاته کل مرة. وقد یناقض نفسه فی 
كل لحظة. ولعل هذا هو جوهر الإبداع. | 


يتكلم السوسيولوجيون بشهيّة» بنشوة الستفرد عن هذا المنهج» لكأن به غاية 
ومحصّلة العمل. ونتيجة لهذه الرغبة الجامحة في النهج يمر كل شيء cad‏ ولا يبقى 
شيء للكتابة. يقول بارت في هذا: ايكرّر الباحث أن نصّه سيكون منهجياء 
ولكن هذا النصض لا Gb‏ على الإطلاق» ولكي يقتل المرء بحثاً ويجعله ملحقاً بأكبر 
تفایة من تفایات الاعمال آلهجورة لا بوجد شی» آنجم ee pd ce‏ 


يدفع هذاء أحياناء إلى أن ینعطف الباحث ضد النهج: وآن یمیل عنه ولو 
«جناح بعوضة»»ء أو أن یعامله من غير أفضلية تأسيسية» ليأخذ النص في مجمله 
لغة ومعنی ورمزا وتلك فضاتل تمنحها السیمیولوجیا. وإنها لتذهب بالباحث بعیدا 
ليقف عند الفروقات الدقيقة» وعند الاعتباطیات الاجتماعية والثقافية» ولینزلق 
بين الکلمات والصور» فیقف عند ما یکتب وما لا يكتب» ليصغي إلى حواسه. 
وال ذاتيته؛ وهي تموضم ذاتهاء ولي على لخته عفویته الحتک فتقول الدمش 
والفاجی»» ولیعانق العنی في غير المتوقع : في مقعد على الرصیف. أو في معلقة 
(شهارية تسوق الأضداد؛ أو في غرائبية صور الوت والذم على شاشات التلفزات 
کل صباح؛ آو في خاتلات الخطاب السياسي» وهو يخفي |خفاقاته ولاشرعیته. 
وفي كل هذا وغیره من الواقع المقصيّة والقصية إلى الان» يحتاج السوسيولوجي إلى 


)6( المصدر نفسه» Au‏ 
(۵) الصدر نفسهء ص Fos‏ 


1۹ 


أن يكون فناناً أو مبدعاء ليكون سيميولوجيّاء ليخوض حربا ضد تلف العنی 
وتعب الرموز وافك السّحر عن العالم» بلغة ماكس فيبر» وليفهم ويفسّر لامبالاة 
فاعل اجتماعى لم يعد فاعلاً» بل ضاق ذرعا بمعاني الحياة المتشاببة . 


ب 


السيميولوجياء وهي تراود السوسيولوجياء فتتقاطع معهاء إعلان عن شاعرية 
المعرفة» وعن محدودية الموضوعية العلمية» وما يسمى ب «العلم الخالص) Cal‏ من 
روح الأدب والإبداع وأطياف التأمّل. وبهذا التقاطع نلامس زوايا قصيّة ومعاني 
مهجورة وبعيدة» فنراها «حمالة آوجه» تتطيّر من اليقينية التي عنم المعرفة وتحجبها. 


اخترق کلود ليفي ستروس قاعدة الصرامة والموضوعية Gil‏ بشعرية العرفة 
الإثنولوجية في الداران امحزینان "۳ فعانق فيه رعشة الابداع» رعشة تفور من لغة 
شعرية متفجّرة» وبأسلوب |نشائی متدفق» وهو يحذئنا عن آولئك «التوخشین 
الطیّبین» الذين تقاطم معهم وعاشرهم في رحلته إلى البرازیل. 

يعد مجتمع «البرورو» الذي ظلت حضارته سلیمة Ces‏ من تأثیرات 
البشرین» نموذجاً لبناء أنسجة رمزية من الحياة الاجتماعية والرّوحية تبدو في 
طقوس الغناء حين جلب الطريدة تعبيراً عن النشوة ومباركة الصيد قبل أكلهاء 
تدق فيها الطبول بما في دقاتها من تسئين للغة» وتعابير ذات مغزى يعبّر عنها 
بصفة Mae,‏ وتبدو کذلك فى ما یمکن آن تراه من فرجة في التقسیم الفضائي 
لقرية البرورو وما فيه من تراتب . 


تقع القرية في آشلاء غابة تخفي البساتین» یشغل محيطها خسة وعشرون 
كوخاًء متموضعة بشکل دائري» يتوسّطها کوخ کبیر أو «البیتماناجیو» أي بيت 
الرّجال حيث ينام العزاب؛ ويقضي الذکور یومهم في حالة القعود عن الصید. وهو 
فضاء ذكوري قطعا. تشبه القرية» منظورا إليها من فوق» عجلة عربة ترسم النازل 
الاسرية دائرتباء والدروب آشختها» وبیت الرجال وسطها. وقصر القرية الوازي 
للنهر یقسم الشکان إلى فئتين : «التشيرا» في الشمال» والتوغاري في اطنوب : في 
الاسم الأول معنی الرّقة والنعومة» وفي الثاني معنی القوّة. وينتمي الفرد دائماً إلى 
شطر cal‏ ولا یستطیع الزواح إلا من أحد أعضاء الشطر الآخر. وثمّة تکامل بين 


Claude Lévi-Strauss, Tristes tropiques, terre humaine (Paris: Plon, 1955), p. 229. (1) 
° المصدر نقسه » ص‎ (¥) 


شطري القرية » فكل عمل اجتماعي أو ديني يتضمّن مساعدة الآخرء ولكنه تكامل 
لا يستبعد الخصومة. إذ ثمّة JUS‏ من شطر على آخر. ويتوزع السّكان إلى عشائر» 
وهي جماعات من الاسر؛ تعتبر نفسها أقارب من جهة النساء انطلاقاً من Le‏ 
شترك ذي طبيعة أسطورية. ویتحدد غِنَى العشائر بما تملك كل منها من رأس مال 
آسطوری فيه» من التقاليد والرقصات والوظائف الاجتماعية والدينية» ما یوسس 
لامتيازات تقنية. وهي السّمات الأكثر إثارة للتفاخر في BE‏ البرورو. وكل سمة 
هي علامة تعريفية لكل عشيرة. ومن العلامات ما تكون be‏ في بعض الرّيش أو 
ألوانه» وفي كيفية تقليصها وتقويمهاء وفي ترتيب أنواع الرّيش وألوانه المختلفة 
وفقا لقواعد متبعة خاصة بكل عشيرة وترمز إليها. وفي حالة استعمال عشيرة 
رمزيات عشيرة أخرى» قد يفضي ذلك إلى صراع دموي . 


وبيت الرّجال الذي سبقت الإشارة ail‏ فضاء ذكوري بامتيازء لا تدخله 
المرأة إلا مرّة واحدة في حياتها طلباً لزوج الستقبل. والبیت بمثابة النتدی: وقد 
يتحوّل إلى مهجع ودار بغاء أحيانا. إنه معبد بعد كل هذا وذاك وفضاء للرقص 
وتصنع فيه آلة الرومب الموسيقية» وهي آلة تصدر هزيجاً مكتوماً يرى فيه الأهالي 
Cet)‏ یی ای اه ارفا 


إن جل ما آنتجه کلود ليفي ستروس على امتداد ما یقارب نصف D AN‏ هو 
|عادة تنظیم للتجربة اي في آنساق دلالية Mass,‏ وحیل صفة الرمزي: 
عنده. إلى تلك السيرورة المكوّنة لحالة ثقافية تملح العنی لهذا العام. فكل ثقافة 
تتجلى بصفتها نظاماً رمزياً يمكن بناژه بمقاربة سيميولوجية تَجسّدت في منهج 
التحليل البنيوي الذي اقترحه كلود ليفي ستروس وطبقه في كل أعماله. ويستند 
هذا المنهج إلى تصوّر نسبيّ للرموز: إذا كان للأنساق الرمزية من معنى» فإنه 
لا يظهر فى العناصر المعزولة» بل فى الطريقة التى ما تتالف هذه العناصرء مما 
يمني أن الفعل «دل» لیس سوی dal]‏ علاقة ما. فالطوطمية مثلاً نظام رمزي» أو 
علاقة استعارية بين عشيرة من جد واحد وحیوان طوطمي رمزا للقداسة 
وللحماية. والطوطمية ليست مفردا بل جع یضم موسسات مختلفة تشترك في قيمة 
ماء أي تنظیم مکن لعناصر ختلفة یمکن ملاحظتها میدانیا داخل جاعات ke‏ 
یتعلق الأمر عند منظري هذا الفهوم (فرایزر ودورکهایم) بتفسیر الروابط الوجودة 
بين وحدات طبيعية (حیوانات» ونباتات) ووحدات اجتماعية. GÍ‏ کلود ليفي 


Claude Lévi-Strauss, Anthropologie structurale (Paris: Plon, 1958). (A) 


0١ 


طبيعية QU, t‏ ثقافية. نحتوي السلسلة الح ن اح عل امات on‏ 


آخری تضم ب أفراداً. Gi‏ السلسلة الثقافية فتحتوي على مجموعات وأشخاص». 


a D عد‎ 


وال جانب الطوطمیة» یسمح مفهوم «الانا» کذلك بعنافذ عن بین 
السیمیولوجیا والأنثروبولوجياء وهو نتاج الجدل الأنثروبولوجي حول الدین 
البدائي » ويعني سلطة خارفة للطبيعة يستند البها الفعل الا نسانی. ses‏ المانا هت 
مارسال موس 3388 فحسب أو کیان بل تبدو كذلك Si‏ وخاصية NL s‏ 
انها قوّة روحيّة حلت في الشيء› وهي Pe an‏ والخاصية السحرية 
للشيء» وكيان سحري. أما عند كلود ليفي ستروس فتمثل؛ من جهة قدرتها على 
إنتاج الدلالة» «قيمة رمزية فارغة» لم تتجاوز درجة الصفر دلالباء Les‏ کذلك 
فان المانا لا تعني شيئاً محدّداً لتشير إلى شيء» على معنى أا مفهوم CE‏ 

هكذاء فان السيميولوجيا التي نعتيها في هذا الكتاب هي سیمیولوجیا فوق 
لسانية» تتجاوز حدود اللّغة لتلازم الظواهر الاجتماعية بحثاً عن be‏ ولكن 
یظل منطلقهاء على الأقل منهجياًء منطلقاً لسانياً أساسه أطروحة فردیناند دي 
سوسير حين رأى في اللْغة نسقاً من العلامات تتحدّد فيها كل علامة بالعلاقة التي 
يها برها مث sa Ne LS‏ کون عل را که ان العم نا 
الاجزاء في علاقتها بأجزاء أخرى لتبني من التفرق نسقاء أو تكوّن من الظاهرة 
La:‏ اجتماعياً» لكأن الظاهرة مستوحاة من 00 من العلاقات التي تقيمها 
لاجزاء في اموا آي سيد آجزانها. عل آن تقاطع السيميولوجي 
والسوسيولوجي يمكن من الانتقال من هذا النسق De ds EEA un‏ 
مفتوح حين ربط بنية الظاهرة بسياق إنتاجها. 


Claude Lévi-Strauss, Le Totémisme aujourd'hui (Paris: Presses universitaires de France, 1962), (4) 
p- 27. 

Marcel Mauss, «Esquisse d'une théorie générale de la magie,» dans: Marcel Mauss, ۱۰( 
Sociologie et anthropologie, gme ed. (Paris: Presses universitaires de France, 2001), p. 101. 

Claude Lévi-Strauss, «Introduction à l’oeuvre de Marcel Mauss,» dans: Mauss, Sociologie (15) 


et anthropologie, p. 38. 


oY 


(لنصل الأو 0 
السيميولوجيا 


LE 5 dd + أولا‎ 


ليست السيميولوجيا مقاربة منهجية ونظرية حديثة العهد. فقد مضت عل 
نشأتها عقود. وقريباً تبلغ مئويتها الأول منذ أن رسم فردیناند دي سوسير ملامحها 
NE‏ في مؤلفه: محاضرات في اللسانيات العامّة» المنشور عام ۰۱٩۱7‏ وفيه 
يعلن ولادة علم جديد. على أن أصول Balli‏ تذهب آبعد من هذا التاريخ. وقد 
تعود إلى القرن السابع عشر مع الفيلسوف الإنكليزي جون لوك «(John Locke)‏ 
إذ يرى أن كل فكر بشري تحكمه العلامات. فحتّی نبلغ ميكانيزمات هذا الفكر 
علینا أن نبدأ بفهم حياة العلامات وأنماط اشتغالها'. 


تقول دى سوسیر منذ البداية: إن اللغة نسق من العلامات يعبر Ge‏ 
للانسان من آفکار. وهي في هذا شبيهة بالكتابة وبأبجدية الضّم والبکم 
وبالطقوس الرمزية» وباداب السلوك» وبالاشارات الحربية وغیرها. غير أن اللغة 
تبقی gal‏ الأنساق على الاطلاق. لهذاء فانه من المکن أن نتصور علماً يدرس 
حياة العلامات في صلب الحياة الاجتماعية. وقد يمثل قسماً من علم النفس 
العام. ونقترح تسميته ب «السيميولوجيا» (وهي كلمة مشتقة من اليونانية 
«(Semeion)‏ وتعني «علامة»). ولعلها Es‏ فهم العلامات والقوانين التي 
تحکمها! "". وما اللسانیات إلا جزء من هذا العلم العام عند فردیناند دي سوسير. 
Li‏ عند رولان بارت» ونظراً إلى فقر المعرفة السيميولوجية التي ما تزال في 
بدايتهاء فلا يمكنهاء مبدئی إلا أن تكون نسخة من المعرفة اللّسانية إلى حين بناء 
أدواتها المعرفية والمنهجية والاستقلال بموضوعاتها غير اللّسانية”". 


تعرّضت السيميولوجياء كغيرها من العلوم الناشتة› ال عنه الصطلح› 


John Locke, Essai sur l'entendement humain (Paris: Honoré Champion, 2004), p. 27. 0010 
Ferdinand de Saussure, Cours de linguistiques générales (Paris: Payot, 1972), p. 33. (Y) 
Roland Barthes, L'Aventure sémiologique (Paris: Seuil, 1985), p. 19. (۳( 


۵ ۵ 


وتنوّعت استخداماتهاء فهی السيميولوجيا عند دي سوسيرء وهي السيميائية عند 
بیرس» وحتی علم الدلالة أعيانا . 

ول تشهد السیمیولوجبا ظهورها الحقيقي. على الاقل في فرنساء الا في 
الستينيات من القرن العشرين» بفضل التأثير الشترك لكل من رومان aei‏ 
ولوي بالمسليف. فأضحت بعد ذلك اختصاصاً قائماً بذاته . ومنهجية عادة مقصية 

من التعليم الجامعي ف في العلوم الإنسانية' ووجدت في البنيوية الفرنسية ينذا 
ساعدهاء من خلال جلة من السلمات Je ci‏ نسح معرفة علمية ومنهجية 
جديدة ما تزال في حینها متعثرة ومتناثرة. هکذا یمکن اعتبار السیمیولوجیا نسیجا 
usa ali‏ المدارس اللا لبراغ (Prague)‏ کوینهاغن (Copenhague)‏ 
فترة ما بين الحربين» وأنثروبولوجية كلود ليفي ستروس؛ وعلم النفس التحلیلي 
مع جاك لاكان (Jacques Lacan)‏ والنقد a‏ (مع رولان بارت). ومع ذلك 
تظل المساهمات tal}‏ غالا (ere‏ استفادت منه المقاربة السيميولوجية» خاصة 
تلك التي قذمها کل من غریماس وجان دیبوا. 


وعثل الاعمال الخبرية Le pull‏ التی آنجزها کل من الحاول" وز 
بارت» والفینومینولوجی موريس ميرلو «(Maurice Merleau - Ponty) Fr.‏ 
والائنولوجي کلود ری في البداية والنهايةء رافدا أساساً في نضح هذه 
المقاربة» Ol‏ هؤلاء طوّروا آعمالهم بالاستناد إلى ظواهر اللغة. وکانت اللغة» CO‏ 
هي المرجع الأول . 


وه هی ترا ف الظاهر » فلا تعدمه لفائده Pin‏ 
الخفي الکامن. فمن وجهة نظر فینومینولوجیة» لیس الکامن وحده موضوع 
العلمء كما یقول باشلارء بل الدلالة تكمن Lai‏ 7 الظاهر. ولهذاء التفتت 
Adi ess ailes‏ ارس et‏ وساف INA‏ وال الس 
توسّلا للاشیاء عينها. وعند موريس میرلو - بونتي تمثل الفلسفة الفينومينولوجية 
على الباحث وصفه وصفا دقیقاً انطلاقاً من تجارب الناس في حالتها الخام دون أي 
تفسیر سببي» ودون الاستناد إلى التکوین النفسی آو الاجتماعی. یتعلق الام 


André Helbo, Le Champ sémiologique: Perspectives internationales (Bruxelles: Editions (£) 
Complexe, 1979), p. 11. 
یروق لرولان بارت في عديد الواضع أن يرى نفسه مجرّد محاول.‎ (0) 


61 


«os!‏ بالو ie‏ دون a‏ تن بالعودة ال العالم كما هوء قبل Gi‏ تحديد علمي 
SE‏ فقبل علم الجغرافيا ثمَة هذه الطبيعة التي تعلمنا منها معنى الغابة والمروج 
VS‏ عود إلى الحياة اليومية في جيشانها وتدفقها في اللّغة وعبر اللّغة. 


وظهرت مع كلود ليفي ستروس كذلك البنيوية ذات النزعة اللسانية» وضع 
فيها شروط ومبادئ تطبيق اللسانيات في دراسة الجتمعات البدائية: اضمن تنسيق 
آخر للواقع» تبدو ظواهر القرابة ظواهر لها نمط الظواهر اللسانية نفسها»”". 
فقواعد الزواج وأنساق القرابة عنده خاصة في مؤلفه الأنساق الأوّلية للقرابة 
الذي نشر عام ۰۱۹6۹ هي بمثابة لغة فيها مستوى آخر غير تواصل الخيرات 
وتبادل الرسائل. فتتقاطع بنية القرابة مع البنية الاقتصادية والبنية اللّسانية. 


یشند کلود ليفي ستروس مستشهداً بمارسال وس علی ما یمکن آن تجنیه 
السوسیولوجیا من ثمار علمية ومکتسبات منهجية لو كانت انفتحت Je‏ اللسانیات. 
ولكنّ AS‏ من الاختصاصین سار مساره دونما تقاطع مثمر. وقد یکون JE‏ هذا 
السلوك العلمي من جهة السوسیولوجیین بعض التبریر» لو ظلت اللسانیات على 
حالها تائهة في مطبّات التحلیل التاریخي. ولکن بعد الافاق الجديدة والواعدة التي 
فتحتها الفونولوجیا (Phonologie)‏ كان من الضروري على العلوم الا جتماعية آن 
تحذو حذوها حتی لا تظل کسيحة وقاصرة. LE‏ بنا الفونولوجیا من دراسة الظواهر 
اللمنائية ال راغ تعافش القن له غير et‏ ولا تاحل الأالفاط کو دات 
معزولة» بل تبحث في ما يمكن أن يقوم بينها من روابط وعلاقات Pa‏ 
زيادة على ذلك» تقحم مفهوم النسق لتصل في الأخير إلى صياغة قوانين 
وكانت هذه بدايات فتحها تروبتز كوي (Troubetzkoy)‏ أفضت في ما بعد إلى en‏ 
آفاق أخرى كان على عالم الاجتماع الاقتراب منها Les‏ لرحاب جديدة» ونحتاً 
لكيان صلد جحصن شرعيتها العلمية. إن مفردات القرابة» كمثل الصواتم 
(Phonèmes)‏ تمتّل عناصر دانّة» ولا يمكنها ذلك مالم تندمج في حضن Pa‏ 
فأنساق القرابة» كالأنساق الفونولوجية» يصعب إدراكها دون بلوغ جذور الفكر 
غير الواعى (La Pensée inconsciente)‏ . وسنجد حينها آشکالا من القرابة وقواعد 
من الزواج تخضع للعبة من القواعد العامّة الخفيّة والمتشابهة في أركان متباعدة من 
العالم. هكذا تبدو ظواهر القرابة ظواهر من نمط الظواهر اللسانية نفسها. 


Maurice Merleau-Ponty, Phénoménologie de la perception (Paris: Gallimard, 1949). (1) 


Claude Lévi-Strauss, Anthropologie structurale (Paris: Plon, 1958), p. 37. (y) 


OV 


وفي اللحظة التي كان فيها فردیناند دي سوسير يبشر بولادة علم جديد فى 
فرنساء كان الانكليزي بيرس (CS. Peirce)‏ یری aR‏ رال لا T Pa‏ 
(Sémiotique)‏ (إني بقدر ما أعلم راکد آو بالاحری مسرت تخاب أنزع فيها 
إلى فتح ab‏ ت #السيميانية E‏ مذهب الطبيعة الأساسية والتنوّعات 
الجوهرية للعلامة M{Sémiosis)‏ 


يتابع برس اط الفكري الذي بدأه جون لوك في القرن عشر» 
ويقترح نظريّة للعلامة يسميها (Phonéroscopie)‏ أو افوس لو 1 وتنزع إلى 
Ja H‏ التي Le‏ بتناول 0 onu‏ 0 9 
ل dou‏ ارقي لا حور رشان ولا تتفصل 
أشكالء» منها : الأيقونة (۰)16606 وتنبئ فيها العلامة عن التشابه» فالصليب 
التدل من رقبة هذا الرّجل يشبه ذلك الذي صلب عليه المسيح» والمؤشر (Index)‏ 
وتكون العلاقة فى هذه العلامة سببيّة» كالعلاقة القائمة بين السرعة في السياقة 
وحادث المرورء والوّمز (Symbole)‏ وتكون العلاقة هنا مستندة إلى العرف أو 
التعاقد الااجتماعى . 


LS وسو شمو موس لیات ها هقی‎ us tal 
فالسيميولوجيا معه تبدو أكثر وضوحاً ما دامت تدرس حياة العلامات داخل الحياة‎ 
لان غیر اله لا یری في اللسانیات الا فصلاً أساسيا من‎ af الاجتماعيّة. ومع‎ 
فصول علم تسمه «السیمیولوجیا! مختص پدراسة آنساق العلامات.‎ 


هکذا يبدو في نظر کل من سوسیر وبیرس أن السیمیولوجیا (أو السيميائية) 
ليس لها عمق تاريخي سابق لهما. فكل منهما يرى نفسه مؤصلا لهذا المشروع 
اس 


u 


Charles 5. Peirce, The Collected Papers of Charles Sanders Pierre, 1931-1934, edited by : انظر‎ (A) 
Charles Hartshorne and Paul Weiss, 8 vols. (Cambridge, MA: Belknap Press of Harvard University 
Press, 1960). 
Charles S. Peirce, Ecrits sur le signe, rassemblés, traduits et commentés. par Gérard : أيضاً‎ l 
Deledalle, l’ordre philosophique (Paris: Edition du Seuil, 1978). 
۳۰ AL} انظر : الموسوعة العربية‎ «(Phaneron) هذا المصطلح اشتقه بيرس من الكلمة اللاتينية‎ (4) 

ج (الرياض: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزیم» ۰۱۹۹۲ ج ۰۱۷ ص 145. 


OA 


انا ما السیمیولوجیا؟ 


ما يثير في (العين» السيميولوجية نزعتها البرغسونية التي تردّك من جديد إلى 
الشيء في بعده الخام بعيدأ عن وساطة الخطابات والتأويلات السابقة. تفعل ذلك 
حين تربطك بالدال الذي يدفع إلى معرفة الأشياء كما هي فتقترب من فلسفة هنري 
برغسون. يحمل برغسون الیتافیزیقا إلى ميدان التجربة والوقائع» إلى الشيء ذاته. 
وهو كذلك طموح سيميولوجي يعانق الواقع كما هو تعلقاً بالدال وما یبلغ منه 
دون وسيطء إلا الحدس ومعقولية الباحث. كيف يرذ الناس عالهم معقولا؟ يفعلون 
ذلك بواسطة الدلالة» بما يمنحون من معنى لافعالهم وحركاتهم ونصوصهم. ما 
«مغامرة الدال». فللأشياء أو الظواهر أو الأمتعة في بعدها الخام متعتها وجذوتها 
وعبقها الخاص. وهذا البعد يضعك وجهاً لوجه إزاء الدال ابتعاداً عن دور 
(العراف»۰ عراف ايرا الذي یلامس عمق الأشباء بوعی یتسامی غل الوعی 
2,2« فیفوقه بالقدوء عل ناویل العاویل الاصل.:وببذا الوعی الععال پتمکم 
المراف من dis‏ مرض البیزا في بورکینا؛ كما یفعل الحلّل النفسی(۲۲. فالطبيعة 
الخام للأشياء والظواهر یمکن أن تساعد على تفكيك میثولوجیات الحياة اليومية› 
وما في الثقافة السائدة من عناصر القوّة» ترذها ثقافة الناس جميعاً. والحال Gi‏ ثقافة 


+ م 


المهيمن صانع الأنساق. والفکر النسقي عند نیتشه (Nietzsche)‏ هو فکر مريب" . 


تعرّف السيميولوجياء عادة» على Li‏ العلم الذي يُعْنَى بکل آنساق 
العلامات. ومن هنا تظهر خاضیتها المتدة؛ خاصية إمبريالية» je‏ عنها آمبرتو 
(Umberto Eco) s$]‏ بقوله : out‏ البعض على السيميائية موقفاً على شاكلة 
دراکیلا ؛ هامة «(Un Vampire)‏ غولاً لا یمکنه أن يعيش الا بامتصاص دماء بقية 
الكائنات OPEL‏ لذلك يدعو إيكو إلى ضرورة التمییز بين ما يمكن تصنیفه 
ضمن الأعمال السيميائية الحقة وآعمال تتهافت بسعادة على استخدام مصطلح 
العلامة دون أن تکون آعمالا سيميائية. 


Sylvie Fainzang, L'Intérieur des choses: Maladie, divination et reproduction sociale chez les (\*) 

Bisa du Burkina, connaissance des hommes (Paris: L'Harmattan, 1986), pp. 170-171 and 175. 

Friedrich Nietzsche, Œuvres philosophiques complètes. 8: Le Cas Wagner Crépuscule des (۱1) 
idoles. L'Antéchrist. «Ecce homo»... Nietzsche contre Wagner, textes et variantes établies par Giorgio Colli 
et Mazzino Montinari; Introduction générale par Gilles Deleuze et Michel Foucault; Traduits de 
l'allemand par Jean-Claude Hémery; Sous la direction de Gilles Deleuze et Maurice de Gandillac (Paris: 
Gallimard, 1974), p. 65. 

Umberto Eco, dans: Journal Canadien de recherche, vol. 2 (été 1974), p. 13. (1۲) 


04 


وبعيداً عن الفروق التفصيلية» وسعيا إلى الاقتراب من منطقة الحدود بين 
este‏ تفاسم و ا ae tags ete‏ الاساق الدانه وم 
لذلك أقرب ما تكون إلى حقول المعرفة الانسانیة. ولعلها تمثل بنيتها التحتية, 
إذ تقرأ الممارسات السوسيوتاريخية (من قبيل الأسطورة والمقدس والأدب 
والإشهار... إلخ) باعتبارها أنساقاً من العلامات. فتعالج بهذا هشاشتها 
وتلامس الأنساق الخفية فیها وتعزها. هكذا كان طموح رولان بارت مثلا في 
مولفه میثولوجیات؛ حين سعی فيه إلى قراءة «التمئلات احماعیة» التي تروّج لها 
البر جوازية الصغيرة الفرنسية لتردّها ثقافة ذات طبيعة كونية . 

تنزع السیمیولوجیاء إذن» في وجهها العام إلى نسح آنساق العلامات التي 
یتواصل الناس من خلالها. هکذا كانت في أوّل تعریف فرنسي لها مع فردیناند 
دي سوسیر. T‏ القراءات الأمريكية التي توارئت سيميائية بیرس؛ فقد آعطت 
أهميّة خصوصة للعلامة داخل الحياة الاجتماعية. لهذا يبدو من الطبیعی؛ بحسب 
شارل موریس: أن تتكئف الحاولات ابتطویر منهج عام للعلامات» nee‏ 
«السيميائية). بدلا من علم الدلالة «°(Sémantique)‏ الذي مهتم بالعنی » معنی 
العلامة. 


L‏ رولان بارت» وريث الدرسة السیمیولوجية مع فردیناند دي سوسير» 
فتنزع السيميولوجيا عنده إلى دراسة «كل أنساق العلامات مهما كان جوهرهاء 
Li,‏ کانت class‏ صوتاً وحرکات وموسیقی وأمععة GLS YL (Objets)‏ إل 
الظواهر الجوهرية العقدة التي توجد في الأشكال الاحتفالية والبروتوكولية أو 
حتى المشاهد الفرجوية» بما هي أنساق دلالية في حدها الادنی» إن لم تشكل لغة 
قائمة بذاما»(*۱. 

یبدو جلا من خلال هذه النزعات الععريفيت أن العلامات مكل كاسما 
مشترکا بينها. فالسيميائية عند بيرس» وبنوع من التوسَع» ليست إلا النطق أي 
«النظرية شبه الضرورية للعلامة». 4950 قل القراءة الابستیمولوجية لا لديا من 
قابلیه لانتاج علم یبنی على تجريد الاستنتاج QUIL,‏ على نمط معين من 
الاعتباطية» ردیف لكل علم. أمّا فردیناند دي سوسیر فینظر إلى اللغة بصفتها 


` Charles William Morris, Signs, Language and Behavior (New York: Prentice Hall, 1946), ( ۱۳( 
.م‎ 2: «Today This Discipline is Frequently Known as Semantics; We Call it Semiotics». 

Roland Barthes, Le Degré zéro de l'écriture, collection Pierres Vives (Paris: Seuil, 1953), (1 4) 
p. 79, 


alerter‏ لقا من العلامات بحر Os‏ شن افا .هدا 
النسق تبنيه السیمیولوجیا» بما هي علم تمكن ينزع إلى دراسة حياة العلامات في 
صلب الحياة الاجتماعية. وهي كلمة مشتقّة من اليونانية (Sémeïonr‏ وتعنی علامة. 
وهنا يقطع سوسير مع القاربة التاريخية للغة وبيان سبل تطويرهاء فينظر في 
العلاقات القائمة بين ختلف أجزائها تيسيراً لفهمها. وفي هذا يحذو حذو إميل 
دوركهايم في علم الاجتماع ؛ يمثل المجتمع عنده وحدة قائمة بذاتها (Sui generis)‏ 
تجد منطقها وعلة وجودها في ذاتيتها دون الاستناد إلى عوامل أخرى خارجة 
Nes‏ كذلك تحتاج اللغة عند سوسير إلى قراءة تنظر في العلاقات القائمة بين 
أجزائها دون النظر إلى نزعتها التاريخية . 

تظل دروس فردیناند دي سوسير لحظة معرفية تأسيسية مهمّة. لكن 
السيميولوجيا لم تصبح منهجاً في التحليل وحقلاً من الحقول المعرفية الإنسانية إلا 
مع زولان بارت في «محاولاته» النظرية التجريبية التي جمعت سنة ألفين في خمسة 
جلدات. ورغم ما أنجز إلى Le‏ الآنء OB‏ العرفة السيميولوجية Le‏ تزال فى 
مراحلها الأولى ما دامت مرتبطة في جهازها المفاهيمي بالعرفة اللّسانية» ومالم 
تتخط بجسارة حدودها اللغوية المكتوبة لتتعلق بالمجال الاجتماعي الرمزي . 

تتقاطع العرفة اللسانية مع المعرفة السيميولوجية في أربعة مفاصل أساسية 
ختزلها رولان بارت استنادا إلى فردیناند دي سوسير» كالتالي : 


۱ - اللْغة والكلام 


بغد آن يقترح فرديناند دي سوسیر علمه cb de Le eu‏ یبدا all‏ 
بين اللّغة والکلام. إن فعل الکلام لا یمکن أن یکون موضوع دراسة علمية» لأنه 
کلام عابر لیس له نظیر في العادة. Li‏ اللغة فهي ثابتة» حازمة» لها بنية قارق 
عکس الکلام الذي يتكوّن من عدد لامتناه من الامکانات اللفوظة. وتوضيحاً 
للفرق بين هذا وذاك يعطي سوسیر مثال لعبة الشطرنج : فقو اعد اللعبة تشبه 
بثباتها بنية اللغة» في حين إن الکلام يشبه طريقة اللعب التي تختلف من لاعب إلى 
آخر. وهذا يعني أن اللغة هي البنية الخفية وراء الكلام» فلا يمكن للفرد أن 
یتصرف فیها. إذ هي بمثابة العقد الجماعي الملزم لكل من يريد التواصل. انا 


Saussure, Cours de linguistiques générales, p. 37. (40) 


Christian Baudelot et Roger Establet, Durkheim et le suicide (Paris: Presses Universitaires de (\ 1) 
France, 1999). 


5١ 


ی نکم فعل فرديّ» الجر كة بحسب ei‏ واللغة تعاقد 


وتجسيماً لهذا التمییز بين اللّغة والکلام» يقرأ رولان بارت الغذاء بما هو 
تسق دلالي فیری i‏ الغذاء قائمة على فواعد النع (المحرّمات الغذائية)» وعل 
وحدات من التعارضات الدالة (حلو/ مالح . . ۱ des «(ll‏ طقوس و 
التي قد تمل ضرباً من البلاغة الغذائية. أما الكلام الغذائي ففيه كل التلوينات 
الفردية أو الأسرية أثناء عملية الطبخ و«التصنيف». 


وليس التمييز بين اللّغة والکلام» في رأي بارت» مسلمة غير قابلة للنقاش» 
إذ يجري تعدیلاً عليها لا يخيّر قابلية تطبيقها على أنساق دلالية أخرى. فاللباس مثلاً 
يسمحٌ بالتمييز بين ثلاثة أنساق مختلفة: يغيب الكلام في اللباس المكتوب كما 
تصفه لغة محلات الموضة. 


له محض لغة لا كلام فيه تصدر عن صناع الموضة دون الكتلة التکلمة. 
وفي اللّباس المصوّر تنحدر اللغة دائماً من صناع الموضة» ولکته محمول من قبل 
عارضة الأزياء التي تعرض LASI‏ جامداً» «(Parole figée)‏ «أما اللباس الواقعي 
فيتوافق معه التمييز السوسيري بين اللَة والكلام: تكمن Lt‏ في قواعد اللباس 
بما فيها من تعارضات وثنائيات: طويل/ قصير/ أبيض/ أسود. أما الكلام فيتوافق 
مع الاستعمالات الفردية للباس» بما في ذلك من اختلاف في الأمزجة والأذواق 
والإمكانات». 


هكذا هي اللغة نسق من العاییر المتعالية على الأفراد» ولا تظهر نسقيتها إلا 
في مستوى «الكتلة المتكلمّة» دون الفرد التکلم. ورغم ما لهذا التمييز بين اللغة 
والكلام من علاقة بعلم الاجتماع إلا أنه تطوّر في الفلسفة» خاصة مع ميرلو ‏ 
بونتي» :إذ كان من اول الفلاسفة الذین اترا بسوسیر حین قارن للمقابلة on‏ 
كلام ناطق (Parole parlante)‏ تتولد فيه الدلالة في حينهاء وکلام منطوق 
(Parole parlée)‏ يمثل رصيد الكلام الکتسب. 


واستفاد كلود ليفي ستروس في أعماله الإثنولوجية كذلك من ثنائية RU‏ 


Barthes, L'Aventure sémiologique, p. 30. ۱۷ 


Merleau-Ponty, Phénoménologie de la perception, p. 229. (YA) 


1Y 


والکلام استفادة مباشرة» إذ تظهر بصورة Le‏ في المرور من التواصل الان إلى 
N‏ 


لكن رولان بارت» رغم عمق ارتباطه بسيميولوجية سوسیر إلا أنه يحور 
جزئياً ثنائية اللغة والکلام» خاصة في مؤلفه: نسق الموضة. ففى اللّباس مثلاً 
تظهر ثلاثة أنساق مختلفة: لباس مكتوب» ولباس مصوّرء ولباس ملبوس (أو 
واقعي). واللباس المكتوب. مثلاء كما تصفه مجلآت الموضة هو محض لغة يغيب 
Les‏ الكلام» إذ هو نسق من العلامات والقواعد تقرّره مجموعة من الناس دون 
الاستناد إلى «الكتلة المتكلمّة». واللغة دون الكلام تعد استحالة عند سوسير. 


© صد سوسير 


ضد سوسير معناه العودة إلى عالم الكلام الذي آقصاه من الحقل اللساني. 
فماذا يبقى من اللغة إذا عزل عنها الكلام؟ اللغة وحدهاء وفي ذاتها ولذاتها 
هیکل» شكل فاقد للحياة والحركة» يستبعد السيرورة التى تنشأ من الاستعمالات 
الاجتماعية للّغة. ومع ذلك» فقد تورّط فيها الإثنولوجي الفرنسي كلود ليفي 
ستروس حين رأى في القرابة» مثلاء أو في الميثولوجيا لغة لها الخصائص الحالية 
نفسها دون أن يعير اهتماما لعناصرها الاختلافية: تشكل أحداث الأسطورة التى 
Le‏ أن تکون قد حدئت في زمن ماء بنية دائمة مستقرقت ولا یمکن ,لوغ 
جوهرها من خلال أسلوها أو نمط سردها أو نحوهاء بل في التاریخ الروي 
الذي يُقتلع فيه العنی من اللغة التي تجري فيها هذه الأحداث" "۳ . ولأنّ العنی 
Las‏ من النسق مع سوسیر. أي من العلاقات الداخلية بين الوحدات داخل هذا 
النسق» db‏ معنى الميثولوجيا مع ستروس لا ينشأ من العناصر العزولة في 
تلا حمهاء بل من الطريقة التى بها تتشكل هذه العناصر ما دامت الأسطورة تنتمى 
ال de‏ الل ونکنها لغة من نوع خاص آکثر تعقيدا من التعبیرة PR a‏ 

هذه الأنساق الغلقة. الكتفية بذاتهاء التي تجد منطقها وعلة وجودها في 


ذاتيتها» وهذه اللغة التي لا كلام فيهاء لا حياة فیها ولا حركة. سوق المنطق 


Lévi-Strauss, Anthropologie structurale, p. 58. (14)‏ 
( الصدر نفسه. ص ۰۲۰ 
(١1)المصدر‏ نفسه» ص ۰۲۱ 


1 


بين اللغة والجتمع؛ بين اللغة والاستعمال» مع وليام ليبوف (William Labov)‏ 
مثله T‏ دراسته حول àx)‏ سود الملاجئع في الولايات المتحدة الأمريكية. وفيها 
يوسّع دائرة التحليل اللّساني» فلا يراه حصراً i‏ في النحوء بل یتفتح على الثقافة 
والتنظیم الا جتماعي والوضعيات السياسية Sgod‏ الفقراء فی الولاپات التحدة, 
وهنا يدرس ليبوف (خلافاً لسوسير) الكلامء على معنی Lil. in‏ لسود 
yl‏ يكا (Vernaculaire des noirs Américains)‏ في سياق استعمالاتها الاجتماعية. 
الجر وه لا ea‏ ما À‏ نخص في العالم الثقافي للشارع الذي ينتج 
فيه الفقراء السود أنماطهم التعبيرية الخاصة» فیتصرفون في اللغة وفقاً 
لأوضاعهم وظروفه"". والمقاربة الإثنولسانية (Ethnolinguistique)‏ أيضاً 
غاوزت البحث في النظام الغلق الذي یتعال غل الجتمع» لتبحث في الروابط 
الوجودة بين اللغة والثقافة . 


واللغة مع بيار بورديو لا يمكن» وخلافاً لسوسیر؛ أن تدرس کموضوع 
مستقل يبحث عن الدلالة في باطن اللغة دون البحث في الشروط الاجتماعية 
لاستخدام الكلمات. إن قوّة الكلمة وسلطتها لا تنبعان من ذاتهاء بل من 
الاستعمالات الاجتماعية لها «أي بالضبط حيث لا وجود لتلك القوّةء ولا مكان 
لتلك السلطة. ذلك أن قدرة العبارات على التبليغ تسكن أن توجد في 
الكلمات ti‏ بل اللغة تستمدٌ سلطتها من الخارج. وأقصى ما تفعله اللْغة 
هو Li‏ تمثل هذه السلطة وترمز إليها. ويتوقف استعمال اللغة وفخوی الخطاب 
على المقام الا جتماعي للمتكلم. وهي bi‏ وحة تتعارض کل مع فا الهف وخ 
في كتابه: كيف نصنع الأشياء بالكلمات (Quand dire, c'est faire)‏ الذي يرى في 
النطوق غزارة تكفي لتحليل الواقع من خلاله. هذا الواقع الذي لا يمكن الإمساك 
به إلا بواسطة اللغة أو بالأحرى بقراءة فينومينولوجية تدرس اللغة لتبلغ 
الظواهر. ومن هنا عنوان محاضراته التي نشرت في كتاب: كيف نصنع الأشياء 
بالکلمات فالتلفظ یکلمات هو في حد ذاته حدت سافن M‏ . والقول «تأکید) 
لفعل» واذا لم یتمکن ملفوظ من إنجاز فعله فلیس ذلك طا و بل لأنه 


William Labov, Le Parler ordinaire: La Langue dans les ghettos noirs des Etats-Unis, trad. de (YY) 
l'américain par Alain Kihm, 2 vols. (Paris: Minuits, 1978). 
| Pierre Bourdieu, Ce Que parler veut dire: L'Economie des échanges linguistiques (Paris: (YY) 
Fayard, 1982). 

John-Langshaw Austin, Quand dire, c'est faire: How to do Things With Words, introd. et trad. (Y£) 
tar Gilles Lane (Paris: Seuil, 1970), p. 43. 


5 


ملفوظ اشقي» » أو «سيئء ELI‏ حالت الظروف دون cal Gad‏ كالاستخفاف 
بعلاقة تعاقدية أو إلغاء قرار رسمي. وهو في هذا یتوسل فهم الواقع من خلال 
اللغة ا فة ". إن الحقيقة» في المقابل» بطلان التأکید» Le,‏ رهينتا ظروف 
ا تشبه تلك التي تطال المناجز -(Les Performatifs)‏ يخرج De‏ ليبوف 

من المأزق الني وضع فيه أوتشين نف SN Le‏ في اللغة. be‏ عن قر 
تکمن داخلها. لقد حرج إلى الميدان لبحلل الاستعمالات الا جتماعية للخت باحثاً 
عن علاقة ما بين هذه الممارسة العلمية التى تدرس اللغة ف الاستعمال والنحو 
التوليدي (La Grammaire générative)‏ فنبضات ال: Un‏ صوتیاً تخضع a)‏ 
اجتماعية مع فال » هو من آکثر احروف الصّوامت غير الناجزة التی 
یصعب GUN‏ حولها حرسنا. إنه متغیّر لسانی» LS‏ یقول لیبوف» یکشف عن 
فروقات اجتماعية هائلة حين ملاحظة نطقه في المغازات الکبری» كما فعل عام 
۲ فكلما اختلفت السلميّة الاجتماعية» اختلف معها استعمال ال: ۷ فى 
حين يتشابه الاستعمال داخل المجموعات المهنية الصغرى نفسهاء كالكتبة أو 
الحامین آو Gall‏ . 

یلاحظ لیبوف Of‏ الأجراء الافضل ترتیباً فى السلمية الهنية للمغازة ینطقون 
ال: ٩‏ بكيفيّة آکثر دقة: آما آولئك الذین یتوسطون السلمية الاجتماعية فهذا 
الصوت عندهم pe‏ مکانة وسطی. وتنزل الجرسية إلى آدنی السلمية 8 الطبقات 

ANV 
الدو‎ 


۲ - الدال والمدلول 


الدال والدئول وجهان لعملة واحدة. إذ بصعب الفصل بینهما الا إجرائياً. 
والعلاقة بينهما تکون العلامة» یمثل الدال مستواها المادي. فهی ضرورية له 
Li,‏ غير Li Pass‏ الدلول (Signifié)‏ فهو المفهوم الذي یشیر الیه هذا 
الدالء فلا يفصح عن نفسه إلا من خلاله کاخطوط الموجودة على هذه الورقة 
التي تمثل دوال لمحتوى معين هو الدلولات. EST‏ الدال أساسي في المقأربة 
السیمیولوجیق !5 تقتضي dose‏ تصنیف الدوال ضمن علاقات تركيبية 


ELA الصدر نفسه» ص‎ (YO) 
.04- ۵۸ الصدر نفسب ص‎ (Y1) 
.04-55 ص‎ cam الصدر‎ (YY) 


Roland Barthes, «Eléments de sémiologie,» dans: Barthes, L'Aventure sémiologique, p.45. (YA) 


10 


(Syntagmatique)‏ إلى بناء نسق العلامات. وهذا في حد ذاته مفصل مهم من 


توجد من وجهة نظر غریماس مجموعة من الصطلحات الا جرائية الضرورية 
لكل عمل يبحث فى الدلالة؛ آوّلها الدال» ويعني عنده العناصر الترابطة التي 
RE‏ من توليد دلالة ما في مستوى الإدراك. أما المدلول» فيشير إلى الدلالة (أو 
الدلالات) التى يحملها الدال ولا تظهر إلا من خلالها. فوجود الدال يفترض 
وجود المدلول؛ والعکس صحيح. وهذا الافتراض التبادل هو الفهوم المنطقي 
الوحيد الذي يمكن من تعريف الدال والمدلول والعلاقة التي تقام بينهماء 
ls lee‏ الم وه تالف وف تكوز مره أو يعي UD‏ 
الموسيقى. . . إلخ) أو ملموسة (لغة الضریر .۰۰ إلخ)'. 


ومن الأهمية بمكان في سياق الربط بين الدال والمدلول التذكير باختلافهما. 
Hi‏ تاه E‏ لشي لاد نت ارف ما كان شمه كن ارت 
الكلمات بالأشياء» كما لو كانت أسماؤها المكتوبة عليها. فالدال هو الوسيط الادي 
لدلول يقبع خلفه. والعلاقة بینهما تكون العلامة. هكذا يبنى نظرياً كل تحليل 
سيميولوجي. لكن الواقع الاجتماعي والثقافي يبدو مسكونا بنزعة طغيان الدال على 
المدلول. وهذا الأخير يتجه نحو الذوبان في القدرة الاستثماريّة والاحتكاريّة الهائلة 
للدال» الذي طغى بكثرته وقوّته التمويهية والاستعارية de‏ كل محتوى بین. ويبدو 
أن هذا هو المأزق التاريخي للثقافة العربية في لحظتها الراهنة التي لم جد الوقت 
والقدرة لتتصالح مع مجتمعهاء ولم تستطع آن تردم الهوّة الفاصلة التي ندات تتسّع 
بينها وبين الجتمع» هذا الذي كان من الفترض أن يمثّل بناء‌ها التحتي. oj‏ نزعة 
الدال المحمومة لاكتساح المدلول وتعويمه من شأنها أن تفضي إلى تشويبات مختلفة 
مق علاقة التجانس البنيوي بين الواقع ومختلف أشكال الوعي بهذا الواقع» فتعمّق 
الاستلاب وتشتّج الهويّة الاجتماعيّة والثقافية. فلا تبقى على السطح إلا العلامة 
(Le Signe signifiant)‏ التي يعوزها العمق» ولا يسكنها الا الفراغ + علامة فارغة 
لان الشکل فیها بات لاشکلا (Informe)‏ تغيئرت صورته وتشوهت لابتعادها عن 
المرجع. کل هذا ناجم » في وجه من وجوهه» عن خيبة المدلول الذي تلاعبت به 
أهواء الدال» فتاهت معانيه ورموزه الاجتماعيّة والتارمختة . 


(۲۹) إيان كريب» النظرية الاجتماعية : من بارسونز إلى هابرماس» ترجة محمد حسين غلوم؛ مراجعة 
محمد عصفور» le‏ المعرفة؛ ۲46 (الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب» .)١944‏ ص ۲۰۳. 


1 


T‏ أن الدال آکثر وفرة» کت من eg JA‏ فهو بما هو مفهومء عادة 
ما يكون أكثر فقرا من الدال لكنه فقر مفرط مدقع. تاهت فيه المعاني والرموز 
الكبرى في زخم الدوال اکن لا قشي نينا غير اا وإذا أفشي الدال بمفهوم» 
فليس سوى مفهوم مشبوه في الغالب. وتوجد نزعة توتولوجية يتسم بها الدال 
العاصر des‏ فيها المدلول ویتخثر حين يغشاه فيض الدال الذي يتحدّد فيه الشىء 
عبر الشيء فلا یجیل الا إلى ذاته فى الغالب» ففیض الدوال التعاقبة لا یترله 
متسعاً من الوقت للتفکیر في مدلولاتهاء فلا تری إلا الطیف. 


هكذا تطغی الدوال في النظام احدیث» خاصة بعد أن تكسّرت العلاقة بين 
اندال والدلول وفترت اعتباطیتها. فالواقع آتلف في اللاواقع فنسیضت واقعته 
وتشوه العتی CR‏ اللاواقع هو كل هروب 0 كبرو عفر امسر 
الخرافة والرغبة. ويشير اللامعنى إلى ظهور الوعي امن : > معئى الإنسان 
والمجتمع . على رغم وفرة المعلومات حول هذا وذاك في مجتمعات انج اسمن 
جتمعات العرفة والعلومة العولة. 

ولاذا الدال والدلول في السیاق الاجتماعی والثقافی العری؟ IY‏ جتمعات 
يانية في الأصل یسطو فیها البیان على العرفان» فیکثف البلاغة» وهو بعد ل 
تدركه علومنا الإنسانية» وخاصة علم الاجتماع الذي توقف في الغالب عند 
الوصف والتكميم دون بلوغ ما تخفيه الظواهر الاجتماعية من أبعاد رمزية 
واستعارية كامنة فيها. ورغم ثقافة رمزياتها بقوة القذس إلا آنا لم تبن بعد 
خلافاً للغرب» وخاصة في الثقافة الفرنسية التي تعلقت نخبها الفكرية ببلوغ 
الكامن من الأنساق. وفي ما قذمه بعض الإثنولوجيون والسوسيولوجيون من 
آعمال شواهد عل ذنك.. 


كان ذلك قبل ظهور «مجتمع العلومات» الذي طغت فيه العلومة. ولکن فوَة 
تدفتها وانسيابها يدعم راهنا فرضية اختزال العلاقة في الدال دون الوفوف عند 
الدلول بفعل هيمنة العابر. ومن هنا قد تتحول السلسلة السيميولوجية إلى «سلسلة 
دالة». فالدوال تتلاحق بسرعة البرق» عبر الوسائط التقنية للاتصال» في الصور 
الاشهارية وصور الوت وصور الاثارة والاغراء والاستهلاك. هذا العلاحق للدوال 
وما فيه من تلاشى المدلولات يعمّق التماثل والتشابه والتضامن في الخطابات 
العاصرة. ويتلف الاختلاف ما دام العالم المعاصر لا ينتج تقريباً سوى الأيقونات 
ويتلاعب بالأصول والمرجعيات. ولعل هذا التشابه المفروضء بفعل الوسيط 
التقني» يقوّي حجّة جوليا كريستيفا في تعريفها للعلامة بالتشابه أو بالتطابق» 


۷ 


معو ضه 2 الاختلافات بالتشابه» فالعلاقة التي تنسجها العلامة هي في تباية 
مر توافق آبعاد وتطابق اختلافات" .اال نپا كانت مع بیرس موسس 
«السیمیائیة»( ۳ الشیء الذي من خلاله يمكن التعرف إلى شيء ge lol‏ 
Ki‏ توليدية آو بصدد التوالد وفي ذلك معنى الاختلاف دون التشابه . | 


وعل JS‏ حال» وبعيداً عن الفروق التفصيلية» óp‏ العلافة بين الدال 
والمدلول» أي العلامت مفيدة في السیاق الاجتماعي العربي Les‏ یمکن أن تکشفه 
من خفاياء وأنظمة كامنة ونصّيات نمر صا دون التوقف عندها كالصورة 
الاشهارية» وطقوس الزوايا وعلامات الأرصفة والشوارع؛ وطرق التحايل على 
الضغط السياسي من قبيل النكتة والاستعارة؛ هذه الأنظمة الكامنة التي نستهلكها 
ونتداولها يومياً دون أن نعرف كيف يمكن الولوج إليها وبناؤها عبر العلامة بما 
هي شيء يقوم مقام شيء آخر. والشيء نمط ملموس.». as ol‏ وتظل 
الصعوبات في تأویله بعيداً عن الغموض والالتباس Us VS‏ 
للتأویل. ولکن الخوف من مطبّات التأویل وذاتیاته أحياناً لا ينفي Let‏ الغامرة في 
Île‏ الدوال. کذلك عرّف رولان بارت السیمیولوجیا فهي» عنده» ما یبلغه من 
الدوال» ما حدث له. ما يراوده من معتی حینما يرتطم بالدال : مغامرة شخصیت 
ولکن ليست ذاتية» إذ الدال ما يجري داخل الذات: ما یعتمل فیها. هی. Oil‏ 
تخريج لا هو ذاتي على معنی الوضعة .(Objectivation)‏ وتبدأ هذه الغامرة من 
الافتتان» كفتنة بارت بأساطیر ابص ار E‏ و 
ثقافتها من طبقية إلى ثقافة ذات طبيعة عالية. ثم تنقلب الفتنة ete‏ »> كما في 
«لباس الموضة»» كتاب المنهج» بما فيه من نشوة التصنيف وبناء الأنساق» ولكن 
بعيداً عن القيود العلميةء الكابتة والمكبوتة. Gi‏ بعد ذلك لحظة النصّء تذكيراً 
بمساهمات جوليا كريستيفا (Julia Kristiva)‏ حول التناص وما فوق النحوية 
«(Paragrammatisme)‏ وافتراضات جاك دريدا حول انزياح البنیات عن هر اكرهاء 
وإدانات ميشال فوكو للدلالة التي أصبحت أثراً بعد ie‏ فمنذ أول العصر ٠‏ 


Julia Kristiva, Recherches pour une sémanalyse (Paris: Seuil, 1969), p. 96. (+)‏ 
(۳۱) نذگر هنا بالفروقات الدقيقة بين السيميائية والسیمیولوجیا؛ أي بين بيرس وفرديناند دي سوسير. 

Charles 5. Pierce, Letters to Lady Welby, edited by Irwin ) Lieb (New Have, CT: Whitlock (TT) 

` for the Graduate Philosophy Club of Yale University, 1953), and Peirce, The Collected Papers of Charles 
Sanders Pierre, 1931-1934, vol. 8, p. 332. | 

Roland Barthes, L'Empire des signes (Genève: Editions d'Art Albert Skira; Paris: (YY) 


Flammarion, 1970). 


1A 


الكلاسيكي › > كت العلامة عن أن تكون إمارة العام تعد أن انفصلت العلاقة بين 
الاو ل اغ لاف 


ووسط هذه الخطابات التلاحقة» يأتي gadi‏ البارتي ليجعل من الدال ركن 
النص وعموده الفقري» نص الحياة كما ظهر في «ملكة العلامات» أو فن GLH‏ 
على de‏ تعبيره الذي يتجلى في شكل ميتافيزيقيا جمالية مغرية. وتتحوّل العلامت 
«Lt‏ ال کائن «(Un être)‏ ولكنها فارغة بغياب الدين فيهاء فاليابان مجتمع 
لا دين له لائه لا یمن بالإله الواحد. وفي مثل هذه الالة التي يفرغ Les‏ الدین 
من فكرة الله» فمعنى ذلك آننا إزاء دال لا مدلول cal‏ ومن هنا فراغ العلامات 
في المجتمع الياباني. إنها ملكة الدوال التي يخرج فيها الیابان عن السور الغربي. 


ب الرکب. ul‏ اكول 

يقوم سؤال ما بعد الحداثة في بعض نزعاته على تكسير الأنساق. لكن الواقع 
الثقافي الاجتماعي العربي يحتاج إلى بنائهاء خاصّة في هذه الحقبة الراهنة التي 
انفطر فيها الأصل من عقاله وتاهت المرجعيات. ما زلناء إذن» فى حاجة إلى بناء 
آنساقنا. وهي مرحلة ضرورية قطعها الفرب حين فى حدائته وتشیّعت آنساقها. 
آما cas allées‏ فد bei‏ ترتطم بفوضى ما بعد الحداثة في اللحظة التي 
بدأت تتحسّس فيها ثقافتها طريق الحداثة القائم على تثمين العقلانية والسقية. ثم 
نا مجتمعات لم تجد بعد الفرصة والوقت لبناء أنساقهاء فليس لديا بعد ما يمكن 
هدمه أو تكسيره» ما يعني Of‏ القاربة السيميولوجية ما زالت لم تفقد وظيفتها 
وجدواهاء إن لم تتکثف الحاجة إليها في هذه اللحظة التاريخية بالذات. 


تقوم السيميولوجيا في بعض مكوناتها على التسق والمركب (Système‏ 
.et syntagme)‏ وتنشاً العلاقة الترکیبیة من تسلسل الکلمات والاشیاء والعناصر 
المتفرّقة تسلسلا منطقياً. فلا معنى يمكن بلوغه دون التّمفصل بين الأجزاء» دون 
وحدات تركيبيّة» بما هي وحدات دلالية تتابع وتتقاطع بصورة منظمة» ف 
الع curl Lil.‏ کما رآه فردیناند دي سوسیر فسلسلة من اقول الترابطة ۳۳ 
وهو آساس كل عمل سيميولوجي يراه بارت مور الترابطات بين وحدة حاضرة في 
المركب ووحدات غائبة عنه. ويقدّم أمثلة على ذلك يجدهاء مثلاء في الثقافة 


Michel Foucault, Les Mots et les choses: Une Archéologie des sciences humaines (Paris: (¥ 4) 
Gallimard, 1966), p. 72. 


Ferdinand de Saussure, dans: Barthes, L'Aventure sémiologique, p. 63. (To) 


TA 


المطبخية : إن تلف تنويعات التحلية التي تقدّم فور انتهاء الطعام يمكن أن تكرّن 
E‏ أو ابر ادیغماا» آما قائمات وة الطعام «(Le Plat d’un menu)‏ فيمك: أن 
تكوّن علاقة تركيبيّة. وقثّل مختلف آنواع الأسرّة براديغما أو نسقاًء أما الجمع بين 
السرير والخزانة والطاولة فتكوّن LS‏ هكذا كانت جل أعمال رولان بارت سعاً 
متواصلا إلى بناء الأنساق الدلالية المبثوثة داخل الحياة الاجتماعية والثقافية اليومية. 
فكانت سيميولوجيا مطبقة على موضوعات ثقافية مختلفة من قبيل النسق الغذائي 
ونسق اللباس» ونسق المدينة» ونسق الحكاية والإشهار» كنسق بلاغي . 


والرکب یبنی عل التمفصل» ودونه لا يكون حمالا للمعنى. هذا المعنى ينشأ 
من تنسیق وحدات الظاهرة الدروسة لسانية كانت آو غیر لسانیق ویفترض بلوغ 
القواعد التي غفصل ترابطاته. وهو ما يميّز العلاقة التركيبية من العلاقة الجدولية 
أو الجريديّة «(Paradigme)‏ إذ الأولى تعتمد القواعد آکثر من الثانية. ینظر إلى 
المستوى الترکیبی باعتباره المحور الأفقى للغة أو الظاهرة Li‏ المستوى الجدول 
فیمثل المحور العمودي؛ يشير الأوّل إلى العلامات التي يمكن أن تأتي تباعاً أو 
تلك التي لا يمكن أن تأتي تباعاً في سلسلة العلاقات السياقية. 


ما النسق بما هو سلسلة حقول مترابطة» فيكمن في تشكل حقوله بالتقارب 
في الصوت (تقريض» تعريض)» أو حسب التقارب في المعنى (تعليم» تربية). 
التمفصل والتسلسل والعلاقة ألفاظ مفصلية في كل عمل سيميولوجي» وفي كل 
حمل عت سكل عم 

وكذلك هي اللغة عند سوسير نتاج اجتماعي وليدة تعاقدات أو مواضعات 
اجتماعية متی استقرت, St‏ سننا (Codes)‏ يفرضها الاستعمال بفضل بلورة 
اجتماعية تمنح الفرد منظومة رمزية ينتقي منها ما یناسبه حسب قواعد محدّدة, 
فیحقق من خلالها الفعل التواصلي. ويقسّمها اللسانیون إلى محورین: مور أفقي» 
وآخر عموديء. يتوافق الأول مع العلاقات التركيبيّة» Li‏ الثاني فیتوافق مع 
العلاقات الجدولية أو الأنموذج" ". في العلاقة التركيبيّة ينشأ المعنى من العناصر 
المعزولة متى تلاحمت. Gi‏ البراديغم (الانموذج) فالمعنى فيه متولّد من العلاقة مع 
العناصر الغائبة . 


اهت LA‏ تفرض آکثر من ی وقت مضی بناء آنساقها. فهناك آنساق ‏ 





Umberto Eco, Le Signe: Histoire et analyse d'un concept, adapt. de l'italien par Jean-Marie (Ÿ 1) 
Klinkenberg (Bruxelles: Labor, 1988), p. 84. 


Ve 


دلالبة معاضرة malle‏ عزو ا جددها زولان بارت عام ۱۹۳ في نلانة : اللا 
والغذاء والسکن. UÍ‏ الان» وبعد مضيّ آربعة عقود من الرّمن وازاء ما حصل 
من تکثیف للزمنية وتقلیص في الجغرافيات. وتحت تأثیر الوسائط التقنية احدیثت 
SG‏ شك في Gi‏ أنساقا دلالية جديدة هى الآن بصدد التکون ولعل أبرزها 
الصورة التي تبنها الوسائط الرقميّة بامکاناتها الافتراضية الهائلة. وهذه الوسائط 
التقنية الحديثة تطور اليوم طقوسا جديدة غير مألوفة: فتشرع أكثر من ذي قبل 
القاربة السيميولوجية لغزارة الماذة السيميائية التى تنتظر القراءة وفك الترميز: 
طقوس المظهر الاجتماعي واللافتات والشعارات وصور العنف 3 LAS‏ الصورة. 


 :‏ الدلالة الذاتية والدلالة الإيحائية 

یمکن اعتبار الدلالة LI‏ والإيحاء (Connotation et dénotation)‏ نسقين 
من الدلالة يشابك الواحد بالاخر. وفي الوقت نفسه یمکن الفصل بینهما. 
لاله تاه فق دلان أو له کون من تال nest cs‏ سکن 
العلامة. GÍ‏ الامحای فهو امتداد للنسق الاول تصبح فيه العلامة جرد دال لمدلول 
ثان. هکذا یکون النسق الإيحائي نسقاً من مستوی OÙ‏ ویمکن أن یمتد التحلیل 
لتصبح علامة النسق الأول» وبشکل معکوس. مدلولا لدال جدید هذه الرّة كما 


يسمه الشکل QUI‏ 
ل « 





ويظهر الاحاء» أو ظلال المعنى» لما يستهدف القارئ تفسير سنن النص أو 
الظاهرة. انه مرتبة ثانية من الدلالة» 3,5 العلامة بدالها ومدلولها دالا لها 
فتمنح مدلولاً إضافياً. آما الدلالة الذاتية» فتشیر إلى العنی الحرفي» الباشر 
الواضح أو البديبي» الذي قد لا حتاج إلى الکثیر من ele‏ التأویل لبلوغه۳۳ إذ 


(۳۷) شكري المبخوت» «في سر الشعر وهتکه » في: عفاف موقوء الدلالة الإيحائية في الشعر العري 
الحديث (بیروت : دار (Tr +¥ » Hi‏ ص A‏ 


V\ 


هو قائم في النظام الأول من الدلالت مما يجعله في متناول اس المشترك أيضاً. 


ولعلّه من غير المنصف النظر إلى الإيحاء بصفته دلالة مضافة إلى ما يفترض أنه 
دلالة ذاتية» أو تصريحية» إذ هو في صلب عملية توليد الدلالة» أو لعلّه مركزهاء 
سندها الأول» خاصّة في سياقات كثرت فيها التعبيرات الاستعارية» حتى وان 
كانت صامتة. كالصورة والحركة واللون. وإن هذا الضرب من التعبير الامحائي 
لبدع ليجعل النصء Of‏ كان نمطه اجتماعياً مثلا. «يخرج من حدوده اللغوية 
المغلقة ليتشكل خطاباً يقترح على القارئ أسئلته فيتفاعل Pan‏ فالإيحاء اليس 
من الرُوائد أو الهوامش التي ترد فوق المعنى التصرحي»۰ خاصّة إذا ما تم تأويله 
فى سياق إنتاجه. فلفظ «القنبلة» يدل فى دلالته الذاتية» التصريحية على تلك القطعة 
المتفججرة» ویدل في مستوى الإيحاء حين توصف المرأة في الاستعمال الاجتماعي 
التونسى بشدّة الجمال إلى حذ يفوق الوصف. هکذا يكون الإيحاء (معنى مرجعياً 
وغير ذاق Pad‏ إن تشبيه جال المرأة بالقنبلة أو بالصاعقة أو بالتار» إنما هو 
من باب lé‏ المعنى بضده. وهو ما يعرف فى اللساتياك ب (Connotation par‏ 
cantonymie)‏ وكم هي دارجة في التعبیر ات الاجتماعية الخو نسیه . 


وبصرف النظر عن الفروقات الدقيقة أو العميقة فى تعريفات الاحاء» فإنه 
وبكل الصور لا تنهض وظيفته على مجرّد المعلومة» بل التعبير عن معنى مرجعي 
آساسي» ولكته خلف المصرّح به. ولعل المثال الذي قذمه بارت في «بلاغة الصورةا 
كفيل بإبراز الفارق الشاسع بين الدلالة الذاتية والإيحاء. فبانزانی (Panzani)‏ مثلا 
تحيل في دلالتها الذاتية إلى نوع من العجين يحمل اسم الشركة التي آنتجته» أما في 
مستوی الا حاء si‏ إلى البعد الوطنى الإيطالي «(L’Italianité)‏ بحيث تظهر کج 
جرسية العلمت إشارة y‏ صلة لها بمر جع الملفوظ . 


إتها وضعية اللغة الخارقة (Métalangage)‏ بما هي سيميولوجيا تقوم على 
سيميولوجيا أخرى. هذه اللغة الخارقة هی لغة على اللغة» تتحدّث فیها الثانية عن 
الأولى. والأسطورة عند بارت تجسیم لهذا الضرب من اللغة. فهي عنده «لسان ان 
نتکلم فيه على الأسان الأول“ “. شا نسق سيميولوجي من الدرجة الثانية يتكوّن 


. Léonard Bloomfield, Le Langange (Paris: Payot, 1933), p. 132. (TA) 


Dictionnaire de linguistique, sous la dir. de Georges Mounin (Paris: Presses Universitaires de (4) 
France, 1974), p. 100. : 

Roland Barthes, «Le Mythe aujourd’hui,» dans: Roland Barthes, Mythologies (Paris: Seuil, (E+) 
1957), p. 200. 


VY 


فيها الدال في حذ ذاته من نسق دلالي. ويبدو أن اللحظة الثقافية الراهنة والاتية 
تطوّر بشكل مکثف أنساقاً من درجة ثانية تشرّع الانفتاح على سيميولوجيا إيحائية 
«(Sémiologie connotative)‏ قد تكون منهجية مناسبة لكشف الابعاد الخفية لما ds‏ 
الثقافات الحديثة للاتصال من صور بلاغية لشركات احتكارية مدت بعروقها لتطال 
أرجاء الأرض حتى النائية منهاء صور تحمل خطباً تمرّست على فنون الإغراء 
واغراق المستهلك في ضروب من الأحداث البلاغية والوسائل الرمزية الامحائیق 
تدفع باتجاه خلق مستهلك مر ضي ci‏ (كوكاكولا وماك دونالد وبینیتون 
((Benetton)‏ . هه E a‏ باه لور حمر ST RON‏ ات توهم بمحو 
الفروق وتجسیم الساوات فالاحاءات تفیض في العالم احدیث ؛ إيجاءات جعلت 
لتغبّت ملامح الأساطیر العاصرة من قبیل آسطورة العولمة» والواقع الافتراضي 
وثورة العلومات» وأيديولوجية UD‏ بعدا» ووهم مجتمع العلومات. lel‏ أساطير 
الیوم بما لديا من قدرة إيحائية خارقة لرد الجرد واقعاء والخيال Cie‏ يوميا 
والوهم حقيقة . 


تفتح دوال العولة على العالم وتطلق لها العنان» فلا تفسح الجال للتفکیر 
فى مدلولاتها ما دامت الدوال تتلاحق تباعاً» وتحجب کل شيء سوی الدوال التي 
es‏ لکن هذه الدوال لیس cale «dat‏ الم "بل EE‏ 
لا تنبع إلا من النشاط التصنيفي لهاء فر معنن ثانا لا يمكن الأمماك سفت 
ما لم يفهم في سياق ارتباطه بدوال أخرى . 


JG‏ : سیمیو لو جية الثقافة 
الثقافة؟ Gi‏ ثقافة؟ الثقافة في المطلق أكذوبة خاصة إذا تخفت خلف حرف 
ad‏ ) » لتخفي ما فيها من هيمنة ومن روابط القوة . فالثقافة لا تعرّف بما لهاء 


وبما هي عليه في الأصل› > بل تعرّف بما هي ليست كذلك. ولعل هذا ما جعل 
ادغار موران يصوب SEA‏ عليهاء اد «alle Lal‏ مخادعة» مراوغة» منومف 


ا هذا الفزع من الثقافة قد يكون مرده على الأقل فى وجه من وجوهه 
إلى ما تقوم عليه من نسیج من الاحکام المسبقة من «الدوکسا» والتمطية حول 
الحياة بمختلف آبعادها معها أو ضدها. 


ينعت ستشه هذه المعيارية» بعنفه ورادیکالبته العهودة = «الحماقات») 
Edgar Morin, Sociologie (Paris: Seuil, 1989), p. 8. (£\)‏ 


۷۳ 


وا الاشستار ‏ ان کشت هذه الأراحيفب الح لعجل فی سكل 
«اعتباطیات ثقافية» وبدهيات طبيعية» وحقائق ابتف» راسخة. هي أبرز ما يمكن 
أن يستهدف المشروع السيميولوجي : : كشف الکامن في الثقافة الذي حول إلى 
طبيعة» إلى حقيقة مقدست ال اساطیر لا مس. ذلك آول ما يمكن أن يراوده 
السيميولو جي › فيرى النقافة › calé sl‏ نتاجا تاد قائماً عل الصراع والهيمنتة 
des‏ شروط اجتماعية أنتجتها. هکذا کانت» مغلا الأسطورة مع رولان بارت 
كلاماً انتقاه التاریخ ولا يمكن أن تظهر من طبيعة الأشياء"“. 


ولئن كان المشروع الفلسفي لنيتشه هدم مزاعم الحقائق الكبرى» وكشف 
زيفهاء إذ «العالم الحقيقي» فكرة عديمة الجدوى وخرافة يجب دحضها ۰ Gb‏ 
الشروع السيميولوجي لبارت قد تعلق بمطاردة الحقائق الطبيعية الصغرى التى 
ترسّخها البرجوازية الفرنسية» فتردّها ثقافة عالمية» ولکن مع فسخ اسمها بالرور 
من الواقع إلى التمثل. فالبرجوازية La Es‏ الاسم رغبة في التوسّع والانتشار» 
ومع نيتشه ينبغي en‏ عن آي حكم أخلاقي › إذ لا وجود عنده لظواهر أخلاقية 
إلا فى مستوی التأویل أو بالأحرى في مستوى التأويل Hi‏ لبعض الظواهر. 
ولکنها قد تكشف إذا درست شيعي ES‏ ماهو كامن في الثقافة من أعراض 
مادامت الأخلاق لغة رمزية”*". 


توجد علاقة وطيدة بين الأنثروبولوجيا والممارسة السيميولوجية. 
والأنئروبولوجياء في وجه من وجوههاء قراءة في الأنسجة الرمزية لحياة 
le te Lea‏ شى ها lee‏ تطوير E jet ue En‏ 
كلود ليفي ستروس والبنيوية من أعمال حول العلامة والرمز» حتى إن بعضهم 
دافع عن مقاربة نو - سيميولوجية EKE‏ على E‏ تا قلعي ما وان مش ين 


أعمال حول الاحتفالات «الكرنفالية» في المجتمع البلجیکو GW‏ 


Nietzsche, Œuvres philosophiques complètes... 8: Le Cas Wagner Crépuscule des idoles. (4Y) 

L'Antéchrist «Ecce homo»... Nietzsche contre Wagner, p. 70. 

Barthes, «Le Mythe aujourd’hui,» dans: Barthes, Mythologies, Oeuvres completes (Paris: (Er) 

Seuil, 2002), Tome 1: p. 842. 

Nietzche, Ibid., p. 81. GO 
AV المصدر نفسه» ص‎ (to) 


Marianne Mesnil, Trois essais sur la fête (Bruxelles: Cahiers de Sociologie Culturelle, 1974). (43) 


vé 


الثقافة عند كليفورد جيرتزء شبكة رمزية کنسیج العنکبوت يصنعها الانسان ويعلق 
بها. وقبل ذلك» طابق كلود ليفي ستروس بين الثقافي والرمزي» بل Ól‏ الثقافة 
عنده ليست سوى امجموعة من الأنظمة الرمزية نجد بداخلهاء في الموضع الأول» 
اللغة والقواعد الزوجية والعلاقات الاقتصادية والفن والعلوم والدین»""*. يسعى 
الانثروبولوجي. إذنء إلى بناء النماذج من الثقافة بما هي نظام رمزي يرتبط 
بالتجربة. وفي هذا التعريف الذي قدمه ستروس» de‏ من الانضباط العلمى حين 
جهن مخ (le LUS Sd‏ لذ sit be rl‏ اد رن 
الدين. فالسيميولوجيا تدرس الدلالات التي تنبع من الثقافة دون الطبيعة. ولكن 
هل في مجتمعاتنا نسق تواصلي غير محمول على أشكال من التعاقد خاصّة JS‏ 
ثقافة؟ كيف نميز مثلا بين العلاقات والعوارض الرضية المستعملة فى سيميولوجيا 
الطب؟ آلیست عائدة إلى الطبيعة البيولوجية. عن هذاء تجيب مارغريت ميد بأن 
السلوك الإنساني تتم نمذجته من اليوم الأول من الولادة. وتعطي مثالا لهنود 
قبيلتين متجاورتين تختلف في كل منهما طريقة السعال. وهنا إدراج لما هو 
بيولوجي ضمن الحقل الثقافي. والصعوبة التي تجاوزها كلود ليفي ستروس في 
تعريفه للثقافة بتحديد مداها وحقل اتساعهاء ما زالت تمثل محنة المقاربة 
السيميولوجية في ما يغمرها من اتساع حقل لا حدود له. فكل نشاط إنساني هو 
نشاط دال بالضرورة حتى الصمت والنوم. ولكن ما يعنينا هنا في الكتاب» ولعله 
آطروحته الاساسیتف هو النصوص الاجتماعية التداولة في مجتمع ما وتبنيها الثقافة 
بانظمتها الرمزية . 


رابعاً: عود على بدء: السيميولوجيا fada‏ 


BU‏ السيميولوجيا ie‏ بعد مرور ما يناهز القرن تقريباً على ظهورها في 
سياق حضاري كثر فيه اللغط عن تلف المعنى وضمور المرجع أو تفككه آحیانا 
وفي عالم تمَيّعت حدوده. فتهاطلت فيه الدوال بضجيجها الصاخب الذي لا يحيل 
أحياناً إلا إلى اللاشیء إلى العدمية؟. في مثل هذا السياق» نحتاج أكثر من أي 
وقت مضى إلى المضي قدمأ نحو ترميم أنظمة الدلالة» إلى إنقاذ الرمز من 
التلاشي. والرمز علامة اتفاقية بين الناس؛ إذا تمفصل بالفراغ انفرط العقد 
الاجتماعي gil‏ کان سد تماسكهم. 


(۷) انظر مقدّمة كلود ليفى ستروس لكتاب : Claude Lévi-Strauss, Sociologie et anthropologie,‏ 


précédé d’une Introduction à l'oeuvre de Marcel Mauss (Paris: Presses Universitaires de France, 1960). 


vo 


وفي السياق الاجتماعي العربي الذي يعنيناء ثمة ما يشبه الحرب على 
الأيقونات «(Iconoclasmes)‏ فكل شيء قابل للفناء والموت. وليس ذلك من قبيل 
مسايرة الشاهد LAU‏ الدارجة هذه الأیام» ولکنه إقرار آمر واقم cal‏ فیه 
الرجعیات الکبری وتغلب السطح على العمق. ثم إن في حياة العلامات والرموز 
روابط من القوّة تقتل العلامات الضعيفة وتزيحها لتحل ملها. وكثيرة هي 
العلامات والرموز الوافدة في الجتمعات المغلوبة على أمرها . 


ومن دوافع الحاجة إلى رؤية سيميولوجية شاملة في المجتمعات العربية ضيق 
فضائها العام» فتنشط العلامة والاستعارة والسنن (Codes)‏ كشكل من أشكال 
الواربة والتخفي. وما أكثر ما تخفيه الاستعمالات الاجتماعية للغة والاستعارات 
الاجتماعية والسنن التداولة بين الناس في الجتمعات التي تسطو فيها الدولة 

على المجتمع. وهنا يتعلق الأمرء لا برژیه سیمیولوجية فحسب تراود نظام 
العلامات؛ بل بسيميولوجيا اجتماعية تدرس الارتباطات المتجاورة بين 
ess)‏ الاحتفاعية من جهو Ru ES‏ جه موس 
آخری. ویبدو الأمر على هذا النحو وكأته اكتشاف» والخال أن السیمیولوجیا 
الاجتماعية Vote‏ وحاضرة فى العدید من الدراسات الأساسية» .ولكن دون 
اعتبارها مسألة قائمة بالذات بل au‏ في الغالب السکوت عن الاسم؛ كما هو 
الشأن عند الفلاسفة الذین یستعملون العلامة بوفرة ویتهربون من الاعتراف بعلم 
ات ها ی 

ینسحب هذا التجاهل لعلم العلامات على کل الاختصاصات تقريباً» رغم 
الإطناب في استعمال العلامة في الفلسفة والطب وعلم اخريمة والأحوال الجوية 
وعلم pal‏ وعلم الاجتماع وخاصة في الخطاب | الااجتماعي اليومي من dei‏ 
مثلا alen‏ علامات الغضتا أو في الخطاب الديني في اصراره على تحدید 
علامات یوم القيامة» أو علامات الساعة. 


عود عل بدی العلامات کانت دائماً RUE‏ تورقنا آو تفرحنا؛ وقد توجه 
مسارات حياتنا ولكننا قلما نقف عندها علمياً. وفي القدیم أرقت لوحة جدارية 
صامتة أحد أباطرة الصين؛ EN‏ خرير الماء المنبعث من الشلال المرسوم فيها كان 
يمنعه من النوم. فكيف بحالنا اليوم» وقد أصبحت الصور جزءاً من الحياة . 


CEA)‏ ريجيس دوبري» حياة الصورة وموتهاء ترجه فريد الزاهي (الدار البيضاء : أفريقيا الشرق» 
Eve‏ ص ana‏ 


YI 


EV‏ هذه الصور التي نحياها تكرّس التشابه وتحجب الفرق. والمشكلة في 
كل ذلك أن ما يستطيع الحولان» ويحظى بعيانية اجتماعية» هو فقط لغة Gil‏ 
وثقافته لتتحوّل لغة للعالم بواسطة «الاعتباطيات الثقافية» غير القابلة للاحتجاج 
Hit‏ نصبّاتها الخفية» اللامرئية» ردا للاعتبار إلى ما عداه من رمزیات 
وثقافات آخری لا bé‏ بالامتباز نفسة. 


فالسیمیولوجیا من هذه الوجهة ضرورة علمية في ما تبرزه من عناصر 
الاختلاف» وما تبدیه من مقاومة لعملیات إتلاف الرمز والعنی» وخاصة في ما 
توقره من إمكانات لناهضة عملیات الدّمس والتسطیح الاجتماعي HG‏ 
pol‏ كما يبدو في الصورة على الاقل كتلة واحدة. غابت فيه التنضیدات 
الاجتماعية والفوارق الطبقية. والافتراض أن لكل طبقة أو فئة اجتماعية منظومتها 
الرمزية الخاصة المتواضع عليها بحسب الأوضاع الاجتماعية والسياقات التاريخية 
التی آنتجتها. والأحاسیس التی bal‏ بل عرد یتقو آلستیم اس نا 
CON‏ ا الو es‏ لدق امین غير الضنورة مقلا 
(یقضی الانسان العاصر وفته في القراءة. ail‏ يقرأء وبصورة حاضة es‏ 
وایماء‌ات» وسلوکیات. هذه السیارة تطلعني Je‏ الوضع الجتمعي تصاحبها؛ 
وهذا اللباس یطلعنی بدقة على مقدار امتثالية لابسه» أو شذوذه. وهذا الشروب 
الفاتح للشهية يطلعني على أسلوب مضيفي في PLU‏ 

كما إن سیمیولوجیا اللباس یمکن أن تکشف نفسية حامله. ثمة عمق 
بسيكولوجي في النسق اللّباسي یفترض إخضاعه للمبدأ التصنيفي. توسّلا بما 
خفیه هذا النظام حين یبنی من معنی. وفي ذنك مقاومة لاعتباطية AN‏ 
وبراءتهاء كما لو أا طبيعية» والحال آنها ثقافة مشبعة بالرسائل والعاني التي 
بدورها تتشظی بالاستحمال لترتقي من العنی إل #العدى الإعناقي ct‏ تحاور 
السکوت وتنطقه . 

الخطاب الاجتماعي اليومي له سیمیولوجیته» ولكتها عفوية» تبدو في 
الأسئلة والأجوبة التي تتداول كل حظة: ماذا يعني هذا؟ pe‏ يدل؟ سوال العنی 
ول الواقع فكرة» OU des‏ اسماً آخر غير اسمه «oil‏ ولكن في 


80 المصدر نفسه ۰ ص‎ (£4) 
Barthes, L'Aventure sémiologique, p. 35. (0+) 
Roland Barthes, Roland Barthes (Paris: Seuil, 1980), p. 154. (o\) 


VV 


هذا المستوى من التأويل العفوي› قد لا تعدو أن يكون إلا )55 ,(Doxa) (LS‏ 
Se Ve‏ 1 وف Ste‏ الواقع .(Le Vraisemblable)‏ 


ولئن ارتبطت السيميولوجيا باللسانیات في بنائها الفهومي GP‏ لا تقتصر 
في موضوعاتها على اللغة الکتوبة فحسب؛ بل تتعداها لتجعل من العام 
الاجتماعي Le pas‏ قابلة للفهم والتفسير وأنساقا دلالية قابلة هي La‏ للقراءة. 
فاللباس بهذا المعنى لغة تختلف باختلال سياق الاستعمال» كالبدل العسكرية 
والملابس الدينية والاحتفالية. وقد تختلف في رموزها ومعانيها كذلك باختلاف 
الانتماء الاجتماعي الطبقي. ويمكن بناء نسق دلالي من طريقة المشي» التى قد 
تختلف باختلاف الثقافة . | 

وللجسد كذلك منطوقه الخاص. ففي كل مجتمع من المجتمعات يكشف 
المسدء حسب إرفينغ غوفمان» عن إمكانات من التواصل AE‏ تخضع لقواعد 
متقاسمة وتنعت بالغربة إذا ۸ تنسجم مع النحو المتواضع عليه Lele‏ هناك إذن 
رمزية جسدية مشتركة تيسّر التفاعل» تجعل من المنطوق الجسدي خطاباً تعاقدياً 
ومعيارياً وفقاً لانتظارات المجموعة الاجتماعية وتوقعاتها. ومن العناصر التعريفية 
للمجتمع عند غوفمان أن نفهم هذا النطوق الجسدي المشترك". 

توجد أنساق تواصلية آخری» على غرار الجسد» تتمتع بميكانيزمات خاصة 
بباء تمنحها قيمتها التواصليةء وتنظم دلالاتها كل مرّة بطريقة أصيلة. وكلها ما تزال 
في حاجة إلى ضبط في السياق السوسیو - ثقافي العربي. على أن الباحث في مثل 
هذا اق ا ا خی Lan‏ قد لا تاه الا تسد CI‏ رف 
السحر عن المدلول لغموض الرجع؛ أي المجتمع: الذي بدأت تفكك أنسجته 
وترتج gle‏ الاجتماعي ead‏ ولكن سننه (Codes)‏ تتكاثر بحسب الانتماءات 
والمرجعيات لضیق الفضاء العام وسطوة السياسي على الاجتماعي . 


2 ر کح 
Erving Goffman, «Le Dialecte corporel,» dans: La Nouvelle communication, textes recueillis ۵ Y)‏ 


et présentés par Yves Winkin (Paris: Seuil, 1981), p- 268. 


VA 


(لفصل الثانى 
السيميولوحيا الاجتماعية: حقل التداخل 


من السيميولوجيا إلى السيميولوجيا الاجتماعية تجريب للتزحلق من 
المجال الاجتماعي ببناه الصّلبة أحياناً إلى المجال الاجتماعي الرمزي. يتعلق 
teen LS)‏ ترا با هی دراشة لحا العلاماك 
إلى الحقل الاجتماعي» لربطها منهجياً بالسوسيولوجيا ضمن مجال معرفي 
واحدء بحثاً في منطقة الحدود بينهماء أي في التقاطعات الممكنة بين حقلين 
دراسيين لم يسبق لهما أن أسسا فرعاً من فروع المعرفت مستقلاً بذاته ومعتمداً 
في ميدان البحث السوسيو لوجي . 

فبالرجوع مثلا إلى التقسيمات التي ضبطتها الجمعية العالية لعلم الاجتماع 
عام ۷ cs‏ فيها سین فرعا من الفروع المعرفية المتصلة بعلم الاجتماع 
أو تتقاطع معه بشكل أو بآخرء يمكن تسجيل غياب السيميولوجيا الاجتماعية 
ضمن هذه التقسيمات المعرفية» كعلم اجتماع cal‏ وعلم الاجتماع اللساني» 
وعلم النفس الاجتماعي؛ وعلم اجتماع التربية والطبقات الاجتماعية والحركات 
الاجتماعیة وعلم الاجتماع القارن » وعلم اجتماع التنظیم» إلى غير ذلك من 
الحقول المعرفية التي تداخلت مع علم الاجتماع . 

d‏ ینف هذا الغیاب وجود مقاربات نظرية وتطبيقية ربطت الاجتماعي بالدلالي 
الرمزي» ولکنه لیس ربطاً بالعتی السيميولوجي التقني» بل هو آقرب إلى التقاطم 
منه إلى التأليف» كما هو الحال بالنسبة إلى بعض کتابات بيار بوردیو وكذلك 
بعض آعمال جاك بيرك فى الشرق الثاني (L'Orient second)‏ واللسان العربي حاضراً 
(Langage arabe du présent)‏ إل جانب بعض القرا‌ات الائنولوجية التی آنجزها كلوه 
ليفي ستروس في : الفكر المتوحشء والمداران الحزينان No tropiques)‏ 


)١(‏ هذه الترحمة أراها الأنسب المداران الحزينان» ويمكن أن تكون کذلك با لهول المدارين» إذ سبق 
كلود ليفي ستروس فى هذا العنوان النعت على المنعوت لإثارة الدهشة. آما الترجة التداولة تونسياً المدارات 
زین فهي ترجمة حرفية» سریعت وسطحية ناهيك عما فيها من أخطاء. فليسر ثمّة أكثر من مدارين في 
الکون. 


A1 


توجد فروع نشأت كمناطق تداخل بين علم الاجتماع وفروع أخرى من 
العرفه. وهي ترابطات وقعت بين اختصاصات ختلفة استفاد منها علم الاجتماع. 
من آشهر هذه التداخلات تلك التي وقعت بين كل من جورج غیرفتش وفرنان 
برودال فکل Loge‏ حاول جاهدا أن يحدّد موضوع علمه» دون أن ينفي الأبعاد 
الأخرى ALAN‏ به. یعترف غیرفتش بتاريخية الظاهرة الاجتماعیة» ويقرٌ بتعدد 
الازمنة الاجتماعية» ویری فرنان برودال أن علمّي الاجتماع والتاريخ یشکلان 
مغامرة ذهنية واحدة: هناك دائماً في رآیه تاريخ ماء 4 یمکن أن یتوافق مع 
سوسیو لو جية eilan‏ لکنه لیس توافقا Lis‏ إذ إن زمن عالم التاريخ م لا يمكن أن 
يكون زمن ¿ il‏ الاجتماع. يقول برودال: «زمن علماء ۶ الاجتماع لا يمكن أن 
يكون زمانناء فالبنية العميقة لمهنتناء إن لم أكن ete‏ تنفر منه. زماننا هو قیاس 
كما هو الشأن عند علماء الاقتصادء فحینما یعلمنا dle‏ الاجتماع OÙ‏ بنية ele‏ ما 
نت ره وكرام نقبل طوعاً هذا التفسير الذي تؤكده المعاينة 
السوسپولوجية آیضا. LES,‏ لا نرید ضمن مور حاجاتنا العتادة OÙ‏ نعرف الدة 
الحدّدة لهذه احرکات» سلبية كانت" أن امجاییةه۳. 


ولعل Lan‏ من عوامل تطور علم الاجتماع من أوغست كونت ودوركهايم 
إلى ON!‏ تکمن في قدرته على الانفتاح على حقول معرفية آخری دون آن یذوب 
Les‏ تماماً لا في مفاهیمه من مرونة ونسبية. إن مقولة النسبية التی سیطرت عل 
الکثیر من العلوم» ومنها علم الاجتماع هي التي تسمح oip‏ الز اوجة. ولعل 
الفائدة النهجية من هذه الزاوجة هي ما یمکن أن يحصل من توسیع وتدعیم 
الاجتماع على ملامسة جوانب قد تبقی مخفية في دراسته لظاهرة ماء إذا لم يعدّد 
La;‏ اهتمامه ویطعم جهازه المفاهيمي بتقنيات أخرى ظل معزولا عنها. من هذه 
الظواهر ما هو متصل باللغة واستعمالاا. 


آولا: حقل التداخل 
يتعلق الأمرء إذن» بمحاولة رسم حدود منطقة التداخل nl‏ يتقاطع Les‏ 


كل من علم الاجتماع والسيميولوجيا ضمن dle‏ معرفي مشترك بينهما يسمّى 
السيميولوجيا الاجتماعية. ويعتمد مفهوم حقل التداخل هنا للإشارة إلى هذا 


Fernand Braudel, Ecrits sur l'histoire (Paris: Arthaud, 1990), p. 25. (Y) 


AY 


النسیج الرمزي الذي یتألف من نقاط التقاطع بين هذين المجالين. والهدف من 
هذا هو کشف ما يمكن أن يحدث حين تدخل السیمیولوجیا إلى الحقل 
السوسيولوجي في قراءة ظاهرة ما. فما هي مکونات هذا الحقل؟ 
١‏ البنية الاجتماعية 

یکمن الاختلاف الاساسي بين علماء الاجتماع والسيميولوجيين في علاقة 
كل منهما بالبنية الاجتماعية. فعلماء الاجتماع توقفوا عندها في الغالب» 
والسیمیولوجیون ۸ یتمکنوا من بلوغهاء وظلوا بعیدین عنها. موضوع العرفة 
التمیز من وجهه مرس وه هو تحليل البنية الاجتماعية أو التنظیم الاجتماعي. 
Lol‏ السیمیولوجیا. فهي تتعلق بدراسة البادی العامة للأنساق الدلالية» ولکن دون 
تفسیرها» ی دون ربطها بسياقها الاجتماعي والتاريخي. أما البنية فى Le‏ ذاتهاء 
فتبدو مفهوماً مشترکاً بين علماء الاجتماع وعلماء التاریخ وعلماء الاقتصاد 
باخصوص : یتحدث علماء التاریخ عن آزمة بنيوية» وعلماء الاقتصاد عن أزمة 
بنائية» في حين یتحدث علماء الاجتماع عن الائنین معا 

إن الاقتصار على تحلیل البنیات الاجتماعية للظاهرة دون الانفتاح على ما فیها 
من نسیج دلالي رمزي هو ما يبرّر ضرورة توسع علم الاجتماع للانفتاح على Je‏ 
آخر Gb‏ بعیدا عنه» وهو السیمیولوجیا» لتألیف مقاربة سيميولوجية اجتماعية» 
تجعل عالم الاجتماع متنبّهاً إلى ما في الظواهر الاجتماعية من بعد رمزي وآنظمة 
دلالية» ومتیقظا إلى ما یمکن أو يوجد فى العلاقات والمارسات من علاقات 
Ee‏ | 


ومن اللافت للانتباه أن المقاربات الأنثروبولوجية تنبّهت إلى الرموز أكثر من 
الفراسات ال سس توتخه ل و كل ذلك لم يفض إلى تأليف مقاربة قائمة بذاتها 
تربط الاجتماعي بالدلالي الرمزي؛ ویمکنها أن تبحث في السیاق الاجتماعي 
والتاريخي لانظمة العاني والابعاد الاجتماعية النتجة للصور والعلامات» فلا تقف 
عند إعادة تکوین النسق» بل تتعداه إلى التفسير» أي ربطه بسیاقه الاجتماعي. 

تقف السیمیولوجیا عند مستوی «الفهماء فهم الخطابات التي تنسح حولنا. 
فهي تعيد تکوین الانظمة عبر النشاط التصنیفی للدوال. هکذا كان الهاجس 
امین تاره تسش سم رال کیتسا از ها بش كدر مر 
البحث عن النسقية. فیجد نشوة خلاقة في النشاط التصنيفي. یقول بارت : 
«السيميولوجيا أضحت عندي هذه النشوة: أعيد البناء وأرقع (مع اٍضفاء معنی 


AY 


سام لهذه العبارة) أنظمة ولعبا. لم أكتب مولفاً قط إلا للمتعة: متعة النسق تعوض 
C‏ الأنا الأعل للعلم» SALE Sur moi de la science)‏ 


إن مفهوم النسق هو مفهوم أساسي في البحث السيميولوجي الذي يسعى إلى 
كشف نسیج المعاني الذي یتخفی داخل ظاهرة ما. فالسيميولوجيا تبني صوراً 
وعلامات تترابط في ما بينها لتعطي نسقاً من العلامات» وكل هذا لا یتعدی 
مستوى الوصف والفهم من داخل الظاهرة المدروسة: مساءلة الموضوعات من حيث 
هي روابط العنی التي تحتفظ بها في داخلها دون إقحام محذدات آخری نفسية» 
سوسيولوجية أو فيزيائية. على أن السیمیولوجیا لا تعدم اا ھنو ادات بل 
تتناولها من وجهتها الخاصةء أي أا تموضع مكوناتها ووظيفتها ضمن نظام من 
المعنى. تنطوي الموضة عند بارت» مثلاء على أبعاد اقتصادية وسوسيولوجية» لكن 
السیمیولوجی لا يتناول اقتصاد الموضة أو سوسيولوجية الموضة» بل يكتفي فقط 
تیه هوف OE‏ لته ان سکن ننه E‏ 
والسوسيولوجيا إدراك الموافقة السيميولوجية “(La Pertinence sémiologique)‏ . 


تهتم السيميولوجياء إذن» بإعادة تكوين نسق المعاني» وتبحث في التمثّلات 
الجماعية دون ربطها بشروطها الاجتماعية وظروف إنتاجهاء فهي شكلنة 
وإنتاج للنماذج”*'. وهي في هذا الجانب تقترب من شكلانية جورج زيمل 
(Georg Simmel)‏ . هذا الفيلسوف السوسيولوجي الذي اقترح اكتشاف ثوابت 
الحياة الاجتماعية» ويحددها فى استقلالها عن كل محتوى اجتماعي» ویسمیها 
الأشكالا. فالاجتماعي محذد بشكله دون Palat‏ وعلى عالم الاجتماع عنده أن 
مهتم بأشكال التعبير دون حلیل محتوق أشكال الت والمجتمع عه لیس إلا 
مظهرا أو تجليا. تظل الوضة. مثلا» ظاهرة اجتماعية محضة أو شکلا اجتماعیا. 
وهكذا كانت آعمال السیمیولوجیین كذلك» مهتمة بالشکل أكثر من الجوهر. 
فاللغة عندهم شکل قبل أن تکون جوهرا". إنها آنساق من الاختلاف. 


Roland Barthes, «Eléments de sémiologie,» dans: Roland Barthes, L'Aventure sémiologique (۳) 
(Paris: Seuil, 1985), p. 12. 
AT الصدر نقسه  ص‎ (£) 


` Julia Kristiva, «La Sémiologie: Science critique ou critique de la science,» dans: Théorie (o) 


d'ensemble, Tel quel (Paris: Seuil, 1968), p. 81. 

Georg Simmel, Philosophie et société, présentation par Jean-Louis Vieillard-Baron (Paris: J. (1) 
Vrin, 1987), p. 32. 

Ferdinand de Saussure, Cours de linguistiques générales (Paris: Payot, 1972), p. 33. (y) 


A% 


۲ العلامة الاجتماعية 


إن أهم إضافة یمکن أن يحققها علم الاجتماع في تداخله مع السیمیولوجیا 
هو l‏ إمكانية استخدامه لفهوم العلامة ضمن جهازه المفهومي. الإدراج جعل 
عالم الاجتماع Less‏ إلى ما في الظو اهر من علامات اجتماعية مبثوثة داخلها. 


معلوم أن العلامة كوحدة بين الدال والمدلول تكون مفهوماً أساساً في إثراء 
هذا المفهوم في ول le‏ بل La‏ في تغذية البيبحث السوسيولوجي وتيقظه إلى ما 
في الحياة الاجتماعية من حيأة للعلامات. ولعل هذه الإضافة تجعل de‏ الاجتماع 


. بجوانب آخری يمكن أن تغذي مقاربته للظاهرة‎ tkaj Fal 


يتعرّض هذا العنصر إلى بعض التعريفات التي حاولت تحديد مصطلح 
العلامة» ثم بعد ذلك» يتخيّر قراءات نظرية وتطبيقية لباحثين ربطوا الاجتماعي 
بالدلالي الرمزي» وبحثوا في العلامة الاجتماعية» بطريقة أو بأخرى» منهم: 
جاك بيرك» ورولان بارت» وجان بودريار» في الكتابات الغربية؛ وعبد الوهاب 
بوحديبة» وعبد الكبير الخطيبي» كنموذجين لبعض المحاولات العريية. 

العلامة كما يقول عنها تودوروف من أدق المفاهيم وأصعبها تحديداً. تتضاعف 
هذه الصعوبة في النظريات الحديثة للعلامة التي لا تحصرها في الوحدات اللسانية» 
بل تتوسع PROPANE‏ دين (Signes non verbaux)‏ 


في لسان العرب» تبدو العلامة مرادفة للأثر» يستدل به على الطريق أو على 
الفرد أو على المكان أو على وجود الله. وهي السّمة. وفي التنزيل #وإنه لعلم 
للساعة؟". والعلامةء كذلك» شىء ينصب فى الفلوات» تهتدي به الضالة» 
وبين القوم أعلومة كعلامة”'''. وكما هو واضح. فإن العلامة عند العرب تختلط 
بمصطلحات آخری مثل الأثر والسّمة ,+ التي تحمل كل منها معنى تلف 
عن غيره. فالأثر لا يرادف السمة أو الدليل. ثم tel‏ في هذا الاستخدام aus‏ 
قد لا تعبر عن المعنى المعاصر الذي يرافق (Signe) a‏ « أي الوحدة بين الدال 
والدلول وما ينجم عنهما من علاقة» أو كما أرادها بيرس العلامة التي تحيل إلى 


Oswald Ducrot et Tzvetan Todorov, Dictionnaire encyclopédique des sciences du Langage (A) 
(Paris: Seuil, 1972), p. 131. 


.1۱ القرآن الكريم. «سورة الز خرف" الآية‎ )٩( 


(۱۰) أبو الفضل محمد بن مكرم بن منظور» لسان العرب المحيط : معجم لغوي e gole‏ إعداد وتصنيف 
يوسف خياط ونديم مرعشلى » ۳ج (بيروت: دار لسان العرب» ۰ ج ۲ ص AVY‏ 


AO 





شيء آخر غير نفسها. وهذا المضمون يتوافق أكثر مع مصطلح (ND‏ فالآية من 
القرآن» وسمّيت كذلك Y‏ علامة ~ كلام من كلام أو ما يفضي منها إلى 
عيرهاة سس فا لت :يدك ات ای ره 
للعلامت AN OY‏ هنا تحيل إلى شيء آخر غير ذاتها. والآبة في القران هي 
العبرة» قال تعالى: #لقد كان في يوسف واخوته آيات للسائلین4 '. هكذاء 
إذن» يبدو مصطلح الاية آکثر تلاو مع الاستخدامات الحديثة. 


وی #4 إشارة اص يه عمل الا مسالگ Dore‏ 
استعمال عبارات من قبيل (أبدى E‏ نفاد الصبر ۰ أو E d‏ او 
احمل. نمه أيضاً علامات منذرت ومؤشرات حدوث فاجعت وعلامات تنبئ 


ء السیح الدجال. 


والعلامة لا یمکن بلوغها الا حظة التأویل. فالشيء لا بصبح علامة إلا ذا 
وله آحدهم على أنه علامة على شيء ما. وما Zu‏ هذا الصنف من العلامات هو 
علاقة «القيام مقام» التي تستند إلى آلية الاستدلال. ویوجد صنف آخر من 
العلامة» في cal)‏ تحدده اللغة العاديّة. ففي الاستعمال التالی. مثلاء «دل على 
تقديره» أو «عبّر بالاشارات" تکون العلامة حركة تصدر عن فرد ما بنيّة التواصل» 
أو بالأحرى يراد بها نقل لتصور ذاتي في اتجاه شخص آخر. والصنف الثالث من 
العلامة يراه أمبرتو إيكو في العلامة الأيقونية أو التماثلية» وفيها تطابق كل بين 
العبارة والمضمون» ما يجعل منها علامة اعتباطیة(۱۳. | 


العلامة اللغوية عند سوسير كيان نفسي ذو وجهین. دال ومدلول: صورة 
من 0 ومفهوم (الدلول) وااصل بینهما یکون العلامة. ویبدو أن 
سوسیر كان مجبرأ على تخیر هذا اللفظ لأنه لم جد له بديلاً في ما هو مستعمل من 
الكلام. العلامة اللغوية cotie‏ هي علامة افا يقول: إن العلاقة التي 
تربط بين الدال والمدلول. . هي علاقة اعتباطية أو بعبارة أخرىء نعنى بالعلامة 


)11( الصدر نفسه» ص NE‏ 
(۱۲) القرآن الكريم » «سورة يوسفء؟ الآية ۷. 


(AY)‏ مر تو لیکو » السيميائية وفلسفة اللغةق تر هه آجد الصمعي t‏ لسانيات ومعاجم (بيروت: : المنظمة 
العربيّة للترحمة. (f*0‏ ص ٩‏ ؟. 
)£\( 


Saussure, Cours de linguistiques générales, p. 100. 


AT 


نتيجة الربط بين الدال والمدلول. ويمكن القول بإيجاز وببساطة: العلامة اللغوية 
علامة اعتباطية». dial‏ بين العلامة والرمز. فقد استخدم 
الرمز مرادفاً للعلامة أو الدلالة على ما يسمّى بالدال. ويقصي سوسير لفظ الرمزء 
لا ا lays‏ في اعتباطيته : «فهو ليس فارغاًء بل فيه بقيّة من رابطة طبيعية 
بين الدال والدلول»"۳. إن اعتباطية العلامة اللغوية هي التي تحميها من التغيّر 
وعدم الاستقرار» إذ لا يمكن مناقشتهاء بل يقتصر على قبولها. 

ولئن توقف فرديناند دي سوسير عند إثارة إشكالية العلامة اللسانية» فان 
السيميولوجية الاجتماعية يمكن أن يكون فهمها أرحب لأفق العلامةء فتنسحب 
أيضاً على التعبيرات الاجتماعية والثقافية في تنوعها. الحركة» مثلا» علامة 
اجتماعية تحتاج إلى قراءة وتأويل. وكذلك النظام السياسي والممارسات الاحتفالية 
والدينية وعلاقات القرابة يمكن أن تستبطن أنظمة من العلامات التى يفترض 
تكوينها. توجد علامات خفيّة لا يمكن إدراكها في التعبيرات اللغوية فقط» بل 
أيضاً في مختلف الأشكال الاجتماعية الأخری. كالموضة والرّقص 


ولكن الصعوبة الأساسية في هذا البناء المنهجي تكمن في القدرة على تكوين 
أنظمة العلامات الاجتماعية دون الانحراف 3 إلى La‏ الدلالة. فيصبح 
السيميولوجى مسكونا بالبحث عن المعنى من خلال التفسير» وید عن العلامة. 
هذه الصعوبة یمکن تبسیطها |ذا کان الترکیز هل الشکل الاجتماعي دون 
ان يفت RS ee‏ | 

نحن Los‏ داخل أكوان من العلامات الاجتماعية» فتشذنا إليها لكن دون 
أن نفکر فبهاء انسان الدينة بقضی وقته فی القراءة: قراءة العلامات الاشهارية 
قائمة الطعام في الط الصور واحرکات والسلوك والمارسات؛ ne‏ السیّارة 
Sas‏ ال ماه LOU‏ »هذا اللثانى نمع تانعالة یاه وهنا 
OTT‏ وااليا عام رق لجرو رت 
Se beats‏ مليء بالعلامات» كما يقول رولان بارت" يفترض 
قراءتها وتكوين أنساقها. 


(۱۵) الصدر نقسه ص ۱۰۱. 

() انظر : محسن بوعزيزي» «سيمياثية الاشکال الاجتماعية عند رولان بارت» الفکر العربي 
العاصر (مركز الانماء القومى » ق العددان ۱۱۳-۱۱۲ (۰)۲۰۰۰ ص ۰ - 1۷. 

Barthes, L'Aventure sémiologique, p. 228. i (۷) 


AY 


لا يتعلق الأمر هنا بالعلامة اللسانيةء فذاك مفهوم له أهله من اللسانيين» بل 
بالعلامة السيميوسوسيولوجية التي تبنی من الاستعمال وتختلف باختلاف المتغيّرات 
الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية. 


یمکن أن یکون النسق الفصل الثالث من الفاصل المكونة epei‏ حقل التداخل 
(وقد سبق التعرّض إلى مفهومی البنية الاجتماعية والعلامة الاجتماعية). يشير النسق 
إلى أن الظاهرة الدروسة (النظام الغذائي النظام اللباسي النظام الدرسي. . . 
إلخ) ليست وحدة عارضة وعشوائية تتکون من عناصر مستقل بعضها عن بعض»› 
بل ینظر إليها على Li‏ كل تترابط فيه الأجزاء في ما بینها ترابطا منطقیا. 

ولکن كيف یمکن نبنی نسقاً من الناحية النهجیة؟ 

النسق سلسلة من الحقول التجمیعبة بعضها يترابط حسب التقارب فى 
العنی» وبعضها الآخر یترابط حسب التقارب في الصوت. على أن التعارض بين 
الالفاظ » إذا تعلق الامر بالظاهرة اللغويّة» أو الأجزاء إذا تعلق الامر بالظاهرة 
الاجتماعية: يمكن أن ساعد عل بناء النسق. التضاد بي عناصر HE‏ حال 
للدلالة كذلك. Giles‏ العناصر بعضها برقاب بعض حين التقارب أو حين التباعد 

كثر هم علماء الاجتماع الذين بنوا أنساقاً وأسّسوا نظرياتهم على أساسهاء 
فنظروا إلى الواقع على أنه يشتغل وفق منطق داخلي خاص به. يفترض بيار بورديو 
أن للواقع منطقه فالنسق ليس معطى» بل علينا البحث عنه. ولفظ النسق حاضر 
بكثافة في آعماله. فالفضاء الاجتماعي» coke‏ جموعة منظمة a‏ بالأحرى نسق 
من الأوضاع الاجتماعية التي تحدّد الواحدة فيها بعلاقتها بالأخرى. فوضعية المعلم 
تفترض وضعية للمتعلم. هو» إذن» نسق من الاحختلافات». ومن الأوضاع تتحذد 
Les‏ فيها من تعارضات في ما بينهاء کالشمال یعرف بتعارضه مع الجنوب». 
والشرق بتعارضه مع الغرب. نظرية العرفة السوسیولوجية عند بوردیو هي في حد 


ذاتها: «نسق من القواعد الذي يحكم إنتاج كل الافعال والخطب السوسیولوجية 
المکنة ما دامت Mile‏ | 





Alain Accardo, Initiation à la sociologie de l'illusionnisme social: Invitation à la lecture des (1A) 


oeuvres de Pierre Bourdieu (Bordeaux: Editions le Mascaret, 1983), p. 36. 


AA 


يتردّد لفظ «النسق) ' في أغلب مفاهيم بورديو. فاختل تسق نوعي من 
العلاقات الموضوعية التي یمکن أن تكون علاقات allé‏ أو صراع وعلاقة منافسة 
sl‏ تعاون بين أو وضاع تختلفة حددة اجتماعیا TERT‏ إلى حد بعید عن الوجود 
المادي للفاعلين الذي ينتمون إليه. 


والمجتمع عند بورديو» حقول تختلف باختلاف الرهان والفاعل وشروط 
الاشتغال» كحقل الدين وحقل السياسة. فلكل حقل رهاناته الخاصة التى لا يمكن 
رذها أو اختزالها في رهانات حقل آخر. ولا يمكن أن يبلغ هذه الرهانات إلا من 
كان مهيكلاً لدخول هذا الحقل. فالحقول فضاءات مبنية» يتوقف امتلاكها عل 
الوقع الذي نحوزه داخل هذه الفضاءات. ولكل حقل من الحقول عناصر ميزه 
وقوانين تحكمه» فكلما درسنا إحداهاء كفلسفة القرن التاسع عشر أو دين القرون 
الوسطی أو الموضة اليومء كشفنا أن لكل منها خاصيات OVE‏ 


واحقول آنماط : نمط من الحقول المتخصّصة. من قبيل حقل الأدب أو 
الرياضة مثلاء ونمط تتقاطع فيه الأنساق وتتشابك» من قبيل التنافذ القائم بين 
حقل الرياضة وحقلي الاستهلاك والإنتاج. فالرياضة ليست فضاء مغلقاًء بل 
مفتوحاً على عوالم من الاستهلاك والمارسات هي ذاتها مبنية داخل أنساق» 
والنمط الثالث من آنماط الحقول تنظيميء كالوزارات مثلا. أما النمط الرابع 
فكامن بعض الشيء على غرار حقل الدين وحقل اللغة وحقل الأیدیولوجیا" ". 
يشتغل الحقل باعتباره نسقاً يتمتع بمساحة من الاستقلالية عن الحقول 
ا تضمنها علاقات القوة بين مختلف الفاعلین؛ بحسب بنية مواقع داخل 
الحقل e‏ فتجعلهم فى صراع مستمر لتكسير هذه المواقع » ا أو 
للحفاظ عليها. وفي مؤلفه إعادة ts}‏ هتم بوردیو بالنظام الدرسي هذا 
النظام الذي يساهم في تكريس التعسف الثقافي الذي تفرضه الطبقات المسيطرة. 
فالدرسة بدورها تشارك بطريقتها الخاصة في فرض الثقافة المسيطرة» وتضفي 
علیها مشروعية» فتعید إنتاج التمای ز الاجتماعي» رغم ما تذعيه مناهج التعليم من 
حياد: «النظام المدرسي ينزع إل إنتاج التعامي عن الحقيقة الوضوعية للتعسشف 
الثقافي باعتبار آن هذا العمل التربوی العترف به كسلطة فارضة للشرعية» up‏ 
إلى انتاج الاعتراف بالتعسّف الثقافي عن طریق ترسیخه في الذهن بما هو ثقافة 





Pierre Bourdieu, Questions de Sociologie (Tunis: Cérès Productions, 1993), p. 113. (14) 
Pierre Bourdieu, Choses dites (Paris: Minuit, 1987), pp. 106-109. (Y+) 


AA 





. رمزیاا بتر سیح التعسف الثقافي‎ Lge) فالنظام الدرسي يمارس‎ NP 


ومفهوم النسق حاضر كذلك في بعض القاربات الإثنولوجية: يركز كليفورد 
جيرتز» مثلاً» جهده على بعد وم الثقافة» وهو الحس المشترك» ويتناوله 
كفكر متعقّلء منظم اا وی ارا الأسطورة ns‏ 
والإستيمولوجياء ويخضع ا محددة تارخی ويمكن N‏ 
ومناقشته وتأكيده وتطويره وتشکیله. وحتى تدريسه. ويتنوع الحس المشترك درامياً 
من شعب إلى آخر. وهو في عبارة واحدة نظام ثقافي من صنع البشر الذين هم 
Lai‏ معلّقون فيه ومرتبطون Nas‏ 

آما جان بوذريار» فقد سعی في آغلب کتاباته إل أن يبني أنساقا رمزية 
للظواهر التي یدرسها بدءاً من مؤلفه: نسق الأمتعة "۰۳ الذي یبین فيه أن الأمتعة 
(Objets)‏ بخلاف الظاهرء تنزع ol‏ تلل ضمن نسق متجانس من 
العلامات» يمكن من خلاله تحديد مفهوم للاستهلاك. هناك منطق واستراتيجيات 
في نسق الأمتعةء يعقد تواطؤاً عميقاً بين الاستثمارات التفسية وأوامر الهيبة 
الاجتماعية» وبين الميكائيزمات الاسقاطة ولعبه النمادج والانساق العقدة. بیدا 
بودريار في نسق الامتعة بوصف أثاث منزل برجوازي نموذجي» بما فيه من مرايا 
وخشب وإنارة» فیولی اهتماماً بنوعية الأثاث وترتیبه» ويصل إلى فكرة مفادها أن 
المجتمع «تبرجز) في ميثولوجية الاستهلاك المكنّف إلى الحد الذي يلزم فيه 
البرجوازي نفسه بما لا يلزم كاقتناء ما لا يحتاجه. في الجزء الأول من الكتاب نقد 
لا حدث من قطيعة مع جوهر العمل» وفي الجزء الثاني منه حلیل للنظام 
الاتجتماعي الأيديولوجي للاستهلاك وموضوعاته. وهنا يشير إلى شدة تعقّد مواضيع 
الاستهلاك تعقد تعقداً فاق سلوك الناسن الر tes‏ إن دوّامة الاستهلاك قد ci‏ إلى 
خلق غائية مختلفة للأمتعة ابتعدت عن غائيتها الأصلية» فوظيفة السيارة التقليدية 
لا تكمن في توفير النقل» > بل في معايير أخرى تجاوزت الحاجة نحو التعلّق 
بالسّيارة الأسرع والأجمل والأفخم. ويركز بودريار في نقده لنظام الاستهلاك على 
دور الإشهار الذي أصبح بدوره سلعة استهلاكية» وليس جرد ترويج لها . 


Pierre Bourdieu, La Reproduction: Eléments pour une théorie du système d'enseignement (1) 
(Paris: Minuit, 1970), p. 37. 

Clifford Geertz, Savoir local, savoir global: Les Lieux du savoir, sociologie d'aujourd'hui (YY) 
(Paris: Presses Universitaires de France, 1986). 


Jean Baudrillard, Le système des objets (Paris: Gallimard, 1968). (YY) 


qe 


وفي مؤلفه مجتمع الاستهلاك يتناول بودريار الاستهلاك Les‏ هو نمط من 
النشاط النسقي» ومن الاجوبة الإجمالية التي يبنى على أساسها كل النظام الثقافي 
للمجتمع. ویبین دور الهيئات التكنوقراطية الكبرى في إثارة الرغبات التى لا تکبح» 
وفی خلق التنضیدات الا جتماعیه الحديدة التي قامت مقام الاختلافات الطبقية 
القدیمة*۳. فآماکن الاستهلاك عند بودریار هي الحياة اليومية التي لا تختزل فقط 
فى جموع الأفعال والحركات البومية وفي الابتذال والتکرار» بل هی E‏ عمقها 
نظام ف العا وي يفضي هذا إلى اعتبار الاستهلاك آسطورة يتحدث فيها 
الجتمع العاصر عن نفسهء إذ هي الطريقة التي بها يتكلم المجتمع ويفكر. 
بفينومينولوجيا الوفرة في الا شاه Lu)‏ 8 لاش أكل . «Gal Ne‏ بل بتنظيم هذه 
الوفرة ضمن خطاب متجانس. فالاستهلاك نشاط من التلاعب النسقي بالعلامات» 
لا یثیرنا إلا متى تحول إلى علامة تستهلك في اختلافها دون ماديتها" '". فنحن 
لا نستهلك الشيء بل علامة الشيء» أي العلامة الإنسانية الممكنة مع المنتوج» 
وتستهلك حينما تلبس لبوس الشي» والغلامة"". 


ویبحث لوي ألتوسير (Louis Altusser)‏ بدورهء عن النسق في المفاهيم» 
خلافا لبورديو الذي يبحث عنه في الواقع. كذلك تكون البيروقراطية عند ماكس 
فیبر» شکلا من أشكال التنظیم. يدرس التحلیل الاستراتيجي کذلك علاقات 
السلطة داخل التنظیم. ویری میشال کروزییه (Michel Crozier)‏ أن الاجتماعي هو 
فعل جاعي منظم» وینطلق من دراسة ظاهرة البو ۳ فینتقل إلى تشخیص 
النسق الاجتماعي الفرنسي في مجموعه؛ سعیا إلى کشف علامات نسق التنظیم 
البيروقراطي . 


هذه آمثلة من القاربات السوسیولوجية التي آعطت آهمية لفهوم «النسق» ال 
درجة یمکن معها النظر إلى علم الاجتماع باعتباره لغة فیها نسق من الرموز 


Jean Baudrillard, La Société de consummation, préf. de J. P. Mayer (Paris: Gallimard, 1970), (Y 3 
p. 14. 


۰۲۲ الصدر نفسه  ص‎ (Yo) 
.۲۷۷ الصدر نفسه» ص‎ (VU 
NT المصدر نقسه» ص‎ (TV) 


55 


ولئن تکثف استخدام هذا الشهوم عند علماء الاجتماع LS)‏ تبين te‏ 
فإن السیمیولوجیا ترتکز أساساً في تعریفاتها علیه. فهي في labre‏ الواسع 
آنساق العلامات؛ وهي تبدف إلى «إعادة تشکیل ات و الدلالة غير له 
وذلك حسب مشروع كل نشاط بنيوي. فالسیمیولوجیا قائمة ساسا على مفهرء 
«النسق» Les‏ هي بحث في النسق الرمزي والدلالي للظواهر الاجتماعية. حینما 
أراد رولان بارت ا ی يقارب فيه الموضة المكتوبة مقاربة 
سیمیولوجية سمّاه: نسق الموضة. أي أن الغاية من هذا العمل ستتمثّل في بناء 
النسق الذي تتضمنه الوضة الکتوبة» كما تصفها مجلاتها. 


هکذا تتقاطع السوسیولوجیا مع السیمیولوجیا في مفهوم النسق. فیشکل 
بذلك مفهوماً مرکزاً لما يمكن أن یسمی ب «السیمیولوجیا الاجتماعیةه. 


cd Me‏ الاجتماعية Ts‏ رم 

تق المت M Lai,‏ الداخلية. أما مفهوم ا تن el‏ 

في فى الشروط الاجتماعية والسياقات التاريخية التي أفرزت هذا النظام. ولعل هذا 

هو البعد الأساسى الذي ظل منقوصا فى مولف رولان بارت : نسق الموضة» 

الذي حاد فيه بطريقة إرادية عن سوسيولوجية الموضة» أي دراسة الموضة باعتبارها 
ظاهرة اجتماعية ترتبط بمعطيات اجتماعية ومستويات معيشية . 


فالسيميولوجيا الاجتماعية» إذن» بتطعيمها بمفهوم التفسير» يمكنها لا فقط 
أن تبني صورا وعلامات مترابطة في ما بينها لتعطی نسقا من العلامات» بل 
تربطء أيضاًء هذا النسق ببنيته الاجتماعية وسياقه التاريخي. وهی من هذه الوجهة 
تک ناسورك us‏ ويه A‏ سای ماعن قر D‏ 
۰ ) النظر لنزعة الفهم التأويلي: يشير الفهم عنده إلى معرفة البنية الداخلية 
للظاهرة. ويفهم من التأويل الدلالة التي تمثلها هذه الظاهرة بالنسبة إلى الوعي 
الفردي. وينبغي أن يفضي الفهم التأويل إلى التفسير» أي العلاقة بين البنية 
الاجتماعية ومعطياتها التاريخية. لا يعنى هذا أن السيميولوجيا الاجتماعية يمكن أن 
تکون جز من هذه القارية التقهمية» ولکنها يمكن آن ندرج ضمن السیاق ‏ 
النظري العام نقسه . 

بهده القاربة یمکن للسيميولوجي أن يحاول تفسیر الانساق الدلالية التي 


AY 


يبنيها ويربطها بواقعها. بيد أن الواقع شيء يصعب الإمساك ea‏ لأنه لا يمتلك 
ریخ Rs LAS‏ سل le‏ . ولعل من الفارقات أن ما هو اواقع» هو من 
أكثر المفاهيم غموضاً واتساع لأن يشبع Gb‏ شيء. لهذاء يكون البدء من 
العلامة ومن النص لبلوغ الواقع ومحاولة تفسيره. 

يتعلق الأمر هنا بنسق من العلامات يرتبط بالسياق الاجتماعي والتاریخی 
الذي آنتجه. LE‏ قد یسمح عستم شركة جولان العلامات في ع فت 
الاجتماعية. هکذا تصبح العلامات إنتاجاً اجتماعياً يرتبط بأوضاعه الطبقية 
وبعلاقات القؤة والهيمنة. فتتحوّل الصراعات الاجتماعية إن قلب العلامة 
وتصبح موضوعاً للرّهان. 


ثانیا : تطبيقات سيميولوجية 


ثمة دراسات تعطي مثالا لقاربة سيميولوجية اجتماعية» رغم أنها لا تطرح 
نفسها Les‏ هی کذلك» فهی تتقصى العلامات الاجتماعية المبثوثة في القيم 
لاا في ها le Si‏ تجن 


١‏ جاك بيرك: العلامات الخفيّة 
فی کتابه : الشرق GUN‏ یتحدث جاك بيرك عن شرق اخر غير ذاك الذي 


ترسمه الخرائط» فیخوص في الاعماق باحثاً عن أدق التفاصیل الاجتماعية 
وعلامات الشرق المخفية ١ 00 occultés)‏ 


الكتاب في أبوابه الثلاثة : الانطلاقات» والفضاءات» والممكنات» تصوير 
شرق آخرء شرق ان ينطق فيه كل شيء عبر العلامة. فالكاتب» وهو یقوم 
بجولته الفكرية في أعماق الشرق» خترق المتخفي» فتنجم أمامه الأساطير 
والرموزء ويتحدث عن التبادلات الغذائية» وعن القيم والأهواء» وعن الموضوع 
والعلامة. ولا يكتفي بيرك بما اكتسبه من تجربة في الشرق» وبما يقدمه التاريخ 
وتفصح عنه الذاكرة» لتناول فكرة التبادلات المكونة للشرق ولجتمعاته» بل 
بضيف إلى ذلك تعبيرات آخری؛ هي الحكم noté tif‏ تسم 
التعبیر عن هذا الشرق بطريقة شعریة» جعلته أكثر علماء الاجتماع علاقة بالشعرء 
وأكثر الشعراء علاقة بعلم الاجتماع . 





Jacques Berque, L'Orient second (Paris: Gallimard, 1970), p. 112. (YA) 


۳ 


يتنقل جاك بيرك في المدينة» في شرق يشبههء ولعله وجد فيه الطرف 
الأقصى من نفسه. یتسکع كأنثروبولوجي في المدينةء في آنبجها وأزقتها وعرانه 
الصغيرة» تحيط به العلامات من كل حدب وصوب. في مدينة تاريخية ne‏ 
تلنها الحداثة» فتخلق تداخلاً في الحقب والأزمنة. هذه المدينة» أو هذه المدن 
التشامة بعلاماتها الخفيّة» تمزقها الرغبة» أو الحاجة؛ حاجة شعوب منهکت 
منطوية ومنعكفة على صلواتهاء أو على وهمهاء لکانبا هاربة إلى الطبيعةء رال 
طبيعتها. آفراد وطبقات وشعوب مرّقتها الحاجة» الحاجة إلى كل شيء؛ إلا إلى 
الرموز التي تتوفر فيها إلى حد التخمة. 


جاك بيرك هو من أكثر علماء الاجتماع تحسساً للعلامات المبثوثة في الواقع 
الاجتماعي العربي. ففي المغرب بين الحربين یبین أن معاينة مدن شمال أفريقيا 
يمكنها أن تسهم في تطوير علم الاجتماع الحضري بشكل عام لأنها تبرز دور 
العلامة أو دور التنازع بين العلامات احضرية "۳ كما في مثال التقاطع بين بج 
القصبة ونج سيدي بن عروس"" ۳ بما في ذلك من تقاطع تاريخي وتقاطع في 
الأنماط المعمارية فى فضاء واحد. حرص بيرك على صيد العلامة جعله يبحث فى 
تغیبر الظهر القدیم» وفي ما ظل عل حاله من اللباس بحافظ عل استمراریته رغم 
موجة «الوریة» التي آدت إلى اتحلال عام للأخلاق» على حد تعبیره. على أن هذه 
«الأوربة» لم تتمکن من اجتیاح کامل آجزاء الجسم»ء فالرأس والکلیتان هما الأكثر 
صموداًء آما في ما عدا ذلك فلم یتمکن من الدوام" ". 


والقبيلة عند جاك بيرك» وخلافا لكل التعریفات التداولة» عثل علامت 
كاشفاً بذلك آسطورة الانتماء إلى جد واحد. فتحلیل الجموعات القبلیة» حتی 
في حظتها الراهنة» des‏ هشاشة التفسیر السلالي فى بناء القبيلة» وفی التحامها 
وتجانسها. الألقاب والأسماء 69,85 وتنتشر هنا وهناك فى کل الأطلس الغریی؛ 
ما يعني آن واقع التسیج القبلي لا تبنیه الاصول الدموية: بل تصنعه لعبة 
الاختلافات اللفظية» وهي تتغنى بأجاد مَنْ تعددت آصولهم وتنوعت مرجعياتهم. 
يقول بيرك: of‏ تعدد الأصول التي تذهب في التاريخ poses‏ 
الجموعة. لا تتوافق» في كل الأحوال. مع معطى تاريخي حي. ولا حتى مکن 





Jacques Berque, Le Maghreb entre deux guerres (Paris: Seuil, 1970), p. 216. (Y4) 
في المدينة العتيقة بتونس.‎ ged القصبة وسيدي بن عروس»ء تسميات‎ )۲۰( 


qg 


أو مفترض» بل قد تتوافق فقط مع اختلاف في الاسه”""!؛ أسماء قد لا تحيل 


إلا إلى علامات كثيرة التجوال في الجغرافيا الغربیة» تحكمها قوانينها الخاصة. فى 
Las sea Nha‏ الشمالية» دائمة البحث عن ذاتهاء في التأويل ومن 
خلالهاء ترجع الظاهرة القبلية» على الأقل في جانب منها إلى علامة. 


؟ ‏ جان بودريار: مفهوم الشبح 


من علماء الاجتماع الذين اهتمّوا بالعلامة» وآفردوا لها أهمية خاصة جان 
بودريار. فالأشياء والعلامات عنده هي من أسس الحياة الاجتماعية» من جهة 
التبادل بين الناس والطبقات. یتخذ تبادل العلامات شكل الشبح (Simulacre)‏ ¢ 
هذا المفهوم الذي يعني فيه بودريار ale‏ الجوهر والرجعیات وتولید واقع يتجل 
في نماذج فاقدة للواقعية» ومجتئة عن أصولها؛ شبح يرتد إلى لعبة قوامها التمويه 
والغالطة والزیف» وكل شيء فيه يتحول إلى نقيضه ليستمر في شكله المنقح. کل 
السلط والمؤسسات تتحدث عن نفسها بالنفى الذي ينفر من احتضارها 
T ait‏ إننا نعيش في عالم الأشباح» عالم الشيء وظله. هو Île‏ فاقد 
للعمق» وكل ما فيه دمس ونواتئ وسطوح. الخداع والتضليل OLSE‏ هذا العالم 
الذي يتكوّن من واقع لا واقع له ولا آمثلة. 


انتهى عصر الطوباويات القديمة» وانحلّت الروابط الميتافيزيقية بين الواقع 
والمفهوم الذي يعبر عنه. وبداً عصر النمنمة والتصغير الذي يغمر فيه التصتع كل 
الابعاد الجغرافية والرمزية للكائن. هذا الواقع المنمنم لا يعبّر عن واقع آخر لأنه 
واقع إجرائي» مفرط في الواقعية» ينتفي فيه الواقع لتحل له علامات الواقع» 
أي ردع الواقع لتسود ظلال الواقع . 


في كتابه الشبح والتصتع يحتفظ جان بودريار ببعض عناصر المنهج 
السوسيري» خاصة في مفهومي العلامة والرمز والتبادل الرمزي» كما يستند إلى 
مارشال ماك لوهان فى قدرة آشکال الاتصال عل الفعل فى العلاقات الاجتماعية 
وتوجیهها. فيقرأء نقدیأ علاقة الجتمم الذي میاه بواقعه وینظر في الصیاغات 
الجديدة لهذا الواقع والقدرة على التلاعب به إلى حد تغييبه» فلا تری الا ظله. 


Jacques Berque, «Qu’est-ce qu'une tribu nord africaine?,» dans: Jacques Berque, Maghreb: (۳۲( 
Histoire et sociétés (Alger: Société nationale d'édition et de diffusion, 1974). 


Jean Baudrillard, Simulacres et simulation, débats (Paris: Galilée, 1981), pp. 10 et 35. (TT) 


40 


حصل شرخ بين الواقع ورمزية هذا الواقع ؛ شرخ بلغ حد مسح الواقع و 
ب «فوق - الواقع»» غير الواقعي. تطال هذه الواقعية الفاقدة لواقعها اليوم Sr‏ 
مجتمعات العالم | الثالث» نظراً إلى الصبغة التوسّعية للمجتمعات الغربية ب رأسماليتها 
التي لم يعد بالامکان كبح جماحها. 


هذا الواقع الخارق للواقع أصبح كذلكء لأنّه يعيش بالرموز فحسب» 
e its‏ و کک تخد | 1 e‏ م 
الشبح Mon ao‏ اد إنه الحقيقة A‏ 
dc‏ وجرت الحقيقة». لقد فرع الواقع من كل معنى وروعة» وكل ما هنالك 
حاو لات (als‏ فى اعادة انتاج الواقع التقليدي» ولکن بمجرد مشامة و شمه : 
«إن سلاح السلطة الوحيد واستراتيجيتها الوحيدة لمواجهة تراجعها أن a‏ 
الاقتصاد وغايات الإنتاج. ولهذا السبب تفضّل استعمال خطاب الأزمة» بل أكثر 
ours‏ وم لا؟ خطاب الرغية. «اعتبروا رغباتكم بمثابة «الواقع» !. Je‏ 
يمكن اعتبارها الشعار الأخير للسَلطةء وذلك لأنه في Île‏ بلا مرجعية» حتى 
الخلط بين مبدأ الواقع ومبدأ الرغبة يكون أقل خطراً من فوق الواقعية المعدية» إذ 
Gil‏ نبقى فى حقل البادی» وهنا تكون السلطة عل Ge‏ دوما». 

ولعل من أهم الإضافات التي صاغها بودريار كذلك» اعتقاده أن نسق 
الاشیاء والعلامات الذي ینتجه الاشهار محيك خطاباً متماسكا له أيديولوجت 
في | el‏ وعلاماته: > بل بؤدي حیانا ee or d‏ عندما | یکوذ 
والعلامات TA‏ على ااا بعد أن أصبح Nue‏ من | Ne‏ التلاعي من 
قبل الإعلام. 


۳ - عبد الوهات بوحديبة : احمام . .. مشهداً 


في مولفه : الجنسانية في الإسلام He‏ عبد Qi‏ بوحديبة العلاقات 
التبادلة بين الجنسي والقذس في الجتمعات العربية الإسلامية» ویتناولها في 
مستوی النص عند حدیثه عن الرّؤية الاسلامية للجنس» ثم في جانبها التطبيقي 


۹1 


ليغوص 2 آعماق المارسة النسية في ال سللام » حاولا تنظيم المعيش انس À‏ 
غظهر ail‏ الیو میَة» شا رن نمادج من اليومي vod‏ له أكدر ا ودلالة: اا 
OL‏ الذعارة . 


في دراسته حول oe pres‏ > ينظر عبد الوهاب بو حدیبه إلى الحمام باعتباره 


Tee,‏ فهو Eu‏ عند السيّدات أكثر من جرد مكان للتطهّرء بل هو خاصّة 
حرج › وكذلك جال للتسلية والمراوحة. al‏ بمثارة المشهد ا مس رحى o‏ 


هكذا يبدو الحمّام عند بوحديبة» وكأنّه کون من العلامات» فهو مجال 
للتهدئة» أو بالأحرى منطقة عبور ومركز للتناوب بين التطهر والذنس. وبصفته 
Yee‏ للطهارة الحقيقيّة» فقد بدا «الحمّام» مليئاً بالحرم كالبدء بالسّاق اليسرى 
عند الذخول» والخروج تالیش 9 LÉ‏ تلاو ة القرآن في الذاخل» لما في خم 
من دنس. وبما هو کذلك. مجال للطهارة» فالحمّام هو المدخل إلى المسجد أو 
لحظة et‏ للعبادة. يقول عبد الوهاب بوحديبة: «عند الخروج من الحمام» وبعد 
أن استردٌ المسلم طهره الشرعي» ویصالح مع عقيدته ومع المطلق. يمكنه Mj‏ أن 
يستعيد إيقاع ورعه E‏ إلا إلى حن 2 . لكن اما من جهة 
مقابلة» شديد الإثارة الجنسيّة إلى حد آن ile‏ «الذهاب إلى الحمّام»» أصبحت 
تشير في المجتمعات العربيّة إلى «مارسة الجنس»» بما أن ذلك يعني نزع الدنس 
الذي يتبع المارسة النسية وأیضا التهیق الیها. 

هكذا يكون الحمّام ‏ مجازاً ‏ خاتمة الجسد وفاتحة الصّلاة» وتتناوب فيها 
الطهارة والجنس» إِنّه الوسيط الضروري بين المتعة الجنسيّة التي يصبح فيها المسلم 
كل نينا : ويفقد طهارته واللحظة التي يؤذي فيها صلاته» ويتلو القران» ويستعيد 
راحته وطمأنينته على إثر طهارته : «مجسّد سلوك الحمّام لعبة التكيّفات مع الروحاني 
وتسكين التوثّرات البدنيّة والتفسيّة التي أحدثتها شهوات PAU‏ 


يتلازم اخب مع العقیدة و EEEN E‏ إيقاع 


Abdelwahab Bouhdiba, «Le Hammam,» dans: Abdelwahab Bouhdiba, La Sexualité en (Y£) 
Islam, quadrige (Paris: Presses universitaires de France, 1975), pp. 197-213. 


(۲۵) المصدر نفسهء ص ۱۹۹. 
(NU‏ تذكّر هذه العبارة بما ذهب إليه رولان بارت في قراءته لرياضة المصارعة الحرّة باعتبارها مشهداً 
وليست مرد رياضةء وذلك في كتابه ميثولوجيا. 
Bouhdiba, Ibid., p. 202. (Yv)‏ 
(A)‏ المصدر نفسه. ص ۲۰۲. 


av 


الفحولة إيقاع nl‏ عع امام E eus‏ اه ca) E‏ ومنهم من 
يذهب بعد کل يومين أو ثلاثة» ومنهم من یستحم فيه أسبوعيّا أو شهرياً ما | 
تحل الامکانات الماديّة دون دلك» فتجبرهم على الذهاب إليه يوم احمعة صباحاً 
فقط استعداداً للصلاة . 


الحمّام بعد JS‏ هذا وذاك. هو فضاء اجتماعي بامتیاز ٠"‏ تنشط فيه القيم 
والمعايير الا جتماعیة » کار مه والعورة والعلاقات ed EN & SU‏ ومعايير المنع 
الاجتماعی» تبعاً للسلطة الأبوية التي تمنح الزوج كل الصلاحيّات. 


یتقاطع » إدن» الديني والدنيوي في الحمام. فهو فضاء التماس à Log‏ 
فضاء الجمع والر اوح فضا فضاء الالتقاء والفارقة» وهو باختصار قنطرق کر 
) £ 
باستعارة جورج زيمل في القنطرة والباب 8 


يصوّر عبد الوهاب بوحديبة سیمیولوجية الفضاء» فاخمام هو اغراء 
للمخیال» 4e‏ للمخبال : الظلام ) المطهرة . .. ويرتبط الخیال ب «الهو) الذي 
یمثل الدوافع القموعة. ولعل الاکثر إثارة في «الحمّام العربي» هو هذا هو 
تصميمه عل w‏ المتاهة» حيث البیوت التداخلة فى ظلمة حالکة حتى ابیت 
السخون» في القاعة أو المطهرة» هي متاهة يضيع فيها الرّائر. هنا يعود مخيال 
طفولي كانت تبجع فيه دوافع الهو الجنسيّة المشبّعة بصور عالقة في ذهن طفل 
صغير تأخذ بيده أمّه ليستحمّ برفقتهاء وسط نساء وصبايا يستحممن عاريات. كل 
يذكر صدمته الأولى بجسد الأنثى» وهو ما يزال في المهد. الجسد الأنثوي في عين 
PE‏ يداك هت هيا وی dns‏ غل لد ال ري الاش ع لد 
الأم. يكبر الصبی رجلاًء وتبقى أهواؤه وخيالاته طفوليّة تظل توقظها كل مر 
لحظة الذخول المتجددة في الحمّام والسّير بحذر في متاهاته. 

يمثّل الحمّام الفضاء الذي تتعامل فيه الثقافة التقليدية مع الحسد» فسلوك 
الحمّام يتناول الجسد ضمن منظومة ثقافية دينية وصوفية؛ طهارة احسد نصاخته 
من جديد مع تعبّداته والله. فالجسد الدنّس لا تقبل صلاته ولا شهادته ولا قراءة 
صاحبه القرآن. هو مقصي إلى حين خارج العام التعبّدي الديني» أي في متناول 


)4( المصدر نقسه ص „Yet‏ 


Georg Simmel, «Le Pont et La Porte,» in: Georg Simmel, La Tragédie de la culture: Et Autres (£ * ) 
essais, trad. de l'allemand par Sabine Cornille et Philippe Ivernel; introduction de Vladimir 
Jfankélévitch, petite bibliothèque rivages (Marseille; Paris: Rivages, 1988), pp. 159-166. 


AA 


(إغواءات الشیطان» > يتطهر في الحمام. pbs‏ اداو ا ولكن OF‏ 
اليوم الاستعاضة عن سلوك الحمّام بسلوك بيت الاستحمام؛ أي عن الطهارة 
بمفهومها الرّوحاني إلى مجرد نظافة الجسد لا غیر» دون أن يفضي ذلك بالضرورة 
إلى إعادة إدراج هذا الجسد «المدنّس» الضال إلى الفضاء التعبّدي الطاهر. 


هكذا يبدو عبد الوهاب بوحديبة في هذا JUI‏ حصراً یتقضی رمزيّة 
الإشارات والذلالات في متاهة «الحمام العربي». وهو مجهود يشهد بوادر Jb‏ 
القاربات السيميولوجية في السّوسيولوجيّة التونسيّة والعربيّة. ويبدو مهمًا في فتح 


؛ ‏ عبد الكبير الخطيبي : سيميولوجية الوشم 

عن الصور والعلامات في الثقافة الشعبيّة» التي يتعامل معها تعاملاً داخلياً. قال 

عنه رولان بارت : ااي تن ee LES‏ بالضور والالوان والاثار 

معرفتي » A‏ بر هذه Go CO‏ 5 مسا Et‏ إلى 
الاو E‏ 

أرضه هو في حين أحس GÙ‏ في الطرف قصى من نفسي 


في de‏ الاسم العربي احریح؛ يقدم الخطيبي قراءة نقدية للجسم العري من 
خلال التراث الثقافی الشعبی الغري؛ بحسن نقدي یعتمد بعدین أساسيين: نقد 
النهوم اللاهوتي للجسم العربي من ناحية» ونقد القاربات الائنولوجية التي تتعامل 
مع الثّقافة الث لشعبية تعاملا خارجیاً ومتعالیاً من ناحية ثانية. اه النقد المزدوج» كما 
KENA a 5 ۳ ۱‏ 


تهدف هذه القراءة التقدية إلى الفصل بين الجسم من حيث هو مفهومی 
والجسم من حيث هو حقيقة مادية. ويتعرّض الخطيبي في هذا المؤلف إلى مظاهر 
غتلفة من الثقافة الشعبيّة في تعاملها مع الجسمء كالوشم بما هو كتابة بالنقط؛ 
كتابة خضع إلى معرفة وقواعد. وتقنيات الوشم» عنده علم جديد یسمیه 
(الكتابيّة) .(Graphématique)‏ 


(١41)انظر‏ مقدمة رولان بارت» E‏ عبد ا لکیس | L‏ لخطيبي» الاسم العربي الجريح› ترجمة محمد بئّيس 
(بيروت: دار العودة» «CASA:‏ ص À‏ 
CEY)‏ الصدر نفسه ص À‏ 


44 





في سياق هذه القراءة» يثير الخطيبي مسألة التحریم الديني للوشم» بما هر 
كتابة مسطرة على الجسم. فالدین «رمى الوشم في Je‏ ال مات 2 
الوشم مرادفاً للربا ON‏ «تبديل كتابة مقدسة بكتابة بالنقط يكاد يعصف بالثراتب 
الالهي للآلة» وهو تراتب أمرت به الكتابة التي ترجع إلى فضاء الهي إلى حديث 
متعال. تخضع القراءة الدينيّة للجسمء إذنء أثناء تداول الأنظمة والأحاديث إلى 
القانون et‏ الذي له وحده القدرة على حجب الحرف المخطوف والجسم 
الختل. ولكن التصوّف الإسلامي (من خلال صيغته المثيرة) سيجمع بين القانونين 
ختزلا في هذه العمليّة. وهنا تجدر الاشارة إلى البسملة الوشومة على فروع 
عاهرات See‏ ا 

يحلل الخطيبي کتابة آخری سليلة رمز قدیم تشکل من رقم خمسة, وهو بد 
ثالثة حماسيّة الأجزاء» قد تکون صياغة ELKES‏ لاسم الله «ال ل ۱ to‏ يدرس 
المؤلف علاقة الرّسم الوشوم باسمه من قبيل تسنيدة للا فاطمة الزّهراء والخاتم 
السليماني الذي پرسم على العصم أو اليد وزخرف الطلسم لتجتب «العينا 
وابوعروح» e‏ تستمد أسماء الوشم ذاتها من بلاغة الثقافة الشعبيّة على شكل 
نص مزدوج» نص الوشم؛ ونص الاسمء وتفهم بلاغة الثقافة الشعبيّة أو 
البلاغة العامة من حيث هي انتاج دال محدّد في مستویات ثلاثة: ارف 
والخط» والوسیقی . 

à]‏ الوشم Le‏ هو كتابة مکبوتة ولد إبداعية آخری؛ هي BH‏ العربي» الذي 
انتهك هذا الحرّم وظل مخلصاًء مع ذلك» إلى الکلام الالهي: a‏ صورة بلاغية 
أو بلاغة هادئة» فیتبع الاسلوب العجز في القرآن» بما أنه تدوین لکلام معجز. 
ومن R‏ فقد تطلیت هذه الكتابة أو هذا الرسم الخطي his‏ وزهداً 
تقديسياً 


ج 





6١ المصدر نفسی ص‎ (ET) 
.2 المصدر نفسه ص‎ CEE) 


)0( هو منعرج يرسم على الذقن. 
( 4) الصدر نفسه ص AYA‏ 


4 


الفصل الثالت 


رولان يارت وعلم الاجتماع 


ولا : نمط ضد A bi‏ 


لم يكن بارت لیقبل السائد والتداول من الأفكارء بل كان نقدياً للقیم 
الصنمية الاعتباطية» yi‏ في عام العلامات دون عقيدة تحن مما يمكن آن ais‏ 
من انقلابات وانتقالات. هكذا استبعد التكرار والمكتسب والسلطة» لفائدة تحطيم 
السلطة» وتفتيت الانظمة ليعيد بناءها من جديد» فاراً إلى الأمام لكشف حقول 
ما تزال مجهولة. وإذا رمنا التعريف «Lait‏ فان بارت Las‏ هو ما كان خلافاً 
للدوغمائية والأرثوذوكسية» بل كان مفشياً للکامن. كما فعل في ميثولوجيات؛ 
el nue‏ فاا La‏ لبعض RÉ‏ آیدیولوجية البرجوازية الصغيرة رآها فی 
الصور والاعمدة الصحفية » وفي تفاصیل الحياة اليومية. 

وخلافاً لکثیر من علماء الاجتماع والائنولوجیین؛ واللسانیین کذلك. الذین 
قضوا حياتهم يبنون النماذج النظرية أو التجريبية» على غرار ما فعله ماکس. فیبر 
وکلود ليفي ستروس» وبيار بورديوء فان بارت قدم نشاطه وحیاته نموذجا كما 
فعل في رولان بارت في عيني رولان بارت» re‏ الأمر بتمرين هزلي في 
الظاهر» وفي العمق رواية ينسجها ذهن خيالي حالم يتعلق إلى حد الشغف بالواقع 
اليومى وشخوصه وكل ما يحدث فيه» حتى بدت «الذات عينها كآخر». LYG‏ 
لیست *آنا» إلا في جزء منها slt‏ الصورت فلا dé‏ فیها زلا Lau‏ من الأناه 
وأحیانا لا آثر es‏ الا لذاته؟. 

À‏ يكن عات > ET «os!‏ ببناء النمادج» ثل كات في حد CE ads‏ في 


فك الرموز» وبلوغ آنساق العلامات الکامنة في الظواهر الاجتماعية. كان نموذجاً 


في التأثير فى القارئ حين يدفعه إلى تجديد نظرته إلى العام والاشیاء» فیشعره 
tes‏ بانه نم یکی «بری» انسجة وانظمة بادية للعیان دون آن تببی» ودون آ 





Roland Barthes, Roland Barthes, collections microcosme, écrivains de toujours; 96 (Paris: (\) 


Seuil, 1975), p. 40. 


يضيئها التحليل العلمي Las‏ بارت عادة كامنة في البديبي من الظواهر 
والاشیاء كأن يراها مثلاً في المصارعة الحرّة أو في التعرّي أو في الخمر أو في 
الحليب أو في الصورة اه شهاریه. یععل هذا بئوب نظري مغایر كل مرة. فقد كان 
بويا في T‏ كن وفرویدیا إلى حد ما في حول رآسین؛ ومستفيداً 5 
باشلار فى Michelet par lui-même‏ 2 هذه الحرّية في التنقل بین البرادیغمات 
والنظريات تتسع لتطال تقريباً جل ما أنتج بارت لیجعل من نفسه کاتبا حرا 
فیکتب مثلاً بشبقيّة في ملكة العلامات"" 5 عن بلد لا یعرف لغته ولا ثقافتهء 
فيقرأ الیابان les‏ ويحلل بعين الاثنولوجي آنساق علامات الحياة اليومية فیه. 


تتلازم الحرية مع حقل المخيال في gall‏ البارتي» فکان نصّه مفاصل لخطاب 
حب. Le‏ يتحدّث ویقول وهو عينه ذاتها في جزء من الخطاب؛ ولكنه العام 
أيضاً في الجزء الآخر Pa‏ ويتواصل النشاط المخيالي كذلك في الغرفة المضيئة. 
وفيه قراءة فينومينولوجية للصورة الفوتوغرافية ودوافع اختياره لصورة دون 
أخرى» فيميّز بين ما یسمیه انقطة الرؤى» (Punctum)‏ والذوق الشخصى أو 
النبض. ثمّة مفهوم ثالث يترادف مع الحريّة والمخيال» إنه dl‏ متعة JM‏ 
توسّلاً بمتعة القارئ» حتى تقام جدلية للمتعة بين القارئ والمقروء. ولا تحصل 
هذه التعة إلا متى اتبع اخسد أفكاره الخاصة.» إذ للجسد أفكار غير أفكار 
صاحبهء كما يقول رولان Pos‏ وهي درجة عالية من التحرّر من كوابح 
المنهج وشروطه. إن نص التعة» هو التص الذي یفرح» فيشرح النفس. ويثير 
فيك الغبطة لأنه آت من الثقافة. فهل في ما = ball élus‏ 
العربية ما يمكن أن يفعل فعله على هذا النحوء فيخلق البهجة في نفس pe‏ 
Lei‏ حکوم علیها لتکون و خی و ات قاس اش ۱ ويبدو أن متعة 
النص» ونص المتعة» هما ما حتاجه هذه السوسيولوجيا لتحيا من جديد. 


© ضد الدوغمائية المعاصرة 


إن الترصّد للترسيمات المعدّة سلفاً c(Schèmes)‏ الجاهزةء الواسعة الانتشار 


Roland Barthes, Système de la mode, points; 147 (Paris: Seuil, 1967). 0) 
Roland Barthes, Michelet, ecrivains de toujours (Paris: Seuil, 1974). (۳ 
Roland Barthes, L'Empire des signes, les sentiers de la création; 5 (Paris: Flammarion, 1970). (£) 
Roland Barthes, Oeuvres completes, 5 tomes. ([Paris]: Ed. du Seuil, 2002). (o) 
Ibid., tome 4: 1972-1976, p. 220. 000 


1 


بقل شغفاً بارتياً. على أن من يطارد التمطية قد یقع» وبشكل مفارق» في نمطية 
مضادة. فيحارب النمطية بالنمطية» مما قد لا يفضي إلا إلى تكريسها واستمراريتهاء 
ولكن بارت الذي تعلق بقراءة من الدرجة الثانية استطاع في الغالب أن یتخلص 
من التمطية وأخواتها من قبيل النمط والدوكسا (La Doxa)‏ والعيارية والأفكار 
المسبقة. فالدرجة الثانية من القراءة تعني المسافة والوعي والتحليل» وتعنى تجاوز 
تأملات العالم» تعلقأ بالمتعة البارعة في التفكيك والتبليغ. والتفكيك عنده يطال 
حتی صور آسرته في : رولان بارت في عيني رولان بارت» حين خفف نصّه من 
الصور الفوتوغرافية ليضع مسافة بینه وبين ذاته» تبديداً للطبيعي فيه» وكشفاً 
لللمطیات الأسريّة التي تسکنه. وفي «الغرفة الضیثة» مثل هذه النزعة التی تتوق إلى 
التحزر من «الدوكسا» بما هي معرفة شعبية مضللة» بفضل قراءة من «الدرجة 
الثالثة» لا نحتمل فیها ما نستهلك إلا متى كان Gas‏ مؤثراً. فالكتابة» مثلاً: «لا 
ّمل الا إذا استهلکناها في مستوی من الدرجة الثالثة: وهي الوعی أولاً بما فیها 
بحي Mules ss‏ 

إن القراءة من الدرجة الاول تری فی الصورة الصورة الفوتوغرافية مكلا 
اعادة نتاح Gi,‏ للواقم» جرد انعکاس له. آما بارت فهي عنده خاضعة لنماذح 
ثقافية کغیرها من التمتلات الأيقونية. ولأمها کذلك تعاقدية مرتبطة بالثقافت فإنها 
لا تخلو من نمطية. هكذا ینخرط بارت ضمن قراءة من الدرجة الثانية» تری فى 
الصور ا (Système codé)‏ . | 


ويقترب رولان بارت في نصوصه التي اهتمت بسيميولوجيا الصورة من 
القاربة السوسیولوجية» فیکشف بعدها التعاقدي الرتبط بالنماذج UN‏ ولقد 
بیّن بيار بوردیو قبله الوظائف الاجتماعية للصور الاسرية إذ امتم في فن 
متوشط بالدلالة والوظيفة التي بمنحها انفرد بحسب انتمائه انطبقي ال 
الفوتوغرافياء كالدلالة التي يسندها العامل مثلاً لهذا النشاط. وأن نفهم هذه 
الدلالة معناه أن نتعلّق بالعلاقة التى تقیمها ختلف الطبقات الاجتماعية مع 
ظروفها, فالصورة الفوتوغرافية ليست مجرد فنتازیا ذاتية» بل تتجاوز المزاج الفردي 
لتعبر عن رمزية طبقية. الصورة ليست بريئة» إذن» وليست واقعية» بل مقننة» 
A‏ مزاجاً cheta‏ معيشاً (Ethos) Lela‏ ورؤية للعام فلا تتفصل عن النسق 
القيمي الضمني الخاص بطبقة اجتماعية معينة؛ كل يرى الصورة ويخرجها 





Barthes, Roland Barthes, p. 107. (¥) 


انطلاقاً من موقعه الطبقي › من هبيتوس الطبقة. والهبيتوس هو المجتمع الذي 
استبطنه الفرد انطلاقاً من نشأته ونجربته . 

oeil القراءة من الدرجة الثانية» بما هي خاصية بارتية» فتنفي‎ Lol 
وتكشف مواضعاتها وتعاقداتها وصلفهاء صلف الخطابات الظفرة الني‎ Less 
تتحول مع الوقت إلى اعتباطيات ثقافية غير قابلة للاحتجاج» وعنف الأحكام‎ 
المسبقة» وقد تخثرت وتقادمت. انا مواضعات البرجوازية الصغيرة الفرنسية التى‎ 
تمارس عنفها في فرض الهيمنة» وتخفيها في الوقت نفسه» كالأنساق الكامنة في‎ 
الصور الأسريّة والميثولوجيا والخمر واللعبة والمصارعة الحرّة وغیرها» من عناصر‎ 
. الجماعية التي تحملها الثقافة» ويتحمّلها العامة من الناس‎ cotées) 

ولكن ما الفائدة من كل هذا؟ ما الفائدة من استهداف النمط والنمطية هدف 
کید فلا أن Euse ya eat ll nee‏ 
«(Dogmatisme)‏ وأن نقيم تقابلاً LÉ‏ بين الیثولوجیا والواقع. الدوغمائیت 
واشتقاقاتها ضرب من «الحقائق» الحامدة التحجرة المتكلسة وغير القابلة للمساس. 
هكذا كان استهداف العام الدوغمائي» كما ظهر في مشروع بيار ليجندر (Pierre‏ 
Legendre)‏ في الثقافة الغربية» هاجساً LUC‏ تحسم خاصّة في میثولوجیات. 


انياً: سيميولوجية رولان بارت 


تبحث اللسانيات فى المعنى الذي يتكوّن من تمفصل الأصوات. أما رولان 
at‏ وشل عل seu‏ حت في مسرو 
السيميولوجي عن المعنى الذي بدالا إل AN‏ ا مرت فا bi‏ 
تعثّر هذا الشروع الا ON‏ البحث توقف عند ستن ALL «A5 (Codes)‏ الفائدة 
من وجهة سوسيولوجية كقانون الطرقات مثلاًء ولأن اللّغة كذلك تقحم نفسها 
دائماً في کل أنساق الدلالة. فلا وجود لأنساق dis‏ من الأشياء خالية من I‏ 

إن فعل 55 فعل مفصلي عنده لا يمكن خلطه 3 فعل «تواصل). فالأشياء 
والأمتعة ليست حمالة معلومات فحسب. بل تشكل أنساقا مبنية من العلاقات» 
Les‏ فيها من فروقات وتعارضات وتباينات. لكن ما معنى «التاع» (Objet)‏ موضوع 
القراءة؟ تجیب المعاجم بحياد لا يعلّمنا الكثير بأنه «الشيء» الذي تراه العين. 
والمتاع هو ما يسمح للإنسان أن يفعل في العال أن يغيّره» وأن يتموضع فيه 
بحيوية. إنه يتوسط الفعل والإنسانء م يعني ail‏ لا وجود لشيء عديم الحدوى. 
ولكن إلى جانب هذا البعد الوظيفي تحمل الأشياء معاني تفيض عنهاء ويحمل ما 


۱۰۹ 


cu,‏ وتظهر في الاستعمال. القلمء > مثلاء اشيء ‏ علامة؟ (Objet-signe)‏ قد 
يخيط ايا دلالة البذخ أو البساطة أو الصرامة والجذية أو الفنتازيا. وكل شيء 
بنخرط في توليد المعنى ؛ وحتى تلك الأشياء التي توهم بأن لا معنى يسكنهاء 
تتهي بأن نضح في معنى اللامعنى» المعنى فتدل بلا Nes‏ 


إن کل ما آنتجه رولان بارت کان زاف دائماً ضد 2 الفکرت ميل 
classe‏ فجاءت bapa‏ متحرّكة» متطورت بشكل تصاعدي » « كمثل كلود A‏ 
ele 2‏ زه ركاف ني شعن موقيس dE‏ تا ] 
ab‏ وخلافاً لبيار بورديو الذي» لولا كفاءة الباحث الذاتية وعمقهء لتحتط 
إنتاجه في مفاهيم ومقولات» وانحسرت إمكاناته الإبداعية. 


لقد كان بارت يقل من فكرة إل آخری» من مبحث إلى خرن دون أن 
بحدث تشتتاً في النهج» فمن الصارعة الحرّة مثلاً في میئولوجیات إلى موضة 
الّباس» ومن الیابان في ملكة العلامات إلى الاشهار. ومن الدرجة الصفر في 
الكنابة إلى میئولوجیات» إلى عناصر في السيميولوجيا. وأثناء کل هذا وذاك» 
وغيره» يتطوّر المنهج السيميولوجي شيئاً فشيئأء ويفتح Gi‏ علمياً. يفعل بارت كل 
هذاء دون أن يحيد في الغالب» عن مشروعه الأساسي الذي ينزع إلى كشف 
التاریغی خلف ما یبدو طبیعیاً بشکل Je‏ فالعلامة تارخية» ولیست طبیعیت 
خلافاً لا تروح له القوی الهیمنت ویبلغه الاشهار باستعاراته ومجازاته. ولقد 
تاسسّت السوسيولوجيا مع إميل دوركهايم بالقطع مع الأحكام السبقة» بوضع 
de‏ فاصل بين العلم 0 الشترك : 


TOLE‏ اللسانيات الحديثة مع فرديناند دي سوسير بالقطع مع 
(المعيارية). وهو E‏ مشروع بارتي قام عل هتك ستر اما ییدو (Le-ce-qui- Cua‏ 
«va-de-soi)‏ وکشف زيف AND‏ اما اه بطارد بارت أَقنعة مشاکلة 
للواقع (Le Vraissemblable)‏ تسعی إلى تکریس الایدیولوجیا الهیمنه عبر نعي 
التاریخ القائم في العلامة والاهام بعالية العابر والطاری. یقول بارت في 
میئولوجیات : «كان منطلقي في التحلیل شعور فيه ضیق وتبرم [زاء ما هو 
اطبيعي el‏ تلیسه الصحافة والفن واحس Das: 68 Rail‏ انقطاع» PE‏ واقعيأء 





Roland Barthes, «Sémantique de l’objet,» dans: Barthes, Oeuvres completes, tome 2: 1962- (A) 
1967, .م‎ 825. 


Roland Barthes, Mythologies, oeuvres completes (Paris: Seuil, 2002), p. 7. (a) 


۱۰۷ 


لاتار خی لكأن به واقعنا الذي نحياه: وفي كلمة واحدة es‏ ما آراه la‏ 
في سیرتنا الراهنة بين الطبيعة والتاریخ. وأريد من جهتي القبض bis‏ عل 
التعسّف الأيديولوجي الذي یتخفی وراء العرض الديكوري ل «ما يبدو 
AUS > a‏ والاشهار والأکل واللعبة. وکلها آنساق دلالية یظهر فیها 
الطغیان الأیدیولوجی» متی بنیت هذه الانساق . 


إن کشف الکامن يعني عند بارت البحث عن الايديولوجي خلف أقنعته» 
ومنها الکتابة التى راود فیها درجتها الصفر في مژلفه: الدرجة الصفر في الکتابق 
تلك الكتابة البیضای الحايدة. الهادئة» ذات الشفافية الطلقة التي تفسح الجال 
واسعاً آمام مسوولية الفکر. الكتابة الببضاء یمکن مطابقتها مع غريب آلبیر كامو, 
وما فيه من site‏ بلغت «درجة الصَفر» حتی ازاء موت الام . 


Li‏ الكتابة المنطوقة» فهي LES‏ كوينو (Queneau)‏ التي صاغها بروست 
(Proust)‏ عندما ae‏ وبين lus‏ كل لغة من لغات شخوص الرواية. فاللغة 
ليست واحدة» بل طبقات واختلافات بين المنطوق والمكتوب. Lel‏ متعددة 
منضدة. هذا التعدد. وهذا التنضید. ظاهرة حديثة فى الكتابة تجبر الكاتب de‏ 
ta‏ جه من الشكل ls‏ »سكن عرد نا سينا زنك ل ir‏ 
الکتابة ۲ . هذا الالعزام السارتري بالشکل یل الل الشروع الباري الأساسي 
الذي لطالما راود تعرية البعد الايديولوجي للعلامة مراودة یدفعها حلم مثیر للغبطة 
یسعی إلى معانقة «علمیة» الظواهر عبر التفكيك واعادة البناء» وعبر کشف 
مراوغات الاساطیر اليومية التی تسکننا. 


9 مخامرة الدال 


يقدم بارت أعماله على أنها حاولات» محاولات في الأدب والفن والثقافة: 
الطبخ. اللباس» السیّارق الرياضة. اللعبة. الخمرء وغيرها من المسائل 
السيميولوجية بالعنی السوسيري للکلمة؛ كلها قراءات ینجزها Jale‏ 
Jsle als (Essayiste)‏ مخامر. والغامرة عند بارت ليست رغبة مرتجلة بل 
هي خیار واع ومقصود. تقترن عنده بکل مارسة سيميولوجية» وهی لفظة ile‏ 
ما ins‏ مدسخل کل ا bed‏ 


(۱۰) الصدر sang‏ ص À‏ 
)11( الصدر نفسه ص NY‏ 


۱۰۸ 


OY), 3 1 z‏ ۰ م 
beld aai ie‏ یام امه Ua‏ کون عا أن 
فصا أو مدرسة؛ بل هي ما يخطر له من الدال؛ إنها مغامرة شخصية» ولكنها 
ليست ذاتية» ويحصرها في ثلاث لحظات : 
اللحظة الأول كان موضوعها تحليل الخطاب» بدءاً من مولفه الاو ؛ درحة 
الصفم فى الكتابة› الصادر عام 407\. وفى هذه السنةء قام بتجميع مادة كانت 
موضوع مؤلمه ميثولوجيات» الذي صدر في dl‏ التالية. هذه المادة تمثل نماذج 
من ثقافة البرجوازية الصغيرة التي تسعى إلى تثبيت عالميتهاء وهنا تظهر 
السيميولوجيا کمنهج اساسي للنقد الايديولوجي. 


اللحظة الثانية هي تلك التي حرص فيها على تقديم السيميولوجيا کعلم 
وقتد من عام ۱۹۵۷ إلى عام 21951 أنجز خلالها نسق الموضة؛ ومبادئ في 
السيميولوجياء ليبحث عن مفاهيم إجرائية في اللسانيات تسمح بالحديث عن علم 
للسيميولوجيا؛ لكن ما همه أكثر حتى خلال هذه الفترة هو ممارسة نوع من 
النسفيّة «(Une Systématique)‏ هذه المتعة التى laag‏ فى النشاط التصنیفی» أو ما 
هه القت ف Men‏ ين وا ره ال او 


آما اللحظة الثالثة. فهي التي أفضت به في النهاية إلى مفهوم النض» مستفيداً 
من الناهیم الجديدة التي تنسح حولهء اعتبارا من فلادیمیر بروب (Propp)‏ إلى 
ستروس إلى جولیا کریستیفا» وصولا إلى دریدا ولاکان. وغتد هذه الفترة من عام 
7 إلى عام ۰۱۹۷۰ أي بين إنجازه لقال «مدخل إلى التحلیل البنيوي للقصص؛ 
ومؤلفه: ۰5/2 فالنص عنده أضحى مختلفاً جذرياً عن العمل الأدبي» فهو ليس 
إنتاجاً جماليًء بل ممارسة دالة؛ ما يلح عليه gall‏ هو الدال قبل الدلالة. 

هناك أنساق من العلامات تتعذی حدود اللغة المكتوبة. هذا ما أراد إثباته 
بارت فى تحليله للباس Lo‏ هو لغة. ولقد افترض als‏ بروست (Proust)‏ وبلزاك 
(Balzac)‏ وجود لغة للباس. فنحن نتواصل من خلاله کما نتواصل من خلال 
احركة والسلوك واشوار. لکن ما آنجزه بارت فی نسق الوضة لا يعدو أن یکون 
سیمیولوجیا «بدائية» تكتفي باقتفاء أثر اللسانیات لتطبّقها على موضة اللباس 
الكتوب دون أن تنظر في mnt‏ من خلال الواقعي لما له من وجود يومي نابض 
بالعلامة الاجتماعية . 





Roland Barthes, «Eléments de sémiologie,» dans: Roland Barthes, L'Aventure sémiologique (1۲) 
(Paris: Seuil, 1985), p. 10. 


yeg 


هكذا ظلت سيميولوجيته في هذا العمل بالذات توتولوجية ما دامت تنغلق 
بارادة الباحث عن المجتمع. فلا ترى الا نحوها اخاص. فهي في منهجها 
ونتائجها قد لا 225 إلا إلى Gui‏ مغلق » ثایت» مکتف بذاته e‏ مثلها مثل عيوب 
البنيوية التقليدية ذات النزعة اللسانية. ولعل هذا الاختيار نابع من قناعة مفادها أن 
العلامة غير اللسائية لا يمكن أن تكون سوى تجريد وطوباوية. تلك كانت قناعة 
الستینیات عند بارت» آما الآ ومع طغيان الصورة على الكتابة» RLST‏ 
الاستعارات الاجتماعية» فبالامکان تشريع البحث عن العلامة الاجتماعية التي 
تسري في عالم الشارع» وما فيه من نصية توليدية . 

هكذاء )605 يتحدث بارت عن مغامرة الدال في کات المغامرة 
السيميولوجية الصادر عام 440 أي بعد وفاته بسنتين» الذي احتوى على 
مجموعة من أهم نصوصه منها «مبادئ فى السیمیولوجیا». وقد اشتق العنوان من 
نص 3 فصير لبارت سماه (المغامرة mn‏ بمیو لو cs‏ دت فيه عن ill‏ اقترحت 
عليه مستفرّة إنجاز أطروحة دكتوراه حول )34 الايديولوجي للسيميولوجيا). 
کان هذا الشهد Galles‏ للحدیث عن الخامرة السیمیولوجية. 

ينطلق بارت في مؤلفه: نسق الوضة الذي بدأه عام ۰۱۹۵۷ وأكمله عام 
2467 من الحديث عن المغامرة, فيعتبر أن كل عمل سيميولوجى تطبيقى ينبغى 
أن يكون اكتشافاً أو بالأحرى استكشافاء فبالرغم من أن الجهاز الفاهيمي 
للسيميولوجيا خلال هذه الفترة لم يتكوّن بعد بشكل ede‏ فقد حاول أن ينجز 
عملا سيميولوجياً مطبّقاً على ملابس الموضةء كما تصفها مجلاتهاء مسنوداً في 
البداية ببعض المفاهيم الا جرائية فقط؛ ومع ذلك تغير المشروع السيميولوجيي› 
وتخیر معه الباحث نفسهء فقد OLS‏ هدفه a‏ البداية إعادة بناء دلالة الموضة 
الواقعية (اللبوس أو الصوّر) ولکنه وجد نفسه مجبراً على الاختیار بين النظاه 
الواقعي والنظام الکتوب. فانحاز إلى الثاني» أي أن التحلیل سینحصر في الموضة 
الکتوبة دون غیر ها . 

EG‏ : تنوع مصادر المعرفة JS‏ بارت 

| لقد كان بارت واحداً من حاولوا «تجسير الفجوة» بين مناهج وعلوم إنسانية 
وأدبية cialis‏ والاستفادة منها في سياق ما یسمی اليوم ب «تضافر العلوم 
(Interdisciplinarité)‏ . ومن مفارقات هذا المؤلف أنه يصبح أكثر بعداً عما يؤلفه 
كلما حصر Gi‏ عمله في منهج واحدء فهو لا يبدو «بارتياً» بما یکفی في مؤلفيه 


١٠ 


اللذين اقترنا بالسيميولوجيا دون غيرها من الناهج» وهما: نسق الموضة. ومبادی 

فى السيميولوجيا؛ ف الأول هو كتاب في المنهج a‏ فيه bass‏ ملابس النسای 
كما تصفها محلات الموضة » las‏ في دلت ن «علم العلامات العام الذي 
يسميه فردیناند دي سوسیر بء (السیمیو لو جیاا. کان هدفه فيه هو تكوين نظام 

من المعنى دون اللجوء المكثف إلى مفاهيم AA‏ لذلك بدا آشبه ما یکون 
بعمل الفيزيائي أو ب «حذلقة الترقیم»» حسب عبارة كلود ليفي ستروس. UÍ‏ 
الثاني» مبادئ في السيميولوجياء فهو بمثابة العمل التأليفي للمفاهيم الأساسية 
التي وردت في (لسانیات» دي سوسیر. ویالسلیف» وجاکسون ۳ 
بالأحرى يبدو «مصتفا" للسیمیولوجیا یثبت فيه قواعد النهج ومفاهیمه الأساسية. 
ورغم الفوائد النظرية والتعليمية لهذین الولفین؛ فانهما یبدوان الأكثر بعدا عن 
بارت» وقد یعود ذلك إلى ما فیهما من صرامة منهجية تمنعه من «الخامرة» وتسلبه 
متعة «الکتابة» والذة النص"۰ وتکبله عن إمكانية التجوال والراوحة بين معارف 
ختلفة ومتعددة . 


أما في ما عدا ذلك» فإن بارت يبدو في أغلب ما کتب مراوحاً بين مناهج 
وميادين معرفية لمحتلفة: اللسانیات» والأنثروبولوجياء وعلم الاجتماع 
poils cles,‏ جا و الو شام a‏ خلال :للف کله فی قضایا 
وقثلات عادة ما تکون خارج الاهتمامات العلمية الألوفت» ومصتفة ضمن الهمل 
على اعتبار ِا فاقدة للمعنی» فیحوّلها إلى معنی ووصف وتأویل. ولعل أصالة 
الدراسات «البارتية» تکمن فى هذا بالاساس : انه سوال العنی فى ما لا يُقرأ عادة 
لضالته وقلة جدواه؛ ذلك ۳ (مصدر العلامة) و«مطبخ العلامة» و«مطبخ A pall‏ 
ail‏ (مسکون ہاجس دا" ثم (ووهمي) للتساؤ ل عن Gi‏ حدث» مهما jen‏ حجمه» 
لا سؤال الطفل : 0 وانما السؤال الإغريقي القديم» هو سؤال المعنى» ما 
معنى ذلك؟ ومهما يكن الثمن» ينبغي تحويل الحدث إلى 5,6« وال وصف. ls‏ 
تأویل» وباختصار بتبفي آن نعثر له عل اسم خالف ON‏ تکمن ae‏ 
بارت» إذن» كسيميولوجي» في ولعه الدائم بتأسیس العنی من التمظهرات 
التي تنتمي إلى سطح اليومي؛ ویُنظر إليها عادة على أنها «مسلمات» لا یمکن 
أن تسمو إلى منزلة العرفة العلمية؛ إنه «صيد للعلامة» في حقول الصدفت 





Roland Barthes, Système de la mode, points; 147 (Paris: Seuil, 1967). OY) 
Roland Barthes, «Eléments de sémiologie,» dans: Barthes, L'Aventure sémiologique. (y£) 
Barthes, Roland Barthes, p. 154. (\o) 


۱۱۱ 


فيكتشف «الغالاة الدالّة للعالم» بإرجاع أواليات اشتغالها إلى المعقولية»"'. 


رابعا: سوسيولوجية رولان بارت 
تكمن أصالة الأعمال البارتية في ما أنشأته من علاقات جذية تربط بين 
السيميولوجيا وفروع أخرى من المعرفة. تحاول هذه الدراسة أن تبحث في إحدى 
حقل معر في واحد. 


يبدو المشروع السيميولوجي عند بارت» في جانب منه على الاقل» متمحوراً 
حول هذه الغاية: كشف الأنساق الدلالية والقوانين السيميولوجية فى ما يبدو بداهة 
وغير قابلة للتأويل لصفتها تلك» و«مسك الزيف الأيديولوجي الكامن فيها»"'. 

à]‏ جانبا كبيراً من أعمال بارت تسعى إلى نزع القناع عن البداهات الخاطئة 
المبثوئة في الجتمع t‏ وتحكم تعاملات الناس وتحدد علاقاتهم. ويتوسع مشروعه 
السيميولوجي عندما يمتذ إلى تكوين «النظام الرمزي والدلالي الحضاري في 
شموليته»”*''. ففي ميثولوجيات pl‏ بارت نقداً أيديولوجيا لخطاب ما يسمى 
ب «الثقافة الجماهيرية»» ويفككه سيميولوجياء فيكشف من خلال تناوله 
ل «التمثلات الجماعية» كأنظمة من العلامات» «ميشولوجيا» المجتمع الفرنسي 
الحديث» كما تروج لها البرجوازية الصغيرة الفرنسية في محویلها لثقافتها النخبوية 
إل ثقافة كانت Het‏ 

ومن بين هذه التمثلات الجماعية يتأمل بارت فى رياضة المصارعة» فيكشف 
أا ليست رياضة؛ إنما هي مشهدء عرض فني؛ وهو في ذلك يظهر القوانين 
السيميولوجية الكامنة فى هذه اللعبة التى تتكوّن من قطبين يتجاذبان وضعا 
تواصليا: المتصارعان من جهةء واطمهور من جهة ثانية» ويبدو المتفرج غير معني 
Les‏ في هذه اللعبة من خدا 3 بل إن ما يثيره هو ما يراه لا ما يعتقده. المصارع 


LY أميرتو إيكو وایزابیلا بتزین » (سیمیاء الميتولوجيات:» بيت المحكمة (الدار البيضاء) السنة‎ )١3( 
۱۰ العدد ۷ (شباط/ فبراير ۰6۱۹۸۸ ص‎ 


Barthes, Mythologies, p. 9. شلک‎ 
Barthes, L'Aventure sémiologique, p. 15. CA) 
(14) 


Barthes, Mythologies, p. 7. 


۳ 


يعي ذلك ويقدم ما يُنتطر منه بواسطة حركات مفخمة تهدف إلى إثارة حالة من 
الانفعال لدی الجمهورء مثل الألم والغضب والهزيمة أو لذة الانتصار: وهو 
بذلك لا يبدع Les‏ سوى أنه ينجز علامات» تُنتج ضمن نستي سيمياني يبدو 
ا الاح ايك وو 
ا الصارعة» إذنء نص تحتوي الكتابة فيه على علامات تحمل Se‏ 
موروثاً من المعنى الكامن» تعبّر عن بنود عقد تواصلي بين اللاعب والشاهد 
ومن cha‏ عن قابليتها للقراءة وربط ما as‏ من علامات فى الثقافة الجماهيرية. 
والمصارعة الحرّة» هي في نهاية الأمرء آسطورة. مجازء قائم على التعارض بين 
الخير والشن» والشرٌ قد يكون الشيوعي » الأحمرء وقد يكون الوغد. mal‏ 
الذي يتحايل بالقانون. المصارعة نسق من العلامات الفخمت مثلها مثل المسرح 
القديم أو السرح الإيمائيء يفرض فيه المصارع عبر جسمه قراءة معيّنة؛ يكفي 
ظهوره لیکشف مال el‏ عنم التصارعین. 


fs‏ بارت بین O‏ کاشفا معانیها RAT‏ الخمرة ete‏ تبدو 
اشرابا - طوطما» لدی الأمّة الفرنسية» یناظره حلیب البقرة الهولندية» أو الشاي 
لدى العائلة المالكة الانكليزية التي تحتسيه بصورة طقوسية" ". الایمان بالخمرة 
قناعة جماعية قهرية» فالجتمع الفرنسي يرفض کل ما لا يؤمن بهء وبالقابل منم 
«شهادة الاندماج» إلى شاربه. إن العرفة الدقيقة بأسرار الخمرة: «تقنية وطنية 
تستعمل لنعت الفرنسی» واثبات قدرته على الانجاز ومراقبته» واجتماعية في 
ت sde vases‏ ایا هاف 
gas‏ الحليب هو النقیض الحقيقي للخمرة. فالحليب PE‏ ويغطي ويرمّمء 
آما الخمرة فباترة وجراحیة» ومع ذلك خيّرة» ویبقی احلیب مادة دخيلة» وتبقی 
الخمرة هي الوطنیة ۳ . البیفتاك (Bifteck)‏ أو الشواء أيضاً كالخمرة”* ''» gas‏ 


(۲۰) الصدر نفسه ص .١5‏ 

VE الصدر نفسه ص‎ (YA) 

No الصدر نفسهء ص‎ (YY) 

VV نفسهء ص‎ dall (YY) 

Roland Barthes, «Le Bifteck et les frites,» dans: Ibid., pp. 77-79. (Y£) 

يشير بارت إلى أشهر غذاء شعبي فرنسي وهو «البيفتاك) والمعروف في تونس بالاسم نفسه (Frites) y‏ أو 
البطاطا المقلية ويكوّنان في فرنسا طبقاً واحداً یسمی -(Bifteckfrites)‏ 


VIF 


بطابع الأمة؟ dj‏ قيمة وطنية له إشعاعه خاصة إذا اقترن بالبطاطا المقلية (Frites)‏ 
التى هى علامة غذائية على «الطابع الفرنسي" (1*800016). ويتعرّض بارت إلى 
مقلات ختلفة من ثقافة البرجوازية الصغيرة الفرنسية التي تغذي الأخلاق اليومية 
والطقوس الدنيوية» لينهي مؤلفه ميثولوجيات بمقال مطوّل عن «الأسطورة 
اليوم؛» fo‏ فيه أن الأسطورة كلام من نوع خاص؛ إا نسق تواصلي يتضمن 
رسالة خالية من أي مفهوم أو فكرة» لأا شكل» صيغة دلالية. فهي لا تتحذد 
عبر موضوعهاء بل عبر الطريقة التي بها تفصح عن كل شيء يمكن أن يكون 
أسطورة» أو يكون مکسوا بصور و«محاملات أدبية»)» وباستعمالات اجتماعية 
تنضاف إل الاصل. 


إن هذا الشکل الذي ینضاف المادّة» هذا الکساء من الصور والقیم 
والجاملات الأدبية والتمرّدات» هو القناع الذي تتخفى خلفه البرجوازية. يكشف 
بارت» cdig‏ عن استراتيجية هذه الطبقة في فرض هيمنتها الأيديولوجية» مع 
القدرة على إخفاء هذه الهيمنة عبر نزع لمي وا اننا جتمع اخفي الاسما 
(Anonyme)‏ لقد محت البرجوازية اسمها بانتقالها من الواقع إلى تمثيله» ومن 
الإنسان الاقتصادي إلى الإنسان الذهني: إنها تنسجم مع الأحداث؛ لكنها 
لا تتساهل مع القيم» بل تخضع مکانتها لعملية حقيقية من نزع التسمية. وهذاء 
تعرف البرجوازية بأنها «الطبقة الاجتماعية التي لا ترید آن CES‏ 

في میئولوجیات یضیق بارت ذرعاً من «الطبيعي» في الصّحافة وفي الفن 
هذا الطبيعي الذي ينكر ويتنكر للتاريخ» لتاريخية العلامة : jt‏ في كل لحظة ما 
أراه خلطاً فى سرد الرّاهن الذي نحياه»"". هذا الخلطء وهذا الغموض مرده 
طغيان الأيديولوجي على الحياة العامّة» في الذوق. وفي الاستهلاك» وفي الزاج» 
وفي ed‏ بما في ذلك من التواءات أيديولوجية و«خطف للمعنی». والأسطورة 
مثال على ذلك » ( کلام مسروق) آو خطوف » نم تحرف بتشویه في الشکل . 


؟ ‏ التمثلات الجماعية 
وتكمن أصالة بارت كذلك في بحثه عن قوانين الدلالة خارج حدود اللغة؛ 
(TO)‏ المصدر نفسهء ص .٠۹٤‏ 
(Y)‏ المصدر نفسه » ص 060 


N المصدر نفس ص‎ (YY) 


VAE 


فما اللغة الا نسق خصب من بين أنساق دالّة أخرى» ES‏ تبقى الأهم» نظراً إلى 
ما يمكن أن يتجلى فيها من تماسك منطقي للوحدات اللغوية. ومع ذلك. فان 
بارت لا تختزل السيميولوجي في اللساني فقط. يل يتعذاه إلى أكوان سيميائية 
أخرى» وهو في ذلك يتفق مع بيرس  (Peirce)‏ قوله: «ليس بوسعی دراسة 
أي شيء كان : الرياضيات» COMENT‏ اللا الاقتصاد تاريخ العلوم. 
à‏ الورق» ا احير علم الأرصاد الحوية» إلا بوصفها 
موضوعات سيميائية» ٠‏ . العالم كله يصبح علامة في نظر بیرس؛ كل منها يتفرّع 
إلى علامات غير محدودة. كذلك بارت يخرج من دائرة اللّغة ليدرس حياة العلامات 
داخل الحياة الاجتماعية حسب التحديد السوسيري لهذا العلم الجديد. 


يبدي بارت فضولاً نحو الأحداث المتفرّقة (Faits divers)‏ : الوجبات 
الغذائبة» السکر العادات. عنوان جريدة» حركة» كلها مواضيع شاذة عن 
الاهتمام العرفي في الظاهر. لکنها عند السيميولوجي مليثة بالعلامات. اٍنسان 
المدينة يقضي وقته في «القراءة)» تعترضه علامات Ta‏ صور وحرکات وسلوك 
ولباس. 

هذه السيارة» مثلاء يمكن أن تعلم عن المكانة الاجتماعية لمالكهاء وهذا 
اللباس x‏ بدقة عن درجة الامتثالية أو الغرابة لحامله؛ وحتى إذا كان المقروء 
Les‏ مكتوباًء فيمكننا قراءة رسالة ثانية عبر السطور الأولى. العام إذن» علامات 
نتعامل معها كما لو آنبا نابعة من طبيعة الأشياء» كما لو أا بداهات. وفى هذا 
یکمن دور السیمیولوجیا كأداة منهجية لتفكيك علامات العام الاجتماعي ودخول 
امطیخ العنی»/؛ أي إعادة تشکیل الانظمة الدلالية للاشیاء التي تمثل جانباً 
Loge‏ من النسيج الاجتماعي» وهم معلقون فيه تصوراً وسلوكاً. 

إن خصوصية الاعمال البارتية تکمن في هذا النسیج الاجتماعي؛ في هذا 
اخقل السيميائي بکامل cas‏ وفي قدرته على جعل ما هو غير Ge‏ واضح 
البناء» وفي تأسیس العنی ما يبدو ظاهراً عديم العنی» وخاصة في کشف العنی 
الثاني الكامن في الرسالة. إنه المعنى الإيحائي «(Sens connoté)‏ فالمجتمع يطور 
دونما هوادة أنظمة p‏ العاني في مستوی OÙ‏ من خلال النظام الاو الذي تمنحه 





Charles Sanders Peirce, Ecrits sur le signe, rassemblés, trad. et comment par Gérard Deledalle (YA) 
(Paris: Seuil, 1978), p. 56. 


Roland Barthes, «La Cuisine du sens,» dans: Barthes, Oeuvres completes, tome 1: 1942- (Ya) 
1961, pp. 1430-1431. 


إياه اللغة التي يستعملها. هذا هو مركز الاهتمام الأساسي لدى بارت الذي يقول 
عن نفسه : op‏ آشد ما استهواني طيلة حياتي هي الطريقة التي بها Jas‏ الناس 
عالهم معقولاء إنها مغامرة العقول ومشكلة aa‏ ا 
حيث لا يُتوقع وجوده مبثوثاً في حياتنا الاجتماعية البومیة bas‏ وفي 
تصرّفاتناء وحركاتنا التلقائية؛ Lu,‏ أكثر العلامات تحكماً في تصوراتنا وسلوكنا 
ورؤيتنا للعالم هي تلك التي تعد بداهات غير قابلة للتأويل . 


ويدرس بارت المشاكل المنهجية المتعلقة بالتحليل السيميولوجي للخطابات 
غير اللسانية» مثل التغذية واللباس والصورة؛ ويضع البادی الإجرائية للتحليل 
السيميولوجي» بتناوله المفاهيم ااام للسانیات co‏ ویطیَقها ik Le‏ 
دلالية تلفة : التغذيةء ee‏ عند بارت هي نظام تواصلي» جسم من الصورء 
بروتوكول من الاستعمالات ومن الأوضاع والسلوك. وما إن تنتقل من الحاجي إلى 
الكمالي حتى يغطي الجانب البروتوكولي شيئاً فشیناً امحانب الغذائي. وقد تنزع 
التغذية في المجتمع الفرنسي اخدیث» نحو التحول إلى وضعية؛ فالقهوة 
آصبحت. لا كما كانت منيّها elec‏ بل صورة معبّرة عن الراحة والاسترخاء 
فا ییا الحني T‏ كان الولايات: التحدة کون خف که سیر 
التي يستهلكها الفرنسيون. هذا المعطى في نظر بارت يمكن أن es‏ ليس فقط 
الاقتصادي» بل Lai‏ عام التاریخ» وعام النفس الاجتماعي لان ال لسن 
جرد غذای بل هو مظهر» هيئة (Attitude)‏ ترتبط باستعمالات, ببروتوکول: 
استهلاك السکر هو الرّغبة في الراحة» في السفر وفق مزاج OU‏ والسکر؛ كما 
الخمرة» مؤسسة تيل إلى صور وأحلام وعحرّمات وأذواق واختيارات و 

اللّعبة أيضاً كانت Je‏ لاختبار أيديولوجية العالم. فالكهل الفرنسي لا يرى 
في الطفل إلا أيقونة» إعادة انتاج لات صورة طیق الأصنل مه ويس أفضل 
من اللعبة لكشف إعادة الإنتاج هذه. الطفل رجل صغیر» هكذا تعده اللعبة» فلا 
تترك له المجال ON‏ يطلق العنان لمخياله حتى ينتج عالمهء فالأشكال الخلاقة المبدعة 


Roland Barthes, «Les Choses signifient-elles quelques choses?,» dans: Ibid., pp. 979-980. (Y+) 
Roland Barthes, «Pour une psycho-sociologie de l'alimentation contemporaine,» dans: (%1) 
Ibid., tome 1: 1942-7961, p. 932. 


(۳۲) في تونس Le‏ البدء بتناول السكر عند اجتياز امتحان ماه ويوضع أيضاً في حناء العروس أملاً في 
حياة سعيدة. 


AYO-AYÉ المصدر نفسهء ص‎ (MY) 


الني تنشط المخيال قليلة. Lab‏ تدل دائماً على شيء ماء وهذا الشيء re‏ 
أسطورة الحياة الحديثة لعام الكبارء فلا تعد إلا Su‏ امتثالياء دوعن العالم؛ 
ولا پنتجه. فالحديث عن السيّارة» مشلا في المجتمع co A‏ يفضي بالضرورة 
إلى الحديث عن العائلة» وعن البلد Tous sait‏ 36 موضوع - Le‏ 
(Objet - Signe)‏ ذات حظوة مخصوصة لا on.‏ إلا الخطاب الغذائي؛ LES‏ 
لیست Li‏ بل حاجة ضرورية مثلها مثل بقية الحاجات المنزلية؛ السيّارة مجال 
استثمار نفسي شديد الغنى. نبا موضوع العلاقة بين المواطن والدّولة: تجريم 
الذولة» ضعف القدرة الشرائية» حق المواطنة. تفضي السيّارة أيضاً ده 
ا ل :كنز عق فرن كاتف تلحیر سلطه wola de)‏ 
أصبح الخبز غير دال؛ فقد حل tale‏ «الشواء والبطاطا». كذلك السيّارة يبدو GÍ‏ 
بلغت هذه الرحلة؛ اد نبذل جهدا لاقتنائها > LES‏ مع ذلك أصبحت شینا bol‏ 
تلا ونا ما شان فا انا ميثولوجياء لکنها تبدو مؤقتة”*". اللّباس 
E‏ دن لكر اصدن ١‏ لز بيدا E‏ فا E ae‏ 
ولا يتحاورون عبر وسائل الاعلام ٠ eha‏ بل ol‏ ا الإنساني يؤسّس أصنافاً 


آخری من التواصل» فالعلامة موجودة bai‏ داخل أطر وفضاءات الاجتماع 
EN Re Len‏ ترس و لقو اله اسان سای ۳ 


تتمثّل آهم إضافة حققها بارت في مجال الدراسات البلاغية إخراجها من 
المارسة القديمة للغة الادبية إلى مارسات جديدة غير مالوفة تثسع للصورة 
والإشهار ومختلف مظاهر الحياة الاجتماعية. فالعالم غير gl‏ مليء ببلاغة جديدة 
م تنجز che‏ توظف أشكالها القديمة في غير مساحاتها الأصلية. البلاغة العتيقة 
الكلاسيكية تراجع لتحل 5 else) NI‏ عن الله وترو غا لها 
هكذا كانت نشأتها منذ ما يقارب الخمسة قرون قبل الميلاد مرتبطة بالملكية» وها 
هي تعود الآن بعد أن ارتفعت أصوات تنبئ بموتبا. المطالبة بالملكية خلق البلاغة 
حينما قام طاغيان بطرد السكان من صقلية عام 4۸۵ ق.م.» وتجريدهم من 
ممتلكاتهم. وبعد رجوع الأهالي إثر انتفاضة شعبية» ظهرت دعاوى تحاول استرداد 





Roland Barthes, «Mythologie de l'automobile,» dans: Ibid, pp. 1136-1142. (4) 


Roland Barthes, «Le Bleu est à la mode cette année, notes sur la recherche : انظر مثلاً مقال‎ (No) 
des unités signifiantes dans le vêtements de mode,» dans: Ibid., pp. 1136-1142. 


۱۷ 


حقوق الملكية العتمة اتغذت ALS‏ جديداً بتعيين لجان تحكيم شعبیق يشترط فيها 
الفصاحة قصد الإقناعء فصاحة صارت في ما near ét des‏ 


هكذا ارتبطت البلاغة بالملكية وحيازة الأرض› وهي الآن تقنية في عام 
الإشهار التجاري للتعريف بالبضاعة والدفاع عن TSA‏ ا نجارية تستخدم في 
اتناف :نين الشركات: . ومن cos‏ فان La. ee‏ من لغة الشارع المكتوبة نحتوي 
أحداثاً بلاغية تهدف إلى تبليغ مضمون تجاري . 

KANE بارت مقالة عن «البلاغة القديمة» بالحديث عن اه الر تبطة‎ Fe 
لينهيه بالحديث عن احتضارها ونایتها‎ ٠» وانتصارها المتمثل في هيمنتها على التعلیم‎ 
فجاكوبسون } يحتفظ من کل‎ ht التي تتجلن في اختزالها فقط في قطاع‎ 
أن آوجه اللاغة‎ Le ۰۳۰ والکناية‎ rent LA الأشكال البلاغية إلا بوجهین‎ 
القديمة ما تزال بعد إجرائية في « بعض الحقول الهامشية للتواصل أو الدلالة مثل‎ 
. الصورة الا شهاریة‎ 


ركز بارت في بحوئه البلاغية على الصورة» وخاصة الصورة الفوتوغرافية 
AT‏ لاسرا 


- الصورة الفوتوغرافية 

اهتمٌّ في هذا القال بالصّورة الصحفیة» وبيّن فيه di‏ الصورة الفوتوغرافية 
نفسها یمکن OÙ‏ یتغیّر ف فیها العنی من صحيفة ال lis ts us ET‏ دف 
pU‏ بارت بجاکوبسون. 1 ينظر إلى الصورة الصحفية بوصفها رساله لها مرسل 
ومتقبّل ومرجع للارسال وقناة التوصيل؛ لكته لا يقف عند هذا AH‏ بل يتأمّل 
الصّورة Les‏ هي رسالة من منطق الذلالة السيميولوجية» فالرّسالة الإيحائية التي 
ln he Ge dom‏ انا و اق بال ال اف 
۳ فى Se E soldes tue‏ 
غير 


Roland Barthes, «L’Ancienne rhétorique: Aide-mémoire,» dans: Barthes, L'Aventure (TY 
sémiologique, p. 90. 

(۳۷) المصدر نقسه» ص ۱۱۹-۱۱۸ 

۰۱۱۹ المصدر نقسه ص‎ (FA) 


Roland Barthes, «Rhétorique de l’image,» Communications, no. 4 (1961), pp. 40-51. (4) 


YYA 


Y‏ بلاغة الصّورة الإشهارية 

تقف البلاغة عند حدود النص المكتوب» بل إن الصورة أيضاً يمكن أن 
تتضمّن أحداثاً بلاغية» على عكس ما هو سائد عند البعض من أن البلاغة حكر 
عل اللغة. ويرى البعض الاخر أن الذلالة تستنفد ثراء الصّورة الذي يمكن 
fans,‏ بارت فیبحث في مرجعية العنی الذي یمکن أن تحمله الصورة: 
فكيف Gt‏ العنی إلى الصّورة؟ وأين ينتهي؟ وفي حالة انتهائه» BL‏ يأتي بعده؟ 
للاجابة عن هذه الأسئلة یقتصر بارت على دراسة الضورة الإشهارية» EN‏ قصدية 
وصرمحف 3 ON‏ علاماتها مشبعة وغير .(Emphatique) RES‏ 


ختار بارت صورة «بانزانی» (Panzani)‏ الإشهارية» وتتکون من: حزمة من 
العجينة وعلبة وكيس وطماطم وبصل وفلفل وفطرء تظهر من شبكة نصف 
مفتوحة بآلوان صفراء وخضراء على قاع أحمر. هذه الصّورة تعطي رسالة ول 
جوهرها لساني یفاضل اللغة الفرنسية. هذه الرّسالة يمكن أن تتفكك إلى علامات 
آخری؛ تاشت بارت من تقنية لفظ «بانزانی» Yau (Panzani)‏ إضافياً شين إل 
١الطليانية؟ e(L'Itanialité)‏ ویستنتج بذلك Of‏ الرسالة اللسانية هي رسالة مزدوجة 


.(Connotation et Dénotation) ذات دلالة 4515 وإحاء‎ 


UÍ‏ الضورة» فهي بدورها تفصح عن مجموعة من العلامات المتقطعة: توحي 
الصورة العروضة بعودة من السوق» وهي مدلول يفضي بدوره إلى قيمتين مثيرتين 
للغبطة: طراوة النتوجات والاستعداد للطبخ. Li‏ الذال فهو تلك الشبكة نصف 
المنفتحة التي تسمح بتبعثر المشتريات على الطاولة» ولقراءة العلامة تكفي معرفة 
متعمقة في استعمالات حضارة واسعة» حيث تتعارض عمليّة التسوق مع تمرين 
سريع ot)‏ مثلجات) لحضارة أكثر PT‏ العلامة الثانية مصدرها تجمع 
الألوان الثلاثة (الأصفر والأخضر والأحمر) ومدلولها إيطالياء أو بالاحری» 
االطليانية1» وهي في علاقة إسهاب مع العلامة الإيحائية للرّسالة اللسانية (التقنية 
الإيطالية تلفظة «بانزاني» .((Panzani)‏ العلامة الثالثة يكتشفها بارت من التجميع 
الکتظ لأشياء ختلفة الذي يحيل إلى خدمة مطبخيّة كاملة» OÙ,‏ لفظة «بانزانی» هي 
التي تكن نما هو ضروری لإعداد طبق مرکب. GI‏ العلامة الرابعة» فمصدرها 
Cl‏ الذي یثیر ذکر العدید من الألوان الغذائية لیحیل إل مدلول جالي هو 
LE‏ المستمرّة». 





(10) الصدر نفسهء ص 2 


11۹ 


Gi‏ الرّسالة الثالثة التي يقرأها بارت» فمدلولاتها تتكوّن من موضوعات 
واقعيّة» وتتشكل الدّوال من هذه الموضوعات المصوّرة نفسهاء لأنّه من البدیهی أن 
العلاقة بين الشيء الدلول والصّورة الدالة ليست اعتباطیة» عکس ما هو قائم في 


بر ارت نين للات رسال في الصورة الإشهارية: الرّسالة اللغوية, 
والّسالة الأيقونية المستنةء والرّسالة الأيقونية غير المسئّنة. هذه الرسائل تجمع بينها 
رسائل بنيوية» ورغم Of‏ هذه القراءة السيميولوجية تعنى بالضورة. OÙ‏ بارت 
يعتبر dÍ‏ حضارتنا ما زالت بعد حضارة كتابة» لا حضارة صورة. Li‏ بلاغة 
الصورة التي لا كتابة فيهاء فهي التي بنت المجتمعات الأمية. 


هكذا يبدو الإشهار مع بارت كائناً Le‏ ينتج المعنى. إنه نسيج من الدوال 
تتقاطع في ما بينهاء وتتمفصل» فتمكن من بلوغ الدلالة الكامنة خلف الظاهر. 
ويدف هذا النسيج من الدوال إلى خلق ذات جامحة لامعيارية» لا تعرف 
الكوابح» بل ترغب في الامتلاك» وتحقيق اللذة» بصرف النظر عن الإمكانات. 
إن کل إشهار هت برومان جاكوبسون (Roman Jakobson)‏ حتوي على 
مصدر للمعلومة ونقطة لتقبّلهاء وهي: الجمهورء وقناة إرسال تنقل الادة 
الإشهارية. وعلوم الرسالة تجد اليوم ما يشترع عودتها القویة» خاصة في سياقات 
سادت فیها العلومة. فتوالدت مفاهیم من قبيل شبكة العلومات وجتمع 
العلومات. والعلومة رسالة يُفترض قراءة دلالاتبا Les‏ هي شکل من آشکال 
التواصل . 


تؤخذ الرسالة الأولى للنص الاشهاري مکتوبة كانت أو مصوّرة» في 
مستواها احرفي» بغض النظر عن قصديتها الإشهارية. إنه مستوى الدلالة الذاتية 
(Dénotation)‏ التي تعالح الذال في حالته الخام. 


آما الرسالة cast‏ فهي المدلول الذي ينقل فكرة واحدة فى كل الأحوال: 
جودة المنتوج adya g‏ بواسطة البلاغة: wir‏ كلمات» استعارة» جاز» 


وهي کذنت LN‏ زسالة إيحائية غايتها الإقناع (Persuader)‏ بلغة مبطنة» مضاعفة 
(Doublêe)‏ . 


)\£( المصدر نتسه » ص ET‏ 


۳۹3 


سادساً: نظريّة النض 


فى كتابه 5/2 يميّز بارت بين نوعين من النصوص: ما يمكن كتابته» وما 
y‏ 32 کتابته ) وما يو جد ضمن مار سه الکاتب ؛ وما جرج عنها: هناك الممكن 
قراءته (Le Lisible)‏ أو المقروءء والممكن كتابته او المكتوب (Le Scriptible)‏ . 


التوع الأول من التصوص يُقرأ دون أن يكون قابلاً للكتابة» U‏ الثاني فهو 
انحن بصدد الکتابة»۲۶۲۲ dl de‏ يضيف وحدة نصية ثالثة في موضع آخرء 
وهی «المکن قبوله» «(Le Recevable)‏ أي «النص غير القروء» الذي یعلق» Je‏ 
الخ النتج jh etui‏ خارج 1 ماهو مشاكلة للواقع .(Vraisemblable)‏ 
وبذاء op‏ الوظيفة التي سيقلدها منشئ النص (Scripteur)‏ تتمثل فى رفض 
فرظ es‏ للد كدري هد لس السك املح يفك لا يمك تشه 
يقتضي الإجابة التالية: لا يمكنني قراءة أو كتابة ما تنتجونه» ولكئي أتقبّله نار 
محر cå‏ مخذراء A a E‏ 

يستعيد Dal‏ مکانته» ویتحوّل من أدناه إلى آعلاه» كلّما تراجع الولّف أو 
غاب. ما یم هو الانتاج دون النتج» لانْ الکتاب لا يسبق مولفه الذي لا يعدو 
أن يكون مجرد مغذ له. الکتابة محاكاة لحركة حدثت فى الاضی لا تعثر لها على 
A‏ بض او اناو له ATE‏ يدها سفن دون 
التقيّد بإحداهاء وكلماتها التي يستخدمها تعبّر عن نفسها بكلمات أخرى. هذا 
العمل الى كت الان تن كارت الئل عل ذلك فهو لمن نصا اسا غير 
مسبوق» ولا قراءة جديدة مبتکرة» لكتابات أنتجها المؤلف» وهی فى حذ ذاتها 
te‏ نات سا ۹ 


يقول بارت في کتابه : نقد وحقيقة: op‏ النص مصنوع من QUES‏ مضاعفة 
نتيجة لثقافات متعددة تدخل كلهاء بعضها مع بعض. في حوار ومحاكاة ساخرة 
وتعارض»“. النص» إذن» عند بارت لا يقترن بملفه» بل إنه يدعو إلى إلغاء 
الكاتب» وحتى يكون هناك مستقبل للكتابة» وكل هذا ثمن لولادة القراءة» 
فالئص فضاء لأبعاد متعددة تتنازع Leo‏ الکتابات. وينظر إلى au‏ عادة عل af‏ 





Barthes, Roland Barthes, p. 122. (EY) 


(EE)‏ رولان بارت» «نظرية النص»» تر حمة عبد الله صولة ومنجي الشملي ومحمد القاضي» حوليات 
الجامعة التونسية (تونس)» العدد ۲۷ (۱۹۸۸). 


۱۳۱ 


سطح الأثر الأدبي وهو نسيج من الألفاظ ts‏ اماابیتها تسیقا فرلا 
تؤسّس معنى Bb‏ 

يقترن النص بالكتابة» فهو المنسوج ON‏ الحروف توحي بالنسيج» فالنص من 
حيث أصل الكلمة فى اللغة الفرنسية يعني «النسیح» (Texture)‏ . ولطالا ارتبط 
الق قار هنا EE ON ERR EEE O Un sb‏ که Le de‏ 
بارت بين النص والعلامة» فالتص جزء من جهاز مفاهيمي أساسه العلامة. Op‏ 
مفهوم النص يعني ضمنياً أن البلاغ المكتوب هو في تركيبه على غرار العلامة. إذ 
نجد من ناحية الدال (مادية ارركم ولحل بعضها برقاب بعض في EU‏ 
وفقرات وفصول) ونجد من ناحية أخرى المدلول» بصفته معنى في ON)‏ تنيت 
sai bel‏ الدلالة Use‏ دده دقة العلامة التي تحويه. إن العلامة SI‏ سيكية 

حدة مغلقة» يوقف انغلاقها العنی» ویمنعه من الارتعاش والازدواج والهذيان؛ 
وكذا الشأن بالنسبة إلى التص الكلاسيكي» فهو يغلق الاثر ويشذه إلى نصّه الحرفي 
ويعْقِله إلى مدلوله»“. | | 


يرتبط مفهوم النص بالحقيقة» فهو إثبات لحقيقة الکتوب» هذه الحقيقة التي 
دارت معارك من أجلهاء انتصاراً لمعنى دون سواهء تلتقي مع العلامة والنّص في 
تاريخ مشترك من العنف والدماء. هذه الحالة من الاختلاف والصراع یسمیها 
eat MS EE‏ اللسانات: فة عمدت اللستانيات» (البديوية) غل 
نحو غامض (أو جدلي) إلى إقرار مفهوم العلامة (المكوّنة من دال ومدلول) إقرارا 
cle‏ ويمكن أن تعتبر اللسانيات Less‏ لميتافيزيقا المعنى» في حين انا بهذه 
الهيمنة قد اضطرّت القوم إلى زحزحة جهاز الدلالة وتحطيمه وقلبه. فمنذ بلوغ ٠‏ 
اللسانيات البنيوية آوجها (حوالى عام ۰)۱۹۲۰ أخذ باحثون محدثون آغلبهم من 
بل من الأسانيات ذاتباء يصوغون نقداً للعلامة ونظرية جديدة للنص (الأدبي كما 
كان یقال)» 25 عن هذا التحوّل في اللسانیات مظاهر ثلاثة: آولها أا نا 
اقتربت من المنطق على أن لغة «عوّدت الباحث على الاستعاضة عن مقياس الحقيقة 
بمقياس call‏ وأن یلخص الكلام من رتابة المضمون»"“. aus‏ ثانيها في 
Le‏ التصنيف التقليدي للخطاب. وانتقال قسم بأكمله من الأدب إلى 


۰۱۷ ص‎ tami المصدر‎ (EC) 
YY ce المصدر نفسه‎ 39 
YY ص‎ t Ani الصدر‎ CEV) 


۱۳ 


اللسانیات؛ وهو ما عرف بالإنشائية. آما ثالثها فهو تصوّر دي سوسير لعلم جديد 
ا حياة العلامات داخل الحياة الاي 


یعرف بارت النص من وجهة سيميولوجية أدبية على أنه الجامع الشكلي 
للظواهر اللّسانية» وهو ببذه الرؤية الجديدة أقرب إلى البلاغة منه إلى فقه اللغة. 
ويخلص بارت إلى تحديد نظرية النص ويعتبرها «نقداً لكل كلام على الكلام 
ومراجعة العلمنة» وهي بذلك هد لظهور حول علمي حقيقي. إذ إن العلوم 
الإنسانية لم تضع إلى يوم الناس هذا لغتها الخاصة بها موضع شكء معتبرة إياها 
جرد آلة أو محض شفافیة»" *. فيعود بارت بذلك إلى التعريف الذي وضعته جوليا 
كريستيفا لمفهوم النصل في قولها: i=‏ النص عندنا أنه جهاز للغة يعيد توزيع 
نظامهاء رابطاً بين كلام بلاغي هدفه الإعلام المباشر» وملفوظات مختلفة متقدمة 
عليه أو متزامنة معه). ويُستخرج من هذا المفهوم سبعة مفاهيم نظرية أساسية هي 
الممارسة الدالة والإنتاجية والتدلال padly (Signifiance)‏ الظاهر والنص النجب 
ا 


إن «القراءة» عند بارت هي في حد ذاتها ممارسة نصيّة» تتجاوز المقروء 
بتوليد قراءة متفجّرة لا تتقيّد بموضوع القراءة» بل تعذل وتضيف وتفكك تفكيكاً 
حريا بإنشاء نص جديد مختلف عن غيره من النصوص. ومن ثمة» فان بارت 
یعدم الناقد ليحل الكاتب الذي لا وجود لغيره. فكل نص هو تجاوز لا سبقه؛ إنه 
ثراء الاختلاف الذي یفجر نضأ واحداً إلى نصوص مختلفة» فلو قرئت لوحة 
(غارنیکا» (Guernica)‏ لبيكاسو قراءات SUN sie‏ نصوصاً ختلفة عن 
بعضها البعض» وقد تصل إلى Le‏ التعارض مع قراءة ديفينيو (Duvignaud)‏ مثلاً 
a dites a a ed‏ نما إلا 
EE E CC 2 OT O‏ 
فلا يقرأ الاثر القديم من منظور حديث كل الحداثة. 


GA هذا الإيمان بالقارئ الكاتب الذي ينتج نصاً جدیدا أثناء القراءة»‎ o) 


Ferdinand de Saussure, Cours de linguistiques générales (Paris: Payot, 1972), p. 33. (€۸) 
Vo بارت» «نظرية النص ۷ ص‎ (£4) 

VA نفسه ص‎ pa (0e) 

Jean Duvignaud, «Lecture d’un tableau: L’Exemple de Guernica,» in: Colloque Pierre (o\) 


Francastel, La Sociologie de l'art et sa vocation interdisciplinaire: L'Œuvre et l'influence de Pierre 


Francastel, Bibliothèque Médiations; 134 (Paris: Denoël: Gonthier, 1976), pp. 234-260. 


۱۳۳ 


بألا يحصر الکتابة في طائفة ضيّقة من التفنیون لتقنيين» بل یوضع أطرافها ليت الاعتراف 
بالهاوي التمرزس. وهذا قد یوج في مجتمع متحرّر؛ لكن لا وجود لنص مغلق 
عند بارت ما دام نضأ Gela‏ بل هناك نصوص مفتوحة تجعل من الشرح نصا 
قائما بذاته. تلك غابة نظریه النص وهدفها النهائي الذي ترنو إليه من وراء 
EU‏ ولان المازسة ml‏ تتحه dl‏ منتج الكتابة UT‏ کان» ولیست 
حكرا Le‏ طائفة من التفنیین» فإنا لیست ملكا لاحد. أو بالاحری ليست ملكا 
حاماء لان اثنص عنده لیس cb‏ فهو يبدا دائماً مع قارئهء أي كاتبه. کل قراءة 
تجعل المكتوب بداية لا تنتهيء فلا تبلغ كمالها كتابة. 

هذا یفضی إلى الحديث عن sd‏ النصّ» عند بارت أو «نص اللذّة»: ذلك dt‏ 
ع یال angi‏ آي لاست رجاعه بشکل تلف > هو في حد ذاته 

ة. لا تتقيّد اللذة پقواعد معيّنة. بل لا يمكن تحدیدها الا من خلال ما تنتجه: 
TT‏ النصض de Li,‏ عقب أن تفککه» وأن تتعارض معه لان 
E E NS‏ هر E‏ 
تبحث اللذة عن مكان الضّياع والصّدع والانکماش فهذا ما يستهوبها قبل العف 
peb‏ هناك نظامان للقراءة: ALU A‏ فتمضي سريعاً وتضیّم 
أظرافا من الخطاب. وقراءة متأئية تزن النصل gay‏ به وتوزق العنی» وهله 
القراءة الثانية تناسب paul‏ العاصر GY‏ تضيئه وتمنحه Le‏ فى اللذة: op‏ نض 
اللذّة هو النض الذي يرضي فيملاء فیهب الخبطة. af‏ النص الذي ینحدر من 
te ol‏ یرای وی که ما ره GS a‏ 
فهو الذي يجعل من الضیاع حالة. وهو الذي يحيل الرّاحة رهقاًء فینسف بذلك 
از تون التاريخية والثقافية والتفسية للقارئ نسفاً. ثم يأتي إلى قوّة أذواقه وقيمه 
وذكرياته» فیجعلها #هباء منشورآ4"“. وإنه لا يظلّ به کذلك Je‏ تصبح 
علاقته باللغة أز Vo A‏ 





(۵۲) القرآن الکریم #سورة الفرقان»» الآية ۲۳. 


۱۹۹۲ التض. ترجمة منذر العیاشی (حلب: مركز الانماء الحضاري»‎ ad رولان بارت‎ (ot) 
| ۳ 


١5 


الفصل الرابع 


هل يمكن قراءة الظواهر الاجتماعية قراءة نضيّة؟ 


۱ هل يمكن قراءة الظاهرة الاجتماعية قراءة نصّيّة؟ هل يمكن للاجتماعى أن 
SE‏ | 


تبحث سوسيولوجية النص عن المجتمع داخل النص؛ في حين تدعو هذه 
الذراسة إلى البحث عن النص داخل الجتمع. فهي تقلب القاربة الأولى رأساً على 
عقب. فتنزع إلى تحقيق نص يمكن أن تنسج خیوطه من معطیات الواقع 
الاجتماعي؛ ينزاح عن الادبي العتوب dent‏ في الدلالي الرمزي» وفی 
Pelena ss late Lt E a LEA‏ 
ااا bu‏ خاضة» وجهاز مفهومي ختلف. 


۱ انحصر النص في حدود الأدبي والديني بالرغم من alle Of‏ یمکن أن 
یتعذی هذه الحدود» فیطال الأنثروبولوجيا والسوسیولوجیا وعلم التاریخ وعلم 
النفس الاجتماعي. فمن الظواهر النفسية والاجتماعيّة ما يمكن قراءته کنصض أي 

النص الاجتماعي؛ إذن» نص ممكن» يحتاج إلى قاری خاص» ON‏ فقراته 
وفواصله ليست مرئيّة» بل مبثوثة في العیش اليومي» وفي التشاط المارس. هناك 
تصوص تسري فيناء لکن أجزاءها متفرقة تحتاج إلى بناء. ورغم قدم هذه التزعة 
في توسيع أفق القراءات النصّيّة والخروج بها من دوائرها التقليدية إلا OI‏ 
التطبيقات العربية ظلت في معظمها ملتصقة بما هو أدبي في بناء النص. Di‏ 
ol‏ الغربية عل a els‏ مغرية ومفيدة في الاو البحث عن معایبر E‏ 
لقاريات جديدة في بناء النص الاجتماعي . | 

ولقد سعى فرويد إلى أن يبني نصّه من خلال الأحلام» فحاول أن يعرّض 


النص الملغز (Enigmatique)‏ للأحلام الظاهرة بنص واضح للأحلام الكامنة''". 





Sigmund Freud, L'interprétation des rêves, traduit par J. Meyerson (Paris: Presses (1) 
universitaires de France, 1967). 


¥ 


وتناول نيتشه أنظمة القيم لشرح إرادة SUN‏ ولعل الأنثروبولوجيا التأويلية 
كما نظر لها كليفور جيرتز» تشکل خير سند لهذه النزعة في بناء نص خارج 
المكتوب» خاصّة في مژلفه: : بالي: تأويل Li Pal‏ الاهتمام السوسيولوجي 
بالنصّء فقد Jb‏ لصيقاً بالنص الأدبي» مقتصراً على المتميّز منه» كما هو الحال في 
الإله الخفي لغولدمان» وقراءته لمسرح راسين وأفكار باسکال"*. 


آولا: ما Sarl‏ ؟ 


النصّ في لسان العرب تلف في دلالته ومعناه عن مفهوم النص كما هو 
متداول في الادبیات المعاصرة. فالنص عند cs pal‏ أصلاء هو رفع الشيء. 
يقال : نص الحديث» آي رفعه» ومنه المنصّةء وهي ما تظهر عليه العروس لترى. 
ویقال أيضاً: نصصت التاغ» أي جعلت بعضه على بعض» وفي هذا معنی 
التکدیس والعرمة دون التألیف والتنظیم. وهو قول الفقهاء: نص القران» ونص 
السَنة» ویعنون بذلك ما دل ظاهر لفظهما عليه من الاحکام. 


قد يعني النص التن على العنی النحوي» واقترانه بالرّفعة ناجم عن اقترانه 
بالنصٌ الديني. فهو من الأجناس الرفيعة» لأنه مرتبط بقداسة النص القرآني في 
مقابل الأجناس الوضعية. لكن العربية آنجبت لفظة تبدو أكثر قدرة EAT Je‏ 
المفهوم المعاصر للنص» وهي «النسیج». إذ اتخذت في اتساعها الدلالي. فالنسيج 
هو الأصل الأول لصناعة أي شيء» وفيه معنى التلاحم والحبك. النسيج في 
لسان العرب هو ضم الشيء إلى الشيء» وهو الأصل. ومن أبلغ الصور على عمق 
هذه اللفظة هو ما يحدث للماء حين ينسجه الريح»› فيال : الريح تنسج الای إذا 
یرت مقف فا تيت له ان كاك Laits‏ أخكم els‏ نسیج 
شعره» أي نظمه في النسیج. هكذاء إذن» يبدو لفظ «النسیح» أقرب إلى العاني 
العاصرة للنصٌ» ففيه معنى التلاحم والحبك والنظم. LU‏ النص ودلالته المعجمية 
القديمة» فهو بعيد عنها لاقترانه بسمو المقدس ورفعتهء في مقابل الوضيع من 
اا جا 


Frédéric Nietzsche, La Volonté de puissance, établi par F. Wursback; traduit par G. Bianquis (Y) 
(Paris: Gallimard, [s. d.]). 

Clifford Geertz, Bali: Interprétation d'une culture, traduit de anglais par Denise Paulme et (۳( 
Louis E’vrard, bibliothèque des sciences humaines (Paris: Gallimard, 1983). 


Lucien Goldman, Le Dieu cache (Paris: Gallimard, 1959), p. 15. (4) 


YYA 


ورغم الوعي مپذا» فاننا سنستعمل La)‏ (النص !۰ ونرید به (النسیج». 
ONE SAS Sa‏ انسيج BUNI‏ التي يدفع ما 

0 وتنظم تنظيما جعلها تولد معنی ابتاً یکون foie‏ ما آمکن to‏ 
als‏ «النص» تعني في آصلها الفرنسي «النسیج») ومنها ISLA‏ وصناعة 
النسیح. يقول رولان بارت : OP‏ مفهوم النص اقترن تاريخياً بالژسسات الدينية 
والقضائية والأدبية. لکن» هل هذه هي الحدود القصوی للنصٌ؟ ألا یمکن أن 
pis‏ لیشمل النسیج الاجتماعي الرمزي غير الکتوب؟». شکل ga‏ موضوع 
جهد مفهومي خاصة من قبل مجموعة «تل کال» «(Tel Quel)‏ ممثلة بالأساس في 
رولان بارت ودریدا وفیلیب سولیر وجولیا کریستیفا التي اهتمت بالنص لمقاصد 
إستيمولوجية. هؤلاء تعاملوا مع النص باعتباره إنتاجية (Productivité)‏ وقد 
عرفته كريستيفا على أنه «جهاز عابر لغة (Translinguistique)‏ يعيد توزيع نظامهاء 
مع الربط بين كلام إبلاغي هدفه الإعلام المباشرء وملفوظات متلفة متقدمة عليه 
أو متزامنة معه». النص» إذن» هو إنتاجية» Le‏ يعني أن علاقته باللغة التي 
بوضع فيها علاقة توزيعية» ومن ثمّة فهو منجزء من خلال أصناف منطقية 
ورياضية أكثر منها لسانية صرفة. هذا من جهة» ومن der‏ ثانية» هو مناقلة 
نصوص أو تناص : «في فضاء النص تتقاطع وتتحيّد عدة ملفوظات مأخوذة من 
a‏ ا 

يستخرج بارت من هذا التعريف مجموعة من المفاهيم النظرية الأساسية: 
المارسة الدالة والإنتاجية والتدلال (Signifiance)‏ والنص الظاهر والنجب 
NET‏ 

فالنص ممارسة dis‏ على معنى دال نسق اختلافی مرتبط بنمطية الدلاللات» 
وهو Lai‏ إنتاجية يلتقي فيها منتج النص بقارئه. فو لغة التواصل ليعيد بناء 
لغة أخرى لا قاع لها ولا سطح. يختلف التدلال عن الدلالة: فالنصٌ لا جيل إلى 
مدلول واحد أو مدلولات ثابتة» مما يدعو إلى التمييز بين الدلالة التي تنتمي إلى 





Roland Barthes, «Théorie du texte,» dans: Encyclopaedia universalis, 28 vols. (Paris: (0) 
Encyclopaedia universalis, 1995), vol. 22, p. 370. 


Julia Kristiva, «Problèmes de la structuration du texte,» dans: Théorie d'ensemble: Choix, (1) 

préf. de Philippe Sollers, tel quel (Paris: Seuil, 1968), p. 299. 

(V)‏ استفدنا في تعريب بعض المصطلحات من قبيل (Signifiance)‏ من الترجمة التي أنجزتها جموعة من 

الجامعيين التونسيين» انظر : رولان بارت» «نظرية النص»» ترجمة عبد الله صولة ومنجي الشملي ومحمد 
القاضي» حوليات الجامعة التونسية (تونس)» العدد ۲۷ (۱۹۸۸). 


۱۳۹ 


gl‏ والملفوظ والتواصل › وبين العمل الدال الذي ينتمي إلى ٠‏ 0 ى الإنتاج 
Bal,‏ و الترمیز. هذا Faan‏ هو ما يسهى ب (التدلال»). 


فى Gal‏ طبقات تحصرها كريستيفا في ثلاث : طبقة عمیقة» وهي الكتابة 
بماهي |خراج واحتواء للمتمثل؟ وطبقة cles‏ وهي التناص أو ما تسميه 
۳ (اخسم الادي» (الذي ينعش الوظيفة السردية)؛ وطبقة سطحية وهي الکلمات 
والجمل والقوافي . تميّز کریستیفا بين النص الظاهر ۰ والنص النجب. فالنصض 
الظاهر هو «الظاهرة الكلامية كما تتجلى في بنية اللفوظ الحسّي»» آما ge‏ 
النجب. فهو الحيّز الذي تقع فيه هيكلة النص الظاهر. لکن هذا النص ظل دون 
إنجاز في أعمال كريستيفا لغموضه وصعوبة إنشائه» لأنه يشير إلى السَياق 
الاجتماعي بما فیه من قیم ومارسات. فقد یتفق هذا Gal‏ مع ما ترغب هذه 
الدراسة في إثارته برژية منهجية محددة. ویوجد نص ثالث في تفسیم کریستیفا؛ 
هو النص الجامع الذي تقوم في آطرافه نصوص آخری : نصوص الثقافة السابقت 
ونصوص الثقافة الراهنة. 

وإذا كانت کریستیفا قد اقترحت. نظرياًء Ce‏ يحيد عن الکتوب (إشارة إل 
النص النجب). فان بول ريكور يحصره في ما هو مکتوب. إذ النص عنده 
خطاب تم تثبيته بواسطة PRLS‏ وكل ما تثبته الكتابة» فهو خطاب كان يمكن 
أن یقال ولكنه خطاب يُكتب لأنه لا يقال فعلا. هذا التثبيت يمارس ليقوم مقام 
الكلام ذاتهء أي أنه يحدث في اللحظة التي كان بإمكان الكلام أن محدث Les‏ 
ويفصل بول ريكور بين فعل القراءة والكتابة» إذ لا تصبح القراءة نمكنة إلا بعد 
إقصاء الكاتب» فهي تبدأ حينما يتوقف الكاتب عن الإجابة (أي حينما يموت). 
من هناء تكمن مهمة القراءة باعتبارها تأويلاء استناداً إلى سبينوزاء والتأويل 
يحدث بإقامة القراءة وتأسيسهاء ودون ذلك يبقى النص «معلقاً في الهواء» ما لم 
يقرأ في علاقته بالعالم. فهو ليس مغلقاً على ذاته» بل هو مفتوح على الشيء. Les‏ 
فقط تكون القراءة التفسيرية ESE‏ وقادرة على إنتاج خطاب جديد في ارتباط 
بالنص المقروء. وهو ارتباط بين الخطاب القاری والخطاب المقروء» يكشف عن 
قدرة الخطاب على استعادة ذاته بشكل متجدد قدرة تمنحه خاصة الانفتاح على 
الدوام. والتأويل هو النهاية الحقيقية لهذا الارتباطء ولهذه الاستعادة المتجدّدة. 


Julia Kristiva, «Niveaux sémantique d’un texte moderne,» dans: Théorie d'ensemble: Choix, (A) 
pp. 317-325. 
(4) 


Paul Ricoeur, «Du Texte à l'action: Essais d'hermé-neutique,» dans: Ibid. 


VEA 


وإذا كان نص ريكور هو ما تم تثبيته بواسطة الكتابة» فان بارت يحرّر 
النمن من حدود المكتوب لينفرط من عقاله فيقول: «وفوق ذلك كلهء فليس 
لنا أن نقصر jall‏ على المكتوب) (أي على ا لان Lakes a‏ 
بتوفر راا اتف عارش ؤالة تعد ssl‏ رک dis ur‏ ,مكو أن 
ds‏ نصا جديداء شأن مارسة الرسم الوسيقي والسینما. فالمارسة هي JEN‏ 
عینه. واحدیث عن النص هو pi)‏ لنصض جدید» فهو لا یتوقف عن الاشتغال 
قصد التشتیت دون التجمیع. انه مسرح لانتاج يتقاطع فيه منتج النض 
وقارئه'"''. ویمیز بارت بين نوعین من النصوص: ما یمکن کتابته» وما 
لا يمكن كتابته؛ ما يوجد ضمن ممارسة الکاتب» وما يخرج عنها: هناك الممكن 
قراءته «(Le Lisible)‏ والممكنة كتابته (Le Scriptible)‏ . النوع الأول من النصوص 
Î à‏ دون آن یکون قايا تلكا «آما Qt‏ فهو» تحن بصدد NS‏ 
عل أنه يضيف وحدة نصية ثالثة» وهي الممكن قبوله «(Le Recevable)‏ وهو 
النصّ غير القروء الذي یعلق؛ وهو النص المحرق» المنتج باستمرار خارج كل 
مشاكلة للواقع. هذا النصض السلح بفكر لا يمكن نشرهء بل يقتضي الإجابة 
التالية: «لا يمكن قراءة أو كتابة ما تنتجوهء ولكني أتقبله كنار محرقة» كمخدرء 
else‏ 


à Sarl Lil‏ بالعنی احدیث للکلمة» عن العمل الاد فهو لیس زنتاجا 
أدبي بل مارسة دالة» ولیس بنية» بل بنينة» ولا موضوعاً» بل عمل ولعبة. 
ومن آبجدیات اللعبة افتراض قواعد تحكمهاء كما بیّن فیتغنشتاین في لعبة اللغة. 
A‏ ی EE‏ ای مرس ی ی ها 
جرم من السمات التحرکة. إنه يحرص على الدال دون الدلالة" '. 


فالكتابة محاكاة الحركة حدثت فى الماضى لا نعثر لها على أصل. هذا يعني أن دور 


Barthes, «Théorie du texte,» p. 371. (۱۰ 


( المصدر نفسهء ص ۳۷۲. 


.۳۷۲ الصدر نفسب ص‎ ۶( 
Roland Barthes, S/Z (Paris: Seuil, 1970), p. 9. (7) 


.١٠١ المصدر نفسه» ص‎ (VE) 
Roland Barthes, Roland Barthes (Paris: Seuil, 1975), p. 122. )۱9( 


۰۱۲ الصدر نقسه  ص‎ (VD 


۱۳۱ 


المؤلف لا (las‏ جرد معارضة كتابات بعضها ببعض دون التقيد بإحداهاء وأن 
كلماته التي يستخدمها تعبّر عن نفسها بكلمات أخرى. يقول بارت في نقد 
وحقيقة : ان النص مصنوع من کتابات مضاعفة نتيجة لثقافات متعددة» يتداخل 
بعضها مع بعض في حوار ومحاكاة OU EL‏ فالنصء |ذن» لا يقترن بمؤلفه, 
بل إنه يدعو إلى إلغاء الکاتب ویعلن موته. حتی یکون هناك مستقبل للكتابة» 
وکل هذا ثمن لولادة القراءة. یتحوّل القاری عند بارت إلى کاتب ما دام Lo‏ على 
إنتاج نص جديد أثناء القراءة. وبهذاء فان الكتابة لا تنحصر في مجموعة من 
التقنيين فقطء بل توجد مكانة» أيضاء للهاوي المتمرّس» وهذا من خصوصيات 
الجتمع المتحرّر . 

ولأن الممارسة النضية توسّع أطرافهاء فتتجه إلى منتج الكتابة OS Í‏ 
وليست حكراً على طائفة من التقنبین» فهي ليست ملكأ لأحدء لأن gadi‏ يبدأ 
دائماً مع فارئه أي كاتبه. كل قراءة تجعل المكتوب بداية لا تنتهي» فلا تبلغ 
كمالها كتابة» ولا تمامها قراءة. هناك نظامان للقراءة: قراءة qu‏ بامتداد all‏ 
فتمضي سريعاًء وتضيّع أطرافاً من الخطاب» وقراءة متأنية تزن وتلتصق به 
وتورّق المعنى. هذه القراءة الثانية تناسب النصل العاصر لأنها تضيئه وقنحه de‏ 
في si‏ 


دك لذة Pal‏ عند بارت» حينما ييدم Les‏ لتأليف نص جدید أي 
لاسترجاعه بشکل ختلف» وهذا فی جد ذاته لذة: لا تتمّید اللذة بقواعد معینت 
ذل تک ره زر بت اون E RE‏ ی تراسا 
عقب. تفجره» تشه وتتعارض معه. ON‏ کل gai‏ ينطوي على قابلية نقضه 
وعکسه. القروء بلذة هو ما کتب ضمن اللذة. تبحت SAUT‏ عن مکان الضیاع 
والصدع والانكماش: Op‏ نص اللذة هو الذي يرضي» فیشبع» وهب الخبطة. إنه 
النص الذي ينشأ من الثقافة» فلا يحدث قطيعة معها. ويرتبط بممارسة مريحة 
للقراءة. وأما نص التعة» فهو الذي يجعل من الضياع حالة؛ ويحوّل الراحة رهقاً 
(ولعله يصبح مصدر ملل)» فيقوّض بذلك الأسس التاريخية والثقافية والتفسية 
للقارئ» ثم يأتي إلى كل أذواقه وقيمه وذكرياته» فیرذها سراباء ويستمرٌ على هذا 
احال حتى تصبح علاقته بالغة ON NE‏ 





(1۷) 
(YA) 


Roland Barthes, Critique et vérité (Paris: Seuil, 1966), p. 80. 
Roland Barthes, Le Plaisir de texte (Paris: Seuil, 1973), p. 83. 


۱۳۲ 


ثانياً: سوسيولوجية النص الأدبي 


استفادت المقاربة السوسيولوجية للأدب الحديث من مساهمات الشكلانيين 
الروس» وكذلك Le‏ قدمته ا البنيوية من إضافة خاصة مع باختين 
les‏ وتأثرت هذه القاربة أيضا بمساهمة آدورنو الذي di Les‏ کشف العنی 
الاجتماعي للأشكال الأدبية. . برزت اللغة عند هؤلاء وسیطا SE‏ تین DS‏ 
والجتمع. وفتحت سوسيولوجية الأدب آبعادا جديدة ثمثلت في ai‏ عن 
العناصر الاجتماعية في شكل النتوج الأدبي. فعوض آن تبحث في البعد 
الأبديولوجي هرن egal‏ على غرار ما هو سائد في القراءات الماركسية» 
النقدية للادب» رکزت هذه القاربة غلى الخلفيات: والتأثیرات الاجتماعية فى 
E al‏ | 

تنطلق سوسيولوجية النص من سوال مركزي يتمثل في معرفة الكيفية التي 
Le‏ يستجيب النض الأدبي للمشاكل الاجتماعية والتاريخية في ل 
كان هذا سؤالاً Lie‏ تنازعت حوله قراءات مختلفة ضمن مقولة «الانعکاس» فى 
علاقة النص بالواقم ومروراً إل مقولة «التمائل Mol‏ التي تتجاوز الظانم 
لباشر والآلي» وتبحث في الوسائط التي تحكم هذه العلاقة» ويجدها غولدمان في 
رؤية العال كما استخرجهاء مثلاء من مسرح راسين وأفكار باسكال في الإله 
الحفي. لا يمكن أن نفهم عملا أدبياً أو فلسفیا من وجهة غولدمانية» إلا حين 
ربطه بالسياق الاجتماعی والاقتصادي الذي ظهر فيه ". ففي الإله الخفي ينطلق 
غولدمان من os‏ آساس عمله» مفادها أن الظواهر الانسانية ا 
خاصية البنيات الدلالية علي اق (Structures‏ . هذه LU‏ الدلالية لا يمكن 
فهمها وتفسيرها إلا في سياق مقاربة بنيوية توليدية . 


بربط غولدمان بين الفهم والتفسير فى تحديد البنية الدلالية للعمل الأدبي: 
فوصف الترابط الداخلی للبنية يفضي إلى فهم هذه البنية. أما التفسيرء فيسمح 
بربطها بالبنيات الإجمالية للواقع FN‏ هكذا إذن» تبرز بنيتان» في سياق 
الفهم والتفسير لهما أهمية خاصة» هما: البنية الدلالية» ورؤية العالم. يقول 
غولدمان: «الظواهر الإنسانية لها دائماً طابع البنى الدلالیف ووحدها الدراسة 


Pierre Vaclav Zima, Manuel de sociocritique, collection connaissance des langues; 16 (Paris: (\ 1 
Picard, 1985), p. 118. 


Goldman, Le Dieu cache, p. 55. (Y) 


98 


Goa 


ولعل ]= دراسة توليدية عربية هي تلك التي أنجزها الطاهر لبيب في 
سوسيولوجيا الغزل العربي: الشعر العربي نموذجاً. وفيها يتناول الإبداع من وجهة 
سوسیو لو جیة متذوقا شعر الحبین العذريين وحكاياتهم» Gup‏ لنصوصهم 
الابداعية. فيمسك خفایا بعيدة عناء وقريبة منّاء ما كان له أن یمسك بأبعادهاء 
أو ببعض منهاء في cal,‏ لولا منهجية في الفراءة ربطت 4 بين الرؤية العذرية للعام 
والبنية الاجتماعية» متجاوزة بذلك ما كان سائداً من قراءات تتجه إلى الشاعر 
«شخصیاًه. cé iles‏ جاعلة من نصّه بساطأ متحركاً لا يؤدي إلا إليه! غير أن 
A‏ الذّهاب یاب «إذ «يفسّرا gadi‏ رجوعاً إليه» تما يعني أنه على التص أن 
يتكيّف مع ما يكون أمكن العثور cale‏ نتيجة الطابقة القسريّة» من أخبار 
مشكوك فيهاء ومن روايات ملفقة» ونوادر تحكى عن صاحبه: تاريخ الیلاد 
ومكانهء والحالة المدنيةء والدفاع عن القبيلة» والبسالة التي لا مثيل لهاء 
والمعتقد» و كان el‏ فاسدا والمغامرة في LA‏ الشقيّ. ۰ إلخ. هذا 
الذهاب والإياب بين الشاعر ونصّه يتمّان انطلاقاً من اعتبار العمل الشعري نتاج 
ذات فردية»""» والحال أنه نتاج وعي جاعي المجموعة اجتماعية محذدة 
RSR At este‏ هذا لبط css‏ 
العذريين» وبنية dle‏ الأثر الذي أنتجته هذه الجماعة» يستند إلى: «مبدأ بسیط أن 
لا يسأله الشّاعرء وإنما يسأله شعره» صاغه لوسيان غولدمان في بعض أعماله 
المنجزة. هذه البنيوية التوليدية تتطلب مسارين معرفيين: مسار «الفهم» وما فيه من 
(Me‏ داخل النص يحاول الإمساك بالعناصر التى تشده» ومسار «التفسير) على 
معنى معرفة الرجوع إلى الجموعة الاجتماعية التي تمثّل سياق إنتاج النص. 
والرجوع إليها يعني أخذها ضمن الواقع التاريخي «باعتبارها أصلاً للعالم الشعري 
وذلك لمعرفة ما دفعها إلى بناء هذا العالم E‏ 


هكذا يتم الرور ضمن هذا التمشي المنهجي والنظري من الفهم إلى التفسير» 





(۲۱) المصدر تفس ص ۱۲۱ 

(۲۲) الطاهر لبیب» سوسیولوجیا الغزل العربي: الشعر العذري نموذجاًء ترجمة الولف» علوم إنسانية 
واجتماعية (بیروت : النظمة العربية للترجمةء ۰۲۰۰٩‏ ص DA‏ 

NA الصدر نفسه» ص‎ (YY) 

TE الصدر تفس ص‎ (YE) 


Ve 


ربطأ للبنية بسياق إنتاجها. ولقد أمكن لهذا العمل السوسيولوجي أن يبحث في 
يذلا العا بین اب و لي اي ا كيح اتسينا هن اسان ان ا اا 
لا یمکن وصالها وإدراكها في الشعر العذري: «هي رمز دال لا جيل عليهاء 
«lil,‏ وإنما يحيل على رؤية 2 Lol‏ للعالم: رؤية جماعة حرمتها الهامشية من إدراك 
با vas cui‏ فی عهدها جاعات ی اقبي هنا علامة تخیر عمودیل 
تبعاً للعصور› a.‏ في الجتمع الو این ها لأوضاع الجموعة الاجتماعیة۲ C‏ 
ولقد كانت أوضاع با بني عذرة تشیر إلى هامشية اجتماعية وثقافية. ذ کانوا خارج 
التصنیف. فلا هم من حضريي اخجاز ولا من بدوه» وهي هامشية كرّسها 
الإسلام» Las‏ لديم ضرب من الهامشية اللغوية قد تکون لها علاقة بهامشيتهم 
الاجتماعية والافتصادية والسياسية. تفید العلومات التاريخية بأن بني عذرة لم يكن 
لهم أي دور سياسي بارز : «لهذا فإن التحلیل الذي اعتمد العوامل الاجتماعية 
والاقتصادية آفضی بنا إلى رسم هامشية متزايدة: تلك الهامشية التي المد 
الواسع للتملّك الاموي» على حساب فئات ريفية تزايد فقرها"۳۳. 


هكذا كشفت التعبيرة العذرية الشاعرة عن هامشية اجتماعية لجماعة محرومة 
وغاضبة على طريقتها الحمالية. فحرمان العذري من حبيبته يوافقه حرمان اقتصادي 
وإقصاء سياسي لجماعته الفاقدة لرأس الال وملكية الأرض. فجاءت نصوصهم 
الشعرية» كأوضاعهم» تعبيرة متجانسة عن حالة من الحرمان الاجتماعي. فالعجم 
الشعري للعذریین؛ حر وعروضه وبلاغته» يبدو في علاقة واضحة مع 
التهميش بأصنافه المختلفة لختلفة ة. انبم يستعملون بحور شعرية لها تواتر «وسطي! بين 
استعمالي الحضر والبدوء وإنتاجية بلاغية منخفضة نسبيًاً: البحور الغنائية في 
الإنتاج العذري أكثر Le‏ هي عليه في الإنتاج البدوي» وأقل بكثير ما هي عليه في 
الإنتاج الحضري. معنى هذا أن الهامشية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية يمكن 
سحبها إلى العام الشعري» لكأن بالتعبيرة الشعرية الجانحةء cell‏ المتمرّدة على 
الأغراض المألوفة تعويض لما هو غائب من عدالة ومساواة. 


قدمه بيار زيما (Pièrre V. Zima)‏ من مساهمات . 





NÉ الصدر نفس » ص‎ (Fo) 
۰۲۲۷ ص‎ «dd المصدر‎ 0 
۰۲۰۱۷ ص‎ cami المصدر‎ (YY) 


يرى زيما أن سوسیولوجية النص Le‏ أن تنطلق من مبداين : آولهما أن 
القيم الاجتماعية لا توجد خارج اللغت. وثانيهما أن الوحدات القاموسية» الدلالية 
والنحوية والتر کیبیه؛ Jess‏ مصالح isla‏ ويمكنها أن تصبح رهانات 


(YA). 


للصراعات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية 


هناك طابع اجتماعي للكلمات» إذ يمكن أن تلخص كلمة واحدة متقابلة مع 
نقیضتها کل صراع الطبقات أحباناء كما رای ميشيل بيشو «(Michel Pecheux)‏ 
ورغم ما في هذا الرأي من مبالغة إلا أنه مع ذلك یمکن أن dre‏ إلى أي مدی 
تعبّر الوحدات القاموسية (Unité lexicales)‏ عن مصالح الجموعت وحتى عن 
الصراعات الاجتماعية . 

يدعو زيما إلى تقديم الكون الاجتماعي باعتباره ges‏ لغات جماعية 
تتوافق مع طبقة أو فئة معينة. فالبرجوازية» مثلاء تتنازع فيها خطابات bé‏ 
ليبرالية» وعلمانية» واشتراكية» ودينيةء ما يتطلب ضرورة إضافة الطابع 
المؤسساتي للغة إلى طابعها الاجتماعي. ذلك Of‏ الجموعات تتحرّك داخل 
مؤسسات اجتماعية» ومن خلالها. 

يعرّف غريماس لغة الجماعة (Sociolecte)‏ على LÍ‏ نوع من اللغات lt‏ 
تعرف بالتبدلات السيميائية التي تتعارض في ما بينها (وهو المستوى التعبیری) 
وتعرف بإيحائيات اجتماعية ترافقها (وهو المستوى المضموني). وهنا يرى زيما أن 
اللغة الجماعية ليست مجموعة واحدة» بل يمكن أن تنشأ من تخوم مجموعتين أو 
طبقتين تجمع بینهما مصالح أو مشاكل مشتركة. فاللغة» عنده تبدو ذات طابع 
اجتماعي تاريخي متغيّر. ولهذا يتحدث عن وضعية سوسیو - لغوية. 


| وفي مؤلفه: نحو سوسيولوجية النص الأدبي» يقترح زيماء استناداً إلى 
اللسانيات والسيميائية المعاصرة» نظرية es‏ فيها المجتمع داخل gall‏ لا تتعامل 
مع الأعمال الأدبية» وكأنها وثائق تاريخية» بل عبتم Le‏ باعتبارها نصوصاً تتحدّث 
بلغة المجتمم“". هكذا ظلّت المقاربة السوسيولوجية للنص لصيقة بالعمل الأدبي 
دون أن تخرج به إلى أفق بحثية أخرى يمكن أن تشمل الظواهر والممارسات 
الاجتماعية والمنظومات القيمية. 





Pierre Vaclas Zima, Pour une sociologie du texte littéraire, col. 10-18 (Paris: Union générale (YA) 


d'éditions, 1978), p. 223. 
المصدر نفسه» ص۱۲۱.‎ (F4) 


۱۳۹ 


ثالثاً: النص الاجتماعى 


كل مارسة ds‏ عند بارت يمكن أن تولد نضأ لأن gall‏ عنده ينبع من 
توفر فيض O‏ فالفضاء مغلا حسب ral‏ هو فضاء دال. يدعونا هذا 
J‏ افتراض نضّيات أخرى تسري في الظواهر الاجتماعية والمارسات اليومية: 
نصوص اجتماعية أخرى dite‏ في عاداتنا وتقاليدنا وممارساتنا وفضاءاتناء مشبعة 
بالرموز والعلامات. بناء النص من داخل الجتمع ‏ فرضية قد تمثل عند تحققها 
إضافة منهجية مهمة في دراسة ثقافة الحياة اليومية. وهي إمكانية قراءة ما لا يقرأ 
عادة داخل سياق نضّيء رغم عدم اتساق آجزائه لغة وكلاماً وصيغاً. لكنّ هذا 
النص الاجتماعي الممكن ليس سهل النال. فهو ليس نضأ أدبياً مكتوباًء وليس 
إبداعاً فنياًء مثل أفكار باسكال التي أمكن لغولدمان في الإله الخفي أن يختزل 
فيها كل إشكالية الفلسفة التراجيدية لباسكال. ويختلف كذلك عن النص الباري 
الذي تساعد الرموز على تفکیکه كما هو الشأن في اللباس عموماً أو الوضة 
تک ای 

إن هذه القراءة للنص؛ على نقیض ما هو سائد من قراءات» یمکن أن تکون 
مساهمة متقدمة في فهم العلاقة بين الثقافة والجتمع. وربما تکون حلاً للجدل 
الساند. الذي ما یزال متواصلاً حول طبيعة العلاقة بين الفکر والواقع؛ بدءا 
بفكرة الربط الباشر بين عناصر البنی الفوقية ومعطیات البنية التحتية» في 
لقراءات الارکسية التقليديت وصولا إلى مقولة «الكتلة التارخیة» فى التصور 
ii‏ ا :ورور es A Paie‏ | 
اجتماعي نابض» نابع من الجتمع ری قفصلاته من الداخل» يتحكم فيه 
الجتمع عن ذاته في سباق نصي اجتماعي يبنيه الباحث » مستخدما لغة النّاس 
والدلالات التي یمنحونا لافعالهم وعارساتهم. 

إن مثل هذا النصٌ لم ینجز بعد من قبل علماء الاجتماع» لأنهم ۸ ینفتحوا 
بقدر كاف على ما هو نضصّىء تاركين للمقاربات الأدبية إمكانية الرواج» 
ولقاربات آخری» ها السیمیولوجيت امكانية الاختبار. وقد آضاع ذلك فرصة 
إثراء نظرية التص بمفاهیم سوسيولوجية. هذا من جهة» ومن جهة أخرى» فان 





Roland Barthes, L Aventure sémiologique (Paris: Seuil, 1985), p. 261. (+) 
Roland Barthes, Système de la mode, points; 147 (Paris: Seuil, 1967). (۳1) 


علماء الاجتماع الذین اهتموا بالنص - وهم له - اختزلوه في الأدبي دول غيره 
من مجالات وآنماط اخطاب. ومن آبرز الأمثلة على ذلك ما قدمته بعض 
الساهمات الارکسية» كما هو الشأن عند كل من غولدمان ولوکاتش اللذین 
LS,‏ على إيجاد التمائل البنيوي بين النص والواقع الاجتماعي. هذا في حين إن 
النص من منظور سوسيولوجي يمكن أن یتسع وينفتح أكثر ليتناول نصّيات 

ثمة دراسات قليلة حاولت تجاوز الحدود الادبية للنص لتخرج به إلى 
آفق أخرى ظهرت فى بعض الأعمال الرائدة لجموعتی (Tel Quel?‏ 
و ia « (Communications?‏ ذلك ما آنجزته حموعه من ERE‏ حول فضاء 
شهار مرت PET E ln E NO‏ 
يل الفضاء العرفي للسیمنار الذي یشرف علیه غریماس اوغا des‏ مدار 
عام کامل. ینطلق البحث من فكرة مفادها أن السیمنار یشکل نسقاً Ni‏ 
ولا یصبح حاملا للمعنی الا في ارتباطه بالوضعیات التي يتم فیها إنتاج العرفة. 
فالمعنى ينتج من الحضورء والقاعة التي يجرى Les‏ السيمنار» ووضع الطاولة» 
ومكان الكراسي» والنظرة واتجاهها وتوزيعها داخل الفضاء. ويلعب الأفراد دور 
مهما في هذه السيميائية بما يقومون به من حركات ونظرات. كل شيء في 
تیار بدءاً من غريماس نفسه مروراً بالقاعة» والشارکین» كلها a‏ 
نضَأء يقرأ مثله بقية النصوص الاخری. وينبغي الفصل فيه بين ما هو وثيق الصّلة 
ستيار د وا عفر OU‏ جلا لمعيف كدي ای US‏ وی سا تن 
نضية وإمكانية تحويله إلى نسق اجتماعي dl‏ 


ومن الحاولات التقدمة فی القراءة النضية للظواهر الثقافية والاسماضة: 
تبرز دراسات الانثروبولوجي الامريکي کلیفورد جيرتز (Clifford Geertz)‏ التي 
تستند dl‏ متن نظري في التحلیل یطلق علیه Les EN‏ التأویلیة». تحیل 
als aji‏ إل نسیج SI‏ من العلامات ومن الد لا لات التي يصنعها الا نسان 
ويعلق فيها. إنها نسق رمزي في إنجاز مطردء يُتقاسم ویُنجز بصفة مشتركة. هذا 
يدعو الباحث إلى ضبط المعارف الكامنة التى یصنعها الفاعلون الاجتماعیون» 





Manar Hammad [et al.], «L'Espace du séminaire,» Communications, vol. 27, no. 27 (1977), & yY) 
pp. 28-54. 


۱۳۸ 


طبيعياً إلى صياغة وجهات نظرهم صياغة نظرية» بل على الانثروبولوجي أن 
پفهم كيف يتصرف الناس على هذا el‏ وأن يقرأ من خلال الكتفين ما 
يمكن أن ينسجه الفاعلون من معان «(Lire par-dessus les épaules)‏ حسب عبارة 
ne‏ 

في مؤلفه: بالي: تأويل On‏ قدم جيرتز في العبة اححیم» قراءة نصية 
لثقافة المجتمع QUI‏ من خلال مشهد نزاع الديكة. UE‏ ينتسبون وبعمق إلى 
ديكتهم. نزاع الديكة هو تعبيرة رمزية ينسج فيها «الفرد البالي» ثقافته. وكلمة ديك 
تحتوي عل معان استعارية: الديك رمز الذكورة بامتياز: ada‏ الآداب اوه 
نبدو مشبعة» من جهة ذكوريتهاء بصور (Imagerie coquericante) MAS‏ . 
وكلمة (Sabung)‏ التي تعني «الذيك» تحمل معاني استعارية تشير إلى «البطل» 
ودالحارب» و«الموهوب» و«المرشح السياسي» والأعزب» ومتيّم النساء» وإلى 
القضيب. فالفرد المهمّء ذو الوجاهة الاجتماعية» بقارن ELU‏ 


يقضي الإنسان QUI‏ جل وقته مع الديکت يتكلم إليهاء یغذیها؛ يعالجهاء 
أو حتى لجرد تأمله يقيم معها علاقة اجتماعية: «أنا مجنون الديكة» لا نحن 
Us‏ مجانین الدب الذيك تعبيرة رمزية تحیل إل شکل من آشکال التعریف 
والانتماء» ولکتّه فى القابل شکل من آشکال التعریف بالضد يعبر عن الکره 
والحقد. 


كل معركة بين الذيكة تحمل Last‏ معان الصراع مع القوى الشرّيرة» مع 
الشیاطین. ولأنها كذلك فالمعركة تكون مجالا لتضحية دموية تمتصّ نهم الشياطين 
التعطشة لأكل لحم البشر. ويوم الصمت. عندهم» يمكث فيه الجميع في أماكنهم 
جالسين بلا حركة» اتقاء GY‏ تقاطع مکن مع شياطين طردت Br‏ من الجحيم. 
يوم الصمت هذا» يكون متبوعا بمعارك ضارية بين الديكة (مسموح به رسمیا 
بهذه المناسبة» وفي ما عدا ذلك رم اللّعبة قانوناً). هكذا تلتقي في هذه المعارك 
فوی الخير وقوى الشرّ وتتصارع ؛ القوّة الخلاقة لذكورة تستفيق» والقوّة الهدامة 
لحيوانية متوخشة انفطرت من عقالها. يتقاطع هذا وذاك ضمن معارك دموية من 
الم والقسوة والعنف COS,‏ کل مقابلة أ کل نزال يكل عالاً في سد ذاته. 
فیها تناسق الديکة» فيها الزهان والمعركة والنتيجة: انتصار مطلق أو هزيمة 





Geertz, Bali: Interprétation d'une culture, p. 172. (۳۳ 


YO y?  هسفن الصدر‎ (FE) 


مطلقة. وبعدها یکون التفکیر Li‏ في القابلة القادمة دون تفریع للخاسر» 9 33 Loi‏ 
من مهد النتصر وتفوقه. لا مجال للعودة إلى الوراء. کل الاهتمام ینحصر فى 
ما هو آت. حياتهم بإيقاعها حركة تمر باحاضر لتعانق الستقبل تتابع خفقات 
وذبذبات معنی قادم» فهم دائماً ب یعیشون القادم الذي لا يأتي» وان آتی ليس و 
إلا القلیل . 

توجد أخلاق في نزاع الديكة» هذه بعض من قواعدها : 

تون LAN EE‏ القربه الفى تست لا ایی شید کرت 
من قرية آخری. 

- هناك رهان سوسيولوجي في مقابلات الديكة. فالنزاع لا یکون بين ديكين 
من الخارج أو بين دیکین لا يحظيان بمساندة مجموعة معينة. 
نزاع یمکن أن يقرأ قراءة نصية» یتجاوز حدود اللعبة لیتحول إلى برادیغم أو 
نموذح""". بهذا ينتهي جیرتز في هذه الدراسة إلى وضع تعریف للثقافة: «قثل 
ثقافة شعب ما طائفة من النصوص: تتفرع بدورها إلى طوائف» ويكذ 
الانثروبولوجي في فراءة تطل من خلال الکتفین . 

هکذا يبدو نزاع الديكة Los‏ اجتماعياًء يحتاج CES‏ إلى علم دلالة اجتماعية 
«(Sémantique sociale)‏ يبحث فى مفردات الشاعر» وفی رعشة المجازفة والهانة 
آلتی تل انضتارة ait‏ الا مضا 

ومن هذه الشاعر» المجسّمة في آمثلة يتكوّن المجتمع ویندمج الافراد» ففي 
نزاع الديكة عند (UN‏ تربية عاطفية وحس ومعنى. 

وک جيرتز جهده على بعد من أبعاد الثقافة» وهو اس المشترك (Le Sens‏ 
(commun‏ . ويتناوله بما هو فكر متعلق. منظم Le‏ ومبنى ر مثله مثل 
الأسطورة والرسم. ويخضع لعايير من الأحكام محددة تاريخياً» ويمكن التشكيك 
فيه ومناقشته وتأكيده وتطويره وتشكيله أو حتى تدريسه. الحس الشترك هو 
عبارة عن نظام ثقافي من صنع البشر الذين هم أيضاً معلقون به: «فالأشياء هي 


YAY ص‎ and الصدر‎ (ro) 


VE 


1 نس 3 أ ع : اج‎ Pagi 2e 
هذا اعد باعتازره‎ Le Pr أشتمام‎ nds . ي حدما‎ sanl 5 L 
prit te AN - 8 1 $ 


3 

روکد aaa‏ عاضا عر الك فى الاشكال الاولیه للشحياة kea‏ عند 

e أو اتات اعد انديني للطو ية‎ ٠ کا فع شور تشه سم‎ saut ul À Si 

كما هو الشأن عند. کلود ليقي ستروس. Les‏ یمه اذن» هو نسح sel‏ 
ومفصلها ضمن نضم 


يقترح جیرتز مقاربة جديدة للثقافة» فيراها مستقلّة عن البنية الاجتماعية» 
وعن سيكولوجية الأقراد. تطوّر كل ثقاقة عبر مسارها التاریخی تجانساً داخلياً 
de wré‏ بعدین : معرفي يعبر عن رؤية الفاعلين للعالم؛ وعاطفيء أسلوبي» 
چم آخلاق الناس 3 معيشهم الیو مي. . هذا 0 للثقافة الذي elas p‏ فى بعد 
من آبعادها؛ وحدة أسلوبية أو تعبیریّة» هو ما يمير بحوث کلیفورد جیرتز: 
ويبعدها عن الاجاهات البتيوية والوظيفية العاصرة ولكله یفرب بحوئه فى 
الوقت نفسه a‏ ۲ لین الأمريكى الانثروبو - AE‏ دون آن یقع في قم 
االشخصية الأساسية» أو الخاصية الوطنية» فر في تعریف الثقافة» إذ هي عنده نسق 
رمزي في إنجاز مطردء متقاسم ومنجز بصورة مشتركة. والفعل الرمزي له طبيع 
اجتماعية» على الأتثروبولوجي لبلوغه أن يقرأ «من خلال الکتفین a‏ 


للاستعمال» SE‏ لكان ؛ الرمزية» us lasse‏ يك 
التأويل والإمساك بالمعنى دون «وصف مکثف يبلغ العمق» انود شي تیدا 


Vs‏ في التفاصیل». 


والسيميولوجي عند رولان بارت أيضأء لا يختزل في اللسان فقط» بل 
cale‏ مرا et NS‏ ولع هت ما يقد الأعماك البازثية». وما رواكد 
خصوصياتها. فهو يدرس الحقل السيميولوجي بكامل تنوعه» ويؤسس المعنى مما 
متو ظاهراً عدیم العنی ویتعذاه إن کشف العنی الکامن في الرسالة. انه 
العنی الإيحائي؛ الذي قد یوجد حیث لا piai‏ وجوده. مبثوثاً في حیاتنا 
الاما لته وق | EE‏ یموس سا ئلع فى يليان 
وبداهاتناء وفي تصرفاتنا عر كنا التلقائية ونظراتنا. ولعل أكثر العلامات LEZ‏ 
في تصوراتنا ورژانا للعالم هي تلك التي تعد بدامات غير قابلة للتأويل 





Clifford Geertz, Savoir local, savoir global: Les Lieux du savoir, traduit par denise Pauline, (Y3) 
sociologie d’aujourd’hui (Paris: Presses Universitaires de France, 1986), p. 97. 


5 ١8 الصدر نفسه  ص‎ (YY) 


١١ 


والمساءلة. يدرس رولان بارت المشاكل المنهجية المتعلقة بالتحليل أسيميولوجي 
للخطب غير au‏ مثل التغذية واللباس والصورة. ويضع المبادئ الإجرائية 
نهذا التحلیل» بتناوله القاهیم الاساسية للسائیات البنيوية ویطبقها Je‏ انظمه 
دلالية ختلفة. لکن السیمیولوجیا تكتفي باعادة تکوین آنساق الدلالة» وقد 
تبحث في التمثلات الجماعية» كما فعل بارت دون ربطها بشروطها الاجتماعة. 
فهي شکلنة وانتاج للنماذج» حسب کریستیفا "۰۳ أكثر منها تحليلاً للمحتوى, 
وهو ما توفره القاربة السوسیولوجية . 


سای ی E‏ رده کی 
i : Théorie (YA)‏ 56 فد ۱ 
Julia Kristiva, «La Sémiologie: Science critique/ou critique de la science,» dans: Théorie ۲‏ 


d'ensemble: Choix, pp. 80-92. 


۱: 


(لفصل الخاس 


هويّة الشارع التونسي 


آولا: قراءة فى استراتيجية التسمية 


à]‏ البحث في نصيّة الشارع العربي عمومأء والمغاربي أو التونسي بوجه 
خاص» سواء كان ذلك في منظور سيميائي اجتماعي» أو إلى حذ ما من منظور 
سوسيولوجي» بقي بحثاً نادرأ» ولكتّه ليس منعدماً. فلقد توقّف البحث إمّا عند 
دراسة البناء الاجتماعي أو عند دراسة الممارسة الاجتماعية» دون أن يحاول دراسة 
الرموز التي يتحرّك فيها الناس إلا نادراً. لذلك؛ op‏ هذه الذراسة تنظر إلى 
الشارع باعتباره فضاء مستثمراً حسب منطق رمزي أي Of‏ الشارع هو بمثابة نض 
موزع بطريقة تعوزها البراءة» لاإرادية إلى حد ما. ومن هنا تكمن رمزيّته. الشارع 
شاهد على أغلب مظاهر التحوّلات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية» كما يشهد 
Lai‏ على أغلب أحداث التاريخ المرتسمة على جدرانه. 


à]‏ الشارع ليس ذلك الممر الذي تطأه الأقدام یومیك. بل هو فضاء الحراك 
البشري في لحظة زمنية معينة» وهو المكتوب والصور؛ وهو العلامة الارشادية 
واللافتة الإشهارية والألوان والأضواء» وهو الحدار بما فيه من هندسة معمارية 
توالت عليه احضارات وتقاطعت فيهء فخلفت La UT‏ فيه» وتركت شواهدها 
عليه. dif‏ صيغة مکثفة من صيغ تلخيص التاريخ في مدته الممتذة. رنه كل هذا 
وذاك. وهو ليس فضاء ساكناً أبداً» بل هو حى Jin‏ بتبدل الأنماط والناس» 
وحسب الظرفيات السياسية والاجتماعية والثقافية. إِنّه عام ملیء بالعلامات 
حسب عبارة بیرس» بل علامة كبرى تتذرّر إلى علامات غير متناهية . 

أن يكون بوسع عالم الاجتماع أن يتناول الأوضاع الاجتماعية عبر النظم 
رالصيغ اللغوية التي Les‏ وتتداول بين الناس» فذلك ما انبنى عليه هذا البحث» 
مقولة وخيطاً رابطاً. فالتسمية في الشارعء خلافاً لا قد توحي بهء ليست عفوية 
دلا مجانية. نا تتضمّن في نصّيتها رؤى ومنازع أيديولوجية» یتضمن الاختيار فيها 


es 


المراحل التاريخية التى أنتجتها . 


ان مسألة التسميات وربط الأسماء بالمسميات ليست مسألة غريبة عن التراث 
الفكري العربي» ففي الهوامل والشوامل یتحدث ابن مسكويه عن مفعول العادة 

à‏ الربط بین الاسماء ومسمّیانها» حتی ركاه یصیح الاسم هو السمی لانْ ذلك 
بالطبم صار له بحکم العادة: Op‏ العانی تلزمها الأسماءء ويعتادها أهل اللغات 
على مر الأيَام حتّی تصير كأمًا هي وحتّى يشك قوم فیزعمون أن الاسم هو 
<a pill‏ قد يحدث أيضاً تنافر بين الاسم والسمّی. فتکره ۳ 
لكراهة ما Jas‏ علیه : «فلو أك نقلت اسم الفحم إلى الكافور في ما بينك وبين 
آخر لكان متى ذكر الفحم تصور السواد؛ ولل يمنعه ما انتقل في ما بينه وبينك 
إلى مستی آخر آبیض طیب الرائحة»"۳*. واطلاق الاسم de‏ السمّی لیس عملا 
«bte‏ اعتباطیا بل هو ضرب من القصد والارادة. وقد ذهب إلى ذلك القاضي 
عبد الجبار في مولفه: الغني في أبواب التوحيد والعدل. إذ يقول: «اعلم of‏ 
الاسم ما يصير اسماً للمسمّى بالقصد ولولا ذلك لم يكن بأن يكون اسماً له 
بضرب من القصده"". el‏ إذن» فعل واع وإرادي في عملية التّسمية. وفي 
لسان العرب يجعل الاسم تنویباً بالدلالة على العنی؛ EN‏ المعنى تحت الاسم"*. 


ساعدت السیمیولوجبا الاجتماعية عل تفدیم رژية جديدة للشارع مفادها 
أن هذا الجال الجغرافي الذي نتحرّك فيه يومياً یکون نصاً قابلاً للقراءة» أي الفهم 
والتفسیر. هذه النتيجة VAE‏ اضافة منهجية مهمة à‏ دراسة ثقافة SLI‏ الیومیت 
وهي إمكانية قراءة ما لا يقرأ | عادة داخل سیاق نضىء رغم عدم اتساق آجزائه 
في الظاهرء P‏ 


تنطلق هذه الدراسة من تسميات الأنهج والشوارع والعلامات الاشهارية 


: علي بن محمد أبو حيّان التوحيدي وأبو علي أحمد بن محمد بن مسكويهء الهوامل والشوامل‎ )١( 
.۲۷ سؤالات أبي حيان التوحيدي لأي علي مسكويه (القاهرة : [د. ن.]ء ۰۱۹۵۱ ص‎ 

YA الصدر نفسهء ص‎ (Y) 

(۲) أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد عبد الجبار العتزلي الغني في آبواب التوحيد والعدل إملاء أي 
الحسن عبد الخبار الأسد آبادي؛ إشراف ab‏ حسين » ۵ ج (القاهرة : وزارة الثقافة والارشاد القرمي :147- 
۵ ج © : الفرق غير الإؤسلامية» ص ١١١-١١١‏ . 


() أبو الفضل محمد بن مكرم بن منظورء لسان العرب» ۵ ج (بيروت: دار صادر» 16 
1 ج ۰۳ ص ۰۲۱۱۰ 


۱:1 


من الاشکال المعمارية» ومن صور لا رابطة بينها: مفاصل متفرّقة تبدو شتاتا 

لس . لكن القراءة النهجية المتعمّقة کشفت ما لم يكن متوقعاً أحياناً. فقد 
لويد RG‏ يكن تین 
واستخراج القوائین البنائية التي تضبطه . 

à‏ التسميات في الشارع التونسي ليست Ge La‏ معزولا عن الجتمع 
تا تخترق الخطاب الاجتماعي اليرمي وتنتشر في الفضاء الاجتماعي: 
حسب منطق تراتبي تصنيفي» ها يدعو إلى القول إن 0 
اجتماعية في وجه من وجوههاء وقتل عنصراً من عناصر ثقافة المجموعة. إِنْ 
اعمد الخامس) واالنزه)» وانلسن ماندیلاا و Her‏ واياب 
البحرا» أو «باب فرنسااء هي sl‏ تعرّف P‏ وشوارع وأماكن تولسية» 
آمیحت بحكم التداول والتكرار جزءاً رخ عع الخطاب البومي› إلى درجة 
جعلت الأسماء تنزاح عن معانیها. فتنسی أو تفقد أحياناً دلالتها الاسمية 
الأصلية؛ وتبرز الذلالة الاجتماعية التی آنتجها الاستعمال الجماعى لها. وقد 
gL‏ التسمية الادارية ليحلّ لها ما اتفق حوله الناس وتداولوهء كأن تعرّض 
تسمية شارع بورقيبة ب (L'Avenuer‏ على وجه الاختصار أو الكناية. ولكن يبقى 
التعريض فى كل الحالات ذا دلالة ثقافية اجتماعية» إذ هو على الأقل تعويض 
باللغة الفرنسية . 


à‏ اختلاف بين هذا النض وبقية النصوص الأخرى» وموضوع البحث فيه 
هو تسميات تعرّف فضاءات جغرافية واجتماعية ختلفة» موسومة في الغالب 
بالواسطة السياسية والتجارية؛ تبدو لاوّل وهلة أجزاء متفرقة لا رابطة بینها ضمن 
نص مبني. ثم اما في الأغلب تسميات لاموات يحييها الاستعمال الجماعي. 
والاستعمال ینشیء دلالات سياقية ويجالية متغيّرة. ذلك Of‏ إطلاق «ابن خلدون» 
مكلا عل احي ابن ل فى منظومة التسمية فى تونس» يدرجه في نص 
سيميائي اجتماعی يزيل عنه اعتباطية العلاقة بين الدال والدلول ویسند الیه .فیما 
بسنل » رمزية اا 1+ (LC ee.‏ إخراج الدياكروني من السكونيء إن 
جاز القول أو المتغيّر من الثابت. ولعلّ هذه الرمزية التوليدية هي من خصوصيات 
هذا النص من وجهة دلالته التي À‏ يتناولها البحث بالقدر الكافي حتی الآن. وهو 
نص يحتاج إلى أدوات بحثية خاصة. فهو ليس نضأ «بارتياً» تساعد BUS‏ الرموز 





)0( «حي أب بن خحلدون" هو من بين الأحياء الشعبية في تونس العاصمة. 


\év 


على تفکیکه» كما هو الشأن في اللباس عموماء أو الموضة بوجه خاص» كنظام 

من الى تة العلامانت ولیتن نصا «قولانیا» حول الإنتاج الأدبي pri‏ 8 
علاقته بالواقع › أي بالمصالح الطبقية والقيم الاجتماعية والوعي الجماعي. نه نص 
بين هذا وذاك يعاني صعوبة الربط بين علامته» أي بناء منظوماتها من ناحية» 
ويعاني صعوبة استخراج الرؤية التي يحملهاء التي يجب تحديد علاقتها بالواقع 
الاجتماعي من ناحية أخرى . 


ثالثاً: استراتيجية التسمية 


فى تضاعيف التسمية معان ودلالات» وفي مضمونا تاريخ ومنطقٌ وطرافة 
عقلية. ولکن افص «رژية LU‏ ولقد تطوّرت وظيفة اللغة عند العرب إلى de‏ 
Gi‏ أضحت أداة ل «تغيير العام» ولیس فقط أداة للتعبیر عن علاقتهم بالعالم من 
حولهم: «فکانت آسماء الله الحسنى دلیل عمل من أجل إعادة صياغة العلاقات 
الاجتماعية داخل الشعوب» وبين الأممء وتطویرها إلى الستوی الذي یمنحها 
استراتيجية نحقيق هده تا تما احسنی t‏ لیم في القرآن وحده» ولكن في العام 
ils‏ الاسماء السنی نذا العنی تشکل علامات تترابط فی ما نها ضمن 
نظام متکامل. يشار إلى هذاء فقط لتأكيد آهمية دراسة التسمیات في ما یمکن 
أن تکشف عنه من معان ودلالات OY‏ الاسماء رموز ومعان» تتطلب تشفيفاً 
وتفکیکا. نم إن (التسمية بحث في الاح وقراءة في الدلالة Li g‏ میج 
في الفهمء Le‏ يحمل من إحالات تتطلب مارسة ثقافية وتجربة اجتماعیة». 
كذلك تکون التسمية في الشارع نظاماً من العلامات والدلالات وتسمح بقراءة 
eai‏ بما تنطوي عليه من آبعاد اجتماعية وسياسية. وهي تفصح عن الرّهانات 
الكامنة خلف الاختیار: اختیار تسمية دون آخری» Les‏ فى ذلك من احضار 
واقصاء يتم عبر استراتيجية اللغة» بما هي نظام اسمي خال للدلالة في تواصله 
مع المسمّى. فالقراءة في التسمية هي قراءة في نص الشارع وکشف لعانيه 
المقصودة . 


)1( مطاع صفديء استراتيجية التسمية: في نظام الأنظمة العرفية (بيروت: مركز الإنماء القومي؛ 
۲ ص ARY‏ 


للا ماء والأشياء»» ا ا ا القومي. ar‏ العددان ما 
() ص ۷۷. 


۱:۸ 


١-الشارع...‏ سوقا لغوية 

يرى بورديو OÙ‏ علم الاجتماع مدعو بإلحاح إلى الاهتمام بكلّ أشكال الهيمنة 
التى ارسها اللسانيات ومفاهيمها على العلوم الاجتماعية» ولا يمكنه أن يتمص 
مها إلا إذا تمكن من تحديد عمليات تكوين الموضوع الذي على آساسه انبنى هذا 
العلم والشروط الاجتماعية لونتاج مفاهيمه الا ساسة pbs‏ وفي هذا اک 
لدور اللغة وأهمية مفاهيمها في ميدان البحث السوسيولوجيء إلى Le‏ الاعتبار db‏ 
يتمكن علم الاجتماع من إحكام عمليات بناء موضوعه والشروط الاجماعية التي 


يضيف بورديو: (إذ ما كان انتقال النموذج اللساني إلى حقل الإثنولوجيا 
والسوسيولوجيا سهلاء فذلك دليل على الأهمية المركزية للسانيات» أي الفلسفة 
التعقلية التي قبعل من الخطاب موضوع تفكير أكثر منه أداة Jai‏ وسلطة". 
وللتمكن من القطع مع الفلسفة الاجتماعية ينبغي أن نبین af‏ إذا كان ممكناً 
تناول الروابط الاجتماعية وروابط الهيمنة نفسهاء باعتبارها تفاعلات رمزية› 
ینبغی آلا ننسی أن روابط الاتضال کتبادلات لساتية هی أيضا روابط للهيمنة 
الرمزية التي dos‏ فیها علاقات القوی بین الكل والجموعات انقاضة: 
اختصارا ينبغي تجاوز الخيار السائد بين الاقتصادوية والثقافوية لفائدة اقتصاد 
ciska‏ ال 


اللغة يمكن أن تكون فعلاً موضوع تحليل O ayga‏ أو لعلّه من 
ارو OU OU So)‏ ده الع D St es‏ الدلالة 
الخطاب لا يمكن إجراؤه الا ضمن علاقة ب «السوق» الذي لا يساهم في صنع 
لقيمة الرمزية فقط» بل Lai‏ فی تحدید معنی الطاب یقول بوردیو في 
هذا السباق: «ما جري داخل السوق اللغوية لیست اللغة: بل اشطابات 
موصوفة أسلوبياً في الوقت ذاته من جهة الانتاج حيث Ó‏ كل متکلم یصنع 





Pierre Bourdieu, Ce que parler veut dire: L'Economie des échange linguistiques (Paris: À. (A) 
Fayard, 1982), p. 12. 


)4( المصدر نفسهء ص AY‏ 
(۱۰) الصدر نفسهی ص NE‏ 
( الصدر نفسهء ص A0‏ 
)١5(‏ المصدر نفسهء ص A‏ 


لنفسه لغة فردية داخل اللغة الشترکة» ومن جهة التقبل» بحكم أن كل Las‏ 
یساهم في إنتاج الرسالة التي يدركها ويميزها وفق ما تسمح به تجربته الذاتية 
واطماعیة». 


توجد السوق اللغوية عند بورديوء Ú‏ ينتج شخص ما خطاباً موجهاً إل 
متلقین قادرین على تقييمه ومنحه سعراً معينا. ویضیف : : OP‏ السوق اللغوية شيء 
ملموس Ares‏ ورد ares‏ في آن واحد. فمن الناحية الواقعية تعتبر السوق 
وضعية اجتماعية رسمية خاضعة إلى طقوس «(Ritualisé) oise‏ إلى هذا اد أو 
ذاك» إنا بمثابة مجموعة من المتحاورين الذين يشغلون مناصب عليا في سلم 
التراتب الاجتماعي. ol‏ هناك عدداً من السمات المدركة والمقيّمة بصورة لاواعية 
توجه عملية الإنتاج اللغوي. ومن الناحية الجرّدة تعتبر السوق بمثابة نمط معين 
من القوانين (المتغيّرة) التي تحكم شكل أسعار المنتوجات اللغوية. . . إلخ»"'. 
مدلول الكفاءة اللغوية يوافقه مدلول الرأسمال الرمزي الذي يشير إلى وجود الربح 
اللغوي. يعني بهذاء أن هناك آفرادا لهم حق القول بصرف النظر Lee‏ يقولون. 
وهي وضعية علاقات القوى اللغوية التي يجوز فيها القول دون النظر إلى وظيفته؛ 
ا ینعی رو ویو «الحالات التي يكون فيها للمتكلّم 
المرخص له سلطة كبيرة» التي تمكنه فیها المؤسسة. وقوانین السوق» وکل الفضاء 
الاجتماعي* من أن يتكلم دون أن يقول. NP‏ مخلص بوردیو إلى أن كل 
عمليات التواصل لخر حي ارا ا الا الصغرى التي تبقی دوماً cé‏ 
4e,‏ البنايات الإحمالية (Structures globales)‏ 9% 


E‏ سانا 


ما نريد أن نصل إليه من خلال هذا العرض لبعض أفكار بورديو هو الثال 
الذي أورده في ما يتعلّق بوضعية الصراعات الوطنية» حيث تكون اللغة رهاناً؛ 
علاقة Las‏ واضحة بين آليات الهيمنة السياسية وآليات تشكل الأسعار اللغوية 
التميزة لوضعية اجتماعية محددة. فالصّراعات الدائرة بين الناطقين بالفرنسية 
والناطقین بالعربية في عدد من الدول Ta‏ كانت تخضع نلاستعمار الفرنسی 
اا يكون لها claas‏ إدن» بعد اقتصادی. آي Gi‏ الالکن لكفاءة ire‏ 


)16( الصدر نفسه Yi J?‏ 
(۱) الصدر نقسب ص ۳ 


يدافعون عن قيمتهم الخاصة كمنتجين لغويين من خلال الدفاع عن سوق معينة 
T). LL Le ۰ | 7‏ 
تلائم منتوجاتهم للغوية اخاصه 2 . 
فكرة اللغة الرّهان التي ينين ET ۳ gius CA‏ انش Sul‏ 
الوطنية es us‏ ما me‏ هده dl‏ في ابرازه من فكرة» مفادها 5 
نسميات الاهج والشوارع التونسية ليست مرد فعل اعتباطي؛ بل هي خيار خلفه 
رهانات سياسية واجتماعية ونقافیه» وحتى اقتصادية . 


یری بورديو أن علم الاجتماع معني بالاهتمام بالوقائع الاجتماعية التي 
تحمل أسماء أعلام وأسماء عامّة؛ وفي مؤلفه: ماذا يعني القول؟. يسعى إلى 
تفسیر الوضعيات الاجتماعية وممثلي الجماعات بواسطة الصيغ اللغوية التي 
يستعملونماء ولكئّه لا يجد في التسمية حلا لمشكلة السمّی. إذا لم تفهم في سياق 
الظروف الاجتماعية التي أنتجتهاء ويقول في ذلك : «يتعينٌ على علم الاجتماع أن 
يأخذ بعين الاعتبار العمليات الاجتماعية في التسمية. . . حتى لا يفوته إدراك 
النطق والضرورة اللذين رافقا فعل التسمية. وينبغي على علم الاجتماع Lai‏ أن 
ايتفخض بعمق. اخانب الذي برجم إلى الكلمات في عملية بناء الوضوعات 
الاجتماعية» وتأثیر صراع التصنيفات الذي هو انعكاس وبعد لكل صراع 
للطبقات فى انشاء الفئات» اعتباراً من فئات الأعمار» إلى فئات الأجناس أو 
الطبقات الاجتماعية» وكذلك العشائر والاقوام والاممه(۳. 


بدهي» إذن» أن التفسير السوسيولوجي يظل مفيداً في مثل هذا السياق» 
بما أن و یوخ الاهتمام هو الشارع باعتباره Lai‏ من التسميات والعناوين. 
ولكنه نص جديد» ليس كغيره من النصوص» نص ترتبط لغته بنسق منتظم 
لا يعادله في انسجامه إلا انتظام المؤسّسة المكلفة بإنتاجه وإعادة إنتاجه. أصبحت 
هذه اللغة بحكم الاستعمال الاجتماعي وتكرار تداولها لغة الناس» يستعملونها 
في خطابهم اليومي» فتخترق نسيجهم الاجتماعي وتتشکل فيه حتی تضحی 
مكوّناً من مکوناته» فتکتسب شرعيّتهاء حتی Gi‏ في ظاهر الأمر صادرة 
عنهم» ونابعة من واقعهم مع Li‏ ليست کذلك بل هي & السلطة التي 
لا تستطيع أن تحکم وتأمر الا بمساعدة من تحکمهم آي بفضل مساهمة الالیات 





YY ص‎ t du الصدر‎ (YU 
AY المصدر نفسه ص‎ )( 


\o\ 


الاجتماعية القادرة على تحقيق ذلك التواطو الذي يقوم على الجهالة» وهو مصدر 
Va JS‏ 

هذه اللغة» يتخفى خلفها خطاب سياسي ذو مضامين اجتماعية وثقافية. 
وهو خطاب له بدوره سلطته التي تنتج وتراقب الإنتاج؛ وتنتقي وتنظم وتعيد 
الإنتاج والتوزيع» وذلك للحد من سلطته ومخاطره. هكذا نتم عمليّات الحضور 
والاستبعاد» الاستحضار والتغييب» الاعتراف والمنع. وأكثر الإجراءات بداهة هو 
call‏ منع ما لا يتوافق مع الخطاب السائد في لحظة معينة. وهكذا يستحضر 
نص الشارع ويغيّب» ينتقي ويضيفء يحذف ويعوض. وبالاقصاء يثبت من 
جديد. وفيه ما لا يجوز إحضاره» وما يحبّذ حضوره» حسب الطقوس الخاصة 
بالظرف السياسي. 


تلك هي لغة الشارع المكتوبة بما هي نص» يعطي حق الامتياز لعلم ويمنحه 
خصوصية الوجود ویمنعه عن آخر لينسجم مع المنطق السياسي السائد. ولکنه 
لا تعد ل ect‏ بالات از Paré) E‏ غير Lucile‏ عن 
سلطة نافذة وفعالة. وهو فی ظاهره قوع بسیط » ولکن Goal‏ فى نسيجه Jiall‏ 
یکتشف Île aff‏ مليء بالرموز والدلالات والعلامات» لكأن الواقف عنده 
المتعمّق في آغواره» یتفخص كتاباً. وهو لا یترجم فقط منطق الانظمة المسيطرة 
والصراعات التي عاشتهاء بل هو في de‏ ذاته موضوع الصراع وآداته في eol‏ أو 
لعله في نهاية الامر السلطة التي یسعی إلى الاستیلاء علیها. 


فى هذا اشطاب. 605 تغییب واقصاء» وکذا فى اللغة حضور ومئول. 
[ظهار ولیصال ولکن آیضاً des‏ وتغییب. وقد یتحوّل فیها الغیاب ال احضور 
من خلال الکشف والحفر والتفكيك حين التساول عن الغائب. خلف الحاضر 
اللغوي يقبع المسكوت عنهء الذي لم يجد سبيلا لبلوغ السطح بفعل الرقابة. 

فتسمية الشارع بهذا العلم دون غيره عملية إخفاء ومواراة. على أن لحظة 
الغياب يمكن أن تتحول إلى لحظة مکاشفة كما هو الحال في تسمية نهج ما 
ب «شارل دي غول» Loge‏ عن «صالح بن يوسف»» على سبيل المثال. 


LEY المصدر نفسه ص‎ (YA) 


\oY 


تا على أنقاض آخر. فوراء هذا الخطاب ابستیمیتی أي استراتيجيته الحقيقية 
في مرحلة تارخبه حددة. ولكل خطاب | ie au‏ وعم يرسمهة. 7 
الخطاب jui, Les ١‏ من اللغة مظهره اخارجي. لین لمانا وذانا که 


۳ مارسة لها أشكالها الخاصة من الارتباط والتتالي) OD‏ 


ja‏ یفضح نفسه فما حضر فيه كان شاهداً على الغائب» لذلك صیره 
Lis‏ فلا یستوعبه إلا في اللحظات التاريخية المضادّة للسائد أو التی ترید لذاتها 
ينظقاً جدیدا Lai‏ من اللحظة السابقة. بين مطاع صفدي في ile‏ (الانيناء 
للمجهول: الانبناء للمغیوب» كيف يصير الغائب معلوما والعلوم yes‏ من 
خلال الخال الصوفي» فیصبح الغیب هو الذي يسمي الاشیاء ضمن «استراتيجية 
التسمية» القائمة أساساً على تجهيل العلوم بتصییره (مغیو پم( 20 


ol‏ مقولة 5p‏ الاعتبار» هي في ide‏ سعى إلى بناء مشروعية سياسية 
تعتمد على استحضار الغائب» وما Lo OÙ‏ عنه ۳ اللطات السیاسی اسای 
درز الاعتبار D‏ الاعتبار» هو بعد شعاري قائم de‏ آساس نقض ما سبق من 
خطاب وتشریم ای اه ليد متا ها كان شم اه ادال 
واوار تترجه التسمیات. ولا یتعلق الامر بخلق آسماء جديدة» بل بتکرار النطق 
باسماء منع التعاطي معها لفترة ما. فإذا توقفنا عند الفترة البورقيبية لوجدنا آن 
الأسماء التي كانت حاضرة بقوة هي أسماء الجماعة التي كانت تشکل آعلام 
الحزب الدستوري الجديد» من انشقوا عن الحزب الحرّ الدستوري القديم» وأيّدوا 
في فترة لاحقة مبداً التفاوض مع المستعمر الفرنسي. وأبرز من غاب عنها من 
الأعلام هم الذين يشكلون الثلاثي: الشيخ عبد العزيز الثعالبي» وصالح بن 
پوسف » والطاهر بن عمار . 


۴ - التعريف بالترقيم 


تقطع تسمية pl‏ والشوارع في الأحياء الشعبية المحدثة قريباً من التاریخ 
à]‏ نادراً ما نعثر قل تسمية تستبطن كقافة وعمقاً Let‏ هذا بالاضافة إلى آن 
بعض الأحیاء الأخرى تعرف فيها الأهج بأرقام باهتة» يخيب فیها أي مؤشر 





Michel Foucault, Archéologie du savoir (Paris: Gallimard, 1969), p. 220. (9) 
VA صفدي. استراتيجية التسمية: في نظام الأنظمة العرفیف» ص‎ (Yt) 


۱5۳ 


للهوية والتاريخ. وهي مسألة مهمة يفترض التنبه إلى ما فيها من طمس وتسطيح 
للذاكرة» OY‏ هذه الأرقام هي بمثابة التحوّل من الناطق المحظوظة إلى المناطق 
الهامشية. وفي ذلك نوع من الرژية إلى هؤلاء الناس الذين هم من وجهة نظر 
ll‏ مجموعات ليست لها الحاجة الثقافية إلى أن تسمی 5 هی یی 
بما يعكس آمالها. فلا تعطى لها الفرصة في أن تسمّي نفسها. ثمَة» إذن» فكرة 
خفاء الاسم «(L’Anonymat)‏ إزاء ما هو شعبي من جهة» والتعیین ورفعة الاسم 
لا هو نخبوي من جهة اخری. 


bal‏ هوية الشارع 


كيف يحول الشارع بنية ذهنية كاملة وتصوراً للتاریخ» وينقل نقاشاً bly‏ 
حول الهوية التاريخية للتونسي؟ نسعى هنا إلى رسم ملامح الهوية في تونس من 
خلال قراءة تسمیات gel‏ والشوارع والفضاءات في تونس العاصمة. 

تبدو التسمية لاوّل وهلة Ses‏ عضویا فارغا من العتی إلا أن الفراءة 
المعمّقة لدونتها قد تکشف مفاجات لم يكن یتوقعها الباحث. فابعاد الشخصية 
التونسية» وما آثیر حولها من نقاش» يمكن تحديدها من خلال هذا النص من 
التسمیات. فالسمی حين قيامه هذه العملية لا یتصرّف وفقاً لقانون الصادفة بل 
bl‏ في ا ومقصدا. وان في إثباته لهذا العلم نفياً لغیره. هذه الخيارات 
التي تستحضر وتقصي» هي في نهاية الأمر» رهانات سياسية ترسم بطريقتها 
العناصر الأساسية المكوّنة للهويّة التاريخية للتونسي. ولعله من المهم إثبات أن انتقاء 
التسميات في الشارع التونسي یمثل» وبشكل متجانس خطاب الهوية في تونس. 
oi,‏ الشارع يأخذ بعين الاعتبار النظرة التي يمتلكها السياسي عن الذات في 
قيامه بعملية الإقصاء الكل لا لا يتوافق مع رژیته» واجتثاثه للرموز التي لا تتفق 
مع آیدیولوجیته» وفي ترسيخه لرموز يراها تتناسب مع رؤيته. 


١‏ الوطني ومنزع الاستقلال بالدعوة 


يرتب الشارع الأحد عشر اسما الأكثر حضوراً فى النصض» من حيث 
تكرارها وأهمية انتشارها في الفضاء على النحو التالي: الحبيب بورقيبة» قرطاح 
خير الدین باشاء ابن خلدون. المنجي سلیم یوغرطة الطاهر الحذاد» الحبيب 
ثامرء الإمام ابن حنبل» عقبة بن نافع» حنبعل. 


١ 0 


یتصئر بورقيبة» كما هو واضح من خلال هذا الترتيب» قائمة الأعلام 
رالأماكن بكثافة حضوره في النص» تليه مباشرة قرطاج. وفي هذا الترتيب دلالة 
ومعنى» إذ يشير إلى الجذور القرطاجية لتونس من وجهة نظر أيديولوجية الطبقة 
الحاكمة خلال الفترة البورقيبية. فلقد حرص الخطاب السياسي على تأكيد البعد 
القرطاجني لتونس في ضبطه لْقوّمات الشخصية التونسية وتفاخره بعمق مرجعيته 
الحضارية القرطاجية. ولیس من باب الصدفة أن يكون رمزاً من رموز السيادة» بل 
du‏ أهمها على الإطلاق بضاحية قرطاج (وكذلك كان AN‏ بالسية إل المصزيين 
الذين جعلوا من الامتداد التاريخي الفرعوني المرجع الأول لحضارتمم). 


عبر لطاب السياسي التونسي من هذا الامتداد القرطاجى» مستخدماً 
عبارات من نوع تا او الف طا ۱ 
ب ایوغرطة الذي نجح»""۳. وهذا أهمية حضور النموذج القرطاجي في 
الفكر السياسي التونسي خلال هذه المرحلة. النمودج القيادي الذي كان یتبعه 
بورقيبة كان Tib ig‏ وفي هذا اختيار للنموذج السياسي والحضاري لتونس 
المتذة حضارتبها إلى ما قبل العروبة والاسلام» لتصل إلى حدود القرن الأول قبل 
الیلاد. وفيه بحث عن أصول تاريخية ممتذة ل «الهوية الثقافية التونسیة!» هي أبعد 
نا من الإسلامء e oy‏ كدين لم يستطع أن بوخد القوميات في أمة 
واحدة. ولم تكن الخلافة الأموية أو العباسية إلا جرد هيمنة للعنصر ال كال 
هيمنة لا يمكن أن تترادف مع مقولة «التحكم في المصيراء التي هي تحيين حداثي 
لا أطلق عليه ابن خلدون فى خصوص البربر «الاستقلال بالدعوی». Ol‏ مقولة 
لتحکم في sai‏ هي De‏ إلى الاستقلال» تستدعي جهدا في إثبات عناصر 
الاختلاف والخصوصية التي مَیّز نونس کهوية تاريخية لها بناژها الذاتي التزامن 


. وقد كان بورقيبة يعرف نفسه 


۰۱۹۷۱ البشير بن سلامف اللغة العربية ومشاكل الكتابة (تونس : الدار التوتسية للنشر»‎ (TU) 

ص AY‏ 
(YY)‏ يقول بورقيبة في هذا : OÙ‏ يوغرطة كان النجاح حليفهء > لكن هذا النجاح استوجب ليتحقق مرور 
عهد طويل لا يقل عن ألفي سنة»» ورد في: الحبيب بورقيبة» حياتي وآرائي وجهادي: سلسلة حاضرات ألقاها 
الحبيب بورقيبة أمام طلبة معهد الصحافة وعلوم الأخبار حول تاريخ الحركة الوطنية (تونس: شركة فنون الرسم 

والنشر والصحافةء ۰۱۹۸6 ص ۲۹۱. 

(NT)‏ يوغرطة قائد بربري نضبه الرومان على مدينة شیدوها على أطلال مدينة قرطاجنه. و تغلب هذا 
الأمبر على أجواره من الأمراء البربر Las $S‏ الطاعة في وجه الرومان؛ ودارت بینهما حروب انتصر في Wol‏ 
bis‏ ثم التجأ أخيراً Ú‏ ضعف إلى أحد آقاربه بالغرب. ولکن هذا الاخیر سل للرومان عونا من 
جيوشهم فسجنوه إلى أن مات جوعاً وعطشاً سنة ٠ ٩‏ قبل الميلاد. 

(14) البشير بن سلامة؛ «الإسلام والوطنية»» الفكر (شباط/ فبراير CAN‏ 


۱۵۵ 


وتنقيتها من الدخيل؛ غربياً كان أو Le‏ . ومن LS‏ نشطت عدة مفاهيم تبر ما 
سمي بالتحكم في الصیر» مثل : : «التونسة» و«الذاتية التونسية»» و«النعرة 
الوطنية»: والحفر التاريخي في «المقرّمات» أو «الشخصات». 


من الأسماء التي یذکرها النص مرّة واحدة ولا تتكرّر فيه : عقبة ابن نافع» 
وحسّان بن النعمان» والخلفاء الراشدون. وهي آعلام ترمز إلى البعد العربي 
ru‏ ولكنّه یظهر کبعد تکمیلی ولیس کمکون آساسي لهذه الهوية. فهو 
مدرك ضمن خصوصية كاوهي a‏ بالأحرى إشكالية ذاتية» Le‏ يعني أن طريقة 
إدماج هذا البعد ضمن رؤية للعالم يصبح معياراً اختلافیا . البعد العربي 
الإسلامي بحضوره المحتشم في النص جاء ليؤكد خصوصية هذه الهوية» فيصبح 
جزء منها Vas‏ مستوعباً. تتعدد أبعاد هذه الهوية» 608 وتمتد لتواجه الآخر 
الغربي والعربي. تلتقي هذه الفكرة مع ما ذكره الطاهر لبيب في سياق آخر: 
«الخطاب السائد حول المغرب العربي مسكون بالخصوصية. هذه الخصوصية تحوّلت 
من بديبية علمية إلى معقل أيديولوجي سياسي يتجول المغربي بين شرفاته ليرى 
منها أبعاد مغربه تتعدّد» عتذ أو تتقلص» وليواجه الآخر غربا وشرقا. وهی تعني 
راق شيعه ودرا سای ۳۳ 0 


إن خصوصية «الهوية التونسية» والطابع الاختلافي ل «المشخصات» أو 
«المقَوّمات») هي التي تعطي شرعية «التحكم في الصیر» أو «الاستقلال بالدعوة» لا 
هو خاص - حسب العبارة الخلدونية. يقتضي هذا البحث في ما هو «تونسي قبل 
Ve JS‏ والمطالبة بحق الاختلاف. فجاءت الدعوة إلى الاهتمام ب «الأدب 
الجاهلي التونسي»ء أي «الأدب الذي كانت تزخر به مدينة قرطاج في جاهليتها 
قيل انفتشار الإسلام. T‏ بابراز أصالة هذا الأدب الذي هو جزء من 
«آجدادنا اللاتينيين»: على حد تعبير البشير بن سلامة. 


(vo)‏ يملا ل الطاهر لبيب في مقال (Identité et expression en Tunisie‏ المفاهيم الستخدمة في الخطاب 
السياسي التونسي في فهمه لمسألة الهوية في تونس ومقوّمات ما سمي بالشخصية التونسية» انظر : محمد كرو) 
محاضرات ملتقى الذاتية الثقافية والضمير القومی. سلسلة علم الاجتماع (تونس: مركز الدراسات والأبحاث 
للجامحة التونسية» ¥0( ص RL‏ 

AU المصدر نقسه ص‎ (YU 

: الطاهر لبيب» «المغرب العربي بين وحدة الخصوصية وخصوصية الوحدة ) ورقة قدمت إلى‎ (YY) 
ص الى‎ ,2) ١ وحدة الغرب العربي (ندوة) (بیروت : مرکز دراسات الوحدة العربية» /إلى ة‎ 

۰.۱۵۷ بن سلامةء اللغة العربية ومشاکل الكتابة. ص‎ (YA) 


۱1 


ET CP ۳‏ فالأمير اليربري MARY TEE‏ 
ازات كما عفر في اشطات اس اسي المورقيبي. فلا يكتفي المسمى 

TS ۱‏ اره في تسمية *النهج» بل آیضاً في تسمية الشارع. ومعلوم أن إطلاق 

سم على الشاب عوضاً عن الهج هر معياز مفاضلة وتبجيل وعلامة دالة على ما 

Le‏ به هذا CAR‏ امن مكانة ووزن لدى المسمي. PTE‏ هذه الخطوة ة نوع من 

الولاء لهذا mA‏ ! واعتراف بجليل آعماله لكن في ذلك Last‏ رغبة فى الانتماء 

وتعريف للذات. 

- الانتماء ای 

۹ ا بمعناها القطري» حتی a‏ كانت EEA an‏ كنا هو الشأن في 


مثال عبد Lad‏ د بن بادیس » الذي هو من بين الأعلام الجزائرية النادرة datali‏ 
Ai E‏ 


تبدو أعلام المغرب الأقصى أكثر بروزاً في النصٌ من الأعلام الجزائريةء 
بمكانة متميّزة» إذ يسند إلى هذا A‏ شارعان أصبح آحدهما يمثّل مغلماً من 
امعام الطريق) التونسبة » لا تساعه وكثرة استعماله وتداوله ب بج ا فهو من 
بين الأعلام الذين يعتبرهم بورقيبة زعماء» مثل النحاس LL‏ وکمال آتاتورك. 
النظرة إلى الاستقلال. والموقف من مسألة المغرب العربي» وقبول مبدأ التفاوض 
مع فرنسا. 

Li‏ الأعلام الجزائريّونء فهم ممتّلون خاصّة في «الأمير عبد القادر 
امزاثري» وأعلام أخرى لا ترد إلا مرّة واحدة في النص» على Of‏ نص المدونة 
لا يتحاشى اعتماد الأماكن الجغرافية الجزائرية وتكرارهاء كما في مثل 
اوهران»» OÙ‏ الجغرافيا لا تثير من الانحياز وقابلية التأويل ما تثيره تسميات 
الأعلام» بما قد تفصح عنه من دلالة ومعن وعمق تاريخي» ما قد يعني ol‏ 
العلاقات التونسية الحزائرية يحدّدها بدرجة أولى الامتداد الجغرافي ا 
يحكمها ون الحضاري E‏ 


۱5۷ 


- الانتماء العربي 


یمد البعد العري في الشارع التونسي؛ ویتراجع+ حسب الفترات الزمنية. 
فالقرن السادس ميلادي - الأوّل للهجرة - هو آکثر القرون إنتاجاً للتسمية» يليه 
مباشرة القرن العاشر الميلادي» أي الرّابع للهجرة» لیتراجم بعد ذلك حضور 
الرجعية العربية في الشارع التونسي إلى أقصاهاء بدءا من القرن الثاني عشر إلى 
القرن السابع عشر الیلادیین؛ وهي الفترة التي عرفت عند العرب بعصور 
الانحطاط . 


ll صاحت بین الشارع التونسي و بعده العربي » منها تراجع‎ ke عوامل‎ à 
يعد یشکل خطورة على الزات ذات الایدیولوجیات‎ d القومى العربي الذي‎ 
. ۷۰ الناصر عام‎ Le Jle القطرية » خاصة بعل وفاة‎ 


لا يستحضر الشارع التونسي إلا نادراً زعماء التحرّر العربيء فلا يتذكر 
النصّ بعض الزعامات العربية. ومن ثمّة يمكن الاستنتاج OÙ‏ حركات التحرّر هي 
التی فسمت التسمية فی انجاه تأکید اخصوصية. وحتی هذه الزعامات التی یعترف 
ا الشارعء 55 بعدها الحدالي» فهي موجودة كنوع ee‏ الاوك AL‏ 
لفكرة كانت مصدر توتر واختلاف» فأصبحت بعد توهّجها فكرة مسالمة فقدت 
بريقها وخطورتها السياسية. أو Gi‏ أضحت بداهة لا تثير من المخاوف والجدال ما 
كانت تحدثه في السابق. فلا ضرر من استحضارها الآن بعد أن عکنت الدولة 
الوطنية الناشئة من تدعيم آرکانها وتثبيت أسسها. 

ET‏ التسمية الا بعد وفاته عام ۰ بینما 
تولت el‏ كلثوم بنفسها تدشين النهج الذي يحمل اسمهاء إثر زيارتها لتونس عام 
۸ وهي بذلك 5 a‏ وتعتمد في التسمية وهي ما 
تزال على قيد الحياة. لقد كان بورقيبة واعياً بأهمية التسمية في الأنبج والشوارع؛ 
فيتدخل باقتراح أسماء وحذف آخری لذلك كانت المجالس البلدية تراعي مزاجه 
واختياره» فغيّيت التسمية البعد العربي» خاصّة خلال الفترات الأولى لنشأة الدولة 
ler ren‏ لات 





Jle محضر جلسة اجتماع ا مجلس البلدي المؤرخ في ۲۸ أيلول/ سبتمبر ۰۱۹۷۰ أي إثر وفاة‎ ) ١ 
عبد الناصر بأربع عشرة سنة.‎ 


10A 


€ الآخرون 

تنظر الجغرافية التونسية إلى «الآخر؛ نظرة اختلافية؛ ففي حين ينغلق عليه 

ر المدينة Le aa‏ في داخلها من مج ورات تستنكف عن استيعاب الاسم 
1 و ire‏ ۰ مكتفية op Lib‏ اباب البحراء تلك المدينة التي شيّدت 
زمن . الاستعمار یی( ۰ ینفتح عل مصراعیه لتقبل رموز الثقاقة الغربية اساسا 
والأوروبية الشرقية في وی تان و ر انس کس مما بان (بات البحرا كان 
Ces‏ اة الاستعمارية اباب «lis .(Porte de France) ss‏ 
الانفتاح على الغرب هو الطلوب في نباية الأمرء وهذا حصراً فى فضاء باب 
البحر انفتاح على فرنساء أو على الأقل انفتاح تحدده الوجهة الفرنسية. فبصرف 
النظر عن تسميات المدن والبلدان» OP‏ الأعلام الحاضرة في الشارع هي بدرجة 
dal‏ فرنسية. . وختل 0 الأدس ا yl‏ الأكبر» leu‏ من القرن الثامن 
عشرء مثل روسو وفولتير. وتظل أبرز الرموز السياسية الفرنسية التي ثبّتها الشارع 
التونسي e‏ ورسخها الاستعمان هي شارل دي غول» ومتدیس فرانس › وذلك 
لاعتارات تاره معر و „AB‏ 

إن تمثيل محتلف بلدان العام وختلف الثقافات في التسمية» يعطي 
الانطباع بقدرة الهوية الوطنية على استيعاب كل الهويّات والثقافات الأخرى» 

كثافة احضور الفرنسى وهامشية الثقافات والجغرافيات العالمية الأخرى فى 
نض التسميةء يبين أن الانفتاح على الآخر له حدود تكاد تنحصر في ما خلفه 
الستعمر ارس من Los cihly‏ يضيى حضور ما else‏ فيطل الشارع على 
الآخر غير الفرنسي من منافذ ضيّقة تنحصر في غلم واحد أو اثنين على 
الأقصى. 

خامسا: سياقية السمية 
قرأ هنا الشارع قراءة دياكرونية تربط بين نوعية معينة من التسمية ومراحل 
كانت المدينة | لعتيقة خالبه من J|‏ لتسممات المكتوبة. ولكنّها مع ذلك كانت 


تسمی. كل مكان فيها Les‏ اسماً متعارفاً عليه» ومتداولا بين الناس. توجد 
الظاهرة. فتوجد التسمية التي تقترن بها. فالناس هم الذين يسمّون أمكنتهم 


15 


حسب الاستعمال ودون وساطة. وهو ما يعني أن التسمية كان عندها مضمون 
أكثر مياشرة» وأكثر ارتباطاً عضوياً بحياة الناس وبظروفهم الاجتماعية. بهذا 
يمكن اعتبار التسمية في المدينة العتيقة مسألة اجتماعية» EN‏ نابعة من الحس 
اليومي» ومن الواقع الاجتماعي والتاريخي للمدينة العتيقة. وعلينا أن نتذكّر أن 
لخه الذينة بما فیها من تسميات متداولة هی MN.‏ ارث ورفنه .من عفر 
سابق: تکتها اميت فی اشاضن: كنا کانت في الاضی. فهن لعة مت 
بطابع الاستقرار» ولیس ذلك راجعاً إلى كونها ترزح تحت جود الجموعة؛ بل 
نا أريد لها أن تبقى شاهداً على تاريخ المدينة» وتمثّل ذاكرتها: «باب العلوج؛ 
مثلء تسمية تعود إلى العهد الحفصي» وكان هذا الباب يفتح على حي الرتزقة 
من المسيحيين خدمة للأسرة الحاكمة. ویستمد مج سيدي بن عروس تسميته من 
المسجد الذي ينسب إلى التصوف «سيدي بن عروس» مؤسّس الطريقة العروسية 
أحد تفرعات الطريقة الشاذلية . 


تبدو تسمية الدینة )605 فی علاقة متيقّنة بالئاس الذین آنتجوها. ما يوكذ 
La Las‏ الشعبي. فهي متصلة بوافعهم ومرتبطة ببنية تفكيرهم ومعتقداتهم. dig‏ 
Gb‏ متن التسمية فيها بقى مافظا على أبعاده الأساسية» ويمكن اختزاله فى ثلاثة 
متون: دينى قدسى» وآخر متصل بالحرف» وثالث تكون فيه الأصول الفئوية 
الاجتماعية آو اللاتينية متدرا من مصادر التسمية. 


أولى العلامات الدالة فى ما يتعلّق ذا البعد BES‏ حضور التسمیات ذات 
ار اله ي ار ON‏ و ون ار ارفا سا 
إذ یمک il‏ عل داف د راد رشقي إن عي ا Ge‏ او لات 
E SU Nils Le sel eu‏ 
SS‏ اعلب الزروافاتو هه زا یام des‏ 
سويقة» والباب الجديدء ON‏ الارباض هی الفضاء الشعبى للمدينة» تستوعب 
خاصة الفقراء والمهمّشين والنازحين والمقصيين (كاليهود مثلا)» تما قد يعني أن 
«أولياء المدينة» یمتلون ظاهرة دينية شعبية اقتضتها الضرورة الاجتماعية. فوجود 
الول في المدينة يبدو مرتبطاً بالحاجة الاجتماعية» كحاجة المقصيين إلى الحماية؛ 
وحاجة المدينة إلى حراسة روحية ضد عدو ممكن. والمدينة» بشكل عام تقع تحت 
حراسة الولي سيدي محرز الذي اشتهر بتسمية «سلطان الدینةا. وهي تسمية قد 


Ye 


ينهم منها ói‏ الشرعية الحقيقية كانت مجال بر ومنافسة بين السلطة السياسية 
۲۳ الروحية. الا GT‏ هذا لیس دائماً تاش وخاصة dl‏ الأول كانت bars‏ 
شرعيّتها من الدين. 

ينفي التن الدّيني» بما يحتويه من تسميات في المدينة العتيقة» JS‏ مرجمتة 
دينية ذات نزعة مشرقية. وغيابها قد يبرّر ما كان قائماً من صراع ومنافسة بين 
علماء الزيتونة والازهر . 


البعد الحرّفى 

الجرّف هي الصدر الثاني من مصادر التسمية في الدينة العتيقة» ولکل منها 
سوق خاص بهاء وتتوژع في دواثر وفق نظام تراتبي تحتل فيه الدّائرة الأولى مکانة 
مركزية. وکلما توسّعت المدينة» وابتعدت عن الذاثرة النواف كان ذلك موشراً على 
ترتیب اذى في ۱ السلمية اللاجتماعية. ٠‏ وواضح أن نواة اا 
الأكبر الذي هو جامع الزیتونه وهو في حد ذاته يأخذ شكل الذائرة المغلقة. 
كنبا مفتوحة من الأعل لتطل عل السماء. 
ففي وسط الدينة تتجمّع الحرف الرفيعة فقط» تحيط بها الأسواق والصّناعات 
الأقل رفعة. Di‏ في أطراف الدينة» فتوجد الأسواق التی تنجرٌ عن صناعتها 
آرساخ وروائح igs‏ وضجیج من شأنه أن يِل براحة السکان» کسوق الحدّادين 
قرب باب hatl‏ وسوق الصباغين قرب باب سو La‏ 


ج - البعد الفئوي الإثني 

تبدو تسميات المدينة العتيقة غير بريئة إذا ما ارتبطت بالفئوي أو الإثني» 
رخرجت عن البعدین الدینی آو ea dt‏ فلا تسمی لا انات إذا cales‏ 
التسمية بما هو إثنى. فترد di‏ «الوصفان؟ إقارة ال سوه وی نصا یه 
العلوج» إشارة إلى الأقلية البیضاء. وأکثر الاقلیات تمثيلاً هي الأقلية اليهودية : 
القرانة» والغريبة «bb all; «(La Synagogue)‏ وبرانس. ومن LA‏ ملاحظة OÙ‏ 
À out)‏ تصبح حاملة لدلالة إقصائية ولمعان عنصرية Hal‏ إذا ما ارتبطت 





(۳۰) سليمان مصطفی زبيس» حول مدينة تونس العتيقة؛ المعهد القومي للآثار والفنون» السلسلة 
الثالثة (تونس : وزارة الشؤون الثقافية» ۰۱۹۸۱ ص ۰۱۳ 


۱۹۱ 


بالأقلية» فعوضاً عن السود يختار السمي لفظة «الوصفان»» Loges‏ عن البيض 
تستعمل لفظة (العلوج". 1 

بلاحظ جاك ماهو في مقال حول: «العنصرية: منطق الإقصاء العام) أن : 
«أصناف الأقليات هي التي CEE‏ للتسمية والمناداة» على خلاف ردیفها 
التکمیل الذي لا یسمی. على هذا النحو نسمي: Jubi‏ و(السودا, 
و«النساء»۰ و«الأجانب)» واالیهود»» واالصفر؛ ولا نسمی LSID‏ 
واالبیض!۰ و7المسيحيّين)»» A‏ : 


- لغة العمار فى المدينة العتيقة 


سم فنّ العمار في المدينة العتيقة بشكله الدّائري تنضيداً اجتماعيّاً واضحاً 
تدعمه اللغة المكتوبة والمنطوقة في الوقت نفسه. توجد علاقة» إذن» بين التسمية 
والهندسة المعمارية للمدينة. وما تزال المدينة وفضاءاتها تشتمل على بعد تفاضل لمن 
کانوا يمثلون ماقا LI‏ الدینف. مثل «دار LALJI‏ وااخکام» رك 
الباي». تترادف هذه التسميات مع عبارات عديدة يتداولها الناس تدافع عن المكانة 
الاجتماعية المتميّرة ل (البلدیة» انطلاقا من موقعها في as Mi‏ 


إن التنظيم المعماري للمدينة Les‏ ليستجيب لبناء اجتماعي تراتبي يبجل 
«الأصيل» ويقصي «الذخیل!. والأصيل وفق التنظيم الهندسي للمدينة هو «البلدي! 
«(Le Citadin)‏ أما الهمل» فهو ما عدا لك إذ لا és ee‏ مع 
الأعزب الذي لا مكانة له داخل هذا النسق» والمهمل أيضاً هو الوافد من خارج 
أسوار الدينة. فسور المدينة في حذ ذاته دال على الفصل بين الأصيل والذخیل. 

الدينة تبني البشر الذین یعیشون فیها فیصبحون بدورهم فضاء دالا 
بتقالیدهم في اللباس وبأذواقهم وقیمهم ومعاملاتهه”'". اما خطاب یمثل لغة 
بحق. فالدينة تتحدّث إلى آهلها. ویتحدّث آهلها عنها. يقول رولان بارت: 
«المدينة تخاطب Ltée‏ وهم يخاطيونبا. هي الدينة التي یتواجدون فيهاء 
وستاطة عبر سکنها وعبورها والنظر Cut‏ فن المعمار في المدينة العتيقة هو 


(NV)‏ جاك ماه (العنصرية: منطلق الاقصاء العام»» ورقة قدمت إلى : صورة الآخر: العربي ناظراً 
ومنظوراً إليه (ندوة)» تحرير الطاهر لبيب (بیروت : : مرکز دراسات الو حدة العر بیف 1444(« ص „AT‏ 
)¥( 


TY ص‎ Tu المصدر‎ 7 


Roland Barthes, L'Aventure sémiologique (Paris: Seuil, 1985), p- 261 


11۲ 


بدوره خطاب یتضمن لخة» فالتوزيع الداثري لأسواق المدينة» إلى جانب نظامه 
الترانبي » پنبی عن عقلية محافظة 0 على ذاتها. فالزاثر» مثلاء | الذي à‏ يألف 
متاهات الدینة» يحرج من نقطة ویتوغل في فضائهاء لوحك us‏ يعد" مد ول 

عاد إليها. نبا عود على بدء إلى الاضي الذي يحدد ميزة المدينة» | التي تستمد 
خصوصيتها من مرجعيتها التاریخيه» صراع دائم ضد النسیان. حسب عبارة جان 
دش ® (Jean Duvignaud)‏ . توجد في المدينة هذه المسالك à Hat‏ التي 
لا تقضي إلى شيء آخر غير نقطة البدی لكنها تتضمن علامة ee‏ 
cuil‏ فتوهم زائرها الخارج عن نسيجها بأنّه في الدّاخل» لكن هذا الدّاخل 
0 خارج المدينة. الزاثر يصاب بخيبة الأمل فبات الدخول لا sg‏ 

لا إلى باب À‏ 23 . وبين هذا وذاك» لا تعرض المدينة إلا تجارتها. اما تكاد 
0 فالانتقال من نقطة الدخول à‏ عة جروج ما هر إلا 
نتفال بين آسواق تجارية» ویفی ما عدا ذلك. OY‏ العمار هيّأه على نحو فضاء 
و 

إن الدخول إلى الاسواق هو دخول إلى فضاء معماري مغلق» هو دخول 
جزني لا یتعذاه إلى حياة الدينة بسکنها وحرماتها. لذلك» OP‏ استراتيجية الفتح 
والغلق تکشف عن نمط حياة. هناك نمط من الحياة الاجتماعية؛ ومن العلاقات 
التي ثبنی انطلاقاً من استراتيجية العمان المتمثلة خاصة في شبكة الفتح والغلق 
والترابطات الدقيقة بين المفاصل الکونة للمدينة العتيقة. 


٠‏ يبدو فصل الأسواق عن السكان في حد ذاته نوعاً من التحصين الاجتماعي 
ضد أي دخيل عن جسم الدينة. وھا بدن چا لن e‏ 
إل الذاخل بقدر ما يفضي بسالكه إلى الخارج» وتسمياتها تدعم هذه الفرضيّة 
نوحي به من نزعة تشخیص للفضاء ءات والأممج والممرّات م 
ساكنهاء وما تزال إلى الآن كذلك: دار الباشاء دار بن عاشور» نبج الباشا. 


ماذا تبقی من هذه المديئة؟ مدينة اليوم هي مدينة فارغةء فارغة من المعنى 
GY‏ فقدت جوهرها اخقيقي؛ وهو الدة. إا مدينة الصفائح”* "© > ES‏ رغم 


| یس مرس ی‎ 
Jean Duvignaud, Lieux et non lieux (Paris: Galilée, 1977), p. 51. Yo 
Abdelwahab Bouhdiba, «Durée et changement dans la ville arabe,» papier présenté à: La (Fo) 
Ville arabe dans l'Islam:Histoire et mutations: Actes du 2°" colloque de l'A.T.P. espaces socio-culturels et 


croissance dans le monde arabe, Carthage-Amilcar 12-18 mars 1979, sous la dir. de Abdelwahab 
Bouhdiba et Dominique Chevallier (Tunis: Impr. Al Asria, 1982), p. 23. 


1 


كل هذاء ظلت تحافظ على وظيفتين» إذ هي مدينة تاريخية وتجارية. Gl‏ مدينة 
AU‏ فالقصبة تذکر بسيطرة الوخدین» وجامع الزيتونة يشير إلى بدايات 
الفتح الإسلامي» ويرسم مشهداً (ie‏ من حسان بن النعمان ال عبيد الله بن 
الحبحاب» إلى إبراهيم بن الأغلب» إلى أمراء الشيعة في المهدية. وتحيل ا 
إلى العهد الحفصي › سليل الأغالبة والفاطميين والصنهاجيين. هکذا تتقاطع 
الشاهد التاريخية من خلال نمط المعمار» كما في التقاطع بين نهج القصبة pre‏ 
سيدي بن عروس. فعلى اليسار مغ تس مانا Lala‏ ال ا 
حفصيّاء وبالقرب من هذه الفضاءات التاريخية تظهر منارة الزیتونة تجاورها 
منارة حمودة باشا ذات النمط العثماني. البعد الثاني الذي لم يفقد وظيفته هو البعد 
التجاري لهذه المدينة» ما مدينة لا تفتح إلا أسواقهاء وتعرض سلعا موجهة إلى 
السَائح الغربي بالأساس . 


۳ - تطوّر اله Lou)‏ 


ن کانت التسمية فی الدينة العتيقة وليدة الاستعمال» ومرتبطة عضوي 
بالمسمّى» GB‏ مع بداية العهد الاستعماري انفصلت عن الأحداث. 0 
اليومية. E ve vu‏ والسمی للك داز 7 
نوعية في علاقة الناس بتسمياتهم للأشياء ve‏ لهاء ولعله موشر انفصال 
بين الدولة والمجتمع . 
التواصل مع الثقافة الفرنسية» ویستمد صوره ومرجعيّاته من هذه الثقافة. وبما OÍ‏ 
المدينة العتيقة لا يمكنها أن تستوعب ما هو «خفي الاسم» «(L'Anonymat)‏ فقد 
تکونت مدینه جديدة خارجة عن أسوار المدينة مع بداية الحضور الغربي في 
تونس» التي آصبحت منفتحة على التأثیرات الفرنسية بالفصوص» یطلق le‏ 
بول (Paul Sebag) bhe‏ تسمية «تونس الحديثة) ". تبدأ هذه الدينة من «باب 
البحر؛ أو «باب فرنسا" حسب التسمية الفرنسية. یربط هذا الباب بين ge‏ جامع 
الزیتونه» من جهة» واجول فيري» من جهة آخری» ووضعت فرنسا بين 


Paul Sebag, Tunis, Histoire d'une ville, histoire et perspectives méditerranéennes (Paris: (TY 


L'Harmattan, 1998). 


۱۹ 


الاتماهات» حتی إن المرور من هذا وذاك لا بد من أن يكون عبر فرنسا أو عبر 
«طقوس opel‏ حسب التسمية الأنثروبولوجية. à].‏ قوس Ole‏ فيه دلالة تنب 
عن بداية عهد سیشهد احتلالاً فرنسياً لتونس یمتد علی ما یقارب القرن من الزمن. 


كان الهاجس الاساسي بعيد الاستقّلال هو «تونسة" التسمیف مع مراعا 
نثبيت الاختيارات البورقيبية عبر رموز الحزب ار الدستوري اديب انين 
نامضوا «الأمانة العامة» وانسحبوا من المكتب السياسي. فأصبح الشارع حيتئذ 
لق ناسنا للإقصاء والتثبيت. 


فرضت التسمیات غ جود من الرجعیات ۸ يكن سائداً قبل ذلك 
DEN CE ju‏ أعلام الحركات الاجتماعية الستقلة عن السلطة أو الناهضة لها 
مثل فرحات حشاد» es‏ بن غذاهم. وهو نمط آخر من التسميات فرضته 
خصوصية هذه الفترة التي اتسمت بنزعة اشتراكية مست معظم دول العالم بشكل 
أو باخر» بما في ذلك تونس» فتعتمد باتريس لومومباء ويعتمد لينين في تسمية 
الاج والشوارع. وهي رموز تبيحها طبيعة المرحلة التي راهنت على «اشتراكية 
وطنية؟. 

تکلفت النزعة الاسلامية في التسمیة. funds‏ في فترة السبعینیات. وقد 
بدت متلائمة مم الفضاءات السكنية Ant‏ ولئن وجد لدی الديني في مارساته 
الشعبية ملاذاً للفئات الاجتماعية الهِمَشة أو الفقيرة فى المدينة العتيقة» db‏ هذا 
لد بش E‏ تلا شاه A‏ شن يقل ناوات 
ااا تقو شیر عا ال امه اروت Les‏ اده ات الول 
توا تناکا هه لحب امنا ی ارو 
الوظفين» وأصحاب رژوس الأموال. 


اتسمت مرحلة الثمانينيات في بدايتها بموجة التعریب؛ وفي ul‏ بعودة 
القصيين. فقد كانت «القضية اللغوية في تونس» في بداية الثمانينيات عثل أهم 
الحاور الفكرية التی تدغمت بالوقف الرسمی الداعى إل التعریب. وهي دعوة 
ذرائعية نفعية فرضتها الحاجة إلى استقطاب رؤوس الاموال العربية» اخليجية منها 
باخصوص. فهو يبدو تعريباً وليد الحاجة» ولیس خياراً حضاریا. وقد شهدت 
أواخر الثمانينيات وبداية الجمهورية الثانية في تونس عودة المقصيين من التسمية 
من آمثال صالح بن يوسف» والشيخ عبد العزيز الثعالبي» ويوسف الرويسي› 


1 10 


رافق فترة التسعینیات امتداد لفضاء جدید هو «البحیرة! الذي بدت فیه 
التسمية الإشهارية Le‏ لثقافة العولمة بما هو تجاوز للأشكال الثقافية الحلية 
والوطنية نحو (بنية ثقافية عولية علیا". حسب عبارة صادق جلال T bal‏ 
فقد ظهرت في البحيرة مرجعیات جديدة لم بعهدها الشارع التونسي من قبیل : 
ميامي وماك i:‏ ونوکیو (Nokio)‏ ومنتي کارلو. ثمة جدول جدید من التسمیات 
قيد الصنع والتبلور بدأت تستوعبه الفضاءات التجارية الجديدة الكبرى» يتجاوز 
الحلي الذي يخاطب جمهوراً بعينه لينتقي الأشكال الثقافية الأعم والأوسع والأكثر 
À LES‏ 


سادساً: اللغة والتراتب الاجتماعى 


يقترن «خفاء الاسم» في تسمية الشوارع التونسية بالشعبي. هذه المعاينة 
السوسيولوجية بدت ظاهرة سائدة. فما هو شعبي لا یسمی عادة» ومقابل هذا 
يوجد حرص خاص على تسمية الأحياء الحديثة بأعلام معروفة بمكانتها المتميزة 
في مجال تخصّصهاء من قبيل: نهج الزخشري» mes‏ ابن منظور. UÍ‏ الفضاءات 
الشعبية» فیقتصر فيها على نعت فضاءاتها بالترقيم والرّقم؛ وهو ألصق بالشارع 
أكثر منه بالبشر. إن توزيع اللغة في الشارع التونسي یتوقف على القام 
الاجتماعي لسكن فضاء ما. LG‏ التسميات وردت لتصف مقاماً أو تقرّ واقعا 
اجتماعياً. pa‏ 5 العلم ورمزيته ومكانته هي التي حدد توزيعه في فضاء اجتماعي 
معين سیصیح lei‏ من تعريف سكان هذا الفضاء الذين سيحملونه في بطاقات 
ا 

التسمية رأس مال يستثمر من قبل حامليه لتأكيد المكانة الاجتماعية 
ولائبات التفوّق الاجتماعي لفرد أو لفئة» أو هي على الأقل عامل مساعد على 
ذلك لكنيا Lite‏ 035ك» فق دل عل tes‏ او ی عل 
هامشيّته الاجتماعية» كالتعريف بالترقيم» ما يعني Li‏ في حد ذاتهاء تقدير 
للقمة الاجتماعية للمسمی. 

يبدو توزیع التسمیات في الشارع» إذن» توزیعاً فئويّاً banas‏ یتوقف على 


(۳۷) صادق جلال العظم» «وجهة نظر : ثقافة وعولة » الفکر العربي العاصر العددان ۱۱۱-۱۱۰ 
(صیف ۹٩‏ ) ص ET YA‏ 


11 


الستوی المعيشي للمجموعة موضوع التسمية» فكما تتطلب الأحياء ei‏ تین 
T‏ بنية تحتية متينة» فان هذه التانة تکتمل بتسمیات تتجانس معها. اا الاحیاء 
الشعبیة» فهي دون ذلك اد تبدو فيها التسمية بذخا في غير سياقه. 
هذا الفرز للأسماء الأعلام وتخصیص اعتمادها في الفضاءات الحديثة» 
يعنى il‏ معلومة لدى سكان هذه الفضاءات» ls‏ الأكثر قدرة على استيعاب 
T e‏ ره 
المكانة الاجتماعية لهذه المجموعة. 


يلاحظ مارسيل كوهين في هذا المعنى نفسه Of‏ اعتماد الأسماء الأعلام في 
الدن الكبرى» مثل «فیکتور هیغو» لا يعني بالضرورة معرفة سکانها باعماله 
الأدبيةء بل إِنْ ذلك قد يشير إلى ظروف اجتماعية مختلفة Vie perd id‏ 


م O)‏ التسمية بعد إقرارها في فضاءات معيّنة: طرقات وشوارع ومرکبات 
تجارية» لن تصبح أداة تعريف فقط. بل ستستخدم Laf‏ كأداة تواصل بين 
الناس» وتستعمل اجتماعياً في الوصف أو التعامل التجاري. هناك تسميات 
أصبحت «معالم في الطريق» التونسية» وتمكنت من اختراق الأذمان لا بمعناها 
الحاف. بل بامحائیتها الاجتماعية (Connotation sociale)‏ . والأحياء الحديثة هی 
الأكثر إنتاجاً لهذه المعالم: «Centre X»‏ وشارع محمد الخامس» وشارع باريس» 


.«Le Palmarium»s ««Le Colysée» و‎ 


فالأحياء الحديثة هي الأكثر قدرة على فرض سوقها اللغوية» لأا أيضاً 
الاکثر قدرة علی منحها بعر cage LE‏ مع بیار ردو أن التسمية ترتبط 
بالظروف الاجتماعية التي أوحت Ve‏ 

تساهم الفئات الاجتماعية التي تسكن الفضاءات الشعبية الأكثر فقراً في 
احتجاب تسمياتها وعوها من التداول» فتتجتب (فشاء تسمية اي الذي تنتسب 

: الملاسين» وحي بومياء والزهروني» والحبل الأحمرء وتدسب نفسها إلى 
3 المجاور. هناك تنضيد اجتماعي للفضاء ء ينجر عنه إخفاء التسمية والتتكر لها 
أو التفاخر بالانتساب إليها. 





Marcel Cohen, Pour une sociologie du langage, sciences d’aujourd’hui (Paris: Albin Michel, (YA) 
1956), p. 236. 


Bourdieu, Ce Que parier veut dire: L'Economie des échanges linguistiques, p. 104. (۳۹) 


۱۷ 


إن الأوضاع الاجتماعية في الفضاءات التونسية قد تنزع من العلم علميته إذا 
اقترن بالفضاءات المشبوهة أو الفقيرة أو الشعبية» كما في مثال «سيدي عبد الله 
قش»» الولي الصالح الذي محظر التداول باسمه لوجود «محل لخناء؟ في النهج 
الذي يحمل اسمه. 


نشيه هذه المعاينة ما رصده ya 5 LS‏ ستر وس في كتابه : المداران الحزيئان 
(Tristes Tropiques)‏ الذي درس في جزء منه أنماط الحياة العائلية والا جتماعية 


لهنود «النمبیکوارا» (Nambikwara)‏ التی من الفید آن نتوثف عندها. 


فالنمبیکوارا هي جموعة من الهنود الرخل الأكثر بدائية في العام. ویتفطن 
کلود ليفي ستروس آثناء معاینته الائنولوجية لها أن استعمال الاسم العلم لدي 
ممنوع لتعریف الاشخاص الذین یستعیرون في مناداة بعضهم البعض تسمیات 
آخری» كالأسماء البرتخالية. لقد اکتشف ستروس هذه الظاهرة من خلال لعبة 
الوشاية التي قت بين صغیرتین آرادت كل منهما أن تنتقم من الأخرى de‏ سر 
الاسم الخقي لکلتیهما آمام کلود ليفي ستروس. يتنبّه جاك دریدا إلى أن تلك 
الاستباحة» وذلك الکشف. لا یقتضیان اکتشاف «آسماء العلم»» بل یقتضیان 
مزیق النقاب الذي يخفي تصنيفاً وانتما كما يخفي الانخراط ضمن نظام 
اختلافات لغوية s oi.‏ . فما كانت قبيلة النمبیکوارا Lil aus‏ هو 
نظام من الاختلافات ومن التصنيفات. 


في الفكر التوخش يدعم كلود ليفي ستروس فكرة Of‏ الغاية من التسمية 
ليست مجرّد التعریف» بل انا نسمّي لنصنف الآخر. يقول ستروس : «نحن إزاء 
نوعین متقابلین من الاسماء الاعلام بینهما سلسلة کاملة من الوسائط. ففي حالهة 
الاسم نجد آنفستا بإزاء علامة تعيين تؤكد بتطبیقها قاعدة ماء انتماء الفرد الذي 
شین إل db"‏ وهو في حالة آخری إبداع للفرد الذي يسمّى» 
والذي یعبر بواسطة الذي يسمّى عن حالة انتقالية لذاتيته الخاصة. لكن هل يمكن 
أن انس اق عله لجال ار قلک ؟ ريقو آذ الم لا علو Ca ere‏ تسین 
Ni‏ بنسبته ال طبقة أو نمنحه اسماً مكانياً يسمح له بتعريف ذاته بذاته: 
نحن» إذن» لا نسمّي مطلقاًء بل نصتف EVENT‏ 


Claude Lévi-Strauss, Tristes tropiques, terre humaine (Paris: Plon, 1955), pp. 285-361. (£+) 
۰.۳۲۷ ۲۲۲۱ المصدر نقسه» ص‎ )۱( 


۱۹۸ 


في الشارع التونسي» أيضاء هناك تصنيف للتسمية؛ وفق نسق ترتبي 
Lie,‏ الاوضاع الاجتماعية: انتقال من 3 E el al‏ 0 
اللامسمی» ومن خفي الاسم إلى معلوم الاسم. 


سابعاً: إيحائيات التسمية 


بتحرك الاسم ویتجوّل وحركة الجولان رهينة الاستعمال الاجتماعی له 
فيفقد فى أذهان الناس دلالته الأصلية الأولى» إذ قلما أفضت القابلة حين التساؤل 
عن دلالة الاسم إلى معناه الاوّل» بل Ó‏ الاسم يتجوّل في الفضاءء وفي 
tas‏ ويشبع بمعنى» يتوافق مع الرحلة الراهنةء ومع اللحظة الثقافية 
والاجتماعية. وتختلف درجة امحائیته باختلاف الفضاءات الاجتماعية. 


١‏ التمثل «الشعبي» للتسمية 

الحديث عن الاسم هو في نهاية الأمر حديث عن المسمّى. وفي هذا السياق» 
يحملنا الاسم إلى التمثلات؛ تمثلات الفضاء في أذهان الفاعلين الاجتماعيين. 
تندرج العلاقات الإنسانية والاجتماعية في سياقات التسمية والفضاءات التي تنشأ 
فيها. Lel‏ وسائط ذهنبه وثقافية تا علاقات الناس في ما بينهم. SR de‏ ال 
هذا AH‏ أو ذاك» في al esse‏ تحديدها. فالفضاءات بتسمياتهاء تحمل del‏ 
رمزية ثقافية صنعها الفاعلون» وأصبحوا يتحرّكون فيهاء ويتعاملون من خلالها 
ومعلتون فیها. Lel‏ نسيج رمزي أشبه ب «نسيج يج العنكبوت» لا يستطيع أحد أن 
تفلت ES de‏ نسيج واسع مترامي ار لأنّ کل فضاء فيه محمل اسم 
يشبع بمعان تلفة باختلاف bel Vol‏ التي تتناقله في ما بينهاء وتتداوله 
في خطابها. فقرطاج مثلاً في تمثلات الناس» مرادفة للحكم والسلطة» ولا تشير 
إلى تلك المدينة التاريخية التي فرضت نفسها بقوّة على رأس العالم البوني؛ تلك 
«المدينة الجديدة» التي أنشئت على الساحل الشرقي لأفريقيا الشمالية» وانبارت 
تحت ضربات الغازي الروماني. وهي Lai‏ «القفا» الآخر من التاريخ الذي حجبته 
Le‏ حضارة العرب المسلمين. 

قرطاج حصراً هي عليسة البربرية (عند شيخ جاوز السبعين). اما Last‏ 
اقصر قرطاج». وشارع قرطاج في «المدينة امحدیثة! يسير في الاتجاه العاکس 
الژدي إلى قرطاح ولکنه يمتد طولاً لیتواصل مع «شارع باریس. 

سيدي محرز في (قلب» باب سويقة من التسمیات التي یتمئلها الناس 


۱ ۲ ۵ 


43 اتفاقية خاصة داخل المدينة ال نه «سلطان المدينةاء حامى ا 
والمحتاجين و«ناصر المظلومين» یتحدی الزمن بسلطانه الدائم» رغم 0 سبعة 
قرون على وفاته. فالولي في أذهان الناس» لا تنتهي كراماته وقدرته على خدمة 
أتباعه بوفاته. فهو «ملك الدوام» وحمايته تخرج عن الزمن. El‏ حضور مادي 
وغيبي في الوقت ذاته. والولي حاضر بقوة إلى حد يجعلنا نلجأ إليه باستمرار لحل 
مشاكل الحاضر. وفي مصر ما زال الناس يبعثون إلى الولي رسائل مضمونة 
الوصول تمكن زيارة «الولي الصالح» سيدي محرز زمن استعادة مشهد اجتماعى 
كان عدف في هذا آلکان تعس وو os dinde‏ أطباق مد 
الأكلة الشعبية التونسية» تتهافت عليها النساء والفتيات (بالخصوص) وسط زحام 
شديدء كل منهنّ تدفع الأخرىء لتنال ولو نزرا قلیلا» Las‏ وبركة. وقد 
تتعرّض الواحدة منهنّ إلى التعنيف داخل هذا الزحام. لكن العذاب جزء من 
الا HN‏ 


إن تجديد النسيج الحضري التقليدي واستبداله بأحياء جديدة هو عامل 
اغتراب ثقافى .(Dépaysement culturel)‏ وقد يفضى كذلك إلى حالة من 
الا ئقباضص والتشتج في هویه الفرد XCF aOR identitaire)‏ يعبر الناس عن هذه 
الحالة من الانقباض بالحسرة والحنين إلى الاضي. dl‏ سؤال يحمل وجعاً عن مصير 
المدينة القديمة بما كانت تحمله من رمزية التبادل والتفاعل» وبما آلت إليه من نفي 
للمجال «(Un non- lieu)‏ على حد تعبير جان دیفینیو «(Jean Duvignaud)‏ فتفقد 
الدينة خصوصياتها وأصالتها الثقافية في نظر الناس فكل شيء قد تبدل» حتّی 
إن الولي الصالح سيدي محرز فقد جزءاً من برکته» عند بعضهم وتحوّل مريدوه 
إلى ولي آخر. 


Y‏ التسمية فى الأدب 


لم تفرز المدينة» بما هي فضاء انتمائي» أدباً رفیع ما عدا بعض المحاولات 
النادرة التي بدأت تظهر مؤخراً لدى الفنانين التشكيليين» بالإضافة إلى بعض 
المحاولات السينمائية التي استلهمت من الفضاء التقليدي آعمالاً فنية من قبيل 
صمت القصور لفيدة التلاتلي وعصفور السطح لفرید بوغديز. واللافت للانتباه 





CET) 
(E) 


Bouhdiba, «Durée et changement dans la ville arabe,» p. 23. 


Duvignaud, Lieux et non lieux, p. 16. 


أن الأجانب عبّروا أكثر عن هذا الانتماء» فحولوا الشارع من خلال آعمالهم إلى 
فضاء > فيه رائحة وضجیج › كما عبر عن ذلك قدور بن نيترام في ما يسمع 
في نونس البیضاء. حيث يصف o‏ فضاء نشأته في شارع قرطاج عام 
۸ جعله یتحسّس حتى روائح المدينة 

و تالا عمال: لا دبیه والشتعورية الک تعر عن همه الارشاظ 
بالفضاء في تونس» فان الأدب الصري بدا Ga‏ متذا فى علافته بالفضاء. 
CA avt‏ آفرز آدباً فى مصرء آما في تونس فان الفضاء العماري بما 
هو فضاء اجتماعي لم يوح بأعمال أدبية وفنية» إلا نادراً. وقد د ذلك 
راجعاً إلى أصول النخبة الأدبية التي ليست لها روابط اجتماعية وثقافية فى 
امدينةء إذ هي عادة قروية. | 


أنتج البشير خريّف الدقلة في عراجينها*“› وهي رواية تستلهم أحداثها 
في dle‏ احرید في اخنوب التونسي الذي يقول عنه الكاتب: «غالب بلاد الله 
ریش اباب ns ais‏ وت ele‏ اع اقا وخ 
أهلهاء من یتخذها مرا أو مرحلة إلى غيرهاء فیأتون إليها من کل فع 
بالأسبات!. A]‏ بلاد احرید» فإنها ذ فى آخر نقطة في w phl‏ الغربي من البلاد 
التونسية » کمنزل ad ; E‏ حادة N‏ يصلها إلا من يقصدها chel‏ فلا مورد 
سوی النخلة» هذه الشجرة المباركة التي ai dns y‏ شجرة > es‏ وكم لها 
من شبه بالانسان" *. تدب الحياة فى الفضاء الذي يصفه خریّف» ویضفی عليه 
Le‏ ویعطیه رائحتی وینقل LUI‏ آصواته وضجیجه وحرکته. إن pal‏ ما في هذه 
الرواية»ء من وجهة نظر الطيب صالحء هي أا تقدم فضاء اجتماعیا» وتعرزف 
do‏ ثقافية» فهی عنده إضاءة فلية غير cisle‏ لإقليم من أقاليم العرب» ولعل 
هذا gai‏ ما فیها. 


إن ما لدینا من إنتاج أدبي آقصی الدينة في الغالب» کفضاء معماري» من 





Gaddour Ben Nitram, «Ce que l’on entend dans Tunis la Blanche,» ZBLA, vol. 4, no. 3 (4£)‏ 
(juillet 1941).‏ 
(E0)‏ البشير خريفء الدقلة في عراجينهاء تقديم الطيب cpl‏ > عیون معاصرة (تونس : دار الجنوب 
للنشر» 144°( ص YA‏ 
(ET)‏ محمد الختار جنّات» قنديل باب منارة: مجموعة قصص (تونس: سراس للنشر» AAE‏ 
ص ۲۱. 


اهتماماته. وحتى إذا حاول استحضارهاء فائه يحيد عنها في جوهره ليعود إلى 
القرية والريف. في قنديل باب منارة» ينطلق محمد المختار عبر جات من المدينة 
العتيقة ليجد نفسه یقارن بين مندیل باب منارة وقندیل الحضارة القبصية الذي 
لا یتمتع بنوره الا أحفاد احضارة التي آبدعته. فهو قندیل تونسي يؤدي دوره 
بأمانة في نفع ذريّة من صنعه بضوله. يستوحي المؤلف عنوان الرواية من مثل 
شعبي دارج» یستشهد به الحروم من خیرات قومه» وهو يرى الغریب یتمتع 
ها: «قنديل باب منارة ما يضوي OÙ‏ ع Ur.‏ قندیل باب منارة یمکن أن 
يكون رمزاً للمدينة العقوق السخيةء إزاء الغريب والكنود مع ذريتها. في هذا 
الثل الشعبي» أيضاً تعبيرة عن التهميش الاجتماعي» فكرة لعلها أساس الأعمال 
التي أنتجتها «جماعة تحت السور» والتسمية في حد ذاتها دلالة على الإقصاء 
ob‏ الاجتماعية. فهي iela‏ تقبع خلف سور المدينة» وليس داخلها. وما 
الأرض إلا ورم أحاط بالمدينة بعد اختناقها بمن هو دخيل على جسدها. لذلك 
كانت السخرية هي أسلوب هذه الجماعة في ما أنتجوا من أعمال أدبية. 
والسخرية شكل من أشكال التعبير عن العدمية. إن نقد «الجماعة4 ليس بالنقد 
التأسيسي» بل نقد ساخر من الدينة ومؤسساتهاء ومن التقاليدء ومن «الجمودا؛ 
شبيه فى منزعه بأدب (Rabelais) ably‏ فى فرتسا خلال القرن الخامس عش ON‏ 
لو إذنء أدب «جماعة تحت ya‏ ردّة فعل فنية على حالة الإقصاء 
الاجتماعي والثقافي جراء قسوة المدينة» وما عانوه من تهميش قطع حميمية 
العلاقة بين النخبة والفضاء. 


هناك الآن إرهاصات حسنٌ أدبي من إلى معاودة الذکری ذکری الارتباط 
الحالم بالمكان «الذي كواك «tels‏ على حد تعبير حسن نصر في روايته: دار 
الباشا. خلق الکاتب فی هذه الرواية ماهبا بين «مرتضى» و«دار الباشا»» أي 
بين الانسان والفضاءء ويبدأ بالفقرة التالية: «يتسلّل شارع الباشا الطویل؛ یصل 
بها باب بنات Le‏ إلى بطحاء رمضان باي شرقاًء ومنها إلى قصر القصبت 
فجامع الزيتونة» ختصر المسافة الفاصلة بين «الرّبط» وقلب المدينة النابض 
بالأسواق والحركة». ويضيف: «تدخل حتى دار الباشاء فتجد له نكهة خاصة» 





(4۷) أعمال EU‏ المسرحية تجسيد للنقد الساخر كما في أعماله Pantagruel; Gargantua‏ . 


(EA)‏ حسن نصرء دار الباشاء تقديم محمد القاضي» عيون معاصرة (تونس : دار الجنوب للنشر» 
(1۹۹E‏ ص ۰۳۷ 


۱۷ 


دما فيه من عطورات تنبعث من آعطافه ‏ ومن توابل قوية نفاذة تطوف عبر 
آرجانه: تسیر بين حنایاه ومنعطفاته» تطیل التأمّل بالرحاب احتفالية الالوان 
ns‏ الأضواء ا من ا صابع یدیه من عيون النوافذ المطلة de‏ 
جانبيه من خلال شقوف الأبواب وفوف و النازل». لکن الکاتب 1 یعیش 
في هذه الرواية واقعاً b‏ ما يزال قائماًء بل یقلب في صفحات الماضي بحثاً 
عن مكان مفقود» خلف في الذاكرة شرخاًء وفي E‏ 

لا يد بعد الحلم حوله إلا Üle‏ جديداً يعلن بداية زمن التيه» فتنتهي الرواية 
بأسئلة تشبه الصرخة. 


ولئن قلّت الأعمال الأدبية التونسية التي عبّرت عن حميمية الارتباط بالفضاء 
الدینی 6 ob‏ الانتماء إلى À‏ والحأرة والمدينة» بشكل cele‏ أنتج أدبا ينذا فى 
Las ©‏ 

لعل من أبرز نتائج ما تقدم» هو ما اتصّل بمسألة الهوية الوطنية أو الثقافية. 
لقد أمكن النظر إلى الهوية. لا كما اعتاد أن يعبّر عنها الخطاب الفكري 
والسياسي» بل كما انکشف عنها نص الشارع عندما تبين أنّه يراهن على 
مرجعيّات ويقدم تصورا للتاريخ . 


هكذا تبین أن تاريخ AN‏ التونسية من وجهة بورقيبية ينطلق من حضارة 
قرطاج» dE‏ النموذج القيادي الأمثل هو يوغرطة. وهو تجانس بين الخطاب 
السياسي ونص الشارع يذكر بما سماه ابن خلدون «الاستقلال بالذعوة» وتیل إلى 
شعار «التحكم في المصير). 

لكل مرحلة تاريخية نسق أو «براديغم» من التسمية. هذا ما أفضت إليه دراسة 
منظومة التسمية» منظوراً إليها في صيرورتبها. إن التسمية مرتبطة بالسمی في 
الدينة العقيقة Di!‏ یبدو فیه Les‏ والمهن ولبادرة المجموعة حضور ووزد. 
وهي مع الاستعمار تبدو أقلّ ارتباطاً» SN‏ وسيطأ إدارياً سياسياً تدخل ليسمّي» 
ولان المجموعة لم تعد تسمّي» بل أصبحت موضوع تسمية وتصنيف. لقد راهن 
sn‏ الفرنسي» منذ البداية» على التسمية› اه التسمیات یستمد 
مرجعاته ورموزه من الثقافة الفرنسية. كذلك راهنت الدولة بعد الاستقلال على 
التسمية باعتبارها GLS‏ أو تأصيلاً للذات وتعبیرا عن السيادة. وقد اختلفت التون 


۱۷۳ 


باختلاف الفترات والظرفيات. ويمكن القول» على وجه الاجال. Oj‏ تسميات 
الستينيات عبرت عن نزعة اشتراکیة» في حين حملت السبعينيات دلالات 
إسلامية» وحملت الثمانينيات والالاق عر آنا sets‏ فهي أكثر que‏ عن 
التعند أو الانفتاح الثقافي إذ تراجعت الاحاءات الحلية وتوسعت الاشاءات 
«العولةا وخاصّة منها الأمريكية» التي بدأت تنتشر عبر مجالات استهلاكية من 
نوع اللباس والاطعمة السريعة. 

نم إن في التسمية تصنيفاً. فالغاية منهاء وان بدت لمجرّد التعریف أو 
الإشارة» هي أيضاً تصنيف اجتماعي. فقد اقترن «خفاء الاسم» بأوساط وأحياء 
ad‏ في آغلیها لا یسمی الشایع فیهاء بل برفم. وفي القابل» نری حرصاً عل 
اه «الراقي» من الاوساط أو الأحياء باعلام معروفه آو ذات وجاهة. ان 
التعريف بالترقيم أي بالتنكير يوحي بالهامشية الاجتماعية أو بلامبالاة سلطة 
التسمية. à]‏ الانتقال من الأعلام إلى الأرقام أو من النكرة إلى العلوم انتقال في 
التراتب الاجتماعي. 


١و‎ 


(لفصل الساوس 


الشارع... نشا 


ھا m‏ على معطی آساسي. مفاده أن الشارع Ga‏ متماسك 
يمكن قراءته» واستخراج القوانين البنيوية التي تسيّره. وهو بذلك لا يختلف 
عن بقية التصوص الأدبية» يتقبله المار في شكل مقتطفات مجزأة خارج سياقها 
النصّي التکاملي. ولا يرى ما یربط بين مفاصل الشارع (عناوین المحلات 
التجارية؛ تسمیات الشوارع» الصور الاشهاریت الهندسة المعمارية. .۰ . Gal‏ 
من روابط وقوانین. فهو لا يدرك منها الا ما يهمّه (کالبحث عن مفازة أو 
إدارة. . . أو شيء يريد شراءه). ویعسر بلوغ القوانین ¿ المتحکمة في هذا gel‏ 
با لا يدرك باعتباره JS‏ متكاملاً تترابط أجزاؤه في ما بینها. 


Ni‏ نصتة الشارع 


الشارع نص يمكن كشف بنائه الداخلي ووصفه من حيث هو وحلة مترابطة 
اعتماداً على الكلمة واللغة واللون والصورة والحجم والأشكال المعمارية» وكل ما 
بكرن Css‏ لهذا العص یسکره الاخ des:‏ المتواضلة إل Jua‏ 
الکثف. إلا آن 25 التجار لیست الادة الأساسية في هذا السباق» لآن السمات 
لبنيوية التي توجد في النصض لا في مولفه» بشکل متفرق وغیر منظم تحتاج إلى 
إعادة بنای مع تجاوز الانطباعية والار JL‏ في فهم الخطاب الذي نتحرك فيه 
تونی Les‏ وإياباء. وقوقاً cs Te less‏ ولكننا لا :نكاد تراه+ أو 
لا نراه إلا آجزاء معلقة مترابطة ومستقلت مساحباً ودلالیاء هذه النتيجة JE‏ 
(ضافة منهجية مهمة في دراسة ثقافة الحياة الیومية» وهي إمكانية ما لا يقرأ cale‏ 
داخل سياق نضي رغم عدم اتساق أجزائه في الظاهرء لغة وكلاماً وصیغا. 


الشارع ‏ مجازاً - يكاد يتكلم كنصٌ له فقراته وفواصلهء وهو نسيج من 
العلامات والدلالات التي نتحرك فيها يومياًء فتخترقنا لكن دون أن ندرك 
منطقها. ونضه ليس معلقاً معزولاً عن الجتمع؛ > بل إنه خترق الخطاب الاجتماعي 
اليومي , وینتشر في الفضاء الاجتماعي حسب منطق تراتبي تصنيفي. فتسمياته 
وعناوينه وحوامله الإشهارية يمكن أن تشكل ظاهرة اجتماعية في وجه من 


۱۷۷ 


وجوهها؛ ME,‏ عنصرا من عناصر ثقافة الجموعة. إن «محمد الخامس ۲ وانلسن 
مندیلاا» واباريس»ء Ets‏ واباب فرنسا". هي اماع mr es‏ وشوارع 
وأماكن تونسيت أصبحت بحكم التداول والتكرار جزءاً من ca‏ الخطاب 
اليومي؛ إلى درجة Lie.‏ تنراح عن معانیها» فتنسی آو تفقد انا 
دلالتها الاسمية الأصلية» وتبرز الدلالة الاجتماعية التي آنتجها الاستعمال 
الجماعي لها. وقد تنزاح التسمية الادارية ليحل محلها ما اتفق حوله الناس 
وتداولوهء كأن تعوض تسمية شارع الحبيب بورقيبة ب (L'Avenue}‏ على وجه 
الاختصار أو الكناية. ولكن يبقى التعويض في كل الحالات ذا دلالة ثقافية 
اجتماعية» إذ هو على الأقل» تعويض باللغة الفرنسية. 


تحملها الاشارات والصور اك كما ھن قراءة لغة الجماعة (Sociolecte)‏ 
لا فى أبعادها الأدبية واللسائية فقطء Lolo‏ أيضاً فى أبعادها الاجتماعية النفسية 
والرمزية» بحكم أن هذه اللغة هي شكل من أشكال الوعي الجماعي لمجموعة 


على أن نصّية الشارع تخترق فضاءات متنوّعة» كالفضاء المدرسي والفضاءات 
العمومية والميترو أو الحافلة والشارع والنهج والحيّ السكني والحومة التي يمكن 
البحث في نسقيتها. فهي نتاج تجربة الإنسان» وهو يحقق وجوده داخل المجتمع. 
إن الفضاء قريب مما يسمّيه فرانکستال (Francastel)‏ ب «الطبقة العمیقةا لأنه 
يقيم علاقة افتراضية بين المخيال والنسيج الإجمالي الذي ينجز فيه الإنسان تجربته 
الحديثة والقصدية فى الوقت ا وهو Si‏ بتساول ديفينيو (Duvignaud)‏ 
عق مضي E‏ الم ا HN‏ والكاضاك بو سارت 
واحدود والانیج وروابط الوجود الأكثر عثاثة مع هذه العناصر التي تسمّى 
الفضاء. 


ولیس ابداعاً فنی مثل أفكار باسکال «(Les Pensées de Pascal)‏ التي آمکن 
لغولدمان في الاله الخفي أن خترل فیها کل اشكالية الفلسفة التراجيدية لباسکال. 





Jean Duvignaud, Colloque Pierre Francastel et Parisfsky, «Le Problème de l'espace,» papier (1) 
présenté à: La Sociologie de l'art et sa vocation interdisciplinaire: L'Œuvre et l'influence de Pierre 


Francastel (conference), bibliothèque médiations: 134 (Paris: Denoël/Gonthier, 1976), p. 262. 


\VA 


فموضوع ابنجت فى هذا النص » تسميات وإشارات» تعرف فضاءات جغرافية 
واجتماعية مختلفة موسومة في الغالب بالواسطة السياسية والتجارية. ثم إنها في 
الأغلب تسميات لأموات يحييها الاستعمال الجماعى. والاستعمال ينشئ دلالات 
سياقية ومجالية متغيّرة» ذلك أن إطلاق «جمال عبد الناصر؛ مثلاً على شارع Je‏ 
بد الناصر في چل العو صني الحرییة ولو جه في نص سيميائي اجتماعي» he‏ 
عنه اعتباطية العلاقة بين الدال والمدلول» ویسند إليه» في ما يسند» رمزية إخراج 
cap‏ من الیت!۰ إخراج الدياكروني من السکونی» إن جاز القول. أو المتغيّر من 
الثابت. ولعل هذه الرمزية التوليدية هي من خصوصیات هذا النصض من وجهة 
دلالته التي لم یتناولها البحث بالقدر الكافي حتی الآن. وهو نض محتاج إلى أدوات 
ee l dote‏ ارا اعد al als‏ که کیان 
الشأن في اللباس عموماًء أو الموضة على وجه خاص» كنظام من المعنى تبنيه 
العلامات. وليس La‏ «غولدمانياً» حول الانتاج الأدبي المتميّز في علاقته بالواقع» 
أي بالمصالح الطبقية» والقيم الاجتماعية» والوعي الجماعي. إنه نص بين هذا 
وذاك» يعاني صعوبة الربط بين علاماته» أي بناء منظومتها من ناحية» ويعاني 
صعوبة استخراج الرؤية التي يحملهاء والتي يجب Lis‏ علاقتها بالواقع 
الاجتماعي من ناحية ثانية. Les‏ يزيد من صعوبة تناول نص الشارع أنه مهما 
نوع المجال الزمني لإيجاد التغيّرات السوسيولوجية» فان العلاقة بالسياق 
الاجتماعي تبقى صعبة التحديد» ON‏ التسمية واللغة المكتوبة في الشارع ليست 
بالضرورة تعبيراً عن رؤية المجموعات العنية بباء إذ هي في الغالب من وضع 
أجهزة إدارية سياسية مسؤولة عن ذلك إلا أنها لا تتعامل معها دائما بطريقة 
مطاوعة» وقد تعيد شحنها بما يناسب بنيتها الذهنية» أو قد تعوضها بتسمية 
غيرها. وهذا في حد ذاته ذو دلالة اجتماعية. 


ثانيا: صعوبة التفسير السوسيولوجي 
يُفترض انطلاقاً من هذا ضرورة التساؤل عن إمكانات وحدود التفسير 
السوسيولوجي في موضوع يتناول إشارات الشوارع الختلفة» من تسميات 
وصور وحوامل إشهارية يحملها الانسان كرموزء لكن دون أن ينتجهاء يتداولها 
ويستهلكها ويحملها فى «بطاقة الهویة» فتؤثر فيه دون أن يتدخل في تحديدها. 
ثم Lel‏ أشياء eh‏ قديمة وثابتة في الغالب. ولعل هذا ما یشرع 
آمیتها. فهي مع ثباتها وقدمها تكون نسيجاً ثقافياً وحضاريا تعوده الناس 


عه و و 


وأضحوا يتحركون فيه. وقد يتدخل في معاملاتهم التجارية» وفي اختياراتهم 
ال 

نم إذن» وسائط تحكم العلاقة بين التسمية والناس» تتمثل في هذا الجهاز 
الإداري السياسي الذي يسمّي» واختياراته رهينة وال ختلفة: رهينة 00 
سياسية خاصة» رهينة تحول ساني أحدث duas ENT‏ رهينة مرحلة تاريخية 
أحدثت قطيعة مع المرحلة التي سبقتها» رهينة مزاج شخصي متصل بميولات فر 
بعينه. ركد كرد EE‏ ظرفی دود آو ختی ابسط فن :ذلك فیستی 
المكان حسب ما سمحت به ذاكرة المسمّي في لحظة معینة. OÙ‏ اقتراح التسمية أو 
احامل الإشهاري يتم من قبل مجالس بلدية أو من قبل فئة التجار توجههم 
خيارات أو مصالح معيّنة. هذا الوسيط eg‏ علاقة الناس بالتسمية علاقة غير 
مباشرة. وهو عامل آخر من العوامل التي تعمد عملية التفسير السوسيولوجيء ما 
تم على الباحث التركيز على هذه الوسائط ليقترب من موضوعه. ثم إن التسمية: 
وكذلك اللغة الإشهارية في الشوارع تختلف من فضاء إلى فضاء آخرء كما يتوزع 
الاسم الواحد على فضاءات مختلفة ومتباعدة» فتأخذ الكلمات التشامة أو التسمية 
الواحدة معاني متلفة ten telles caf‏ كنا تذكر بذلك باختين في 
حالة الأوضاع الثوريةء حيث تتضاد معاني الكلمات نفسها”". 


وهذا عامل اخ ودعو اح الى مويك UN AR ET‏ الس ففي انتشار 
التسمية الواحدة فى فضاءات «dde‏ وفى انتقالها من فضاء إلى فضاء» تتناقل 
بین مجموعات اجتماعية ختلفة» ما يفضي إل تعنّد معانیها با تصبح دالا JS‏ 
من مدلول. 

coda‏ إذن» صعوبة آخری من صعوبات التفسیر» تتمثل في تلون الاسم 
وتحرکه؛ كلما تنقل في الفضاء. حركة الاسم وجولانه یستبطنان معنی» ولکن 
یغترض على الباحث التنبه إلى ما في هذا الجولان من محاذير وصعوبات؛ ومع 
ذلك نؤكد مرة آخری آهمیتها کموضوع سوسيولوجي يحتاج إلى الدرس. 

التأمل في نص الشارع الکتوب تستوقفه ظواهر عدة: ظاهرة الکان 
وظاهرة الزمان. وظاهرة الاشهار التجاري؛ وظواهر أخرى مختلفة ومتباعدة: 





(Y)‏ كان بجدد العنوان أو الاسم علاقة مصاهرة؛ مثلاً» فیقیمها أو یعدمها. 
Pierre Bourdieu, Ce Que parler veut dire: L'Economie des échanges linguistiques (Paris: Fayard, (۳(‏ 
pp. 18 et 198.‏ ,)1982 


۱۸۰ 


نزوع إلى تسمية العام دون الخاص» وال التذكير دون التأنیث» وإلى الشائع دون 
٩‏ وإلى التعریف دون الترفیم ادا تعلق الامر ب «الراقي» وال 2 
هذا إذا كان السمّی من قبیل الشعبي. ظواهر تبدو محيرة وصعبة الإلمام بها ما 
رامت مفاصل متفرفت فإذا پا واضحة تکشف عن بعض حفایاها إذا ما قرئت 
فى سیأقها النضّي. وتوجد مسالة أخرى تمثل صعوبة من صعوبات التفسیر؛ تتعلق 
Alt‏ من التسمیات وبغیر القروء من العناوین الإشهارية لعدم وضوحها. 
ولكن ذلك لا يعني أنها فاقدة لسلطتها وللاعتراف الاجتماعي بها. وقد يُتعمّد 
الفموض أحياناً ليكون مؤثرأ بسلطة الغرابة فيه. 

وتوجد تسميات لا تنسجم 3 السياق الحضاري أو السياسي العام آو 
الايني؛ ولكنها مع ولك تیک ره کآن تمه اعتماد «ابن حنبل) في el‏ 
التونسي» ن ننه زر تمد امالك انق ان (إلا مرّة واحدة)» رغم آن 
المالكية هي الطاغية في السباق الديني التونسي. هذا يقود مجدداً إلى LS‏ حدود 
العفو فمن الا شیاه والسمیات ما لا تتوافق مع السياق الحضاري العام. 
رتعترض الباحث في نص الشارع أيضاً كلمات وتسميات وعناوين سليمة شكلياء 
ولكنها فارغة Us‏ من قبيل ١شربورا.‏ 

وكمحضّلة لكل هذاء يمكن القول إن البحث في الشارع» باعتباره نصا 
bye‏ يكشف عن آفاق في عملية التفسيرء ولكنها محكومة بحدود 
رصعویات. فالتفسیر السوسيولوجي عام والتفسیر في هذا السیاق خاص 
(سیاق التسمية واللغة الاشهاریة). هو لیس عملية مضمونة النتائج» بل تحف بها 
صعوبات مختلفة : فالتسمية لها علاقة بالسیاق الاجتماعي» ولکنها علاقة خاصه 
due‏ تستعمل الجموعة تسمیات ليست من إنتاجهاء ولیست هي التي حذدتهاء 
ولکنها لا تتعامل معها بطريقة مطاوعة بل تعید إشباعها بما یتوافق مع بنیتها 
الذهنية» ومع میولاعها وأحياناً تقصیها لتحل محلها تسمية اجتماعية خاصه بها 
وبفضائها الا جتماعی. 


الثا: قوانین توزیع اللغة بين الأحياء: الوسائط 
ثمة عدة متغيّرات جعلت ظاهرة الإشهار تختلف اختلافاً عميقاً بين الاحیاء 
ااحدیثة» والاحیاء الشعبية. 


إن آبرز ظاهرة تستدعي الانتباه» هي الغیاب النسبي للحوامل الإشهارية في 
الأحياء الشعبية وكثافتها في الأحياء الحديثة. تتحذد علاقة التاجر بالستهلك في 


A۸1 


الأحياء الحديثة من خلال وسائط لها مضامين ووظائف نفسية واجتماعیتف La j‏ 
اللغة المكتوبة إلى جانب عدة مؤشرات أخرى» كالصورة واللون والتأثیر الهندسي 
في المعمار. فالتاجر والمستهلك لا يدخلان «اجتماعياً» في علاقة مباشرة» إلا من 
خلال هذه الوسائط لعدم وجود صله انتمائية تقوم بعملية الربط بينهما. لذلك 
تفقد البضاعة في الكثير من الأحيان طبيعتها المادية لتتحول إلى قيمة اجتماعية. 
تتخذ السلعة» إذنء مضموناً اجتماعیا» رغم el‏ تعرض في فضاء تجاري 
حديث: أقمشة الخبة» الوشمء مرطبات شعبية. أما في ee]‏ الشعبية. فتأخز 
الظاهرة الإشهارية طابعاً تلقائياً متميّزا. فما دامت اللغة الاشهارية من عناوين 
وصور وألوان وغيرها تحتل مكانة ثانوية لا يحتاجها التاجر إلا نسبياًء فالملاحظ 
غياب الوسائط «التقنية» المتدخلة في تحديد علاقة التاجر بالمشتري» التى تبدو ما 
علاقة مباشرة أو تتوسطها قيم اجتماعية أخرى تلفة تماما تكون خير وسيلة 
للدعاية والإشهار» كالانتماء القبلي والجهوي والحوار والقرابة. هناك نسيج علائقي 
اجتماعي هو الذي يحكم علاقة التاجر بالستهلك. أي علاقات شخصانية لا تظهر 
إلا في التكيّفات الاجتماعية (Socialités)‏ التقليدية تسمح للتاجر» مثلاء بدعوة 
المستهلك إلى شراء سلعة دون آخری (اليوم عندي بضاعة جيدة). 


تكون قيمة احوار أكثر وظيفية فى الفضاءات الشعبية. تزداد هذه القناعة 
رسوخاًء إذ ما Let Be‏ الكل في الأحياء «البرجوازية» التي تبدو وكأنها في 
غنی عن مثل هذه القیم الاجتماعية Le‏ يعني آیضاً آما قیم مرتبطة بااجة 
وتتولد عنها. فساکن الحي البرجوازي» لا یعرف هوية جاره بصرف النظر عن 
مدة إقامته إلى جواره أي جهل تام بمن لا یفصله عنه سوی جدار. إنها آحیاء 
حديثة العهد ودون سند في التاریخ ودون مرجعية ثقافية وحضارية قائمة بذاتما. 
في هذا العنی يقول عبد الوهاب بوحديبة: نا نتهم الاحیاء الجديدة بالابتذال 
لکن لك آهميته. آما SAT‏ فهی العلة الاول لوجودها لانه من طبيعة هذه 
الأحياء ذاتهاء أن لا يكون لها x‏ في الاضي. فهي ثمرة العزم والاختیار 
الذاتي. لذاء فإنه من الضروری ملاحظة وجود علامة على القطيعة داخل النزل 
العصري»*. لعل هذه القطيعة هي التي استوجبت حوامل إشهاريّة غنية بالعنی 





Abdelwahab Bouhdiba, «Durée et changement dans la ville arabe,» papier présenté à: La Ville (£) 
arabe dans l'Islam: Histoire et mutations: Actes du 2°" colloque de l'A.TP. espaces socio-culturels et 
Croissance dans le monde arabe, Carthage-Amilcar 12-18 mars 1979, sous la dir. de Abdelwahab 


Bouhdiba et Dominique Chevallier (Tunis: Impr. Al Asria, 1982), p. 23. 


VAT 


في مثل هذه الفضاءات» کاب تاجر الأحياء الشعبية في غنى عنها لوجود وسائط 
اجتماعية أخرى تعوّضها. 


ATEN EE 


نسعى هنا إلى كشف التقاطعات الموجودة بين اللغات ذ في النص الإشهاري 
ا ال للم 
معرفة وضع اللغة العربية في هذا النص. هل SE‏ من الحفاظ على قواعدها؟ 
أم آن الاستعمال اللغوي للعربية في علاقتها Li‏ اللغات أفقدها منطقها الخاص 
لغوياً ودلاليا؟ 


وَل ما يسترعي الانتباه ظاهرا في هذا المجال» وبعدما يزيد على أربعة 
عقودء أن المنافسة بين العربية والفرنسيّة» إذا تعلق الأمر خاصة بالمدينة الحديئة» 
تفقد فيها العربية سلطتها على ضبط قواعدهاء بموجب مزاحمة الفرنسية لها 
وتفوّقها عليها. وهو عامل مهم عائد في جانب منه إلى علاقة التلازم الوطيدة 
بين مصدر السلعة» فرنسا في هذه الحالة» ولغة ذلك البلد المنتج لها لأن BÜ‏ 
دلالات امحائية خاصة بالشیء الذي تسميه. فإذا عرب الشيء ء فصل فيه بين الدلالة 
الاحائیة المصدرية ce‏ فتبقى السلعة نتيجة لذلك سلعة فحسب» وتفقد ما 
Le das‏ من دلالات سياقية يمنحها إياها الدال الأصلى. على أن المفارقة فى هذاء 
ن الفرنسية هي اللغة الاشهارية الناسبة رغم تنوع مصادر السلعة التي غالبا م 
تکون سلعة محلية في الجالات الاستهلاكية الكمالية. ومع ذلك» توهم العبارة 
الکتوبة Le‏ البضاعة Lt‏ مستوردة (Made in France)‏ . بهذا التلازم بين السلعة 
ولغة البلد المنتج» كانت اللغة إحدى آهم قنوات التبعية. فتبّت العربية العديد من 
الألفاظ الأعجمية. الفرنسية باخصوص. والتراكيب الجديدة والصواتم 
(Phonème)‏ الفرنسية» رغم بعد الصلة بينهماء كعدم وجود الصوتم المناظر في 
العربية لما یقابله في الفرنسية. تكوّن هذه المزاوجة بين اللغتين فوشا Lot‏ 
يختلف عن اللغتين العربية الفصيحة والفرنسية» وتؤلف نسیجاً متميّزاً لا بخضع 
بالضرورة إلى القواعد اللغوية المعروفة والمعتمدة عادة في العربية» وظيفتها 
الأساسية هي الاستجابة إلى أغراض تجارية إشهارية» ليست سلامة اللغة في 
اهتماماتهاء ولا شرطاً ضرورياً في نجاعتها. 

إن هذه اللغة الجديدة التي ينسجها الشارع» بما فيها من نظام تواصل 
jé‏ قد تكون أكثر غنى من النظام التواصلي الذي يعتمد على نظام اللغة 


AY 


اا كالعربية أو الفرنسية أو الإنكليزية» وذلك عند التفسیر والتأویل 
ولكنها تفقر التواصل تشه ها ادا إزاء علامات شاردة تفرض على الخطان 
محتواها وإيقاعها. 


إن هذا التوطين اللغوي جعل من الإشهار التجاري المكتوب نسقأ من 
التواصل اخترق العلاقات البشرية» حتى أضحى مارسة يومية» ممارسة تستغرق 
دل مط كن B R nt E E E‏ 
استخدامنا لها بالبنى والأوضاع الاجتماعية. كذلك كانت اللغة عند رولان بارت: 
«مؤسسة اجتماعية ونظاماً من القيم وارتباطاً جمعيا لا يسع الفرد إلا قبوله إذا 
رغب في PALM‏ 


لا شك فى أن هناك قوى اقتصادية واجتماعية وأيديولوجية وراء استمرارية 
هذا المزج اللغوي والثقافي ارتبطت مصالحها بالانفتاح الاقتصاديء إلا أن 
المشكل الأكثر عمقاً هو هذا التعامل اليومي» وهذا الاستعمال الوظيفي» للغة 
أجنبية لا ثُفهم معانيها ورموزها. وهو ليس ارتباطاً قصرياً بلغة أجنبية (الفرنسية) 
فرضته هيمنة رأس المال الأجنبي» بل هو ارتباط ذهني ونفسي بمصير الثقافة 
الأجنبية ولغتها. فقد بدت «اللغة الوطنية» عاجزة عن الاستخنا, عن اللغة 
الفرنسية» وعن فك الارتباط Le‏ 


عبر ابن خلدون عن هذا التداخل اللغوي منذ ما يزيد على الستة قرون» 
فسماه «اللغة الممتزجة» الناحمة عن احتكاك لغة أجنبية باللغة الأصل» 5 يقول في 
هذا: «... وأما آها أبعد عن اللسان الأول من لغة هذا الحيلء فلأن البعد عن 
اللسان إنما هو مخالطة العجمة» فمن خالط العجمة أكثر كانت لغته عن ذلك 
اللسان الاصلی آبعد» لأن الملكة تحصل بالتعليم» كما قلناه. وهذه ملكة ممتزجة 
من الملكة الأولى التي كانت للعرب» ومن الملكة الثانية التي للعجم. فعلى مقدار ما 
يسمعونه من العجمة ويربون علیه» يبعدون عن الملكة الأولى. واعتبر ذلك في 
أمصار أفريقية والمغرب والأندلس والمشرق» فخالطت العرب فیها البرابرة من 
العجم لوفور عمرانبا بهم. ولم يكد يخلو عنها مصر ولا جيلء فغلبت العجمة على 
اللسان العربي الذي كان لهم. وصارت لغة أخرى ممتزجة» والعجمة فيها أغلب 
ما ذكرناه عن اللسان الأول آبعد». 





Roland Barthes, L'Aventure sémiologique (Paris: Seuil, 1985), p. 21. Co) 


۱۸ 


إا أن هذا «الزج اللغوي الناتج من خالطة المجم»» بعيارة ابن خلدون؛ 
e‏ اللغة A‏ لتي تتمیز بوضع خاص في نص الت i‏ 
اللغوية التي tas a‏ من | (LL‏ قبل اللغة الأصلية. ٠‏ فهي لغة (GAL)‏ وأداة 
مهمة لمسائدة المنتوج al‏ البضاعة ist:‏ جودتياء رهي كذلك لغة النخبة والتميز 
Fe‏ حتى بدت » de.‏ أسهل منالاً عليناء ناقلة Lui‏ آشکالا ۰ من 


تكون هذه اللغة أداة Loge‏ للإغراء في معناها الاحائي» وتعني شیثاً آخر 
غير ما يقال فى معناها الاشاري» أي استعمال اللغة لتعني ما تقوله ومن أجل 
ما وظفت له. لا يفهم من هذاء أن الفرنسية موظفة لفرز النخبة من العموم» بل ' 
اختراق قيم النخبة للعموم» وتسرب أنماطها المعيشية» ذلك أن الفرنسية لا لها 
من بعد دعائي إشهاري لا يتوفر في اللغة العربية» تبدو: «دافعاً ثقافياً لاستهلاك 
المستوردات. . . وعاملاً من عوامل النجاح الاجتماعي»". ولذلك» فهي مؤهلة 
قبل غيرها لتقوم بوظيفة الدعاية والإشهار. فالعلاقة بين التاجر والمشتري ليست 
علاقة مباشرة» بل LE‏ عبر وسائط تلعب فيها اللغة دور المحفزء في أغلب 
الأحيان. هذه الوسائط تفعل فعلها فى الشتري من قبيل: الباريسية» وجمال 
باريس» وابتكار فرنسا. | 


بهذا الاعتبار» تكون العلاقة باللغة الفرنسية علاقة اجتماعية ونفسية» فردية 
وجالیة» بما تحمله من تداعيات تستمدها من حضارتهاء ومن سياقها التاريخي 
الاجتماعي والثقافي» وليست علاقة معرفية صرفة. العناوين الإشهارية في الشارع 
هي علامات صامتة» والاستعمال هو الذي يمنحها معنى بإقحامها في بنية لغوية 
هي الحملة : (اشتريته من البالماريوم». 

توجد البضاعة نفسها فى آماکن مختلفة» غير أن الاختلاف المرتبط بلغة 
اكان هو الذي يصبح محدداً لقيمة البضاعة ولتمايزها الاجتماعي عن مثيلتهاء 
كما لو كنا إزاء منتوج يحدّد طبيعته نمط الإنتاج. غير أن نمط الإنتاج هنا ليس ذا 
طبيعة مادية Lili ess‏ ذو عة لسانية صوتية» فیغدو (الصوت! صوت 





(1) الطاهر لبيب» «العجز عن التعريب في مجتمع تابع ٠»‏ الستقبل العربي» السنة »٤‏ العدد ۲۹ (تموز/ 
يوليو OAA‏ ص ۲۲ - 77. 


اللافتات تیان يوجد نفوذ سحري تملكه اللافتة بمجرد Lal‏ تنطق ب «لسان الغرب» 
الذي هو لسان الوضة. تقوم هذه الأخيرة مقام النزلة التي یکون فيها الفرد ذا 
شأن وثقافة ورقي اجتماعي. القول هنا هو قول اللافتف» بمجرد أن نحمله ونتبتاه 
يحملنا دون غيرنا. lej‏ عدوانية في جوهرها قائمة على التصنیف والاقصاء والنظرة 
الدونية» ذلك أن تباعد ملفوظ اللافتة عن البنية اللسانية التي تحمله في الجملة من 
جهة» وعن طبيعة البضاعة من جهة آخری. يبدو تباعدا اجتماعیا يرام منه التمایز 
الاجتماعي. ولا كان هذا التمایز صوريأء لا يشهد له الواقعء كان بالعالي لوناً 
Pere‏ من آلوان الرغبة فى «التخریب» .(Occidentalisation)‏ تطفو هذه الرغبة 
dé «is‏ وعدا حسب الفضاءات الاجتماعية التي یتحرك فيها الفرد» ذلك 
آن الفضاء الاجتماعي هو Jul‏ من آن یکون متمائلا. 


یتلون الفرد بألوان الدينة ویتحول منطوقه من لسان إلى آخر. الشخصية في 
هذا المناخ هي مجموعة أقنعة» والقناع غدا موسوماً بسمة البضاعة. أو بالأحرى 
بسمة اللافتة الحاملة لاسم البضاعة. يرتسم» إذن» مشهد مقلوب لا تحكمه 
البضاعة LeN‏ مشدودة باللافتة التی تنزلها منزلة هذه القيمة أو تلك. هذا الشهد 
Lilas) ls 2 less‏ 


كل بنية تواصل هي بنية تبادل» والعكس صحيح. تسمح هذه المعادلة 
باعتبار الفضاءات العمومية فضاءات تواصل» محكومة بأكثر من نسق تواصل 
لغوي. ينظر في هذا السياق إلى فضاء التبادل الاجتماعي في إطار الفضاء 
العمومي» انطلاقاً من مفهوم السوق اللغویة» كما صاغه بيار بورديو. وقبل 
تحليل آبعاد هذا الفهوم في علاقته بموضوع البحث. يجدر التذکیر بما ذهب 
إليه کلود ليفي ستروس في بعض بحوثه الانثروبولوجیةت حيث اعتبر النظام 
الاجتماعي JR‏ مکوناته الأساسية» نما هو نظام تبادل» والتبادل ينبغي أن 
يفهم في بعده التواصلي؛ کذلك كان الزواج من حیث البنی التي تحكم شرعیته 
عنصراً منصهراً في منطقة بنية التواصل التي تحكم هذه القبيلة أو تلك في 
الجتمعات البدائية. 


ويقَرّر كلود ليفي ستروس › dala LS a‏ في الکلام دلالات 504 منطقها 
بنية اللغة المشتركةء فان المجتمعات البدائية تتبادل النساء على أساس التمائل في 
قاعدة التواصل فا مرأة تغدو هنا علامة. 


على أساس هاتين الملحوظتين» یمکننا أن نوسّع في مفهوم بنى التواصل» 


۱۸1 


رمن ثمة في مفهوم بنى اللغة. أي ألا تكون البضائع والفضاءات التي تعرض | 
ü‏ علامات ورموزاً تستقطب أطراف التواصل على أساس ما يصدر عنها من 
Lis‏ اجتماعيی؛ بل من تکییف بنيوي لفردات التواصل. فأن نکون فی ساحة 
7 ساحات الدینة» هو أن نشعر بنوع من الانتماء الاجتماعي js‏ عل 
أساسه من الآخرين. فكأن الهوية هي هوية الانتماء اللخوي. ولا غدا الفضاء 
لاجتماعي حکوما بضغط علامات التواصل (بضائع وانتماء‌ات اجتماعية 
واقتصادية وثقافية. . . الخ) فإن هذه الفضاءات هي التي تستقطبنا وتبيكل 
بمعلوماتها LAS‏ ومرجعياتنا التواصلية. فلا غرابة» إذن» في أن تقتحم تلك 
البضائع اللغة الأصلية» بما تفصح عنه من مفردات لغوية دخيلة. ob‏ ينطق 
التونسي بجملة محضرمة یبتدئها بالفعل» على غرار ما هو في اللغة العربية 
الأصيلة» وأن تخترق تلك الجملة مفردات لا يعرف إن كانت من أصل فرنسى 
أو إنكليزي أو إيطالي أو غيره» فهذا آمر مألوف» وم يعد يثير لدى صاحب 
القول غرابة. أليست اللغة هنا محكومة بموازين قوى خارجة عن بنية اللغة فى 
بعناها اللساني؟ ٠‏ | 


فما يسمّى ب ازدواجية اللغة» قد لا يعدو أن يكون ازدواجاً فى أنظمة 
الکلام والتداخل في الفضاء الواحد. إن وجود تشریعات لفاتدة اللغة آمر 
بؤكد على نحو مفارق ما ذهب إليه التحلیل : الشارع لا حکمه التشریعات بقدر مأ 
عکمه موازین قوی اجتماعية» ولا سیما في مجال التواصل» فللشارع ولفضاءات 
لتواصل استقلالیتها النسبية Le‏ هو سیاسی. معنی ذلك آن فضاءات التواصل 
Lalla eu EU Le‏ انس تفت هن Eten‏ لذات 
رالاعتراف انتمای وئلانتماء 2 الضاغطة. 


توجد بنی لاشعورية توجه التواصل» وتختمر في الوجدان» فنندفع معها 
اندفاعاً. وفي الشارع لا نجد القانون أمامناء بل الآخر يرقبناء يرقب لباسنا 
وفولنا وحرکاتنا وسلوکنا. وکل هذا إنما یتوفر في السوق اللغوية - بالرجوع إلى 
بوردیو - فثمة dla‏ مسیطرة تفرض مفرداتها وحركاتها ومواقفها واختياراتها 
رئیمها. ولا كان كل هذا يسري من خلال العروضات. فان هذه الالفاظ (Le‏ 
«Clochard, Chic Gaspillage)‏ هی التی تصبح مسيطرة على نسق التواصل. 
فتتحرك الجملة العربية في هذه الفضاءات. وقد لا يبقى منها سوى «بنیتنا " 
etita‏ فتراها ila‏ عربية «مفروشة» أو مزوّقة بألفاظ غريبة عنها. 


AY 


خامساً: البلاغة والتبليغ 


هل الشارع نص بلبغ؟ سعی هنا إلى تقديم قراءة في ac‏ الشارع التونسي 
وكيفية انتشارها فضائا مع محاولة ابراز الأفيكال البلاغية للعلاقة القائمة 5 
اللغة والسلعة» آي انسجام هذه العلاقة وحمالها بلاغياً. 


البلاغة هناء هي كل خروج من المعنى الأول إلى معنى ثان» وهو Je‏ 
الإيحاء» وهي محاولة بناء الرسالة الإشهارية لترتد من البعد البلاغي إلى البعد 
التبليفي: لأن البلاغة في النص الإشهاري هي قبل كل شيء تقنية تسمح لمن 
يمتلكها ببلوغ الهدف المنشود داخل وضعية وصفية معيّنة. لأنها ذات هدف 
ذرائعي صرف : إقناع المستهلك بجودة البضاعة باستثمار نسيج رمزي ثقافي 
وحضاري يتتشر في ان الإشهاري امبثوث في الشارع التونسي عبر لکتوپ 
والصور. 


يخضع نص الشارع» إذن» وحسب هذا التعریف. إلى التحلیل البلاغي 
مثله مثل الأثر الأدبي. ولعل آبرز معاينة» في هذا السیاق» تتمثل في أن البلاغة 
في النص الاشهاري في الشارع التونسي تخضع لتوزیع اجتماعي» حسب 
الفضاءات الاجتماعية. فما هو شعبي تنعدم فيه أوجه البلاغة الاشهاريت لأن 
العلاقة التي تربط بين التاجر والمستهلك هي علاقة المحتاج بالحاجة» فلا حتاج ال 
بلاغة. نها علاقة القنرؤرة أما الفضاءات التجارية الكبرى» فتحرص في لغتها 
الاشهارية على تخيّر الصور الأكثر إبحائية وجمالية. يعود ذلك إلى تعدد الاختیارات 
السلعية فيهاء مما يعني أن البلاغة مرتبطة بالمنافسة. 


في هذا العنی» یری مارکس آن ما حدد قيمة السلعة؛ لیست طبیعتها 
الاد بل علاقة اجتماعية نين الناس تاخ شکلا خیالیاً لعلاقة وين الاشیاء. 
یقول مارکس : «... ومن البدیهی أن نشاط الانسان حول الواد التي توفرها 
الطبيعة ويجعلها صالحة للاستعمال. فشكل الخشب شيء عادي عدیم المعنى: 
ولكنه بمجرد أن يعرض كسلعة تصبح المسألة ختلفة dons Lu‏ 
الوقت شيئاً محسوساً ومجرداً لا يكفيها أن تقوم بثقلها على الأرض» بل لنقل أيضاً 
نها تنتصب على رأسها الخشبي قبالة السلع الأخرى» وتنخرط في دلال ليس 
أغرب منه إلا أن تأخذ في O Wa‏ 


Karl Marx, Le Capital (Paris: Editions sociales, 1950), p. 216. (¥) 


\AA 


T 


الفضاءات التجارية «الراقیة» ونادرة في الفضاءات الشعبية. 


المنافسة» elip‏ هي مصدر الحاجة إلى البلاغت فهي تقنية كثيفة الحضور فى 


وما يبدو اتجاهاً Le‏ يجدر تأكيده. فبقدر ما تكون العناوين الإشهارية 
۳ 5 تکون مشحونه بقدره اخائبه » وتفترل بالمجالاات الكمالية وبقذر ما 
تعتمد التطویل» بتضاءل تاثیرها SET‏ وتقوی مباشرتبا الدلالية کجمل عادية 
PENE ۲1‏ وكانه تن من غايتها إقناع أو امام التلقی بجوده السلعة» بل 
العناوین» بين الاحاء والباشرة» والجاز والحقيقةء والإيجاز والاطناب. إن 
الاتجاه العام هو ادن : 


كمالي : إيحاء + إيجاز. 


ضروري: مباشرة + إطناب. 


وتتراوح الصور البلاغية في الشارع بين القوة والضعف. وتصل إلى حد 
الاستهانة بأساليب العربية. ويمكن الجزم بأن استعمال الصور البلاغية الجميلة أمر 
نادر في الشارع : هناك صور بلاغية جديدة استنبطها الإشهار في الشارع التونسي. 
ولكن هذه البلاغة ليست من بديع اللغة حتى الآن: هناك بلاغة في النصض لکنها 
ليست بلاغة في اللغة بقدر ما هي «بلاغة» الصدمة الاشهاریة» وظيفتها ترويج 
السلعة» واحث على الاستهلاك بخلق حجج بلاغية لا هم إن كانت صورها 
غريبة أو غيرهاء بل المهم أن تثير في ذهن المتلقي الشهوة والأمنية والرغبة 
والتوق. يعلم التاجر في الفضاءات الحديثة أن المستهلك مشدود إلى السلعة الغربية 
بدرجة أولى» فوصف السلعة بأنها عصرية هو وصف مجازي فيه إحالة إلى السلعة 
الغربية. والمقصود بالعصري في النطق التجاري هي Li‏ صنعت في الخرب 
ومستوردة منه» ويمكن ati‏ إن «البلاغة التونسيةة هي التي تحمل معنى 
الحداثة؛ gally‏ مليء برموزها. 

إن في ظاهرة تعميم العنوان الواحد على محلات موسعة من السلعة مؤشر 
ضعف الحهد الذي يبذله التاجر التونسی فى البحث عن دلالات عربية متميزة 
اه E‏ اه نان هيدا أكبر في اعدف سم خاروس جال هه 
والإنكليزية. وقد یعنی هذا أن النافسة فى السوق تعبّر عنها لغة أجنبية بالدرجة 
الأول. ويتضمن p‏ إل جانب ذلك وف من المجاز يرتسم من خلال المعنى 


1۸۹ 


الحقيقي لللعة ویتضمن احاء إبلاغياً hors‏ صفته من ماهية als‏ ۰ فبحيل 


إليها لوجود علاقة lis‏ بين مادة البضاعة واللغة المعبر عنها. یمکن نعت هذا 
الجاز ب «الجاز الا نشائي »۰ وهو ۳ مهارة في الاادعاء والاثبات. 


يخترق التاجر سلامة القواعد اللغوية بحثاً عن صور بلاغيةء نغمة وایقاعال 
دون التقيد بالعلاقات النحوية والدلالية التي تتكون بین ls al‏ وقواعدها 
التركيبية. المشكلة بالنسبة إليه» ليست مشكلة لغة أو هوية» ولا همه ما يمكن أن 
پنجر عن دلگ من اسكانات: وجميش: 2 اا الوطنيه؟ بقدر ما یمه ترویم 
السلعة. هذا الارتباط بين البلاغة واللکية سمح بحرية التصرّف فى العبارة دون 
AE‏ بقوانینها النحوية والدلالية Last‏ ولیس من شك في آن تحولات تعبيرية من 
مجال إلى edle‏ ومن مستوی إلى مستوی» هي بصدد الانجاز داخل العبارة العربية 
نفسها. من هذه الوجهة» یمکن اعتبار «نور النجاح»۰ الذي هو عنوان لمقاولة 
کهریای على أنه «کان؛ أو كان یمکن أن یکون آکثر تلاؤماً مع العلم والعرفة 
rer‏ ومع الکتبات کمحلات لذلك. قد تکون دلالة التفاژل لصاحب امحل 
نفسه بالنجاح التجاري» وحث المستهلك على الشراء. وقد تكون Last‏ تفاؤلاً 
بنجاح من يدرس من آبنائه على هذا النور. وهي من طرق البيان في النص تلتجئ 
إلى التصوير للتأثير بطريقة الایهام والقياس الخادع الضخم. 


۱۵ ۰ 


الفصل السابع 


سيميولوجية مدينة تونس 


أولا: السيميولوجيا والمدينة 


يحاول هذا النص تعريف الدينة بغير ما هو سائد في الأعمال التي تصف 
عادة ضمن سوسيولوجية المدينة. وما هو متداول فيهاء مقا مقاربات كمّية تراه 
تکتلات بشریه «(Agglomération)‏ أو Class‏ دائمة وكثيفة تتعایش فی 
ENE E TE‏ شالت E‏ ومن ا 
التعریف هناء وعل غیر ما هو مألوف: الصيف والإشهار واللغة والسيارة 
رالصّورة: إذ يصعب الحديث عن حياة مدينية دون تناول حياة الئاس في 
الزصیف ete‏ ودونما قراءة فى الصورة الإشهارية وما ČS‏ من رسائل. ويظل 
لشهد الديني منقوصاً ما 1 نقراً النصّیات الاجتماعية التي تنسجها الالوان 
والأضواء وحروب اللغات التي تقام من أجل افتكاك الجال. والسّيّارة کذلك 
مكوّن من مکوّنات الدینة» ودونا يتغيّر الشهد احضري. 

يشرّع مثل هذا التعریف للمدينة إمكانية قراءتها فراءة فینومینولوجية تبحث 
عن الدلالة في الظاهر توسّلاً للشيء عینه. ولا تکتمل هذه القراءة دون 
سيميولوجيا تبني نسقهاء على معنى العناصر الكامنة. تد القراءة السيميولوجية 
للمدينة بعض مشروعيتها العلمية في نص قصير لرولان بارت «السيميولوجيا 
والتحضّر» كتبه عام ۰۱۹۲۷ وفيه du‏ إلى أهميّة دراسة المحتوى الدلالي للمدينة. 
فیراها خطاباً له لغته انناف ة. هذه اللْغة تخاطب آهلها ویتخاطبون من خلالها. 
ومن نمة یقترح عبارة «لغة الدینة» لا على نحو استعاري فحسب؛ بل إن الانجاز 
لعلمي احقيقي یت يتحقق لا نتحدّث عن هذا الضرب من LM‏ خارج عام 
الاستعارة. هذا ما فعله فروید (Freud)‏ بلغة الأحلام» حين نقلها من معناها 
لاستعاري إلى معناها الواقعی. یقول رولان بارت: «الدينة خطابٌء وهذا 
الحطاب id‏ حقيقية: تتحدّث المدينة dl‏ سکانها» ونحن نتحذث إلى مدینتنا؛ 
یت a‏ انا LS‏ ار لها لك العفيلة آن 





Raymond Boudon, Dictionnaire de sociologie (Paris: France loisirs, 2001), p. 244. (۱) 


genat‏ الستوی الجازي الخالص عبارة مثل «لغة الدینة". له یه 
آن los‏ ات عن الدینت» LS‏ نتحدث عن ل السینما آو ل الأزهار. Li‏ 
الطفرة العلمية الحقيقية» فلن تتحقق إلا حين یکون بإمكاننا الحديث عن لغة 
الدينة من غير مجاز. ويمكن القول إن ذلك بالضبط» ما حدث لفروید؛ عندما 
كان سبّاقاً إلى الحديث عن لغة الأحلام» مفرّغاً هذه العبارة من معناها المجازى 
ليمنحها معنى حقيقياً. وعليناء نحن كذلك» بالتصدي لهذه المعضلة: كيف يمكن 
الانتقال من المجاز إلى التحليل حين الحديث عن لغة الدینة؟»۲. 


والانتقال من الاستعاري إلى الواقعي في لغة المدينة پنجز» حسب بارت» 
عند وصف الدلالة «(La Description de la Signification)‏ وتصيّد العلامة من 
خلال ما يمكن أن يقوم بين الدال والمدلول من علاقة قد تفضي إلى بناء قاموس 
للمدينة؛ أساسه عالم من الدوال المترابطة. المدينة كتابة» وقارئها بشر یتحرکون فيها. 
القارئ مع مدینته. ومن عناصرها التعامل مع علاماتها كما لو Wii‏ قصيدة» فيها من 
الجمال ومن البلاغة ما قد يفضي إلى «المتعة» التي تبلغ مع بارت درجة Pal‏ 
وحين ترى في المدينة قصيدة» قد تتحولء آنت القارئ» إلى مكان عام» LE‏ داخلك 
الكلمات والتراكيب» وبقايا الصیغ. آنذاك تسقط بالقوّة كل اللسانيات التي لا تؤمن 
الا باخرف وبالکلمة وباطملف ونزدحم داخلك حمل آخری» ثقافية هذه الرت 
تتجاوز الکتوب» تُصنع من ضجیج الشوارع والساحات العمومية وحركة الاس في 
ذهاءهم cols‏ ومن تقسیمات الدينة؛ تلك التقسیمات آدرکها کلود ليفي ستروس 
في قرية البرورو» إذ درس الجال Les‏ دراسة دلالية. وراودها كذلك فیکتور هيغو 
(Victor Hugo)‏ فى أحدب نوتر دام (Notre-Dame de Paris)‏ فى | ان مفاصلها فى 
نص سماه «هذا سيقتل ذاك»: هذا يعني الكتاب سيقتل 45 الصرح (المبنى)؛ 
ليجعل بذلك من المدينة كتابة ء Les‏ فيها بين الكتابة باحجارت والكتابة بالورق. 


Late SIL حيسي‎ al eee he ا‎ 

اجتماعي ورمزيٌ» جسد من النصوص الاجتماعية الم تخاطبنا ونخاطبهاء 
نتخاطب من خلالها وفیها وعنها, تقیم فینا» ونقیم فیها تسکننا ونسکنها. ومع 
Ets‏ تفر تیا مرّ الكرام» دون التوقف عندهاء ودون أن نحللهاء فهما وتفسیرا. 





Roland Barthes, Oeuvre completes, 5 tomes (Paris: Seuil, 2002), tome 2: 1962-1967 p. 1280. (Y) 


Roland Barthes, «L'Empire des signes,» dans: Ibid., p. 128. (¥) 


4۹٤ 


في الدينة رموز اجتماعية مستخلصة من سيرورة التاريخ وسیرته» لا نكف عن 
ستعمالها واستهلاکها ولکننا لا نفهمها ریا ولا نبني آنساقها سیمیولوجی 
ولا نصفها فینومینونوجیا» VEN‏ بدیهیات حیاتنا الیومية» ویقینیات العیش 
الاجتماعي. ii oo‏ هب عا SI LC NT‏ على معنی 
إحصاء مكوّناتهاء بشرأ وحجراً وعمارة. 


إن أي حاولة لإنشاء سيميولوجية المدينة» أو إخضاعها لأيّ شكل منهجی 
من أشكال التأويل» ليعتبر مشروعاً eM Ge‏ 
نها من بناءات وعمارات» دون آن نقوم بعمل بنائي من درجة Ji cast‏ هذه 
للرة آنسجتها الرمزية وما تراکم Les‏ من علامات لها تاريخ وجغرافیا وأصول 
اجتماعية. ولعل العلامة هي آخطر سکان الدينة» وأکثرهم مقاومة للژوال 
والنسیان. فکم من رمز تارخي حال دون احتواء الدينة» أو بعض منهاء من قبل 
ذرائعية القطاع اخاص واستئماریته. وکم من عناصر sal‏ والهيمنة شلتها ر مات 
الدينة وطقوسها. فحفظت هيبتهاء ودافعت عن هويتها. Ji‏ يضطر المستعمر 
الفرنسي في تونس إلى أن يبني مدينة أخرى حديثة في المستنقعات» موازية 
للمديئة العتيقة بنسقها المغلق في وجه كل غريب» وبعد أن صدته أسوارها 
وصورها ورموزها التي تأبى الفناء والتاکل؟ 

الدينة بعد هذا وذاك مبتداً خبره ای نقافة وهوية ونارخا وأوضاعاً 
اجتماعية. وعبرة هذا الخبر لا یمکن ولوجها الا بالعين التي تری ما هو باد للعیان 
لتبلغ الأنساق الکامنة. مدننا العربية تحتاج إلى فینومینولوجیا تصف أبجدية الکان. 


في الدينة أمكنة حيّة» ناطقة کالبشر لها آسماژها وأفعالهاء ووجوه تری 
وتحدق داخل مساحات من العتی. وکلما انتقلت من جغرافیا إلى أخرى» تغيّرت 
الق لمات وتيت العلامه لوس الكان : فضدلن الث 
ولو ظرفيًاًء Lans‏ لحالة المكان» وما يفرضه عليك من حالة نفسية واجتماعية 
تسطرها علاماته. والدينة لغة نقرأها في هذا النصض مع «احترام» قواعدها 
ونحوها وصرفها. هذه اللّغة تبنی من الأرصفة» ومن سلوك الارّة فيها» ومن 
مفاهي دخلت حيّز الرصيف واجتاحته» ونهشت المسير فيه والسار» ومن 
AR‏ الإشهارية» وهي ai‏ بلا ضوابط » وبلا ذوق مبالغات البلاغة دفاعاً 
عن الملكية» ومن ألوان المدينة التي طغت E‏ ألوان السياسةء وألوان العم 
الوطني بخمرته وبياضه. ولغة المدينة أيضاً تُنسح وتُطرَرٌ في تقسيم المساحات 
والفضاءات begi‏ وشوارع وأحياء وفروعاً وتفرّعات. وقد ترتطم پا Lai‏ في 


۱۹۵ 


ما لا معني له» حين تبحث عن قلب للمدينة» عن وسطهاء فلا تعثر عليه 


La‏ مدينة تونس التي نحاول هنا أن نبني سيميولوجيتهاء رغم اتكائها عل 
خيوط قليلة وهشّة» لشدة ما فيها من تشابه» حتی في لون العمارة» ولباس الارة 
المتكرّرء واختلاط الشرق بالغرب. لكأمًا بلا جهةء وبلا وجهة. إلا عناد 
اندوران في الفراغ. هذاء طبعا إذا استثنینا الصور الانتقائية» التجميلية للواقع. 
أفلم يزدر شاتوبريان (Châteaubrilland)‏ هذه المدينة ليستثني منها CU‏ ۳ 
الوحيد في رأيه الذي يستحق الك ؟ وم یأت إليها بعد ذلك بقرن أندريه جيد 
(André ۳9‏ باللامبالاة وبالمركزية الأوروبية (Ethnocentrisme)‏ نفسهماء فلا 

ء يستهويه Les‏ الا قرطاج وبعض الآثار الرومانية؟ وهي صدمات لطالا نقلها 
Les ۳‏ مسافات فاصلة بين الصورة والواقع ou‏ 


انا : مفاصل کبری في الدينة 

حینما تهمٌّ بمغادرة الدينة العتيقة» الدینه التاريخية بمرجعياتها العربية 
الإسلامية» نحو الدينة الحديثة أو «الدينة الأوروبية»» حسب ما هو متداول زمن 
الاستعمار الفرنسي» ترتطم بمدينة ممتزجة يتصارع فيها معمارياً العربي بالغربي, 
صراع يخلق حالة من السكيزوفرينيا الاجتماعية» إذ الفاصل رهيف بين هذين 
العالمين. تتقاطع ني البداية مع السفارة البريطانية التي أخذت Lois‏ المدينة 
التاريخية» يوازيها «نبج الكوميسيون» الذي يذكر بمسوّغات الاستعمار. هذا النهج 
يحمل اسم يد التي جاءت تم لعاکید عجز الدولة عن سداد ps‏ 
الغربية» ثم LE‏ خطوات لتدخل «باب البحر»» حسب التسمية الاجتماعية» BB‏ 
به باب من أيواب فرنسا (Porte de France)‏ یکرسه الاستعمار» و کر به البطاقة 
Du‏ عبر رسالة لسانية <«Tunis-Porte de France»‏ فیتحول «باب فرنسا» في 
دلالة أولى إلى طقس من طقوس العبورء يستوجب من «الأهليين» انحناء قصريا 
يفرضه القوس» مثله مثل طقوس الولادة والوت والرّواج» أو كأنه «العتبة» التي 
ترمز إلى نهاية مرحلة وبداية أخرى. ويتحول في دلالة ثانية» ضمنية» إيحائية هذه 
coli‏ إلى «عروة وثقى» Ë‏ تونس نحو فرنسا وتشدّها إليها بواسطة حرف «النون 
UN)‏ تدخل إثر هذه التوطئة التفسية التي تفرضها هيبة الاسم واستراتيجية المكان 
إلى شارع فرنسا. كل هذا السطو على الکان. وما في ذلك من سلطة رمزیف 





Abdeljelil Karoui, La Tunisie et son image dans la littérature française du 1 «فو‎ siècle et de la (4) 


I° moitié du 20: 1801-1945 (Tunis: S.T.D. [Société tunisienne de diffusion], 1975), p- 7. 


١4 


تتكس مرة آخری Jet‏ هندسة معمارية في المدينة الحديثة» جسمها الكنيسة 
الغنية بکل شيءء فنا وهندسة وعمارق إلا بالئاس. اما رمز قبل أن تکون الا 
العبادة» فنادراً ما تكون مفتوحة بل إن المارّة من التونسيين یتخذون منها مسافة 
با ous‏ فيها من قتامة على حسنها المعماري. تناظرها في الحهة المقابلة «السفارة 
الفرنسيّة» بحيّزها المجالي الممتد. ولكن الهيمنة المادية والرّمزية على الکان» سرعان 
ما تفتر وتتقلص. فأنتَ» في نهاية الأمرء تتحرك في أحضان «شارع og‏ 
أكبر شوارع تونس العاصمة حياة وحركة وانّساعاً؛ بلاغة بأكملها تفرضها جغرافية 
الكان وتقسیماته وتناظراته» بلاغة تذگر هيبة الدولة وقوتهاء رغم تعدد أبعاد 
الدينة وحضور الآخر فیها. هنا الآخرء وضمن هذه السیمیولوجیا مكوّن من 
بکزنات الأناء ولکنه لا يستطيع إلغاءه. تعيش في هذه الجغرافيا الرمزية تقاطعات 
المتوسط بمختلف أبعاده : الأفريقية ««Hôtel Africa»‏ والغربية «Le Palmarium»‏ « 
والعالمية ae . «Hotel International»‏ ما كوس الخطاب السياسي هذه 
الامتدادات في «الشخصية التونسية» أو «القومية التونسية» خلال الج 
البورقيبية» مرحلة كان US‏ بها JEE‏ بورقيبة وهو على صهوة جواده. بني هذا 
E de‏ اسر تفیل else‏ اا الد ت 
لتونس. وها هو اليوم المكان نفسه قد صار ساعةً تشهد على مسار سياسي آخر 
أقل تفاخراً (Snobisme)‏ هي ساعة «التغییر» لعهد بدأ يوم ۷ تشرين الثاني/ نوفمبر 
۷ عاش فيه «الحزب اخاکم» لحظات من القوّة عبّرت عنها عمارة شاهقة له 
هي الاعلی والأکثر بروزاً في الدينة. 


هکذا يبدو في هذه الترسيمة الأولى أن لا شيء في الدينة وضع اعتباطاً بل 
إن المدينة تفرض عقلها ومنطقهاء فتنظم وتراقب من خلاله الناس» وتفرد لكل 
واحد من آهلها فان Lt, Galaria‏ الانصیاع والخضوع. ولكنّ et‏ 
أهل المدينةء یتملْصون فى صمت من هذه الامتثالية عبر تغییر التسمية والتلاعب 
che‏ وعبر التحکم في النظرة والرّؤية. فالتونسي Se‏ قلما ينظر» فیری الکنیست 
He pe‏ الهندسية » ولا يرى السفارة الفرنسية التي تناظرها إلا عند الحاجة إلى 
Sel‏ مه ابروکسیما ((Proxémie)‏ یاکملها على رأي إدوارد هال؛ يقيمها 
التونسي في شارع بورقيبة مع المؤسسات والأمكنة» فله نبجه في إعادة تلك الفضاء 
والأشياء والسّنن (Codes)‏ يقترب من فضاءات وأمكنة ويتجاهل وجود أخرى. 


ثمّة مفاصل جديدة هي الآن بصدد التشکل تقام على ضفاف البحيرة برأس 
مال خليجي اس > تنسج فيها علامات قائمة على تناظر الأضداد كهذه الثنائية 


۱۹۷ 


الإشهارية: : ميامي/ الخيمة » أو كإقامة مركب تجاري جديد (Carrefour)‏ تطلب بناژه 
A‏ المكان والتخلص ره تن ما كان رد فيه إلا من à si;‏ لولي صالح. 


ثالث : الزصیف 


الشي خارج الرصيف معاينة أنثروبولوجية تتكرّر في المدينة التونسية. فهذه 
الوجوه المنفية في دواخلها الواعة من شذة الاحساس بالضیق. تابن الانحسار 
في فضاء الرّصيف الضیق بعد أن تم افتكاكه من قبل الخاص والعام» وتسلیعه 
وفضم آجزاء منه بذريعة أو بغیرها. هنا الرّصيف لا حرمة له إذ یمکن افتکاکه 
في كل لحظة. ai‏ محال ل «الترفکة) (Trafics)‏ بمختلف آنواعها وأشكالهاء تباع 
فيه الشلع وتشتری» وال gey‏ العلاقات الاجتماعية وإعادة انتاجها علاقات 
عابرة ee‏ ودائمة أحیانا آخری. هو في ظاهره فضاء tele‏ وفي باطنه فضاء 
خاص يستحوذ عليه مالك المحلّ أو ساكنه. فالرّصيف ذا dle‏ للصّراع بين 
مختلف القوى الاجتماعية التي تتحرّك في الشارع وتتعايش فيه وتعيش منه. . 
يراهن على افتكاك بعض منه» وقضم ما يوازي ale‏ ويبدو أن هذا راجع؛ في 
وجه من وجوهه. إلى غياب الوعي بمعنى الفضاء العام الذي لم يترسّخ Le‏ 
وسلوكاً وممارسة في الثقافة العربية. 

ولكن الرصيف» مع ذلك» يستعيد بعض استقلاليته النسبية» وبعض سماته 
وملامحه المدينيّة» إذا مررنا من الأحياء الشعبية إلى الأحياء «الراقية»: فى الشعبى 
يختفي الرّصيف أو يكاد» وفي الراقي» من الاحیاء یستعید حرمته ومساحته» وینشط 
معه منطق الدينة وثقافتها. في «حی التضامن» مثلا» آکثر الأحياء شعبية واکتظاظا 
ينتهي الرّصيف ويغيب» ليتحول إلى dle‏ مشكالي (Lieu kaléidoscopique)‏ منمنم 
وشديد التنوع. أما في «سيدي بوسعيد» أكثر الأحياء التونسية تنظيما وثراء 
وجمالاء فللرّصيف طقوسه وقوانينه وضوابطه. 

لقد أهملت الدراسات التى اهتمت بسوسيولوجية المديئة عامل الرصيف فى 
تعريف المدينة» والحال se sd‏ لعفيو وا لأنه يمنح à SI‏ 
للعام على الخاص. أما في مدينة تونس» وفي وجهها الشعبي خصوصاء فقد 
استولى اخاص على العام» وكاد الرّصيف Les‏ يتحول إلى سوق بما فيه من 
مضارية ومنافسة وروابط من القوة لا تراعي إلا المصلحة الفردية. 

إن غیاب الرّصيف أو حضوره هو معیار لدرجة التمدن. ولکته أيضاً معیار 
لكثافة أو ضعف قدرة آفراد الجتمع وختلف مکوّناته على التكيّف الاجتماعي؛ 


۱۹۸ 


وعلى صيانة قواعد التضامن الجماعي. يشهد الرصیف على درجة العزلة الاجتماعية 
والنفسية لأفراد يتحدثون إلى أنفسهم عن أنفسهم بصوت عالي. ويشهد كذلك على 
درجة الاقصاء الاجتماعي لهمشین اتخذوا من الرصیف سكداً في Ji‏ وفي 
it‏ وخبرنا Lee‏ في الجتمع من عنف رمزي agile‏ [خباراً یقف عند 
التفاصيل الدقيقة التي قد لا نعثر عليها في عفویتها إلا في هذه الساحات الفتوحة 
والمكتّفة بالعنی. هذا العنف يترجم إلى Le‏ ماء مظاهر الإقصاء و«التوصيم) 
(Stigmatisation)‏ التي تنتجها المؤسسيات الضاغطة على الررّصيف» وعلى الحياة 
العامّة. يصل الضغط إلى حد افتكاكه والاستحواذ علیه » Le‏ يجعل «العامّة») من 
الاس تنفر منه وتسير في ذهابها وإيابها خارجه. وداخل الطريق لأا لا تطمئن 
إليه. ثم à‏ كذلك دخل حيّز الصراع وبدا مجالاً للمواجهة بين من يملك مساحة 
ومكانة وقدرة» ومن لا يملك. 


وفي جدار الرّصيف تعبيرات تدل على الفوضى الاجتماعية (Désordre‏ 
social)‏ كالخربشة (Graffitis)‏ و«الإمضاء». ومختلف أشكال التعبير على الجدران 
التي ينظر إليها مؤسّسياً كأفعال تخريبيّة «(Vandalisme)‏ فظة وغير مدنيّة 
”(Incivilité)‏ « إذ تتمرد على القواعد المألوفة فى الفضاء الحضرى» وتنكث قواعد 
agi‏ وتذير ظهرها للممنوع ورعم عفوية هله الخربشات ال تصم حدرال 
لرصیف» وما يحكم سلوك فاعلها من ارتجال. عادة يدخل فى مجال اللاوعی 
إلا أمّاء ورغم اختلاف الرّهانات والأهداف» تشبه في نزعتها المتمرّدة ما كانت 
مارسه احرکات السرية من نشاط خفن» یرد الجدار مجالاً للتعبير والاحتجاج لحظة 
الازمات السياسية الکبری. 


ویبدو أن هذا السلوك التوتر «اخربشة» يتحول البوم من جدار الرّصيف إلى 
السَيّارة» التي آضحت عرضه لعُدوانية «الخربش» وتعبیراته الضاغطة بما فیها من 
کبت جنسي أو هوس بفريقه الرياضي الفضل في الغالب. إن افتکاك الرصیف هو 
في آخر التحليل» اقتکاك للمجال العام» بالعنی الهابرماسي للکلمة» أي حلبة 
التقاش التي یتشکل فیها الرأي العام ویستوعب مشاغل الاس وهمومهم. فالتقاطعات 
الاجتماعية في الرّصيف یمکن متی استقرّت وترسّخت أن تساهم في بلورة الرأي 
العام. آما الاستحواذ cale‏ فقد يفضي إلى مراقبة صياغته الجماعية بخنق فرص 





Raymond Anny Block, «Du Tag au Graffi Jusqu'au presque murales,» dans: La Rue, sous la (0) 
direction de Jeanne Brody (Murail: Presses Universitaire du Murail, 2005), p. 265. 


۱۹4 


التداول في of NI‏ وتبادلها حول القضایا السا Os‏ من خلال النقاش العام. 


وضمن هذه االة الجالية اقا التي ضاق فیها cine‏ في الأجزاء 
الشعبية من المدينة» وافتکت معه السّاحات العامة من قبل وسائل النقل والبلدیات 
والإدارات» قلت محالات التهدثة التي كانت تبجع فیها المارّة» حتی بدت المدينة 
دون حقيقة اجتماعية» ودون مركز تتجمع فيه وتتکثف قيم الدينة وروحيتهاء 
حركة دوران في الفراغ؛ ودون وجهة Ale‏ محددة» تذكر بمدينة طوكيو التي 
رسم ملكة علاماتها رولان بارت . 


طوكيوء كما رآها بارت» لها مرکز» ولکثه فارغ. فكل مدينة تدور حول 
Jle‏ حرم » ولامبال. والمركز هنا فكرة متبخرة في مدينة بلا عناوين»› مكوّناتها 
تتسم بخفاء الاسم. كذلك هي مدينة تونس بلا رصيف» وبلا وسطء إلا من 
شارع كبير هو «شارع بور قيبة) الذي یقسمها شطرین ؛ ولکن دون دلالة تداكو 
الدال والدلول إذا تعلق الأمر بالدينة الحديثة. فليس فیها ما یعلم ب «تونسیتهاا 
عدا العَلّم الذي يحمل آلوان احزب. آما الدينة العتیقة» فقد تصخرت فیها العلامة 
هي أيضاً واجتاحهاء بعد أن أفرغت من أهلهاء ما يشبه حرب الایقونات 
(وعصعفاههممع1) . تتآكل العلامات فى هذه الدينة الأثرية بعد أن تقطعت أوصال 
السيرورة فيها» واستبدلت وظائف مؤسساتها التقليدية بوظائف جديدة تحديثية. 


وال جاتب افتكاك ao‏ والاستحواد cale‏ تنزع الساحات العامة إلى 
الاختفاء هی آیضا: «ساحة العملة»» «ساحة باب الخضراء»؛ الا الساحات التی 
تحمل رمزية سياسية» Gb‏ بالقابل dé‏ وتتوسع؛ کساحة «القصبة» الحاطة من کل 
الجهات باهم مؤسسات الدولة» من قبيل الوزارة الأولى. القصبة رمز لهيبة 
الدولت ولأا كذلك» میّی فيها العَلّم يومياً. 


راا تحر الاشهار à‏ الدينة 
یز الطاب الاشهاری العونسی (الدعایة)» cale‏ ما لا dites‏ 
فيتللاعب بقو آعذها ونحوها وصرفهاء ليخلق نحوه الخاص. ومن atel gs‏ الخروج 





Roland Barthes, L'Empire des signes, les sentiers de la création; 5 (Paris: Flammarion, 1970), (3) 
p. 374. 


من المذكر إلى Li a‏ للتأنيث Le‏ التذکیر. فضمیر الخاطب المذكن «أنت» 
For‏ لغة الإشهارء يتبع في ذلك نشاط اللغة في المدينة التي يغيب 
Lei‏ التذكير» إلا لمن كان حديث العهد بها وباستعمالاتها. Di‏ الإشهار, فلا gus‏ 
إلى الإضافة ا ا القاعدة العانيك في الاستعمالن الاجتماعي ot‏ في 
الدن التونسية (أما ريفهاء فالتذكير فيه هو القاعدة حتى للمؤنث). وليس هذا 
Are‏ المرأة على الرجل في الخطاب الإشهاريء إنما التأنيث المطلق 
خاصية مدينية استوعبها الإشهارء فتحول إلى علامة من علامات المدينة» كهذه 
العلقة الإشهارية لنوع من الشكلاطة: «إنتِ اللّي HSE‏ 


النحو في اللّغة جملة من القواعد الصّارمة» المتواضع عليها. پرذها الإشهار 
مرنة ومتحزکة. OY‏ عقيدته المباغتة» وغير المتوقّع والعابر» سباق لا ينتهي من 
أجل شد الانتباه والتحكم في السّلوك الاستهلاکي» إلى امد الذي يمكن معه أن 
تتحوّل البضاعة إلى كائن حي TO‏ للاأنسنة. 


كل شيء جائز في الإشهار. بصرف النظر عن القواعد. Seite‏ 
والتصريف الإشهاري GAL 9 Tad an‏ الإثارة ونجلب الانتباه. فالهمزة مغلا 
قطعيّة في كل الأحوال سواء كانت أصليّة في جذر اللفط أو لم تکن؛ من قبيل 
الأمثلة التالية : : il‏ دجاجء إلعب وإربحء متعة الإنتعاش» الياغورت Hi‏ 
يقويك. وقد يكون مرد د الإصرار على الهمزة القطعية دون الوصلية طلب التصديق 
في جودة البضاعة. مراد قد تعجز عن إبلاغه همزة وصل. 


والظاهرة الإشهارية» هناء تقوم على عناصر وصيغ لعلها من خصوصيات 
الإشهار التجاري التونسي» ومنها النفور من الفصيح في cali‏ فيلوذ بالمنطوق 
احترازاً؛ تما قد يفضي بالعبارة إلى JM‏ على اللسان Se‏ النظر عن سلامة 
all‏ بحثاً عن نوع من الجناس يكون فيها للجملة À‏ بقاع قد يسهّل ترشخها 
وییشر حفظها من قبيل : (الیاغورت di‏ يقويك وسومو مع أن 
اماس "قل iles‏ العربية منذ عصر النهضة. 


ريظل المدهش في كل هذا 25 الهمزة حتى في غير موضعها. فتوجد أحياناً 
بالقوت وإن À‏ تكن من جذر الا وتكمن المفارقة في | اعتماد التخفیف 
والتسهيل في الجملة الإشهارية» إذ يلجأ إلى نشاط اللّغة في استعمالاتها الدارجة 
والنغاضي عن اللسان الفصيح من جهة» والتشديد على الشدة ونبرُ الهزة في 
الغالب من جهة ثانية» لكأننا بالشَّدَة والهمزة تبدوان من أقوى العناصر الإقناعية » 


الاغرائبة التی تستوقف SU‏ وتشد انتباهه. يدخل الإشهار» أحياناًء فى مسالك 
وعرة» عنوة أو اعتباطاً. فالهمزة كانت موضع خلاف فقهاء النحوء واستهجنها 
الزسول محمد E (PE)‏ ان كد باه في قولهم اانبيء الله»ء فاستعظم 
بعده أهل المديئة الثبر. عل آن القر آن الکریم؛ وهو mt‏ للهجات عربيّة محتلفة 
Are‏ ونبر الهمزة à‏ جرى استعماله» Le‏ لدى القبائل الضاربة في بداوتهاء 

غير Gi‏ لا تنبر لدی آهل الدينة. أما الإشهار في مدينة co‏ ورغم نزعته 
التسهيلية» الشعبية» فإنه jog‏ ويغالي في ذلك اجا 


ومن عناصر الإثارة أيضاً في الاشهار اعتماد صيغ التعجب الضمّرة أو 
الختزلة في علامة ۰۷۱۸ وغالبا ما يقع تکرارها على هذا النحو !!!٠ء‏ زيادة في 
اثارة الانفعال إزاء بضاعة ما ولاثارة فضول القاری الاکتفاء بنقطة الا ستفهام ۱( 
على اللافتة الإشهارية» ثم توضیحها بعد مذة. وهنا يكون غياب الرسالةء رسالة 
في Le‏ ذاتهاء فراغاً دلالياً ينبت محتوى بمجرد إخفائه. if‏ نفي التدلال 
(Négation de la Signifiance)‏ فصد تكثيقه. 

فى مدينة تونس لغتان تتصارعان على افتكاك المجال: لغة فرنسية یراها التاجر 
الانسب لترویج سعلته. ولخة عربية مكملة للعبارة الفرنسية وتابعةالهاء رغم انب 
تحتل EH‏ الأكبر في مساحة العنوان الاشهاري» وما كان لها أن توجد على هذا 
النحوء لولا القرارات البلديّة التي تمنح الأولويّة في الكتابة الإشهارية للغة العربية. 
ولكن التاجر يْصرٌ على قلب الأولويّات بضروب من التحایل ترد الفرنسية» بدافع 
ذرائعي» أكثر مقروئية ووضوحاًء كأن تكون العربية جرد LUS‏ صوتية لأصل 
فرنسي. ولا بهم سلامة نضّها من أخطاء التحو والرّسم والترحمة إلا ما تعلق بالنض 
الفرنسي» فإن pe‏ صوابه» لكأن بالخطأ عربي في اللغة الإشهارية في 
مدينة تونس» والصواب ما كان Ai‏ پنسحب هذا de Lal‏ الأحداث البلاغية : 
العربية تقريرية مباشرة في لغة المدينة» والفرنسية استعارية مجازية. 

وبصرف HN‏ عن متغيّر اللغة» عربية أو فرنسية» مروراً إلى متیر الجغرافيا 
الاجتماعية؛ فان اللّغة الإشهارية تصفوء فتصبح أكثر قدرة على البلاغة والتبليغ في 
الأحياء الراقية. ويقل صفاؤها ويصير أكثر مباشرة كلما توعلث في الأحياء الشعبية. 


هذه العناصر يتقاسمها النص الإشهاري في مدينة تونس» بصرف النْظر عن 
الجغرافيا الاجتماعية. أما العنصر الفارق فيه» فصفاء في اللغة» وجمال في 
حواملها (اللافتة الاشهارية) وعناية بالاستعارة في Le NI‏ الرّاقِيةٌ ) لتصبح ali‏ 


۷۲ 


قل صفاء وأكثر عرضة للأخطاء كلما اقتربنا نما هو شعبي من الأحياء. 


وبصرف النظر عن هذا التغیر السوسيولوجي الهم فان لغة الإشهار في 
الشارع التونسي لا تقیم وزناً للتمييز السوسيري بين اللغة والکلام بل اما ?> 
فد له یه ین ES‏ . ما يقال في الاستعمال يثبته الاشهار لغة 
لها منطقهاء ON‏ عامّة الناس في تونس يرون في الفصیح «غراثبیا» UD‏ من مکان 
آخر). ولهذا LE‏ العبارة التالية التي انتجتها «اتصالات تونس» دون أن تثیر 
استهجانا: «شرزجی بدینار!. ils‏ في اللغةء أعلى ثقب الاست. 

EST ۱‏ لغیر التوفع تقفز إلينا فجأة» حتی تصل إلى 
حد الحركة العدوانية» لقلة الحرفية فيهاء وحداثة التّجربة الاشهارية في الشارع 
التونسي. وعدوانینها تکمن في استفزازيتها للقدرة الاقتصادية من خلال «وظيفتها 
الإيجائية1 التي تلوي ذراع الستهلك» وتستهدف تعدیل سلوکه كتأكيد قيم الأناقة 
والنبل والأفضلية والتخبة. فالناس هم ما یشترونه أو بالأحرى ما يستطيعون 
شراءه» وإلا فهم في الهامش» في أدنى السلميّة الاجتماعية. إنها لغة الأقوى التى 
لا غير اهتماماً لاختلاف القدرات والامكاناق» ولا ينها ha‏ رالضوات» بل 
تدير ظهرها للواقع الوضوعي لتخلق عالها من خلال النماذج بتحريك الرغبة 
وتا e‏ عر ls‏ 

لا يدافع الإشهار عن علامات واقع فعلي أو ممكن» بل يبت واقع العلامة 
التي غالبا ما تكون علامة الأقوى» لتتحوّل بفعل التكرار إلى واقع فعلي لا یتورط 
فيه الستهلك بصرف النظر عن انتمائه. إنه ضرب من الدمس أو التسطيح 
الاجتماعي الذي يعادي الفروق والتنضيدات» فيجعل من الفئات والطبقات 
مجتمعاً استهلاكياً واحداً. تلك مؤامرة الاشهار التي توخد الناس» جميع الناس» 
حول العلامة والشّعار باعتبارهماء في mulet de‏ مش LT‏ 

ومؤامرة الاشهار تدور رحاها على الجدار؛ فهي مكتبة الشوارع. فكل يحاول 
افتكاك حيّزه بتکبیر الصورة على طوله وعرضه؛ ما دامت الأحداث البلاغية» Ite‏ 
واستعارة وکناي قليلة في النص الاشهاري فیلجاً إلى غطرسة الحجم. ورغم قلة 
الاشکال البلاغية؛ فإنها تنحصر خاصّة في الأحياء «الرَاقیة» دون سواها. 


تكاد لغة الاشهار تبتلع الشهد الديني ومختلف أنماط التعبير فيها. ولكنه 





Jean Baudrillard, «Sociologie de masse» dans: Encyclopaedia universalis, 28 vols. (Paris: (¥) 
Encyclopaedia universalis, 1995), p. 82. 


Yey 


اعدو اودجي وسرعان ما ينسى » ففيه تكريس للأشكال السطحية : «الدينار 
كسب صحتوا «تزمر في ال «(f«Feu rouge»‏ «اليوم ال ۱ Lee (TAXE)‏ حنّى 
ne‏ از F۴۳‏ «بنتھا تلم العایلة». «مغروم بالتقرمیش» امبروك من 
زادلك». وفي هذا تراجع للصور المجازية» واكتفاء Le‏ هو تقريري مباشر. 1 
نمط rl‏ الهیمن 6 » لكنّه (سديمي بلا قواعد»» وبلا ضوابط في النحو والرّسم. 
يتحدث حان بودريار عما نسمية (الإشهار الصفر»؛ فیقول : oh‏ ما نعيشه اليوم 
هو ابتلاع نمط الإعلان لكل أنماط التعبير الافتراضية» فكل الأشكال ل 
الأصيلة» وكل ١‏ الكلمات المحددة مبتلعة في هذا النمط لأنه بلا عمق وفوري 
وسريع النسيان. إِنّه اتتصار الشكل السطحي. اد الأدنى المشترك لكل مدلول. 
درجة صفر في المعنى» انتصار تراجع المعنى لكل الصور المجازية. انه أدنى شكل 
لطاقة ال òl‏ هذا ان uit pae‏ وقوري 9 ولا مستقبل 
ولا حول مکن» يغلب كل الاشکال الاخرىء لانه اخرها» . 


اسسا السار ة الك نة 


الان ناسا ف اعا ا ل لكة تفارقة اللعة + اه 
خفية خلف Je‏ ومنهاء وبما فيها من متمّمات انعكاس الأنوي النرجسي 
«(Projection de Lego)‏ في سياق بدا فيه الاستهلاك نمطا Le‏ من الروابط مع 
الآخرء يتجاوز الممارسة المادية وفينومينولوجيا الوفرة والبذخ» ليصبح جوهرا 
خالا معنى » Le‏ العا السيارة liy‏ المعنى › ضرب من العلاقة 
مع الآخر» تموقع» روابط من القوة والمنافسة والرغبة في الهيمنة أو في الإقناع 
بالوجاهة في اد الأدنى. يرى جان بودريار أن امتلاك السيّارة هو بمثابة شهادة 
مواطنة» وتمثّل فيها رخصة السياقة رسالة مصادقة على نبل هذه الملكية. ويتخذ 
سحب الرخصة وقغا ا دون هعثاءه والسرعة حبن 
القدرة على تجسيم عبارة «يطوي الارض El‏ فهما مصدر لخبطة دینامية "۲" 
ناتجة من اختراقات وتحكم فى الزمان والکان. والسيارة كذلك Ene Le,‏ 
مضمرهء يتأتى المعنى فيه من علاقة جدولية غائبة» ولكنها متلازمة في الحياة 





Jean Baudrillard, Simulacres et simulation, débats (Paris: Galilée, 1981), p. 131. (A) 
Jean Baudrillard, Le Système des objets (Paris: Gallimard, 1968), p. 276. (4) 
AT نفسهء ص‎ ردصملا)١‎ *) 
NE نفسه» ص‎ all (11) 


العامة» آوضحها المرأة والس الا اة الت مؤيث» علاقة 
tous‏ متى اجتمع كان مدخلا لمارسة الجنس ولفنتازمات الذكورة. 


السّيارة حاضرة في الخطاب اليومي بكثافة. ما موضوع خطاب» OE‏ فيه 
بالرأة لحظة التذمّر من فرط الاستهلاك والتكلفة. المرأة مرهقة مادياًء وكذلك 
السبّارة بعد أن تحوّلت من بذخ إلى حاجة» مثل الأكل والسکن واللباس» وربّما 
اون Le‏ 

Ada‏ أن السیارة تنزع نحو الکف عن تغذية التمایز de‏ آن أصحت شتا 
عادياًء واسع الانتشار» وفي متناول آغلب الأصناف الاجتماعية. فمشروع 
السیارة الشّعبية» مثلا» في تونس» سمح بتملکها دون مدّخرات ودفعات 
مسبقة. LE‏ قلص بعدها التمايزي اجتماعیاً: بل إن «الشعبیة؛ قد أضحت قيمة 
تصنيفية تشیر إلى الشعبي الحدود الامکانات. Gi‏ العلامة التجارية» «فورد مثلاء 

فما زالت تحتفظ ذه الکفاءة التمايزية» كأن تمتلك سيّارة «غولف» (Golf)‏ هذه 
الکفاءة التمييزية یمکن بلوغها بالبحث في العلاقة الجدولية بين ختلفت. العلامات 
لتجارية الأخری التداولت Lelidles‏ بالاأصناف He‏ والعلامتان 
التجاریتان ««Volkswagen»s : «Jaguar»‏ تنشطان الخیال وقد تفسحان الجال 
للحلم. «Peugeot» g «Clio» Li‏ فمنتهکتان إلى حد ما يسبب الوفرة في الشارع 
التونسي. وال «هامر» (Hamer)‏ بلونها الأسودء مخيفة ومشبوهة» خاصّة بعد أن 
ارتبطت علامتها بقدرتها التدميرية في العراق. أضحت السيّارة في المجتمع 
الفرنسي منذ نصف قرن تقريباً شيئاً مبتذلاء في ما يقول رولان بارت» فقد فك 
الشحر عنها وفقدت ما كانت تتمتم به سابقاً من سحر وقداسة. فلم تعد بذخاه 
وكفت عن أن تمنح العنی؛ وأن تکون علامة. والسيارة كالخبزء إذ كان الخبز 
hé‏ في السابق بسلطة ميثولوجية قويّة» لأنه كان في قلب صراع العالم من أجل 
البقاء. وكان رمزاً لقاومة طغيان السلطة فى «انتفاضة CM‏ التي حدثت في 
تونس عام TE,‏ ألا ادوع Re‏ الميثولوجي ليصبح بلا دلالة؛ 
كما السيّارة التي لم يكيديا ال ]كات Clare as‏ وي 
دلك» g=‏ السبارة Les‏ هي فضاء داخلی» ae LÉ‏ وهي رديفة البيت بمأ 
تمنحه من استراحة وحرية تتقابل مع الإكراهات الاجتماعية» حتى إن السارة 
تتحول أحياناً إلى فضاء للحب Te‏ انين 





Barthes, Oeuvre completes, p. 231. 00 


السيارة تعوؤض اليوم الجواد الذي كان حكرا على النبلاء + si‏ الوجهای أي 
الخاصة من العرب خاصة إذا كان أصيلا. أما العامة التي لا رأسمال رمزياً لديا 
فلم يكن لها أمل في امتلاكه إلا إذا كان من «سقط المتاع». كذلك يمكن أن تكشف 
السيّارة عن تراتيبة اجتماعية» حتى إن التونسي» اليوم» يستطيع أن يصئف الناس 
بحسب نوعية السيّارة» إذ إن امتلاك بعضها اليوم يبدو حكرأ على فئة دون أخرى. 
على أن السيارة في حذ ذاتباء بما هي متاع» ليست أداة تصنيف بعد أن صارت 
رائجة ومستهلکة. ونزلت إلى «العامة» من الناس» إنما علامة السيارة هي التي منم 
القدرة على التصنيف والتمايز. فالسؤال التقليدي عن نوعية السيارة التى تتلکها 
يخفي سؤالاً عن مكانتك في السلّمية الاجتماعية» خاصّة بعد أن بات اقتناؤها 
منزوعاً من وظيفته» ومن غائيته الأصلية التمثلة في تيسير JE‏ لقد حلت علامة 
السيارة محل السيّارة وافترست غائيتهاء إذ خنقت الوفرة حركة المرور فأصبحت 
السيارة عبئاً ثقیلا على الحياة العامّة» وعلى المعيش اليومي» فلا يُتسامح إلا مع 
علامة السيارة الفخمة بمشهديتها المثيرة. يحدث هذا جراء فرط السوق وأنوميا 
الاستهلاك الذي ابتلع الفضاء احغرافي» والتهم ما كان للمارّة من مساحات ضيقة 
یتح ر کون فيها. لمهم هو تکثیف الاستهلاك» بصرف النظر عن النتائج. البنية التحتية 
للعلامة (الدال) قرّضت ولم يبق إلا مدلولها. ولا جال في السيارة» بما هي ثل 
عند الناس» ثنائيّة الدلالة الذاتية (Dénotation)‏ والاغاء «(Connotation)‏ فما JE‏ 
إلا الاحاء الذي التهم مستواها الادي الملوضوعي» الباشر. 


E‏ زرا لدت 


الصور 4555 رغم أنها ليست سوى أيقونة» تخلق وتعيد الانتاج. وقد يصل 
بها الحذء ولو ue‏ إلى الساهمة في الخلق والتكوين» إذ جعلها ابن حزم 
ای طواف  LC‏ میتی ع as‏ تیان ا اليا 
تتحدد ملاه مح A‏ رئا لاف SD Labs tous‏ عن بعض 
القافة أنه ۳ باين اتود لابیضین . فنظر إلى أعلامه فرآه لهما غير شاك فرغب 
أن يوقف على الموضع الذي اجتمعا cale‏ فرأى فيما يوازي نظر المرأة صورة 


0 


آسود في الخائطاء فقال لأبیه: من قبل هذه الصورة أيت اناف" . 





OT)‏ آبو محمد علي بن أحمد بن حزم الأندلسى» طوق الحمامة فى الألفة والآلاف (سوسة: دار العارف 
للطباعة والنشرء ۰)۱۹۹۲ ص AA‏ 


في شوارع المدينة مدونة صور حمالة أوجهء بطاقات بريدية وصور اشهاریت 
قابلة لتأويلات ختلفة» متفلتة من كل تحديدية سوسيولوجية» فلا تفسّر ببعد 
واحد بُغني عن Li‏ الأبعاد. ولكتها مع gal‏ ورغم Li‏ حمالة أوجه» LB‏ قد 
تفي بعداً اتفاقياًء “Lis Lists‏ يعبر في Pol sis‏ عن رؤية طبقة ما» كانت 
وراء صياغة هذه الصور على هذا النحو دون غيره. وتزداد الصعوبة حدة حينما 
ننزع إلى بلوغ العلامات التي تکشف les‏ الصورة دون البحث في سوسيولوجية 
التفئلء أي في الاستعمالات الاجتماعية للصورة الفوتوغرافیة*۰ كما فعل بيار 
بوردیو في Š‏ متو سط Art moyen)‏ ): محاولة في الا ستعمالات الاجتماعية 
للصورة الفوتوغرافية. وهنا الصورة مع بيار بوردیو منظور إليها من زاوية 
الانتماء الاجتماعي الطبقي؛ فكل مدد مواطن القوّة فیها بحسب الظروف 
الاجتماعية الطبقية. هکذا تکشف عنده الصورة عن وظيفة اجتماعية ترتبط 
هابيتوس (Habitus)‏ الطبقة» على معنی أا ليست تسجیلا حرفیاً وموضوعياً 
للعام الرئي؛ بل تأویلا للواقع وفق رژية طبقية. فتکون الصورة فقيرة Li‏ لدی 
الضقة العمّالية» وتتکثف حالیتها الفئية لدی الطبقات العلیا على 45 هذه المارسة 
لدهم. بل الاستحقاق الاو لبیار بوردیو في تشریعه لعلمية الصورة 
الفوتوغرافية. فمع هذا ا OE‏ الضودة موضوع دراسة سوسيولوجية 
بعد أن كانت دون ذلك لقد ب" dose‏ الصورة نهدا تعاقدیاً یکشف عن وظيفة 
اجتماعية ترتبط مابیتوس sl Er‏ الانتماء ا الاجتماعي هو الذي تحدد الممارسة 
الفوتوغرافية. آما صور الشارع في الدينة التونسية» فلا تفرز فروقا طبقیة بل 
تبدو كتلة واحدة تتغاضی عن الأصول الاجتماعية والجغرافية للناس» وتراهم 
بعين قوية غالبة» فلا تری الا ما يؤمن مصلحتهاء ويؤكد تفوقهاء ويعيد انتاج 
هیمنتها. وما عدا ذلك هوامل لا تعنبها؛ فتختفی من الصورة لتکون آبرز 
ی اه HSE‏ 


وهنا بالذات تبرز نجاعة الفهوم الباري «هوامل الواقع» (L’Effet de Réel)‏ 
أو «فائض الوصف» (Superflus)‏ وما يحدثه من تشويش على التمفصلات الکبری 
لبنیة؛ فاتض وصف. لكته مدل مساحة ضمن النسیج السردي"*» ویتمفصل 
في البنية کوحدة قابلة للتجرئة. کذلك هي صورة الاشهار والبطافات البريدية 





Pierre Bourdieu, Ce Que parler veut dire: L'Economie des échanges linguistiques (Paris: (1€) 
Fayard, 1982), p. 6. 


Roland Barthes, Le Bruissement de la langue (Paris: Seuil, 1984), p. 167. (\0) 


Yey 


تتلاعب بالواقع الحيّ وتشوّش cle‏ فلا ترى إلا أثره. . فبين الواقع ورؤية الوافع, 
à ee‏ وس ا du‏ تنافضاته وحیباته وتنضیداته 


وخاف slá>‏ الاسم الذي عبرت عنه مدونة الصور المدروسة» وهي تنتخب 
مشاهد من الواقع الاجتماعي أو من هوامله» يبدو أثر الواقع ا لرؤية مختلفة 
ا > بما فيهما من انتقائية قد تكثفان حضور 
أي عنصر مهمل» » ثانوي» وتغيّبان المجتمع نفسه. . المجتمع عينه غائب أساسي في 
مدوّنة الصور بتغيير المشاهد المحيلة إليه والتلاعب ما إلى حد تشويه هويتهاء فلا 
يمكن التعرّف إلى تفاصيلها. تذهب البطاقة البريدية بنا بعیداً في تقاطع عناصرها 
وألوانها وأضوائهاء وفي اختياراتها وإقصاءاتهاء فترى أرضاً لا بشر فيهاء وطبيعة 
فاقدة لطبيعتهاء ومتوخشاً بربرياً ناعمك فكأن الصورة تسعى إلى «إخراج الحيّ من 
الت فتخلق المتوحش يعد اتفراضه» وتحيد الاعتبان إلى الاتى بعد أن فك 
السحر عنهاء ونحيي المدينة العربية الإسلامية بعد موتها. وهي في هذا ترسم 
صورة محمدة للعال وتستحضر NE‏ حرله HE out‏ ی ار bE‏ و 
الاستعمار» وفترة الحرب العالمية الثانية» ور فنتازیا غربية باحثة عن تحقيق 
Era‏ ار ای ثقافة مجتمع (عجیب!۰ روجت له وكالات الاسفار, 
ولأنبا كذلك» ارضاء لثل غربية ما تزال تخضع مجتمعاً تحديثياً لتنمیطات ثقافة 
قامعة. تبدو Les‏ البطاقة البريدية» في ما تکشف ae‏ من ابنی آولية للدلالةا؛ 
l‏ إعادة إنتاج المقموع لثقافة القامع. 


والبطاقة البريدية» بما هي صورة عن المدينة» تطغى Les‏ إعادة إنتاج الهيمنة 
بتغذيتها لفنتازمات السيد الأبيض. هذا دور مجسّمه التونسي الأسود (الشوشان) 
الذي غالبا ما يظهر سائقاً لجمل يمتطيه السائح. LG‏ بلسان حال الصورة 
تقول: «تعالوا إلى طبيعة عذراءء جميلة لا جسام بشريّة فيها إلا لتأثيث جالية 
الد Le‏ نص الاموات ما دامت قد آلغت SLI‏ الاجتماعية والانسانية من 
مدونتها. الا من بعض العناصر الحيّة التي HE‏ بدورها لاعادة إنتاج صور بجع 
منذ الاستعمار في یال العمر القدیم. 


هذه الصور» التي تمثل عنصراً من عناصر الشهد الديني؛ توهم بالاخبار عن 
الواقع وعن هويّة العين التي رأته. ولكنّ العين التي تنظر لا ترى» أو لا تکاد تری 
الواقع» كما هو بتناقضاته وأبعاده الواقعية» إذ مقت الانعكاس والتمائل لتتلاعب 
بالوهم والفتازم فتخلق عالاً خیالیاً فاقداً في الغالب للمرجع وللعمق. تحرص على 


۹A 


أن تحجب المرجع الذي هو المجتمع وتكسر العمق les‏ فيه من سيرورة. يدير المصوّر 
T‏ لكل هذاء ليرى بعيني رأسه الثقافيتين. فيستعيد طبيعة لا طبيعة فیها 
وإنساناً متوحشاً آكلاً للأفاعي والثعابين» وجمالاً حلت محل البشر لكثافتها في 
الصورة تتكلّم وثرخب وتحب. فكأنما الجمل رمز الحياة في صحراء لا حياة فيهاء 
وكأنما الجمل طوطم› على معنى العلاقة أو التحالف أو الارتباط القائم على رمزية 
الحمل. تحبس الصورة التي تروج» وتبيع الصورة التي حملها الكولونيالي cle‏ بما 
فبها من مركزيّة أوروبية» أنفاس مجتمع فلا ترى حركته وسيرورة تطوّره. 


لا شيء في الصور البريدية المعلقة في المدينة ینبی عن نزعة واقعية» عن 
علاقتها بموضوعها. هنا تتکسر العلاقة بين الدال والمدلول» بين الصورة 
بموضوعها الذي لم يعد موضوعاًء حتى وان كان de‏ على قيد الحياة» والدينة 
ا استهوت جان eV ms‏ بتقاطع الأرض والأعمار والناس والطقوس» 
طبقات منضدة من التاريخ اي بما فيه من صراع من أجل الوجود؛ هذه المدينة 
بمشهدها الجدالي» الشهواني أحياناًء 5 Las‏ الصورة أثراً بعد عين. 
ilas ©‏ 

جاو هذا الفصل تعریف الدينة بغیر ما كان متداولاً من عناصر تَعريفيَة 
أهملت الرصیف والاشهار والسيّارة» فلم تر الا بشراً وحجرا وعمارة. لذلك 
كانت مقارباتها آقرب إلى الكم منها إلى الکیف. UN,‏ کذلك ۸ تتمکن من بلوغ 
الذلالة لتقف عند الستوی النفعي» الذي یقوم على وظائف الدينة واستعمالاتهاء 
دون الحديث مثلاً عن الانجازات البلاغية للمدينة والدینیین. فنادراً ما يُتطرّق les‏ 
إلى الدلالة التي تجعل من المدينة لغة حقيقية بالمعنى الحقيقي» لا بالعنی المجازي. 


إن مستعمل الدينة الذي هو نحن élus‏ لا يتنقّل في مجال ماديّ فحسب» 
بل في محال رمزيّ ودلالي فيه من النصوص الاجتماعية ما جعل من الديني في 
تنقلاته والتزاماته؛ قاركاً بامتیاز. هذه النظرة تدفع باجاه مقاربة دلالية للمدينة 
تراود لعبة العلامات» as‏ مقا فى کی واقتراباً من هذه المقاربة 
السيميولوجية» تبدو مدينة تونس بلا وسط يتكثف فيه المعنى. هذه المدينة يطغى 
فيها الخاص على العام Lee‏ فارغة بعد أن تکسرت العلاقة التارمخية نيرع الدال 
والدلول» خاصة إذا تعلق الأمر بالمدينة العتيقة التي اجتاحها ما يشبه حرب 





Jean Duvignaud, Le ça perché (Paris: Stock, 1976), p. 192. QU 


Yaq 


الأيقونات» تلك التي تقتل العلامة» فلا تترك إلا دوال لا مدلولات فيهاء لأن 
السيرورة هنا تقطعت أوصالهاء إذ استبدلت المؤسسات التاريخية بأخرى تحديئية, 
كأن تتحول مدرسة قرانية إلى مؤسسة للتكوين المهني. ضمن هذا التنكر للا هو 
LU‏ إشهار الدينة ما هو فصیح في اللغة. ویعرض عن نحوها وصرفها 
لیصوغ نحوه الخاص. على Of‏ بلاغته هي التي تحبي الیث من تاريخ البلاغة: 
كالجناس مثلاء هذا الذي یعود بقوق رغم تخلص اللغة العربية منه منذ عصر 
النهضة. ولکتها بلاغة تُوزْع حسب Role‏ اجتماعية من الاعلی إلى الأدنى» فكثر 
من الجناس والاستعارة والجاز في الرّاقي من الأحياء؛ وتقتصد في هذه الاشکال 
البلاغية حين الرور إلى الأحياء الشعبية والفقيرة. 


وكمحصّلة لكل هذاء يبدو الواطن هو الغائب الاساسي في تصميم الدينة. 
فبقدر ما dre,‏ الرصيف» يتكتّف معنى المواطنة» وبقدر ما يتقلص حيّزه» تتقلص 
معه قيمة الواطنة. الرصیف dle‏ عام يستوعب المواطن في ini‏ من لحظات 
وجوده الاجتماعي اليومي. وت مصمم المدينة صوره بطريقة أداتية 
(Instrumentale)‏ وظيفية تراعي النفعي ولا تعیر اهتماما لا هو عام. فالنطق 
الأداتي هو الذي یتصرف في الجال الديني» على حساب الجمالي والثقافی 
والوجودي واشضاري. هذه ار و في آخر التصنیف. وهتا» وضمن هذه 
العقلية الأداتية ‏ التقنية» يُسند إلى السيارة ما لا يُسند إلى البشر من حيّز عام. 

ولقد توقفت هله الدراست کذلك؛ عند ما عوك من انتهاك للعلامات 
التاريخية للمدينة» وما في ذلك من اعتداء: قد یکون غير واع على رمزية الدينة 
العتيقة. فالنازل التاريخية فیها بجمالیاتها «العالیة" تتحوّل إلى ورشات ومصانم. كما 
تمّ قلب المنطق الترابي للمدينة Li,‏ على عقب. فلقد صمّمت الدينة التاريخية على 
نحو تفاضلي ينطلق من الفضاء القدس فالنبيل» فالعاديی» وصولا إلى الهامشي 
أو الاخر التخومي. 

آما اليوم» فقد اضطربت» أو تعطلت» هذه التراتبية» ليصعد ما كان هامشياً 
إلى المركزء خترقاً «المقدّس» و«النبيل». بهذا المنطق الجديد تحوّل من كان بالأمس 
یسمّی «أعرابياً؛ إلى واحد من أهل المدينة» See‏ بثقافته ورموزه. فأدذى هذا إلى 
حالة من (Errance) tadh‏ تعيش فيها المدينة فوضى الرموز وحروما. 


۳۱۰ 


(الفصل GS)‏ 
البعد الخفي 


فهید 
یی الدراسة في هذا hawi‏ بعض عناصر الاجابة Lee‏ هو غائب فى 


الف السوسيولوجي العریي. وهو سژال یتطلب قراءة د لدونة هذا النصل. لکن 
هذا مشروع علمي لا یتحمله اطهد والوقت. فاكتفي بنصوص تصئف. عادت 
بسوسيولوجية السوسیولوجیا؛ آمکن معها افتراض أن ما هو رمزي في الانتاج 
السوسيولوجي العربي» يبدو آبرز ما هو غائب فيه» مع Of‏ مجتمعاتنا تبدو» وبشکل 
مفارق؛ غابات وعرة من الرموزء نمر بها دون التوقف عندهاء بعد أن صنعناها 
نالفناها» فعلقنا با وأعدنا انتاچها. فالعالم الاجتماعي» إذا شاهدناه بعين 
آنثروبولوجية تاویلیة» مع کلیفورد جيرتزء یتکوّن من آنساق رمزية تتفاعل. كذلك 
كان «الفهم» أيضاً عند ماكس فيبر» بلوغ العنی القصود Gl‏ من قبل الأفراد آثناء 
مارستهم لنشاطهم» وليس الفعل الاجتماعي عنده سوى سلوك دال 

أما كلود ليفي ستروس» فيرى المجتمع انتاجاً رمزياً» وليس العكس. عالنا 
الاجتماعي Lis e‏ بنسیج رمزي» ومع «US‏ ظل هذا البعد الأساسي غائباً في 
النص السوسيولوجي لحرن E E‏ غد لن ةه د ع 
من قبیل مثلا ما أنتجه جاك بيرك فى بعض ملفاته خاصة فى الشرق الثاني 
وه تحت وق ای و ی یه ی شيعو صن یلعای 
قارئاً وموولاً وناسجاً لشرق OÙ‏ ينطق فيه كل شيء عبر العلامة والرمز 

ومن الهم ملاحظة Of‏ هذا الغیاب في مدونة النض السوسيولوجي حدث 
في اللحظة التي تکثفت فیها الاستعارات الاجتماعية واستهلاك الرموز. 


ولئن تراجعت البلاغة الكلاسيكية بما هی فنْ إجادة القول» فقد عادت 


اد 0 مفهوم الخطاب قصداً» لما في القراءات السوسیولوجية الغربية للمجتمعات العربية من 
Jacques Berque, L'Orient second (Paris: Gallimard, 1970). o‏ 


۳۱۳ 





code‏ وبكثافة» في ما يستهلك Leg‏ من صور إشهاريّة بدأت تفيض بها الشوارع 
والفضاءات العموميّة. ولقد كان رولان بارت آوّل من بيّن أن للصورة 0 
بلاغتها القصديّة» فبحث في مرجعيّة المعنى الذي يمكن أن تحمله الصور:(". ان 
الأشكال الحديئة للتبادل الاجتماعي تنزع نحو تكثيف بعد استعاري في المعايير 
التداولة بين الناس. والاستعارة» خاصة في استعمالاتبا الاجتماعيت لا تحیل ال 
(الشيء) بل علق بتمثيل فكرة تخر اک تأثيرا اف 


ولئن كانت الاستعارة» عادق» حکرا على الشعر والادب عامّة» Lib‏ 
Pelé. Nes‏ اليا الا ام ففي ما نتداوله من خطاب 
يومي تکثیف للاستعارات التي تحیل ولا تقول. ما دام هذا الخطاب قامعا 
ومتموعا. فتکون الاستعارة حيلة ينسجها الخیال الجماعي في ما ینتجه من نكت 
es Ji:‏ وحكايات: وتزداد الحاجة السوسيولوجية إلى دراسة استعارات 
المجتمع ورموزهء والرمز علامة اتفاقية بين الناس»› خاصة في ذلك المجتمع الذى 
يحتاج في تعبيراته إلى وسائط تلمّح إلى الفكرة بفكرة أخرى لصعوبة التعبير المباشر 
عن واقع» Le‏ يدفع باتجاه تمثيل الواقع الاجتماعي تمثيلاً استعارياًء كما يرى 
ريتشارد براون OY Richard Brown)‏ 


وتزداد الحاجة إلى مثل هذه الدراسات مع اكتساح الوسائط التقنية الحديثة 
للاتصال Los (Communications)‏ فيها من جريان للرسائل والصور وتحويل 
للقيم «(Le Transfert des valeurs)‏ و«وبداوة فى حركة laut‏ 60 كما يسميها 
هنري بيار جيدي (Henri-Pièrre Jeudy)‏ 


ويبدو أن هناك نزوعاً سياسياً لم يتنبّأ به السوسيولجي لتحسّس الأنسجة 
الرمزية والاستعارات الاجتماعية التي يصنعها الفاعلون الاجتماعیون» لتوقع 
حركاته المکنة واستیعاب هرج اجتماعي بات Les‏ على الفهم. وقد تكون JU‏ 
الجزائرية نمطاً مثالياً لهذا الهرج الکامل. فما محدث Les‏ قد لا يمكن فهمه فهما 





Roland Barthes, «Rhétorique de l’image,» Communications, no. 4 (1961), pp. 40-51. الوق‎ 
Paul Ricoeur, La Métaphore vive, l'ordre philosophique (Paris: Seuil, 1975), p- 79, (£) 
Alain Mons, La Métaphore sociale: Image, Territoire, Communication, sociologie d’aujourd’hui (5) 
(Paris: Presses universitaires de France, 1992), p. 10. 

Richard Brown, «Clefs pour une poétique de la sociologie,» Arles, Actes Sud (1989), ۰ 19. 9 
Henri-Pierre Jeudy, Les Ruses de la Communication: Leuthanasie des sages (Paris: Plon, 1989), (¥) 


chap., «Les Ruses de l'interprétation». 


TE 


تأویلی بمقاربات مکروسویولوجية تكتفي بدراسة البنى الاجتماعية الصلبة» دون 
من الدرجة الثانية تعانق آنسجته الرمزية ونضّياته الاجتماعية. 


أولا : فوق المجتمع أو دونه : تنازع المتون 

تشهد المجتمعات العربية حالة من الغليان غير مسبوقة. فقد تسارع نسق 
al‏ ل يان على الفهم السوسيولوجيء مالم يخلق أدوات تحليل تستوعب 
مرج هذا الواقع الاجتماعي المتغيّر. ومن مفارقات هذا الواقع زثبقیته» وقدرته 
على التفلت بيسر من الرقابة العلميّة. فليس الواقع سوى اختراع فنكري» يتوق إلى 
تعفّل هذا الواقع» ولكن دون جدوی. مالم يبحث في علاقة الربط بين النسيج 
الرمزي والواقع الاجتماعي اللمتغيّر. أمّا التغيّره وعکس ما هو سائد» فهو معطى 
بالفعل (Un fait)‏ وليس مفهوماً أو براديغماً. إنه معطى تناولته تلف 
البراذيغمات السوسيولوجية بأشکال تلفة. ومن هذه البرادیغمات السوسيولوجية 
ما عرف بالنزعات الكبرى «(Les Tendances lourdes)‏ وهی تلك التی ظهرت فى 
E NN Celles)‏ رس | | | 


انبنت هذه العرفة آنذاك على رغبة في بناء نظرية شمولية للمجتمم والقوانین 
التي نحکم تغیّراته ؛ فسادت نزعة تطورية خطيّة فى الغالب. ینسحب هذا de‏ 
آوغست کونت ودورکهايم» وقبلهما الانشروبولوجي مورغان (Morgan)‏ وخاصّة 
à à‏ العشرین» etes]‏ وتدریسا؛ یتحدد بئسبة موفعه رها lus‏ من هذا 
بعد أن عجزت أرثوذكسيّة خطابه عن فهم وتفسیر تعقده البالغ» إذ عجزت عن 
استيعاب المعنى المقصود الذي يمنحه الفاعل لفعله أو لخطابهء وكفاءته في إنتاج 
العنی وإعادة إنتاجه. 

ومن البراديغمات التى بحثت فى التغيّر الاجتماعي» ما ركز على قوانینه 
بالبحث عن علاقات منتظمة. أو تلك التى اهتمّت بأشكال التغيّر» ومنها ما ركز 
على أسبابه وأبعاده. کل هذه النظريات الشمولية حامت حول التغيّر الاجتماعي 
بشكل فوقی دون أن تدرك غليانه الدّاخى وحركاته الخفيّة» فظل المجتمع ووافعه 
فوق العرفة السوسيولوجية أو css‏ ودونما تقاطع فعلي في الغالب» رغم أا 
ندعي - بحقّ أو بغير حقّ  Gi‏ علم للمجتمع تدرس روابطه وعلاقات الْمَوَّة 


Y\o 


قراءة 








cab‏ وتطمح إلى Le‏ مشاكله الاجتماعية. ومن بين عوامل هذا الاخفاق التعامل 
مع علم الاجتماع لو 1 ai‏ اجتماعية «(Mécanique sociale)‏ تستعیر عمقها 
النظري من العلوم الفيزيائية . 


أدَت هذه التزعة في «تسییح العرفة السوسیولوجیة» إلى الإغراق فیها إلى 
عد "الح عن فهم ظواهر اجتماعية معقدة تتداخل فيها أبعاد ختلفة. تبدأ هذه 
«العقائدیة» السوسپولوجية بالترشح منذ السّنة الاول من التعليم امحامعی 
يلقن Les‏ الطالب » وبأشکال ختلمه » قاعدة إيستيمولوجية أولى» و ع 
الظواهر الاجتماعية وكأنها OL sf‏ هذه القاعدة calli‏ تنسف ع 
سوسیولوجباً كان یمکن أن یکون خلاقاً في تناول ظواهر الجتمع وفهم نصّياته 
وما فیها من تناص . 

ومن الفید ملاحظته. جراء هذا وغيره» أن علوماً أخرى تجتاح الآن 
موضوعات العرفة السوسيولوجية» وتبدوء أحياناء آقرب في فراءاتها للمجتمم 
وأنسجته الرمزية ما ينتجه السوسيولوجي نفسه حول مجتمعه. فمن النصوص 
الأدبية والفنية» ما تبدو de‏ بتعبیرات اجتماعية وثقافية» هي أكثر سوسیولوجية 
ما Le‏ إنتاجاً سوسیولوجیا. وكثيرة هي الاختصاصات التي بدأت تجتاح ميدان 
المعرفة السوسيولوجية» وما كان يعتبر حكراً عليهاء وبكفاءة علمية أعلى أحيانا. 
فظهرت» على سبيل JUN‏ توجهات فلسفية تعنى بالوجود والوجود. وتژول 
المعيش اليومي» فتدرس «الواقع والمخيال» مثلاء وتغيّب المقاربة السوسيولوجية. 
وبرزت نزعات أخرى في التاریخ» تعنى بالتاريخ الحاضر عوضاً عن 
«المدة الممتدّة»» فلا يكاد يوجد فارق بين ما تدرسه وما يدرسه السوسيولوجي 
عادة . 


ومن اللغة» بما هي وسيط أساسي لفهم الثقافة والمجتمعء ظهرت التفاعلية 
الرمزية والوثنوميثودولوجيا التي ieai‏ مع دائيال بيرتو (Daniel Bertaux)‏ 
relie st‏ ري موی Hot,‏ تجمع كل هذه 
القاربات على أن اللغة بما هي نسق تعبيري وتواصلي» يمكن أن تساعد على فهم 


(A)‏ ينسحب هذاء على الأقل» على الجامعة التونسية الق أعرفها. 
)4( أشير هنا إلى القاعدة الأولى من «قواعد gli‏ ج y‏ علم yi‏ جتماع (Traiter les faits sociaux comme‏ 
«des choses)‏ انظر : Emile Durkheim, Les Règles de la méthode sociologie, quadrige (Paris: Presses‏ 
universitaires de France, 1983), pp. 5-6.‏ 


Daniel Bertaux, Les Récits de vie (Paris: Nattan, 1997), pp. 11-30. Ae) 


515 


al‏ الاجتماعي'' '. هنا تدم علم الاجتماع بمفاهيم كانت غريبة عنه من قبيل 
الدياكرونية والسانكرونية» اللغة والکلامی المنطق واللغة» المعنى والعلامة. . . 
أملاً في بناء آنساق القواعد التي تنظم المجتمع وأنماط «التكوين الاجتماعي 
للواقع» . لكنّ الانفتاح على اللغة لا يخلو من مزالق تثير إشكالية العلاقة بين اللغة 
والجتمع NN‏ فهل إن النظام الاجتماعي يمثّل اللغة؟ أو 
à‏ العرفة السوسيولوجية تنبع من اللغة؟ 


Loge;‏ تكن محدودية هذا التقاطع بين اللغة والتکوین الاجتماعي» فقد 
اکتسبت فرضیات جديدة نضج استخدامها» خاضة في آعمال کلود لیفی 
ستروس حول قواعد الزواج وأنساق القرابة. هذه الظواهر عنده هي بمثابة لغة 
لا و غير تواصل ei‏ وتبادل الرسائل. .یقول کلود ليفي 
ستروس : «ضمن تنسیق آخر للواقم» تبدو ظواهر القرابة ظواهر لها نمط 
الظواهر اللسانة LAVE‏ 


لكن كلود ليفي ستروس بنى من الظواهر الاجتماعية أنساقاً من العلامات 
مغلقة» وليست مفتوحت. لذلك يصعب تطبيقها على واقع اجتماعي متغيّر يأبى 
الثبات أبدأً. على أن تحليل أنساق العلامات» قد رفع باتجاه الاستفادة من التأويل 
وق اه ا ال ماه توا ماه مرا ياتنه ایا ر فکاوت 
المقاربة السيميولوجية مقاربة خصيبة فى ما قدمته من soda‏ 
آنساق العلامات فى الخطاب الادبي الکتوب. وافخدت هذه PPOR‏ 
Lai‏ أنساق العلامات في التمثلات والظواهر الاجتماعية. هذا الامتداد الذي 
فتح السیمیولوجیا على الجتمع؛ یبرز تقاطعاً مکناً بینها وبين علم الاجتماع 
ما دامت تقرأ نصوصاً اجتماعية صنعها الفاعل ومنحها الحنی» فعلق بها دون أن 
يدرك نصيّاتها . 


إن مثل هذه القراءات وغيرهاء التي ترى المجتمع إنتاجاً رمزياً» فيه نصيات 
السائد فيه؟ 


Giovanni Busino, Critiques du savoir sociologique (Paris: Presses universitaires de France, (11) 
1993), p. 37. 


Claude Levi-Strauss, Anthropologie structurale (Paris: Plon, 1958), p. 37. (۱۲) 
Busino, Ibid., p. 38. (1۳) 


1¥ 





ثانياً: السائد 


ما هو سائد في النص السوسيولوجي العربي يمكن تحديده بمسافات القرب 
والبعد من «العرفة الشترکة». وهي معتقدات بصند الفعل في سياق اجتماعى 
معين» استناداً إلى التمییز الذي مجریه أ. غیدنز (A. Giddens)‏ بين العرفة الشتر كة 
والحسٌ المشترك”*''. ومن النصوص السوسيولوجية ما یقترب من هذا النمط من 
العرفة الشترکة» ففيها إجهاد للنفس لإنتاج معلوم لدی «العامّة». ومنها ما 
اليورّق» ولا یر ما دامت هذه النصوص لا تقرأ الواقع ونسیجه. فهي قراءة من 
الدرجة الأول وهی الغالبت» على سطحیتها. في هذا العنی یقول الطاهر لبیب: 
(عندما نطالع ما یکتبه الیوم مفکرون آنتلجنسیون عرب (وكأفراد فرادی) تبین 
إلى أي Le‏ یصعب على الأنتلجنسيا (كفئة) أن تشق طریقها نحو الخروج من هذا 
الس المشترك لبناء العرفة والعقل»"*. 


وئمة نصوص سوسيولوجية» وهي قلیلة. تغالي في «علمیتها". فتلتزم بما 
لا يلزم» وتلزم Les‏ یلزم. وهذه کتلك - ولو بصورة متعارضة - ۸ تبن الواقم؛ بل 
نالك ju cale‏ عل الکنز Le‏ یقارب هذا العنی في قوله: «فالثقفون الذین 
پعیشون في وسط مغلق لا یکونون مثقفین. . . إذ لم تفعل العرفة التراکمة فعلها 
في النظام الدلالي الرمزي»" ". وبين هذا وذاك بين معرفة العامّة وعقيدة 
العلمای نصوص معتدلة» حاولت أن تفهم وتفسّر الواقع أو مفاصل منه. ولکنها 
لم تتمكن من بلوغ بنائه الاجتماعي الرمزي في الغالب. فظلت نصوصا منفصلة 
(شريدة»» عجزت عن صياغة نموذج لثقافة سوسيولوجية عربية. وليس عجزها 
لفقر في معرفتها كنخبة» بل لغياب مشروع مجتمعي يستوعب علمها. فالنماذج 
والأنماط المغالية لا تبنى عادة في لحظات «الانسداد التاريمخي»؛ لحظات تخفي 
الضعف وتزيّف الواقع وتصئعه وتحجب أنسجته الخفيّة. 


(0) نستحير هنا التمييز الذي يجريه غيدنز بين المعرفة المشتركة SLI,‏ المشترك . «Le Premier fait‏ 

référence au respect que doit nécessairement avoir l'analyste du social pour l'authenticité des croyances, 

où pour l'entrée herméneutique dans Ja description de la vie sociale. Le second fait référence «au 

Croyances propositionnelles engages dans la conduite des activités de tous les jours...». 

Anthony Giddens, La Constitution de la société: Eléments de la théorie de la structuration, | انظر‎ 

trad. Michel Audet (Paris: Presses universitaires de France, 1987), p. 402. 

)2( الطاهر لبيب» «العالم والمثقف والأنتلجنسي»» ورقة قدمت إلى : الأنتلجنسيا العربية» إعداد 
الجمعية العربية لعلم الاجتماع ؛ تقديم الطاهر لبيب (تونس: الدار العربية للکتاب» OAAR‏ ص 71. 

.547 علي الکنز» «معطيات لتحليل الأنتلجنسيا في الجزائر»» في : المصدر نفسهء ص‎ AD 


۳۸ 


پرز ما غاب» إذن»: في النص السوسيولوجي eg dl‏ قراءات من الدرجة 
الثانیة» تدرس الرموز والاستعارات الاجتماعية. وتؤوّل تأویل الفاعلین 
الاجتماعیین» فتتجاوز بتأویلیتها وقراءتها للرموز وبناء نصوص اجتماعیة» ما هو 
سطحي» عارض. لتعانق الکامن في الظواهر الاجتماعية. وتری الجتمع إنتاجاً 
رمزياً؛ توليفة من نضیات اجتماعية تحیل بدورها إلى طائفة من النصوص؛ نضيات 
تتناص في ما بینها بأنسجتها الرمزية. یتطلب هذا الجهد کشفاً للکامن لتعریته 
كما فعلت دابّة الأرض حين نبشت تنقر colle Les‏ فلمًا خزء دلت على خبر 
M,‏ دلالة ‏ يبلغها من کان يعتقد أنه عالم للغيب. تفيد هذه الاستعارة» 
أولاً أن الجزئي يمكن أن يبلغ الحقيقة التي أضحت اليوم متعدّدة کتعدد الواقع 
ونمنمته. وهو بهذا موضوع المعرفة السوسيولوجية. وتفيد كذلك oi‏ البحث عما 
هو كامن من أنساق رمزية بنصّياتها وأنسجتها يمكن أن يملا فراغاً» ما يزال قائماً 
في إنتاجنا السوسيولوجي . 

تعرض وجهة النظر هذه براديغم القراءة والنصض» باعتباره فرضية ممكنة لمقاربة 
الواقع الاجتماعي الثقافي العربي في لحظته الراهنة. هذا البراديغم النصي هو قراءة 
من الدرجة الثانية» تقرأ النسيج الرمزي للفاعل الاجتماعي وتربطه بسیاقه 
فتؤرله» وذلك ضمن سياق نصّي تكاملي. هذا هو خطاب السوسيولوجي؛ خطاب 
على الخطاب» ما دام لا يكتفي بقراءة من الدرجة الأولى تنحدر أحياناً إلى «المعرفة 
الشتركة'» ما دام يدرس أنسجة رمزية» هي في حد ذاتها مشبعة بالدلالة. فالعالم 
الاجتماعي هو بطبيعته عالم دال» لا يمكن قراءته إلا بإعادة بنائه وتأويله من 
جديد بعين سوسيولوجية تقرأ ما لا يقرأ عادة داخل سياق نصّي؛ فتنتج «le‏ بعد 
تنسيق الفوضى ورذها إلى النظام؛ إنتاجاً لا يمكن بلوغه لمن ۸ تكن له أدوات 
معرفيّة ومنهجيّة» تتيح له الانغماس في الواقع لفهمه. فهماً تأويلياً» يسمح له أن 
يرقى بعد ذلك فوق معرفته الشترکة» كما يفعل العرّاف حين تنظيمه لنسق مبعثر : 
فالعراف يطالع سلوكاً أو مشكلاً» فينسّق نظاماً كان مرتبکاًء ويردّه حدثاً بمجرّد 
بنائه وقراءته استناداً إلى استعارة غابرييل غوسلين M (Gabriel Gosselin)‏ © تجعل 





OV)‏ ورد ني : القرآن الکریم. «سورة سباً » الآية ۰۱4 #فلمّا قضينا عليه الوت ما دلهم على مويه إلا 
دابة الأرض تأکل منسأته فلما خرّء تبینت ان أن لو کانوا یعلمون الغیب ما لبثوا في العذاب المهين) . 


Gabriel Gosselin, Sociologie interprétative et autres essays, logiques sociales (Paris: GA) 
L'Harmattan, 2003), p. 37. 


۳۱۹ 








هذه الاستعارة من المعرفة السوسيولوجية معرفة نسبية تتغذى من تعدد وجهات 


النظرء ولا يمكن أن تكون قطعية في قراءتها للواقع 


فهي ببذا أقرب إلى «التأويل» منها منها إلى الوصف والتقريرء ولا تحتمل التقييم 
ait‏ والصواب ما دامت حقائقها متعددق تنطلق من وجهة نظر الباحث» 
Si,‏ بطوباوية النمط المثالي الفيبري؟ طوباوية هی ف ee‏ 
شر ما فى مش یا ر يجزما لیات 
من خلال عناصر من الواقع والنصف الثاني من تجريد الباحث لهذا الواقع 
وجهات eh‏ 


يقرأ le‏ الاجتماع ظواهر مشبعة بالدلالة" ''» فلا يستطيع التفاذ إليهاء إلى 
أنسجتها الرمزية بمجرّد الوصف» حتى وان كان كثيفاء كما فعل کلیفورد جيرتز 
«(Clifford Geertz)‏ في لعبة اححیم: este: rose‏ من خلال نز 
الديكة في الجتمع الال ۰۳۳ بل یفترض الرور «من BUS‏ الوصف إل عمق 
التأويل". فيتحوّل بذلك نسيج الفعل الرمزي إلى نص ثقافي جدید» لا ينحصر 
فى حدود الرؤية المادية للظواهر الاجتماعيّة» بل یتعذاها ليغوص في الأنساق 
تاعاس وا BC‏ مخ ee‏ انیا فى la Le‏ 
أن ندرك أنسجتها الرمزية ونصّياتها الاجتماعيّة التوليدية. l‏ 


يتعلّق الأمر» إذن» بنضیات توليدية ينسجها عام الاجتماع من خلال قراءة 
مضاعفة؛ قراءة من الدرجة الثانية تقرأ الأنسجة الرمزية» وتبنی نسقيتها LOL,‏ 
ولا تكتفي بذلك» بل تووّل النسيج الرمزي بربطه بسياقه وبواقعه الاجتماعي 
المتغيّر. وهي قراءة قريبة من السوسيولوجية في تأويلها للتأويلات الاجتماعية. 


إن مثل هذه القراءات AË‏ سوسيولوجية الجتمعات. ومع ذلك ما تزال 


Max Weber, Essais sur la théorie de la science, trad. de l'allemand et introd. par Julien (14) 
Freund (Paris: Plon, 1959), pp. 179-181. 

Julien Freund, Sociologie de Max Weber (Paris: Presses universitaires de France, 1966), (Y+) 
pp. 51-61. 

Giddens, La Constitution de la société: Eléments de la théorie de la structuration, pp. 346-347. (Yẹ) 
Clifford Geertz, The Interpretation of Culture (New York: Basic Books, 1973), chap. 1. (YF) 
André Mary, «De l'épaisseur de la description à la profondeur de l'interprétation,» Enquête (YY) 
(Marseille), no. 6 (1998), pp. 55-72, 


۳۳۰ 


القاربات الأنثروبولوجية. Lots‏ الأنتولوجيّة منهاء من عناية بقراءة وتأويل 
الثقافية والا جتماعبه فى Le‏ یسمی ب االمجتمعات البدائية». وما الظواهر 
الاجتماعية الكلية التي بتحدث عنها مارسیل موس سوی نصوص اجتماعیت 
رمزية» انکشفت خیوط أنسجتها في الهبة والسحرء وفي تقنیات الجسد. ففي 
si‏ مفلا“ روح تلزم الممنوح SE‏ يرد بمثلها. وما يتبادل: «ليس بالضرورة 
حاجات و خیرات »› اة وعمارات واا نافعه اقتصادیا. ۰ ما قبل كل شيء 
جاملات وولائم وطقوس وخدمات عسكرية ونساء وأطفال ورقصات وحفلات 
ومعارض. ليس السوق فيها سوى لحظة من بين اللحظات. كما إن تبادل الخيرات 
ا وى مسن سن me‏ امد ol Por al‏ جل ما أنتجه مارسيل موس 
يبدو قراءة میدعه » ویناء لنصوص اجتماعية انتظمت خيوطها بحبكة من النسيج 
الرمزي للظاهرة الاجتماعيّة التي یدرسها. 


هذه القراءة النضية للمجتمع ولظواهره تبرز أيضاًء وان بشکل ختلف» عند 
وي رو د 7 (Richard Brown)‏ في مؤلف دال سماه «Society as Text?‏ یری 
فيه أن الرابطة بين الانا والعام اعتراها الانفصام. sS‏ ل 
os‏ الخضوع للعالم : / وبالتوازی مع تفكك کک المتبادل بالتجربة الإنسانيّة 
في dll‏ کی کت ت کدلك الرابطة بين الحياة والسردية .(Narrative)‏ 
وتصبح في هذا السياق الرابطة المضادة أو G‏ فوق السردي (Postnarrative)‏ 


شاهدين على إشكاليّة المعنى والهويّة والتجربة في العصر احدیث»*۲. 


في النصوص Lagoon‏ العريئة سادت نزعة des‏ جعلت من 
الظواهر الاجتماعيّة 5 موضوعيّة خارجة عن وعي الافراد وما ینسجونه 
Cela‏ من هبات فكانت اه قرب إلى الوصف «(Chosification) te En,‏ منها 
ait et, Lt‏ قراءة ol talent‏ 
بنائية توليدية مثمرة. فهي بهذا أقرب ما تكون من الدوركهايمية» وآبعد ما تكون 
عن الفيبرية. تُستثنى من ذلك» dab‏ نصوص Leg‏ متميّزة» لكنها تاهت في 





Marcel Mauss, Sociologie et anthropologie, précédé d’une introduction à l'oeuvre de Marcel (xi) 
Mauss par Claude Lévi-Strauss, bibliothèque de Sociologie Contemporaine (Paris: Presses universitaires 


de France, 1950), Deuxième partie: Essai sur le don, Formes et raisons de l'échange dans la sociétés 
archaïques, p. 15]. 


Richard Harvey Brown, Society as Text: Essays on Rhetoric, Reason, and Reality (Chicago, IL: (Y o) 
University of Chicago, 1987), p. 159. 


T1 





زعام م فلم تبن : ۱ یش فكريا رن تأويلٍ التأویل > كما يقول gts‏ 
(Montaigne)‏ هو آبلغ رام من تأویل الأشياء” . ففیه عمق وخلق لنص 
اجتماغی ne‏ پنطلق من عمق الو اقع ورمزیاته» لیتعداه نسجه من جديد في 
لوعة من KEI‏ فكير المتجائس. فليس عل العرفة السوسيولوجية أن ترى أو أن 
بعبارات فوکو » بل علیها أن تؤوّل» أن تجعل كل شي * یتکلم وأن تنشىء Les‏ 
ثانياً O epi‏ 


یت نان نول زیکوو (Paul Ricoeur)‏ في er‏ التأويلات lil‏ رسطو في نظرته 
التأويلية ال الا تاه : of‏ تقول Le (es‏ 7 شيء ما هو آن تقول آخران 
555 اقا ل التطبيقي للمفهوم م بالرجوع إلى بل فعا ل التأویل : Aa)‏ رم Eur‏ 
بفضى التهبير اللغوي إلى معناه المضاعف أو إلى معانيه المتعددة ضمن عمل تأويل». 


2 


بظهر هذا العمل بنية فصدیه es Y (Structure intentionnelle)‏ في 


Sr {‏ اه هر ی سر ۱ 
Le‏ 44 |[ لهسي بالشيء ») با ل کی 2e‏ المعنى با معنى t‏ بای نبا DE‏ تالتسه إلى 





Te F |‏ “لق لاب ارك As‏ ا رنه - Ki‏ 
الواقم. لكات مسو pans‏ لو An‏ شطية ٠‏ عارضه MS‏ وخيتتها انتقفسيرية بتعیر 


ari 





At اا‎ 

المصمات 7 D)‏ ن 

۱ سسب له خي ME‏ رحد ا ا تہ لات 
a 3‏ 3 هم Pi ٠‏ 1 








Montaigne. «Essais Livre [IL Chapitre T3, Cité in ادم‎ Gone وگو‎ et (UN) 
کته‎ asus, D. Fl 

Michel Foucault. Las Mars er les choses Une Archévioge des sciences humaines (Pas (YY) 
Gallimard. L466} p 55 


۳۹ 


Pani م8‎ De f: interprétation, Essai sur Fremd (Paris. Sent VISS p 28. (FA) 


YYY 


كبرى وتتأملهاء فترى الواقع من بعيد دون أن تبلغ النسيج الرمزي الحي Slt‏ 
نا de 32h‏ اثرابمة» وهي تلك التي سادت فى ستینیات وسبعینیات القرن 
العشرین؛ فقد هيمنت علیها سوسيولوجية كفاحية» مناضلة امتد تأثیرها إلى 
قطاعات تلفة من الجتمع. ففي السياسة نشات أحزاب سياسية يسارية» وفي 
الجامعة تقرّرت وحدات تدريس ماركسية» وفي الإعلام صحف يسارية تحركها 
روح dy‏ . وفي Fa)‏ ذاعت أفلام olis‏ حمل إيقاعاً نار كسا . ومن مفارقات 
هذه النزعة السوسيولوجية هو استيعاها لأحلام نخبة عادت من الغرب 
فارتطمت بوطأة ما خلفه المستعمر من أعباء ثقيلة على النخب الوطنية أن تجابهها. 
فلم تجد سوى الهروب إلى الأمام» تنشد تغييراً اشتراكيّاً ثوریاً أحياناًء سرعان ما 
رتطم بواقع اقتصادي واجتماعي وسياسي» لم يكن قد Le‏ بعد لاستيعاب الروح 
ليوتوبية (Utopique)‏ التي كانت مك الأيديولوجيا الاستراکية. همست هله الروح 
ليوتوبية» بما Les‏ من فتنة المستقبل الهارب من الحاضر» نخبة من علماء 
لاجتماع العرب . 

ما بعد انتكاس هذه التجربة في بداية الثمانينيات» فقد خفت بريق النزعة» 
قبل أن تتحوّل إلى نسق فكري» وتتبلور في مقاربة علمية لواقع المجتمعات 
العربية؛ وقبل أن تخلق سيرورة من المعرفة السوسيولوجية» بما قد تحمله معها من 
عب بظری GS es‏ وعدا RAI‏ من Se pl out‏ 
مؤسّسة السلطة والنظمات الدولية» فكان معها المثقّف Lt‏ «أميراً» أو خبيراً. وقد 
يساهم المثقّف الأمير في بعض المواضع في تعطيل حركة الفاعل الاجتماعي 
الحن؛ بكشف آلیات اشتغاله وعناصر حيوية. Gi‏ اشْقّف الخبير» فقد ارتبنت 
a‏ نی E‏ 


وفي 5 هذا وذاك» gaa i‏ سوسيولوجية المجتمعات العربية من EH‏ 
دلالة السطح (Sémantique de surface)‏ لتصل إلى دلالة الأعماق (Sémantiques‏ 


. des profondeurs) 





Li‏ الآنء وبقدر ما تضاعفت أزمة الجتمعات العربية» تضاعف العجز عن 
التفكير فيها. فقد تعذدت أبعاد المشكل الاجتماعي وتعقدت بما انکشف فيها من 
امتدادات كونيةء ف فتعمق العجز السوسيولوجي عن ا فما A‏ 





Edgar Morin, La Tête bien faite: Repenser la réforme, réformer la pensée (Paris: Seuil, 1999), (4) " 
p. 15. 


TIY 


من أعمال سوسيولوجية» لا يستوعب في الغالب نشاط «المعرفة الشترکة) 
بإيقاعاتها واستعاراتها الاجتماعية واستراتيجياتها الذفاعية» وما فيها من رؤى 
Lai‏ فالسوسيولوجي الآن» لا تطأ أقدامه آرضا صلبة» إذ اجتاحته الأحداث 
دون أن يكون له دور فيهاء ودون أن یساهم في صنعها. فهو لا يتعامل مع 
واقع cigala‏ بل مع طوفان من الأحداث المتلاحقة» جعلت من الواقع 0 
خارقاً للواقع› حاحظ العینین . 


لقد تبدّد الحلم بالروابط السعيدة بين الفكر والواقع الذي رافق عصر التنوير 
والحداثة. تم à‏ هذا زمن صعود الفكر النقدي. Li‏ الآن؛ فقد تفككت العلاقة المثالية 

بين المفهوم والواقع › تحت ضغط gel‏ الهائل لفائدة الافتراضي الذي تحرّر من 
قيود الواقع. هذا الواقع آضحی ظاهرة قصوی! ٠ P‏ في رأي جان بودریار؛ فلا 
يمكن التفكير فيه بما هو واقع مادي معطى» بل بما هو واقع رمزي بامتياز, 
واقع اضطرب فيه المعنى» وأفرز هرجا (Désarroi)‏ فكريا بات مطلوبا؛ عبر عنه 
الطاهر لبيب بما سمّاه «تفکك العلاقة» أو «تعطيل الدّلالة». وذلك نتيجة لانحلال 
الوسائط التعبيرية التي تربط بين الثقافة والجتمع" ". ولعلها وسائط كامنة؛ 
it cales Gus‏ آشکالا وتعبیرات جدیدة حتاج إلى قراءة من الدرجة 
الثانية» تدرس النسیج Sn‏ فتقرأه Ces‏ في ارتباطه بواقع اجتماعي متغيّر 
وتظل العلاقة بين الثقافى والاجتماعى قائمة» ولكن بوسائط جديدة» حلت Je‏ 
ما كان سائداً فيهاء وعلى الفهم السوسيولوجي أن يدرك طبيعة علاقتها الجديدة. 
هذا الفهم السوسيولوجي للواقع والمعرفة dl,‏ كل من بيتر بيرغر (Peter Berger)‏ 
وتوماس لوكمان «(Thomas Luckmann)‏ فى ناحية ما» من منتصف الطريق بين 
E S‏ وه E E‏ 


Jean Baudrillard, Le Crime parfait (Paris: Galillée, 1955), p. 100. (Ye) 

(۳۱) الطاهر لبيب» «الثقافة والمجتمع: تفكك العلاقة وتعطيل الدلالة»» الفكر العربي المعاصرء 
العددان ۱۱۹-۱۱۸ (۲۰۰۱). 

«On Pourrait dire que la compréhension sociologique de «la réalité» et de la «connaissance» (TY) 

se situe quelque part à mi - chemin entre celle de l’homme de la rue et celle du philosophe,» dans: Peter 

Berger et Tomas Lukmann, La Construction sociale de la réalité (Paris: Merdiens Klinck Sieck, 1986), 

p. 8. 


۳۳ 


Jai)‏ التاسع 
ثقافة الشبح 


هيد 

ننطلق في هذا النص من فرضيّة مفادها OÙ‏ الثقافة الرّاهنة بوسائطها التقنية 
والرقمية هي ثقافة شبحیة. ثقافة ليس لها من نموذج أو أصل غير il‏ 
أيقوناتها غاية في التشويه والانحراف عن الأصل وعن الرجم؛ بعد أن ضاعت 
برلايغماتها وتفرقت في عدد لامتناه من الصور التي لا نظير لها» فتاه الاضل 
فيها في کل الاتجامات» ولم تبق الا الأشباح. نا ثقافة فسيفسائية فاقدة للعمق 
وللسیرورة» تبعثرت عناصرها وتناثرت هنا وهناك وساد Les‏ اللحظي 


والطيفي؛ العابر . 


هذه الثقافة 07 الزمان» 0 Fe‏ أوصال r o‏ 


UN,‏ لحظيّة عابرة» تفتقد ثقافة الشبح العمق» فقوامها ليس إلا الفراغ 
الذي لا تعثر فيه على المركز. ولعل هذه الفكرة تلتقي مع معاينة مارك أوجي 
(Marc Augé)‏ في قوله: «لدينا الامکانات التقنية للتبادل» ولكن À‏ يعد لدينا 
الكثير لنتبادله». فنحن نلتقي يوميّاً بالصوت والصورة والعلومة مع بقيّة أرجاء 
العالى لکن دونما شي ء pelle‏ الأشباح. فالتعايش الدائم مع الصورة يعزل 
الفرد ليستبدله بأشباح الآخرء هكذا يضيف مارك أوجي 


نحن» إذنء ازاء فترة استثنائیه تصاعدت فیها. فى رآیی» صورة الأشباح. 
والصورة موه وتخاتل وتقلب الأشباح واقعاء فلا Sp‏ إلا ظله. 


تصل ذه الفرضيّة فرضيّة أخرى ترى أن الثقافة الراهنة التي ساد فيها 





Marc Aug, «Culture et déplacement,» papier présenté à: Qu'est-ce que la culture? Université )۱( 


de tous les savoirs (conference), sous la direction d’Yves Michaud (Paris: O. Jacob, 2001), pp. 299-309. 


۳۳۷ 


اللحظي العابر قد عطلت بقفزاتها التناثرة حيوية الخیال؛ فأسرته وانکمشت 
قدرته الابداعية بتعبیراها ارة: والولدة بحرارتها الاجتماعية لضروب من 
الملاحم والأساطیر واحکایات» هي في العمق دفات الجتمع أو دقات تل 
الجتمع . 

تدعو هذه الثقافة الشبحية العابرة إلى صياغة أدوات منهجية ومعرفية جديدة 
تستطيع مسايرة الظواهر القصوی» وتحسّس عناصرها الافتراضية. فقد خبا وخفت ٠‏ 
بريق البرادیغم الماركسي» وتراجعت فاعلية بعض مفاهيمه في مقاربة مثل هذه 
الظواهر الخارقة للواقع. فلا آمل الان في قراءة مريحة تختصر العلاقة بين الثقافة 
والمجتمع في مقولة «الانعکاس». ولا مجال لقراءة سهلة تتجانس فيها البنى حين 
تحليل أشكال هذه العلاقة» كما فعل غولدمان في الاله الخفي . ولا تستوعب 
E T EE‏ اف ها اند ENA E tr‏ 
عبّر عن ذلك بيار بورديو في أغلب مؤلفاته. فمفاهيم الطبقة والصراع الطبقي 
والتفاوت بين الطبقات والفئات الاجتماعیة» فقدت جانبا كبيرا من نجاعتها 
التحليلية» OY‏ الوسائط التقنية احديثة بما لها من قدرة تخييلية وإيبامية» قل 
خلقت حالة من الوعي الزائف بزوال الفروق الاجتماعية» فلم تبق إلا النواتئ 
والسطوح . 


وقبل البدء في un‏ بعض العناصر الممكنة لثقافة الشبح» يفترض تحديد 
ماهية الشبح في عمقه الفلسفي و امتداده السوسيولوجي . 


آولا: ما الشبح؟ 
ینطلق آفلاطون في منهجیته التراتبية من البرادیغم بما هو الثال أو الأصل» 
إلى صورة وفية هي نسخة الاصل تسمّى الأيقونة» وإلى صورة غير وفيّة تسمّى 
الفنتازم (Phantasme)‏ أو الشبح (Simulacre)‏ . هذا الذي تلوّث بالفرقة» إذ هو 
نسخة النسخة» فحادت عن الاصل بعد أن حالت دونه النسخة وتباعدت علاقته 
oei 4‏ ل طرد til‏ ومنعها من الصعود إلى السطح لضمان تفوق 
النسخ منها 


يقرأ جيل دولوز (Gilles Deleuze)‏ هذا المشهد الأفلاطوني قراءة معكوسة 





Gilles Deleuze, Logique du sens, critique (Paris: Minuit, 1969), .م‎ 296. (۲2 


۳۳۸ 


نیقر Gou‏ الأشباح» بين الأيقونات أو النسخ» في الصعود إذ هي ليست جرد 

نسخ باهتة» بل تخفي 85 تنفي الأصل والنسخة, . وتنفي النموذج وإعادة الإنتاج. 

نني حين یخلب أفلاطون der‏ على cl‏ فيثمن dle‏ النسخ والتمثّلات» 
يضفي دولوز قيمة على الاشباح. فينظر إلى العام بصفته «فنتازيا»". 


ُبنى عام الأشباح على الفرقةء «إذ وحدها الفروق تتشابه». يستبطن الشبح 
اا ولأئه. كذلك» فلا يمكن تحديده بنسبته إلى نموذج يفرض نفسه على 
النسخء (وادا ما ظل للشبح نمودج فهو نمودج آخر؛ نموذج الآخر الذي ينبع 
منه عدم التشابه المستبطن»“. 


يؤكد دولوز في سياق خختلف هو: «الفرق والعاودة» أهمية الفرق 
(La Différence)‏ في تعریف الشبح. فهو عنده نسق پرتبط فيه الفترق gyal‏ 
بالفرق عبنه ka‏ 


CN‏ مفترقون. فالفرق هو الذي يقرب بیننا ويردّنا نسقاً. ومثل 
هله الانساق | Cm‏ اليوم وفيرة» کتیرة الحضورء فنسق الشبح يسكو عب التباعد 
والف VE‏ 


SH‏ الشبح. يضيف دولوز شارحا التعاليم الدينية (Le Catéchisme)‏ المستوحاة من 
الأفلاطونية: «لقد صرنا آشباحا بعد أن فقدنا الوجود الأخلاقي لندخل في 
ا 


هذه بعض من عناصر العمق الفلسفی الذي امتذ من العهد الأفلاطوني 
اليوناني إلى الان. GT‏ الامتداد السوسيولوجي: فسأعرضه من خلال الحاولات 
xd‏ 8 التي قدّمها جان بودریار (Jean Baudrillard)‏ خاصّة في مؤلفه: الأشباح 


Val 


ANA: المصدر نفسه» ص‎ )۳( 
VA المصدر تسف ص‎ (£) 
Gilles Deleuze, Différence et repetition (Paris: Presses universitaires de France, 1968), p. 355. (o) 


FON المصدر نفسهء ص‎ (1) 
Deleuze, Logique du sens, p. 297. (v) 





Jean Baudrillard, Simulacres et simulation, débats (Paris: Galilée, 1981). (A) 


YTS 


پنطلق بودريار من عبارة ل (الإكليروس؟ (L'Ecclésiaste)‏ اليس الشبح 5 
ما SE‏ ديد 0 anad]‏ هي التي A‏ ۳ دمن هناء لا is‏ 
T‏ وعمق TT‏ بقراءته 00 واقعية حيّة DE‏ حق الأشباح في ادر 


يركز بودريار على شبكات الاعلام والانترنت. هذه الشبكات تصنّع واقعا 
لا واقع له lue‏ من خلال خلايا منمنمة» فيمكن بذلك آن يعاد إنتاجه إلى ما 
لا اية. ولأنه کذلك» فقد تصعب عقلنته. فهو واقع لم يعد كذلك» بعد أن 
انقبض المخيال الذي كان cale‏ حتى أضحى «واقعاً خارقاً نلواقم؛ منتجاً من 
خلاصة مشعَة لنماذج متداخلة ضمن فضاء خارق» فاقدا SN‏ مناخ O‏ 
هذا الانتقال من الواقع إلى الخارق للواقع يفتح عصراً جدیدا هو عصر التصنع 
(La Simulation)‏ بتدمیر کل المرجعيات. وقد يبلغ الامر تل اصطناعها وبعثها من 
جديد فى أنساق من العلامات. وليس هذا من قبيل محاكاة النسخة للأصل ‏ كما 
عو Stat‏ بعك انلا طروي أن یا ایک ار له دون ای "امار يسان ا ندال 
الواقع بعلامات الواقع. هوء إذنء واقع فاقد لاصوله لا يعبّر الا عن 
لاواقعيته» بتعاليه عن الزمن والحدث التاريخي. وتقف الشبكة الإعلاميّة 
والمعلوماتيّة : اور اء صناعة نمادج مقولبة» تعبّر عن واقع دون التعبير عنه» تعبر 
بالأحرى عن واقع ضمن موقع تخييلي وإعهامي وتضليلي يصوّر للمشاهد نماذج 
طوباوية استرقتها عيون الكاميرا»"''2. 


واقع من خلال نماذج ليس لها أصل e‏ نماذج خارقة للواقع Le‏ یعطی أسبقية 
للأشباح (Précession des simulacres)‏ على At‏ جع الو اقعي. وفي هذا Lai‏ نفي 
لنهجيّة أفلاطون في تعالی البراديغم أو المثال» مسايرة لينتشه وجيل دولوز. هذه 
الأشباح عند بودريار» لا تنطلق من الواقع لتعكس صورته» بل هي انعكاس 
لذاتهاء ولا تعبّر سوى عن نفسهاء في طوق تاه فيه المرجع O Deadly‏ 


)4( المصدر ean‏ ص A‏ 
(۱۰) الصدر نفسه» ص AT‏ 


)١١(‏ محمد شوق الزين وجان بودريار» «استراتيجيا Ce SY yonadi‏ كتايات معاصرقت الستة ۰ العدد 
۷ ص A‏ 


Baudrillard, Ibid., p. 16. AR 


۲۳۰ 


مکذا يتعارض التصتع حين یعدم في العلامة JS‏ مرجم» مع Je‏ بما فيه 
من معادلة بين العلامة والواقع. الشبح عند بودريار لا يشير إلى شىء إلا إلى 
ذاته» تائه بين السماء والأرض» فلا مثال فوقه» ولا واقع تحته. في هذا الواقع 
الفوقي التصئّعي الذي لا يحيل لا إلى واقعء ولا إلى مثال تعدم سلطة الصورة 
لتحل محلها سلطة سياسيّة: «خلف انطفاء جذوة الصورة تتفتق قريحة 
OPi akol‏ لتنتج أشكالاً مختلفة من التمويه والتدابير الاحتيالية» فتمدٌ عروقها 
وتفرض أنسجتها الرمزية . 

م يبق من عالم البوم في رأي بودريارء إلا التصتع» ندخله أحياء. هذا 
العالم الذي فقد كل شيء إلا فتنة الأشكال الصحراوية واللامبالاة؛ الفتنة حتى 
تبقى بالأنساق التي تنفينا وتعدمنا. والفتنة انفعال عدمی بامتيازء انفعال بأنماط 
الزرال والفناء وبتلاشینا نحن. تلك Less‏ الانسان العاصر في زمن الشفاقية 
الاضطرارية”*'2. هكذا هو العالم اليوم» كل شيء فيه انکشف» وتعرّى وأضحی 
Lt‏ 

وإذا كانت الحداثة قد حملت معها إتلافاً جذریاً للمظاهر» وفکت السحر عن 
العام بعنف be Lol‏ ما بعد الحداثة التي رافقت القرن العشرين» قد حملت 
سيرورة هدم المعنى. هذه تضاهي تلك «فمن يضرب بالعنی يقتل به»» كما يقول 
بودريار. 

م يعد ثمّة شيء یستحق الذكرء بعد أن تمّ تفريغ المشاهد الجدليّة والنقدية 
واضطرب المعنى» خاصّة لا يصبح التحليل عاملا حاسماً في تثليج المعنى من 
خلال تقييمه بالکثرة» فيساعد بذلك على صعود الاشباح والأشكال اللامبالية. 
لکن ما الذي sf‏ ال کل هذا وذاله؟ 

توجد فرضيّة أساسية» ولعلها قناعة تخترق آغلب مؤلفات بودريار» خاضّة 
نلك الى انتجها في عشرية التسعینیات. LE‏ هذه الفرضِيَة أن العام الراهن ینزع 
إلى إبادة الواقع الأصلي بواقع «صناعي". أنجزته تقانات غاية في الإتقان. cos‏ 
إذذ» إزاء تكثيف اصطناعي للواقع إلى حد التخمة وامبالغة» جاز معها الحديث 
عن واقع فوق الواقع» GES‏ معه واقعاً افتراضيّاً تجاوز الطموح. يستدعي هذا 





(۱۳) الصدر نفسه» ص AT‏ 
(VE)‏ المصدر نفسی ص YY‏ 


YE 


الانجاز نمطاً آخر من التفكير يمكنه أن يتحسّس الظواهر القصوى من قبيل ما 
سمه بودويار : Gain‏ اللامشر وط للعالم) (La Réalisation inconditionnelle du‏ 
monde)‏ فى صيغة الشبح .(Le Simulacre)‏ ولیس هناك ين من التفكير is‏ 
الظواهر القصوی سوی الكل عن اذعاء وهم العقلانية» لیبلغ العقل ذروته. 
فيخترق افتراضية الواقع الافتراضي ویتعداها. هذا يعني oi bal‏ الفكر» أو 
بالأحرى شبح الفکر» مطالب بان یسبق آشباح الواقع حتى يستطيع النفاذ إليهاء 
وآن يركب الشبح لیدرك Cie‏ 


إن هذا التحمّق اللامشروط للعالمء هذه Les EN‏ الکاملة»» كما یسمیها 
بودريار» عت وتتم بتواطق التکنولوجیا الرقمية التي باتت قادرة على تحویل کل 
شيء: معطیات وحرکات وأحداث ووقائع» ال معلومة محضة تؤذي إلى إبادة 
الواقع ننسخه منه . 


لقد تبدّد الحلم بالروابط السعيدة بين الفکر والواقع الذي رافق عصر التنویر 
والحداثة. تم هذا زمن صعود الفکر النقدي. آمّا CON‏ فقد تفککت العلاقة 
التالية بين الفهوم والواقع؛ تحت ضغط التصنّع الهائل لفائدة استقلالية الافتراضي 
الذي نحرّر من فيود الواقع. هذا الواقع اضحی بدوره ظاهرة فقصوى » فلا يمكن 
التفكير فيه بما هو واقع معطی. بل بما هو «واقع جاحظ العين». يتطلب هذاء 
خلافاً لخطاب الواقع» في مراهنته على الح الأدنى» شيئاً ما عوضاً عن لا شیم 
استخدام فکر جذري يراهن على وهم العالم ليرد ظواهره إلى الصواب. Jiha‏ فيه 


هكذا يقلب بودريار الواقع على رأسه ليرى شبحه» فيحلم بثقافة ترتاب من 
الحقيقة» ومن الواقع وزثبقیته. وتستوعب ثقافة الشبح: «قل هذا واقع. العام 
يُعدَ class‏ الواقع موجود (لقد التقيت به)» لا آحد يضحك. في حين A)‏ لو 
قلت هذا شبح» أو Gb‏ لست إلا شبحا هذه الحرب تعد شبحأًء تصبح عرضة 
للسخرية... فكل ما يطال الشبح يعتبر be‏ فاحشاً مثله مثل من یمس 
الجنس أو الموت. واخال أن الواقع والبداهة هما الأكثر هشاشة. يفترض أن تكون 
الحقيقة هي التي تدعو إلى الضحك. لهذاء يمكننا أن نحلم بثقافة يضحك فيها 


الناس Eslab‏ حين سماع مثل هذه العبارات: هذا حقّء أو هذا واقع» '. 


Jean Baudrillard, Le Crime parfait (Paris: Galilée, 1955), p. 99. (yo) 
AEN ص‎ cas المصدر‎ (14) 


YYY 


انیا : ثقافة الشبح: عناصر أولويّة 


تبدو ثقافة الشبح فرضية ممكنة في هذه الحقبة من التاريخ التي تصاعدت فيها 
الأشباح بعد أن كانت مطرودة أو مقصيّة. والشبح. كما cpl‏ هو ما حاد عن 
الأصل» وافتقد وضوح المرجع» وانبنی على الفرقة والتباعد. ولعل هذا هو مصدر 
فوته وسرعة انتشارهء بعد أن انفطر من عقال الأصل الذي كان يخنقه. والشبح 
ور دون شبيهء تسري كالسراب الذي لا شخص )64 فيستحيل أن يقبض 
عليها رغم قدرعها العجيبة على اختراق كل شيء. 

مکذا هي ثقافة اليوم ثقافة شبحيّة؛ هي كل شيء ولا شيء على i=‏ 
السواء لا تنتج إلا أطيافا من الرموز والعلامات؛ تعانق الاستیهام» Le js‏ 
الطبف» فترده مرغما إلى واقع مرئي من خلال وسائطها التقنية الحديثة. 
ومع ذلك فقد باتت JEE‏ اليوم قوّة يعسر إعدامهاء واقعاً جاحظ العينين» 
لا يمكن نفیه. لكنه واقع افتراضي. زتبقي مائع ومفرغ من كل حتوی. خالٍ 
من كلّ صلابة. فثقافته ثقافة رخوة» مسطحة دون egas‏ يختلط فیها الحابل 
بالنابل» فتجمع بين الأضدادء وترقع الجديد بالرث» وتفسد السمين EI‏ 
تعبيراتها عابرة» تعبر الفضاء من خلال ذبذبات تحل بسرعة لتنقشع بسرعة: 
علامات في مهب nl‏ تمر عبر «الطرق الهوائية)ء المتدفقة من خلال الأقمار 
الصناعية. 


۱ = صعود الأشباح 

هكذا تسارع نسق SLA‏ بصورة مذهلة فتفرّقت السيل» وتاهت المعاني 
الكبرى» واختلت معايير التمييز» فكانت فرصة لصعود الأشباح. فما كان بالأمس 
دخيلاً أضحى اليوم أصيلاًء وما كان هامشياً مقصيّأء صدع الآن برآيه» وبدأ 
يفتك مساحة المركز الذي تآكل وأصابه الفتور. فقد ضعفت» مثلاء قبضة الدولة 
السياديّة في بعض الأماكن لتحل علها الأقليات الزاحفة» ويصعد على السطح من 
جديد ما كان GS‏ أنفاسه يترصّد الفرصة. هكذا تنتعش في ثقافة الأشباح الفروع 
والأطراف والبقايا: عودة الخطاب الفرعوني في مصرء صعود الشيعة في العراق 
بعد أن كانوا أشباحاً» انتعاش أيديولوجية القبيلة وعودة الحياة فيها بعد أن جف 
نبعها أو يكادء فبدت ترّاقة إلى الملك باستفاقة العصبية فيهاء لما أصاب الدولة من 
وهن وانكسار شوكة. DAL‏ هذا Me‏ في العراق» لا توفر فيه من ظروف أيقظت 


۳۳۳ 


العصبية التي یت الصعداء بانحلال قوة الدولة. حتى òl‏ أجل Le)‏ القبائل 


صعدت. إذنء إلى السطح الهوامل والأطراف والبقاياء بعد أن معت 
الخرائط التي كانت بالأمس حصينة» وارتخت معها تعبيرات السيادة الوطنیت 
خاصّة تلك التي كانت تزعم òf‏ قلاعها منيعة وحدودها آمنةء BB‏ ممشاشتها 
تنكشف سريعاً: bp‏ شيئاً ما قد ضاع؛ الفرق السيادي» من هذا إلى ذاك الذي 
يمنح شبق التجريد. هذا الاختلاف هو الذي يفرز شعرية الخريطة وفتنة اخدود 
وسحر المفهوم وجال الواقع. هذا المخيال التعلق بالتمتلء هذا الذي يبلغ الأوج, 
فيُتلف في المشروع المحموم للخرائطيين بما فيه من سعي نحو تعايش Que‏ 
للخريطة والحدود. كل هذا JLH‏ يضيع في الاصطناع (La Simulation)‏ . با 
ميتافيزيقا بأكملها هي الآن بصدد الرحیل»۳. 


إن مشروع تثبيت العالم أو النزعة المحمومة إلى ذلك» بواسطة التقانات 
الحديثة للاتصال» من قبيل الإنترنت ورموز العولةء لم يعد يسمح بذلك ولم يعد 
يطيق الجغرافيات الممتدّة» الحصينة قلاعها بإمكاناتها العلمية أو الطبيعية» أو حتى 
بفرص التحديث والانخراط في الحداثة. لذلك ينبغي الإسراع ب «ضربة استباقية) 
تكسّر العلاقة بين الدال والمدلول» وتفكك الروابط الميتافيزيقية بين الواقع 
ومفهو مه وتحول الواقع الجغرافي الاجتماعي إلى وافع (ASE‏ یسهل ابتلاع خلايأه 
المبعثرة هنا وهناك. هكذا يضيع عبق التاريخ » ولیس عظام الجغرافياء ویتیه 
الوجود في المظهر التعدد. فینفیه ويتلاشى الواقع ويتداعى بعد أن تمَرّق المخيال 
الذي یغلفه ويحميه. dl‏ عصر الأشباح يعود لیرذم الرجعیات» ويطمس وقائع 
التاریخ» حتی لا تعرّي شبحیته وهشاشه عناصره الوهميّة» تلك التي نسح منها 
خیوط شبکاته وأنساق علاماته الاصطناعيّة. هذه الانساق التي تسعی موسسات 
الدعاية والاعلام من خلالها إلى استبدال الواقع التجذر في الأرض وفي التاریخ 
بعلامات الواقع ؛ فلا يبقى منه الا الشبح أو ظله الاجراتی؛ شبح تجفل منه العین 
حين تراه» ویتفطر العقل من عقاله حين يصبو إلى عقلنته. 


۲ - ثقافة النواتئ والسطوح 
تفرز ثقافة الشبح حين تصعد واقعاً افتراضياً تقطعت فيه أوصال التاریخ 


Baudrillard, Simulacres et simulation, pp. 10-11. ۱۷) 


VAE 


وغابت فيه «المدّة المتدة»» لتفسح الجال Li‏ م النواتی والسطوح. فالعمق عائق 
لشرعيّة ۱ الثقافة. الراهنة بوسائطها التقنية P‏ فیتم حجبه وتنزاح معه الحافظة 
الجماعيّة» فيضعف بريقهاء ويقل تواترهاء وترتطم الأساطير الكبرى وتتبعثر 
عناصرهاء وتقوض اليتافيزيقا خيامهاء فلا يبقى إلا مجاز الإمبراطورية الجديدة. 
ail‏ رغبة مرضية محمومة؛ وبجهد دوب لفسخ عالم الجوهر وتئمین jle‏ التجلي 
والسطوح . تعادي هذه التقاليد وتتلف الاثار الغنية والتاريخية والمتحفية» وتحارب 
الایقونات بقوة تدمیریه هائلة. تتدافع الصور نحونا. Les‏ لدها من كفاءة رمزية 
وقدرة إيحائية. تباجم قلاعاً كانت بالأمس حصينة. تقتحم غرف النوم. فتهتك 
ستر المحرّم. تراودنا فنكتفي بالمشاهدة. تضطهدنا وتستهدف رموزناء فنستمتع ce‏ 
ونغرق في عالمها بما فيه من تخمة المعنى . 

تتدفق المعلومات والصور والعلامات من كل صوب وحدب» لكنها تتدافع 
في الغالب في اتجاه واحد» دون اعتبار لمزايا الاختلاف والتعدّد. هناك دائماً تيار 
غالب يفرض أمرأء ويمرّر كلمة السرّ. فيلتف العام حولها عبر جبروت الاعلام 
والاتصال ردحاً من الزمن قصيراً ليحل محلها أمر آخر بعد حين. 

هكذا تطفو نزعة بدأت تفرض ذاتها شيئاً فشيئاً لتوحيد لسان الغا وتوجيه 
أنساقه ليصبٌ في المسار نفسه. يقول جان فرانسوا ليوتنار (Jean François‏ 
Lyotard)‏ في هذا العنی نفسه ی اينبغي عل هذا المد أن يذهب في مساره 
السوي فیتداخل. كل هذه الانتهازيّة (Affairisme)‏ الثقافية والندوات واحوارات 
واللقاءات» ما هي غایتها؟ ما جعلت فقط للتأکد من أن احمیع يتكلم في الشيء 
نفسه. ٠‏ في ماذا» إذن؟ في last 0 N‏ مع بودریار (Baudrillard)‏ 
آسری العلامات» أي نسخ عن نسخ عن نسخ» حتی یکاد يفقد الاصل والرجع 
فنحن انتمعشا من آراء الآخرين» أي استنساخ ما نسخه مفکرون آخرون De‏ 
استنسخه آخرون. وما ظاهرة استنساخ الانسان إلا صورة للأصل» وهي أحد 
مؤشرات ثقافة الشبح الفاقدة لجوهرها ا لحقيقي › وهو الإنسان. 

تكتّفت الزمنيّة في Lait‏ الراهنة» فتسارعت أنساقها وتداخلت» فلم يعد 
AGS‏ متسع من الوقت حتى JEU‏ فيها. هكذا تُؤكل الكلمات أثناء الأكل» تتزاحم 
الصور وتتوال وتزدحم من خلالها العلامات الوافدة من بعيد» تعبر القارّات عبر 





Jean-François Lyotard, Moralités postmodernes, débats (Paris: Galilée, 1993), p. 18. (YA) 


۳۳۵ 


طقوس العبور العاصرة. وسرعان ما جختفي بسرعت مثلما حلت بسرعة لتفسح 
الجال لعلامات أخرى» تظل عابرة؛ أطياف تتلاحق تباعا ودون ip‏ فيتكوّن 
نسق جديد قوامه العابر ds‏ من هنا Lau LE‏ العاصرة؛ الدائمة في عبورهاء 
فسدو فى تلاحقها GS,‏ نسق ثابت. والحال أنها ليست إلا أشباحاً وأطيافاً. 


هكذا هی علامات الرأسمالية الثقافية» تضجر من المنظومات القيمية 
والرمزية الضاربة بعروقها في أعماق التاريخ» فتشوّش سيرورتها لتقطعهاء فتفتح 
مسالك تستوعب قوانينها المتغيّرة المتجددة دون توقف. إن مثل هذه الثقافة» قلي 
علامتها في بيئتنا الاجتماعیّف إلى حد التخمة أحياناًء فتتصدَع أنساقها بدل 
التماسك ويتصاعد الجهل في ثوبه الجديد حين تصبح المعرفة نفياً لذاتها؛ جهل 
مضاعف عبّر عنه سقراط في حوار مع ألسيبياد (Alcibiade)‏ : «أنت تجفل الأشياء 
الک أهميّة» ولكنك» وأنت تجهلهاء تعتقد أنك تعرفها»» ويضيف «أنت يا 
صديقي تسكنك أسوأ أنواع الجهالةء فخطابك هو الذي Press‏ 


ومن المفارقة أن تصاعد الجهل يحدث في لحظة كثر فیها اللغط عن امجتمع 
المعرفة» وثورة المعلومة. في هذا المعنى يقول هيدغر (1161068867): «ليس هناك 
حقبة راكمت معارف حول الانسان بهذا القدر من التئوع والاختلاف مثلما 
يحدث في حقبتنا الراهنة. وليس هناك حقبة مكنت من بلوغ هذه العرفة بالسرعة 
واليسر نفسهما أكثر نما يتحقق الآن. ولكن أيضاً» وبشكل مفارق» ليس هناك 
حقبة أكثر جهلاً بالإنسان من هذه الحقبة»”' '". 


۳- انحسار المخيال 
ينزع الخیال الجمعي في Blé‏ الشبح : نحو التفقیر وبتر السيرورة فيه» فقد 
تعطلت قدرته عل المواترة. حدث ضجيح ألجم نشاط الخبال ؛ als‏ فدرة 
LS - pe‏ یسمیها الرازي وابن سینا - عل استرجاع الحفوظ المي 
لقد أسرت BUS‏ الشبح المخيال» فانقبض عطاؤه بعد أن كان يتلاعب 


Alcibiade Platon, Cité in: Thomas De Konick, La Nouvelle ignorance et le problème de la (۱4) 


culture, 2*™ éd. (Paris: Presses universitaires de France, 2001), p. 2. 


Martin Heidegger, Kant et le problème de la métaphysique, traduit par A. De Waelhens et W. (Y +) 
Biemel (Paris: Gallimard, 1953), p. 266. 


۳۳۹ 


بالصور التي يبنيهاء ويتغدى من حكايات الماضي السحيق» فيعتق المجتمع من 
اللحظي؛ لينفتح على أبعاد جديدة من الواقع» ویطل بخیاله عل عراز أخرى 
وحقائق آخری؛ ويجسم غير ca)‏ المعلوم من الاشیاء - استعارة لعبارة شكسبير 
(Shakespeare)‏ : : ايمنح TOE‏ للأشياء Ml‏ 


تنعدم الاستعارات دونما ملكة الخیال» فلا تبقى إلا الأحرف الحمقى» 
الفاقدة للروح. فالمخيال عامل توحيد ولحمة للفاعلين الذين جدون فيه مبرراً 
للحياة الماع اما الاستهلاك المكثف للصور الحاملة Gal‏ الرعب والدمار 
والجريمة» التي تفرض كل يوم» فعامل تفكيك جماعي واستلاب sp‏ 

كسدء إذن» المخيال العربي» وانکمشت حیوته لأنّ الكفاءة التقنية لهذا 
cn‏ ا تا لحر ارال Le‏ فما كان يعد من باب الخوارق في 
المخيال أضحى ها te‏ تنقله الصورة» متحدية قدرته على بناء النماذج 
الثالية» إذ تهباطلت على مبدعيهء وانبمر على مستهلكيه فيض من الصور» هي 
نماذج لأنساق من الأشباح المتشابكة . 


عطلت الصورة الوافدة من بعید» عن طريق الفضاء» وعن طريق الطرق 
السيارة للإعلام» نشاط المخيال العربي» إذ جِسّمت ما كان بالأمس القريب حكراً 
عليه» بل تعذت أحياناً قدرته على التخيّل. فالجاز العربي أصبح واقعاً مألوفاً 
تنجزه وتتخطاه مصانع الأحلام في العالم العاصر. ويبرز عالم الصور المتحركّة 
نمطا مثاليا للصورة الشبح. هناك في هذا العالم التخييلي الابهامي جهد دژوب 
لاجتثاث الرموز الثقافية الأصليةء وإزاحة المخيال التاريخي والثقافي» واستداله 
بواقع تضليلي» يقوم على ضح رموز الآخر الغربي» وينزع إلى هضم نمط حياة 
مجتمعاته في ee‏ جاء الكون: «في ديزنيلاند (Disneyland)‏ يرتسم الهدف 
الامريکي؛ ليطال مورفولوجية الأفراد والحشد Foule)‏ 12). کل القيم تُعظم فيه 
من خلال النمنمة والرسوم المتحركة. ومن هنا تشرع إمكانيّة التحليل 
الأبديولوجي لمال دیزنیلاند: هضم طريقة الحياة الأمريكية» ومدح قيمهاء 
والنقل المثالي لواقم متناقض. لكن هذا يخفي بالتأكيد شيشا آخر» فهته الیش 


William Shakespeare, Le Songe d'une nuit d'été, traduit par François-Victor Hugo ([Prague]: (Y Y) 
Artia, 1960). 

De Konick, Ibid., p. 65. : ورد فی‎ 
Gilbert Larochelle, L'Imaginaire technocratique (Montréal: Boréal, 1991), p. 13. (۳) 


۳۳۷ 


الأيديولوجية تکون في حد ذاتها غطاء الاصطناع (Simulation)‏ من الدرجة 
الغالثه : فديزنيلائل هي هنا لإخفاء حقيقة أن البلد (الواقع» کار آمریکا 
الواقعية - ما هو في le‏ الأمر سوى ديزنيلاند»”"'. 


في الرسوم التحرکة خيال جديد» صور ذهنية وافدة تور في الحياة 
PERSI‏ والثقافية والحماليةء تلوّثها وتخترقها إلى درجة الشك في واقعيتهاء 
في معناها وأصنافها التي تكؤنها وتعرّفها. معنى هذا Li‏ اقش ساكنة فيئا 
este‏ معها: «فالعدو یسکننا؛ في قلب المكان» في داخلنا ولیس 
ار A‏ 


إن الاستهلاك الطيّع للصور التي تنهال علينا وتتجول بينناء هي «عامل 
تدمير جماعي واستلاب فردي"*۳*. هكذا هيمنت الصورة التي تنشرها التقانات 
الحديثة للاتصال» لتزحزح الصور الذهنيّة التي كان ينسجها المخيال» فتراجع 
التقليد الشفوي بما فيه من أساطير وملامح وسير شعبية ومعتقدات تتناقل عبر 
القرون» وتتواتر الحكاية. فغابت وظيفة الراوي» وأعملت حكايات sat‏ 
وهدهدتا» وفقدت بريقها ودورها في سيرورة التنشئة الاجتماعية» فعوضتها 
الصور المتحركة. المنابع أصابها الوهن وخارت قوى ملكة المخيال العربي. 


استنكفت ثقافة الشبح من المخيال وكثافته التاريخية» فعرّت الميتافيزيقية» 
وهتكت سر المحرّم» وعقلنت المقذس» وأخضعته للمعيار الحسابي أحياناء فارتطم 
بالمادة. انكشف القمرء فتعرّى وأفصح عن هيئته القبيحة بعد أن كان لالاف 
السنین رمز اطمال عند الشعراء والحبین. Cas‏ کذلك جسد الرأة فی Ut‏ 
es eo de)‏ القن Re‏ 
الإغرائية» فانهار جبروت الجسد الذي كان ملهماً نزمن ممتد إلى أبلغ التعابير 
الجمالية الفنيّة. اختصار أضحى الإنسان العاصر یت بعبارة باتت رائجة: ایا 
حسرة على ما فات»» عبارة تشبه دهشة آندریه جيد (André Gide)‏ عام ۱۹٤۹‏ : 


(Y3) 


«لقد صرت دون Les‏ إزاء الحياة» 


Baudrillard, Simulacres et simulation, pp. 25-26. (YT) 
Larochelle, L'Imaginaire technocratique, p. 13. (Y£) 
Marc Augé, La Guerre des rêves: Exercices d’ethno-fiction, la librairie du XXe siècle (Paris: (Yo) 
Ed. du Seuil, 1997), p. 39. 

Roland Barthes, Le Neutre: Cours au collège de France (1977-1978), broché (Paris: Seuil, (Y1) 
2002), p. 196. 


۳۳۸ 


4 دوال دون مدلولاات 


تتسم ثقافة الشبح بوفرة الدوال وندرة المدلولات. فالدال أضحى دون محتوى 
un‏ بعد أن اكتنفه الغموض» وعلا ضجيج العام بفعل الوسائط التقنية الحديثة. 
نهي بفيض معلوماتها تسهم في بتر العلاقة المنطقية التي كانت قائمة بين الدال 
والمدلول» وتباعد الروابط التقليدية بين الثقافة والمجتمع. فتعطل قدرة هذا الأخير 
على إنتاج رموزه وإعادة انتاجها. 


أضحى التبادل trs‏ إن لم یگن مستحیلا مع بودریار فنحن انعیش في 
الوقت نفسه رعب إفراط الدلالة وشخها المطلق». إن الدلالة هى التى تعوز 
مکژنات الثقافة الراهنةء ولعل هذا هو مصدر خيباتها؛ خيبة الدلول الذي اجتاحه 
الدال شتوو فا خلت غا ليس بالعدم» بل هو الافتراضي؛ كما یقول 
0 یلاحظ بول ریکور في هذا العنی نفسه» ومنذ عام ۱۹7۵: «خلف 
سژال الاستقلالية . و خلف سوال التعة والقوّة» یطرح سوال العنی واللامعنی. 
استغرق العالم الحديث في التفکیر داخل علامة ثنائية قوامها العقلانية التصاعدة 
والعبثية التصاعدة. . . الناس تعوزهم العدالة واحب أيضاً بالتأكيد» ولکن 
وبشكل آکثر تعوزهم الدلالة»”*'2. هكذاء وفي خضم التحولات الفكرية والثقافية 
s&ai‏ تطرح مسألة العنی بإلحاح شدید أحياناً. وهنا Les‏ جدل واسع ما یزال 
متواصلا حول المعنى واللامعنی» ومعنى اللامعنى في وجودنا الثقافي» ووجودنا 
الاجتماعي اليومي AEA‏ | 


یتصاعد اللامعنی CT‏ محالات كثيرة: الإصلاحات التي تعنى 
بالبرامج التعليمية» والإغراء والاقناع بالغموض في الرسالة الاشهارية؛ لقد 
آضحت A‏ الناس متقطعت متناثرة elle‏ متزجة» سود فیها هجین اللفظ 
SLS jy‏ العنی . 


وحدها الصور تهبيمن وتفرض خطاما. وحتى هذه لم يعد لها الحيّز الزمني 
اللازم لتكون الصورة. يقول فخته (عاطه15): «لا وجود لکائن» آنا نفسي 
لا أعرف cles‏ ولا أساوي أيّ شيء. وحدها الصور لها كيان. l‏ الشيء 


Deleuze, Différence et repetition, p. 111. (Yv) 


Paul Ricoeur, Cité par: Henri de Lubac, Arhéisme et sens de l’homme (Paris: CERF, 1968), (YA) 
p H1. 


۳4 


الوحید الذي یتمثع بوجود حقيقي» فلها معرفة بذاتهاء هي معرفة الصورة 
للصورة؛ صور LE‏ عائمة. . . تعانق بعضها بعضا من خلال صور لصور» دون 
أن يكون فيها Gi‏ مجازء ودونما دلالة وهدف. أنا نفسي لست إلا واحداً من هذه 
الصور. وحتّی هذهء فليس بإمكاني أن أبلغها. فقد لا أكون سوى صورة غامضة 
لصور مختلفة. .. كل واقع يتحول إلى حلم عجيب - لكن دون حياة يمكن 
تخيّلهاء ودون عقل il‏ ا حلم محلم ا 


9---------' سیم 
Fischte, La Destination de l'homme, traduit par I.C Goddar (Paris: GERF, 1995), pp. 147- ۲۹)‏ 
.148 


yts 


خاتمة 


يقترح هذا الكتاب تناول الظاهرة الاجتماعية تناولاً علامياً» ينتقل بنا من 
العلامة اللسانية إل العلامة الاجتماعية. هذا المرور» آو هذا الانتقال» یشرع 
إمكانية التزحلق من الجال الاجتماعي إلى الجال الاجتماعي الرمزي» تساعد على 
بلوغه القاربة السیمیوسوسیولوجیه» Leg Les‏ من بحث في منطقة التقاطع بين 
السيميولوجيا والسوسیولوجیا. هذه الرژية النهجية تجعل الباحث يقظاً إلى ما Le‏ 
بنا من نصّيات اجتماعية نسکنها وتسکننا دون أن نبنيهاء أي دون تعيين ختلف 
العلاقات القائمة بين عناصرها. فلا يراها cLa‏ بل عناصر متفرقة لا رابط بينها. 
والنفظة ترد الباحث Labs «Late «is‏ :وله قارفا لا يرا وهال براه من 
علامات ظاهرة وخفيّة. فيتورّط في دروب جدیدة» ومسالك وعرة» ولكنّها , 
مثيرة» ما كان له أن يتقاطع معها os‏ نج علمي ینطلق من تجلیات ( جتماعي» 
ليعائق ما فيه من کمون. 

وكم سیفاجاً الباحث بمكائد العلامة إذا تلبسته» Le‏ معرفياً» وهي تلغي 
التاريخى فيها لتُصعّد الطبيعى. ذلك هاجس سکن رولان بارت طويلاء وخاصّة 
في ميثولوجيات» حين كشف مناورات البرجوازية الصغيرة الفرنسية في جهدها 
الدؤوب من أجل الاختفاء خلف الطبيعة. وذلك أيضاً pa‏ معرفي حاضر في جل 
ما آنتج كلود ليفي ستروس» حين تعلق بتتبّع الرمز والإمساك ب «البنية الأم» في 
القرابة والأسطورة والطبخ . 

إا مسألة العلامة والرّمز مبئيّة فى أنساق» مسألة. لم تحتل إلى حذ الان 
حيّزها الكافي في سوسيولوجية الجتمعات العربية. فتوقفت بذلك بحوثها عند 
الوصف والتوصيف دون أن es‏ إلا في القليل منهاء مستوى بناء النماذج وتتبع 
الکامن في ظواهره . 


Ne) 


والعلامت وكذا الرمزء سلطة تتوسط التبادلات الاجتماعیت وتتدخل فى 
التصنيف الاجتماعى وما فيه من تراتبيات. هذه السلطة التي لطالما اقترنت» 
abs‏ ناشن ابا سامیره ایض فى فلاف له از زا 
وشوارعهاء وقائمة في الاشهار» وهو یصّف البشر» وحاضرة Lal‏ في لغة 
الشارعء بما فیها من re‏ ومنافسة على افتكاك المجال. وفي هذه اللغة توزع 
البلاغة تراتبياً بحسب الفقر والغنی» وينتشر فيها الخطأ والصواب» بحسب LS‏ 
ال السکنی أو هامشیته. إن هذه العلامة - السلطة لتتطلب من الباحث مکابدت 
وهو يقتفي آثرها في حركة جولانها في الجال لتقوّي طرفاً ما حيناًء وتقهر طرفاً 
حيناً آخر» فتخلف حالة من اخضوع والسلطة یمتزجان بلا هوادة: سلطة النتج 
وخضوع الستهلك في الوضة والإشهار والصورة والعمار. .. ولا مجال لقهر 
هذه السلطة الا بکشف آلاعیب العلامة» وهي تخفي بعدها الاكراهي وسحریتها 
الداعية إلى الطاعة. وعلى الباحث السوسیولوجي» قبل غيره» أن يأخذ على عاتقه 
بلوغ مثل هذه العلامات مبنيّة في آنساق لها سياقاتها التاريخيّة والثقافيّة 
والاجتماعية» تغطية للفجوة التي حصلت في ما أنتج من أعمال عربية» أهلت 
أو أسقطت من الحسبان مسألة العلامة والرمز بما فيها من J‏ لف ودوران وارتداد. 
نحن بكل هذاء أمام سيميولوجيا منفتحة على السوسيولوجياء إذ Ój‏ خطاب هذا 
دون ذاك» یظل خطاباً فقيراً. هذا يقف عند الفهم وذاك عند التفسیر وبين هذا 
وذاك مرور من الفهم إلى التفسير. 


ولکن ألا يعد مثل هذا المزج» أو هذا التداخل بين سيميولوجيا هدفها 
علم العلامات وسوسيولوجيا A‏ بفهم الظاهرة الاجتماعية وتفسيرهاء ضرباً من 
التعسّف ومن العلاقة القهرية؟ قطعاً لاء لا الأمر هنا يتعلّق بعلامة غير LS‏ 
في سياق كرّس أنظمة من التواصل غير مألوفة» كالصورة والإشهار والتلفزة 
والأنظمة الإشارية الحركيّة» تلك التي رسم بعض عناصرها السيميولوجي الإيطالي 
أمبرتو إيكوء في تتبعه لنطق الإشارة الإيمائية. 


ات یا اسداس اس التو ناه 
للکلام من قبیل الاشارات tt‏ هذا من جهة. ومن جهة ثانیة. فان 
العلامة ليست بمعزل عن سیاقات إنتاجهاء بل العلامة بناء اجتماعي ذات 
عمق تاريخي ما كان لها أن تکون لولا سيرورة من النشوء والتطور. ثم Ól‏ 
ربطهاء تقليدياء بأفق العبارت قد ضَيّع على الهتمین بها فرصة البحث في 


YEY 


علاقتها بالسیاق بمختلف آبعاده فلم یروها خارج اللخت منتشرة في حقول 
اجتماعية ile‏ ولو حدتث ذلك لأدركنا بعدها الهرمى التراتبي» وقدرتها على 
D)‏ رف teens.‏ والأمكنة والازمنة. إا العلامة الممتدّة في آفقها 
الاجتماعي» RAT‏ العامة Zaud‏ في باب العبارة. ولقد حاول هذا الکتاب 
ترضدها في مناطق غير مألوفة» وفي زوایا es‏ کالشارع والرصيف ومعمار 
الدينة» والاشهار وصوره وألوانه وبلاغته وإخفاقاته التبلیغیة» دفاعاً عن اللكية 
Less‏ للسلعة . 


إن هذه العلامة الرتبطة بالشبکة الاجتماعیة وما لها من قدرة على الحركة 
والتلاعب باللغة وبالکلام» بحسب طافتها الحجاجيّة؛ لقليلة الخضوع إلى 
الضوابط » وتعطي لنفسها الحق في ما يجوز وما لا مجوز» بصرف النّظر عن 
القاعدة. هكذا تتكسّر العلاقة بين الدال والمدلول» وتتصرف فى الخطأ والصواب» 
حتى إن الخطأ يتحوّل أحياناً إلى كفاءة امكفيارة تورف اللسلحة HU‏ 

للشيء. الهم في کل هد بلوغ الغرض. وی الأمر التضحية 
بمعاني الانتماء والهويّة والواطنة والوطن وکل ما هو عام مث مسرت a:‏ والمهم. 
في نهاية الامر الایقاع بالتلقي. الستهلك أو الار» في داثرة السحر. وهذا معنی 
ذرائعية العلامة . 


إن العلامة التي یقصدها هذا الکتاب ویدعو إلى مطاردتهاء ليست معزولت 
بل ترتبط بسيرورة اجتماعية وبسياقات إنتاجها. وهي بهذا تدخل وتتدخل في 
التصنيف الاجتماعى. فلكل طبقة أو فئة أو جغرافية اجتماعية علاماتها الخاصّة. 
تلك العلامات» BL‏ ما وضعت في غير سیاقاتها» تعر Les‏ يمكنه افتراض 
وجود علاقة من «التجانس» بين مستویات الدلالة والستویات الاجتماعية. وهو 
ما حاولنا في بعض الواضع من هذا العمل التدئیل cale‏ كما تبين» مثلاء في 
ارتباط الستوی الدلالي الحَرْفي الذاتي (Dénotation)‏ بما هو «شعبي» وارتباط 
الإيحائي (Connotation)‏ بالنخبوي» أي £ «الراقي» من الأخياء SECO‏ 
فالشعبي لا يحتاج إلا إلى الإبلاغ بصورة تقريرية صريحة» أما النخبوي» فيعتني 
باستهلاك الدلالة الضمنيّة «الحتشمةا tu nd,‏ والمتأنقة» في قدرتها 
التعبيرية : الشعبى يكتفى بالحدٌ الأدنى الدلالي» في حين تراود الدلالة الثانوية 
االحسْنة» ما هو نخبوي» مستندة في ذلك إلى الثقافة من حيث هي انسیج 
مركب من الأنظمة الرمزيّة». | 


ا 


نحن نرغب من خلال تعلقنا بالعلامات الاجتماعية» وهي تتجوّل فى 
الأطلس الاجتماعي»ء فتختلف آوضاعه آن & النظر إلى ما لا ES‏ عادة من 
آبعاد رمزية à‏ كامنة في الظواهر الاجتماعية. هذه الأبعاد Y‏ سلطان LJ‏ عليها دون 
مقاربة سيميوسوسيولوجية تراود العلامة في ارتباطها بالأصول الاجتماعية التي 
آنتجها. وهنا يكف نسق العلامات عن کونه نسقاً موصداً مکتفیاً بذاته» لینفتح 
على السیاق . 


ثبت بأهم المصطلحات الواردة فى الكتاب 


Refléxivité ارتدادية‎ 
Argot أر غه‎ 
Métaphore استعارة‎ 
Métaphore déviante استعارة منحرفة‎ 
La Simulation الاصطناع‎ 
Productivité إنتاجنة‎ 
Ethnolinguistique ائنو لسانية‎ 
Relation Paradigmatique علاقة جدولية‎ 
Connotation ele] 
Connotation sociale اجتماعية‎ déle] 
Icône أيقو نه‎ 
Proxémie بروكسيميا‎ 
Structure significative بنية دلالية‎ 
Structure intentionnelle بنبه قصدية‎ 
Interprétation | تأو یل‎ 
Signifiance التدلال‎ 
Schème ترسيمة‎ 
Interdisciplinarité | تضافر اللاختصاصات‎ 
Dénotation ishi دلالة‎ 
Similitude du 
Intertextualité تناص‎ 


Y£0 


Stigmatisation 
Iconoclasme 

Sens commun 

Index 

Champ 

Champ sémantique 
Anonyme 

Signifiant 

Signification 
Sémantique des profondeurs 
Sémantique de surface 
Dogmatisme 

Doxa 

Symbole 

Sémiologie 

Sémiologie sociale 
Sémiologie connotative 
Objet - signe 

Informe 

Simulacre 

Codes 

Forme 

Phonème 
Translinguistique 
Relation Syntägmatique 
Signe 

Signe - signifiant 

Signe sociale 


Signe occulté 


TéT 


دلالة 
دلالة الأعماق 
دلالة السطح 


دوغمائية 


Sémantique sociale 
Superflux 
Désenchantement du monde 
Décodé 

Phantasme 
Désordre social 
Phonologie 
Phénoménologie 
Parole 

Parole parlée 
Parole parlante 
Non lieu 

Anomie 

Langue 
Métalanguage 
Sociolecte 

Jargon 

Logos 

Post narrative 
Lieu koléidoscopique 
Signifié 

Référent 
Ethnocentrisme 
Vraissemblable 
Sens 

Sens connoté 
Ethos 

Emphatique 
Enigmatique 


YEV 


علم دلالة اجتماعية 
نائض و صف 
فك السّحر عن العالم 
فك الشفرة 
الفنطازم 

فوضى اجتماعية 
فونولوجیا 
فینومینولوجیا 
كلام 

كلام منطوق 
كلام ناطق 

لا مال 

لامعيارية 

لغة 

ji‏ الخارقة 
ij‏ جماعة 
dal‏ محدودة 
لوغوس 

ما فوق سردي 
dle‏ مشكالي 
مدلول 

E 

مركزيّة أوروبية 
مشاكلة الواقع 
بشي 

معنى إيجائي 
i‏ ی 
do eds‏ 


ملفز 


Paradigme 
Recevable 

Lisible 

Scriptible 
Pertinence sémiologique 
Objectivation 
Objectivité 
Syntaxe 
Tendances lourdes 
Système 

Système codé 
Systématique 
Texture 

Texte 

Texte social 

Ordre 

Négation de la signifiance 
Punctum 

Modèle 

L'effet de réel 
Attitude 


Unité lexicale 


YEA 


جدول 

مکن قبوله 

مكن قرائته 

مکن كتابته 

الموافقة السيميولوجية 


مو صعه 


نض اجتماعي 
نظام 

نفي التدلال 
نقطة الرؤى 
نموذج 

هوامل الواقع 


a 


0 


وحده قاموسية 


المر اجع 


۱ - العربية 

کنات 

ابن حزم الأندلسي» آبو محمد علي بن آهد. طوق الحمامة فى الألفة والالاف. 
سوسة: دار المعارف للطباعة والتشن ۱۹۹۲. 

ابن خلدون» أبو زيد عبد الرهن بن محمد. المقدمة: تاريخ العلامة ابن خلدون. 
كتاب العبر وديوان البتداً والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم 
من ذوي السلطان الأكبر. تقديم جمعة شيخة. تونس: الدار التونسية» 
۶ "۲ مج . 
۵ 1۹01 . 8 

. لسان العرب المحيط : معجم لغوي علمي. إعداد وتصنيف يوسف خياط 
ونديم Le ye‏ . بيروت : دار لسان العرب» ¥۵ . ET‏ 

أبو حيان التوحيدي؛ على بن محمد. كتاب الإمتاع والمؤانسة. بيروت: دار الكتب 
العلمية Y‏ ۳ 

س وأبو علي AA]‏ بن محمد بن مسکویه. الهوامل والشوامل : سؤالات أبي حيان 
التوحيدي لأبي على مسكويه. القاهرة: [د. 1.۵ ۱۹۵۱ . 

إيكوء أمبرتو. السيميائية وفلسفة اللغة. ترجمة أحمد الصمعي. بيروت: المنظمة 
العربيّة للترحف .۲٠٠٠٠١‏ (لسانيات ومعاجم) 


y4 


بارت » رولان . لد النص . ترجه منذر العياشي . حلب : مركز الإنماء الحضارى, 


AA 
بن سلامة» البشير . اللغة العربية ومشاكل الكتابة. تونس: الدار التونسية للنشرء‎ 
۱۹۷۱ 


بورقيبة» الحبيب. حياتي وآرائي وجهادي: سلسلة محاضرات آلقاها الحبيب بورقيبة 
آمام طلبة معهد الصحافة وعلوم الاخبار حول تاريخ الحركة الوطنية. تونس: 
شركة فنون الرسم والنشر والصحافة» ۰۱۹۸۶ 

خریّف. البشیر. الدقلة في عراجینها . تقدیم الطیب صالح. تونس: دار الجنوب 
لا +14 . (عيون معاصرة) 


sS‏ الاسم العربي الجريح. لا تقديم رولان 


بارت . بيروت : ر العودة. 138٠‏ . 
1. 


دوبري » رنجيس . حياة الصورة وموتها. تر مه فريد الزاهي . الدار البيضاء : أفريقيا 
الشرق» Yes:‏ 


زبيس » سليمان مصطفى . حول مدينة تونس العتيقة. تونس : : وزارة الشوون 
E‏ ۰۱۹۸۱ (العهد القومی لاگنار والفنون» GNU‏ 


صفدي» مطاع . استراتيجية التسمیة: في نظام الأنظمة العرفية . بیروت : مركز 
الإنماء القومى » ۹A٩‏ . 


عبد الجبار» أبو الحسن عبد اطبار بن def‏ عبد Lt‏ [قاضى القضاة] . المغنى فى 
أبواب التوحيد والعدل. إملاء أبي الحسن عبد الحبار الأسد آبادي؛ إشراف طه 
حسين . القاهرة: وزارة الثقافة والارشاد القومي » E EDT‏ 


قبّاني نزار . الأعمال السياسية الكاملة . بیروت : منشورات نزار قباني» ۰۱۹۸۳ ۲ ج. 


كروء محمد. محاضرات ملتقى الذاتية الثقافية والضمير القومى. تونس: مركز 
الدراسات والایحاث للجامعة التونسيةء ۱۹۷١‏ . (سلسلة علم الاجتماع) 


Yo: 


كريب» إيان. النظرية الاجتماعية: من بارسونز إلى هابرماس . ترجمة محمد حسين 
غلوم ؛ مراجعه محمد عصفور. الکویت: الجلس الوطني للثقافة والفنون 
والاداب. ۰.۱۹۹۹ (عام العرفت (YEE‏ 

لییب » الطاهر . سوسيولوجيا الغزل العربي: الشعر العذري نموذجاً. شرحمة 
a il‏ بیروت : المنظمة العربية للترحمة» ۲٠١۹‏ . (علوم انسانية واجتماعبة) 

نصر » حسن . دار الباشا. تقدیم محمد القاضي . نونس : دار اشنوت تسس 
Due) ۶‏ معاصرة) 


الموسوعة العربية العالية . الریاض : موسسة أعمال الوسوعة للنشر والتوزیع؛ 


موقو عقاف . الدلالة الإيحائية في الشعر العربي الحديث . بيروت: دار eh‏ 
¥ | 
دوریات 


إيكو» آمبرتو وإيزابيلا بتزيني . «سيمياء الیتولوجیا.» بيت الحكمة (الدار البيضاء) : 
السنة ۰۲ العدد ۰۷ شباط/ فبرایر ۱۹۸۸. 


القاضی . حولیات ابامعة التونسیة: العدد ۰۲۷ ۰۱۹۸۸ 


بن سلامة» البشیر. «الاسلام والوطنية .» الفکر : شباط/ فبرایر AATA‏ 


بوعزيزي » محسن . «سيميائية الأشکال الاجتماعية عند رولان بارت ٠.‏ الفکر العري 
العاصر (مرکز الانماء القومی» بیروت) : العددان ۰۱۱۳-۱۱۲ Verre‏ 

اخضراوی» محمد آهد. «سيميائية التسمية : قراءة فى الابعاد الاجتماعية والرمزية 
للأسماء والأشياء.» الفکر العربي العاصر : العددان ۱۰۶ - ۰۱۰۵ ۱۹۹۸ . 


الزین» محمد شوقي وجان بودریار. «استراتیجیا السیمولاکر .» کتابات معاصرة: 
السنة ۰۱۰ العدد ۰۳۷ ۱۹۹۵. 


| لعظم » صادق جلال . «وجهة نظر: ثقافة وعولة .» الفکر العربي العاصر : 
العددان STITI gd ENT NL ie‏ 


Yo\ 


TER,‏ الطاهر. (الثقافة والجتمع : تفكك العلاقة وتعطیل الذلالة . » الفكر العرں 
العاصر : العددان ۱۱۸ - ۰۱۱۹ ۲۰۰۱. 


قوز/ یولیو AIAN‏ 


ندوات» مؤتمرات 
الأنتلجنسيا العربية. إعداد الجمعية العربية لعلم الاجتماع . تقدیم الطاهر لبیب. 
ns‏ الدار العربية للكتاس»ء 1۸۹ . 


فوائنات الرعدة ی EE‏ 


وحدة الغرب العربي . یروت : مركز دراسات الوحدة AY as al‏ . 


Books 


Accardo, Alain. Initiation à la sociologie de l'illusionnisme social: Invitation à la lec- 
ture des oeuvres de Pierre Bourdieu. Bordeaux: Editions le Mascaret, 1983. 


Augé, Marc. La Guerre des rêves: Exercices d'ethno-fiction. Paris: Ed. du Seuil, 
1997. (La Librairie du XX siècle) 


Austin, John-Langshaw. Quand dire, c'est faire: How to do Things With Words. In- 
trod. et Trad. par Gilles Lane. Paris: Seuil, 1970. (L'Ordre philosophique) 


Barthes, Roland. L'Aventure sémiologique. Paris: Seuil, 1985. 

. Le Bruissement de la langue. Paris: Seuil, 1984. 

.___ _„. Paris: Ed. du Seuil, 1993. (Points; 258) 

. Critique et vérité. Paris: Seuil, 1966. 

. Le Degré zéro de l'écriture. Paris: Seuil, 1953. (Collection Pierres Vives) 


___. L'Empire des Signes. Genève: Editions d’Art Albert Skira; Paris: Flammar- 
ion, 1970. (Les Sentiers de la création; 5) 


. Fragments d'un discours amoureux. Paris: Seuil, 2002. (Oeuvres completes) 


سس س 


yoy 


< Michelet. Paris: Seuil, 1974. (Ecrivains de toujours) 
. Mythologies. Paris: Seuil, 1957. (Oeuvres completes) 


_ Le Neutre: Cours au collège de France (1977-1978). Paris: Seuil, 2002. 
(Broché) 


. Oeuvre completes. Paris: Seuil, 2002. 5 Tomes. 
_____. Le Plaisir de texte. Paris: Seuil, 1973. 
. Roland Barthes. Paris: Seuil, 1980. (Collections Microcosme. Ecrivains de 
toujours; 96) 
۰ Système de la mode. Paris: Seuil, 1967. (Points; 147) 
ی‎ Paris: Seuil, 1970. 


Baudelot, Christian et Roger Establet. Durkheim et le suicide. Paris: Presses Uni- 
versitaires de France, 1999. 


Baudrillard, Jean. Le Crime parfait. Paris: Galillée, 1955 
____. Simulacres et simulation. Paris: Galilée, 1981 (Débats) 

. La Société de consummation. Préf. de J. P. Mayer. Paris: Gallimard, 1970. 
ی‎ Système des objets. Paris: Gallimard, 1968. 


Berger, Peter et Tomas Lukmann. La Construction sociale de la réalité. Paris: Mer- 
diens Klinck Sieck, 1986. 


Berque, Jacques. Le Maghreb entre deux guerres. Paris: Seuil, 1970. 


. Maghreb: Histoire et sociétés. Alger: Société nationale d’édition et de diffu- 
sion, 1974. 


. L'Orient second. Paris: Gallimard, 1970. 
Bertaux, Daniel. Les Récits de vie. Paris: Nattan, 1997. 
Boudon, Raymond. Dictionnaire de sociologie. Paris: France loisirs, 2001. 


Bouhdiba, Abdelwahab. La Sexualité en Islam. Paris: Presses Universitaires de 
France, 1975. (Quadrige) 


Bourdieu, Pierre. Ce Que parler veut dire: L'Economie des échanges linguistiques. 
Paris: Fayard, 1982. 


. Choses dites. Paris: Minuit, 1987. 
. Questions de Sociologie. Tunis: Cérès Productions, 1993. 


. La Reproduction: Eléments pour une théorie du système d'enseignement. 
Paris: Minuit, 1970. 


Yoy 


Bloomfield, Léonard. Le Langange. Paris: Payot, 1933. 
Braudel, Fernand. Ecrits sur l'histoire. Paris: Arthaud, 1990. 


Brown, Richard Harvey. Society as Text: Essays on Rhetoric, Reason, and Reality. 
Chicago, IL: University of Chicago, 1987. 


Busino, Giovanni. Critiques du savoir sociologique. Paris: Presses universitaires de 
France, 1993. 

Cohen, Marcel. Pour une sociologie du langage. Paris: Albin Michel, 1956. (Sciences 
d'aujourd'hui) 

De Konick, Thomas. La Nouvelle ignorance et le problème de la culture, 2° éd. 


Paris: Presses universitaires de France, 2001. 


Deleuze, Gilles. Différence et repetition. Paris: Presses universitaires de France, 
1968. 


. Logique du sens. Paris: Minuit, 1969. (Critique) 


Dictionnaire de linguistique. Sous la dir. de Georges Mounin. Paris: Presses Univer- 
sitaires de France, 1974, 


Ducrot, Oswald et Tzvetan Todorov. Dictionnaire encyclopédique des sciences du 
Langage. Paris: Seuil, 1972. 


Durkheim, Emile. Les Regles de la méthode sociologie. Paris: Presses universitaires 
de France, 1983. (Quadrige) 


Duvignaud, Jean. Le ça perché. Paris: Stock, 1976. 
. Lieux et non lieux. Paris: Galilée, 1977. 


Eco, Umberto. Le Signe: Histoire et analyse d'un concept. Adapt. de l'italien par 
Jean-Marie Klinkenberg. Bruxelles: Labor, 1988. 


Encyclopaedia universalis. Paris: Encyclopaedia universalis, 1995. 28 vols. 


Fainzang, Sylvie. L'Intérieur des choses: Maladie, divination et reproduction sociale 
chez les Bisa du Burkina. Paris: L'Harmattan, 1986. (Connaissance des 


homes) 
Fischte. La Destination de l'homme. Traduit par I.C Goddar. Paris: GERF, 1995. 
Foucault, Michel. Archéologie du savoir. Paris: Gallimard, 1969. 


. Les Mots et les choses: Une Archéologie des sciences humaines. Paris: Galli- 
mard, 1966. 


Freund, Julien. Sociologie de Max Weber. Paris: Presses universitaires de France, 
1966. 


yog 


Freud, Sigmund. L'Interprétation des rêves. Traduit par J. Meyerson. Paris: Presses 
universitaires de France, 1967. 


Geertz, Clifford. Bali: Interprétation d'une culture. Traduit de l'anglais par Denise 
Paulme et Louis Evrard. Paris: Gallimard, 1983. (Bibliothèque des sciences 
humaines) 


. The Interpretation of Culture. New York: Basic Books, 1973, 


. Savoir local, savoir global: Les Lieux du savair. traduit par denise Pauline. 
Paris: Presses Universitaires de France, 1986. (Sociologie d’aujourd’hui) 


Giddens, Anthony. La Constitution de la société: Eléments de la théorie de ول‎ strue- 
turation. Traduit par Michel Audet. Paris: Presses universitaires de France, 
1987. 


Goffman, Erving. La Nouvelle communication. Textes recueillis et présentés par 
Yves Winkin. Paris: Seuil, 1981. 


Goldman, Lucien. Le Dieu cache. Paris: Gallimard, 1959. 


Gosselin, Gabriel. Sociologie interprétative et autres essays. Paris: L'Harmattan, 
2003. (Logiques sociales) 


Heidegger, Martin. Kant et le problème de la métaphysique. Traduit par A. De 
Waelhens et W. Biemel. Paris: Gallimard, 1953. 


Helbo, André. Le Champ sémiologique: Perspectives internationals. Bruxelles: Edi- 
tions Complexe, 1979, 


Jeudy, Henri-Pierre. Les Ruses de la Communication: Leuthanasie des sages. Paris: 
Plon, 1989. 


Karoui, Abdeljelil. La Tunisie et son image dans la littérature française du 19°" siè- 
cle et de la 1°° moitié du 206۳۴: 1801-1945. Tunis: S.T.D. [Société tunisienne 
de diffusion], 1975. 


Kristiva, Julia. Recherches pour une sémanalyse. Paris: Seuil, 1969. 
. Théorie d'ensemble. Paris: Seuil, 1968. (Tel quell) 


Labov, William. Le Parler ordinaire: La Langue dans les ghettos noirs des Etats- 
Unis. Trad. de l'américain par Alain Kihm. Paris: Minuits, 1978. 2 vols.. 


Larochelle, Gilbert. L'Imaginaire technocratique. Montréal: Boréal, 1991. 


La Rue. Sous la direction de Jeanne Brody. Murail: Presses Universitaire du Mu- 
rail, 2005. 


Lévi-Strauss, Claude. Anthropologie structurale. Paris: Plon, 1958. 


. Le Totémisme aujourd’hui. Paris: Presses universitaires de France, 1962. 


Yoo 


eee 


. Tristes tropiques. Paris: Plon, 1955. (Terre humaine) 
Locke, John. Essai sur l'entendement humain. Paris: Honoré Champion, 2004. 
Lubac, Henri de. Athéisme et sens de l'homme. Paris: CERF, 1968. 
Lyotard, Jean-François. Moralités postmodernes. Paris: Galilée, 1993. (Débats) 
Marx, Karl. Le Capital. Paris: Editions sociales, 1950. 


Mauss, Marcel. Sociologie et anthropologie. Précédé d’une introduction à l’oeuvre 
de Marcel Mauss par Claude Lévi-Strauss. Paris: Presses universitaires de 
France, 1960. (Bibliothèque de sociologie contemporaine) 


Merleau-Ponty, Maurice. Phénoménologie de la perception. Paris: Gallimard, 1949. 


Mesnil, Marianne. Trois essais sur la fête. Bruxelles: Cahiers de Sociologie Cul- 
turelle, 1974, 


Mons, Alain. La Métaphore sociale: Image, Territoire, Communication. Paris: 
Presses universitaires de France, 1992, (Sociologie d’aujourd’hui) 


Morin, Edgar. Sociologie. Paris: Seuil, 1989. 


. La Tête bien faite: Repenser la réforme, réformer la pensée. Paris: Seuil, 
1999. 


Morris, Charles William. Signs, Language and Behavior. New York: Prentice Hall, 
1946. 


Nietzsche, Friedrich. La Volonté de puissance. Etabli par F. Wursback; traduit par 
G. Bianquis. Paris: Gallimard, ]5. d.]. 


___. Œuvres philosophiques complètes... 8: Le Cas Wagner. Crépuscule des 
idoles. L'Antéchrist. « Ecce homo»... Nietzsche contre Wagner. Textes et var- 
jantes établies par Giorgio Colli et Mazzino Montinari. Introduction générale 
par Gilles Deleuze et Michel Foucault. Traduits de l’allemand par Jean- 
Claude Hémery. Sous la direction de Gilles Deleuze et Maurice de Gandillac. 
Paris: Gallimard, 1974. 


Peirce, Charles Sanders. Ecrits sur le signe. Rassemblés, trad. et comment. par Gér- 
ard Deledalle. Paris: Seuil, 1978. 


. The Collected Papers of Charles Sanders Pierre, 1931-1934. Edited by 
Charles Hartshorne and Paul Weiss. Cambridge, MA: Belknap Press of Har- 
vard University Press, 1960. 8 vols. 


_____etCharlesS. Pierce. Letters to Lady Welby. Edited by Irwin C. Lieb. New Have, 
CT: Whitlock for the Graduate Philosophy Club of Yale University, 1953. 


Ricoeur, Paul. De l'interprétation, Essai sur Freud. Paris: Seuil, 1965. 


Yo? 


. La Métaphore vive. Paris: Seuil, 1975. (L'Ordre philosophique) 
Saussure, Ferdinand de. Cours de linguistiques générales. Paris: Payot, 1972. 


Sebag, Paul. Tunis, Histoire d'une ville. Paris: L'Harmattan, 1998. (Histoire et per- 
spectives méditerranéennes) 


Shakespeare, William. Le Songe d’une nuit d'été. Traduit par François-Victor 
Hugo. [Prague]: Artia, 1960. 


Simmel, Georg. La Tragédie de la culture et autres essays. Trad. de l'allemand par 
Sabine Cornille et Philippe Ivernel; introduction de Vladimir Jankélévitch. 
Marseille; Paris: Rivages, 1988. (Petite bibliothèque rivages) 


. Philosophie et société. Présentation par Jean-Louis Vieillard-Baron. Paris: 
J. Vrin, 1987. 


Théorie d'ensemble: Choix. Préf. de Philippe Sollers. Paris: Seuil, 1968. (Tel quell) 


Weber, Max. Essais sur la théorie de la science. Trad. de l’allemand et introd. par 
Julien Freund. Paris: Plon, 1959. 


Zima, Pierre Vaclav. Manuel de sociocritique. Paris: Picard, 1985. (Collection Con- 
naissance des langues; 16) 


. Pour une sociologie du texte littéraire. Paris: Union générale d'éditions, 
1978. (Col. 10-18) 


Periodicals 
Barthes, Roland.«Rhétorique de l’image.» Communications: no. 4, 1961. 


Ben Nitram, Gaddour.«Ce que l’on entend dans Tunis la Blanche.» ZBLA: vol. 4, 
no. 3, juillet 1941. 


Brown, Richard.«Clefs pour une poétique de la sociologie.» Arles, Actes Sud: 1989. 


Hammad, Manar [et al.].«L'Espace du séminaire.» Communications: vol. 27, no. 
27, 1977. 


Journal Canadien de recherche: vol. 2, été 1974. 


Mary, André.«De l'épaisseur de la description à la profondeur de l'interprétation.» 
Enquête (Marseille): no. 6, 1998. 


Conferences 


Qu'est-ce que la culture? Université de tous les Saviors. Sous la direction d'Yves Mi- 
chaud. Paris: O. Jacob, 2001. 


Yoy 


La Sociologie de l'art et sa vocation interdisciplinaire: L'Œuvre et l'influence de Pierre 
Francastel. Paris: Denoël/ Gonthier, 1976. (Bibliothèque Médiations; 134) 


La Ville arabe dans l'Islam: Histoire et mutations: Actes du 27“ colloque de A.T.P. 
espaces socio-culturels et croissance dans le monde arabe, Carthage-Amilcar, 
12-18 mars 1979. Sous la dir. de Abdelwahab Bouhdiba et Dominique Che- 
vallier. Tunis: Impr. Al Asria, 1982. 


YOA 


قهرس 


الاستلاب : 1۲ 

الاستهلاك : ۰۳۳ ۲۰۶ 

الاستهلاك الطيّع للصور : ۲۳۸ 

الاسطورة: ۷ ۱۱ 

آسطورء الانتماء إل عد واحد: ۲6 
qé‏ 

الاعتباطيات الثقافية : VV‏ 

اعتباطية الأشياء : ۷۷ 

اعتباطية العلامة اللغوية : ۸۷ 

الاغتراب الثقافي: ۱۷۰ 

الافکار الشيقة مال ۱۰۵ 

أفلاطون: ۲۳۰-۲۲۸ 

الإقصاء الاجتماعى: ۰۸ ۰۱۷۲ 
44\ | 

۱۸۱ : البهودية‎ LIN 

الوس لوق ٩۱۰۵۲‏ 

الفرد التکلم : 57 

أم كلثوم (الطربة) : ۱۵۸ 

الإنتاج الجماعي : \£ 


ابن حزم الاندلسي ماع رم 
ا 

ابن خلدون» أبو زيد عبد ال رحمن بن 
يحمد: ۲۷ ۱۵۵ IVF‏ ۱۸۶ - 


1A0 

ابن سيناء أبو علي الحسين بن عبد الله : 
۲۳۹ | 

اتن مسکویه آبو Le‏ آهد بن حمد: 
1٦‏ | 

الأحكام المسبقة : ۰۷۳ ٠١۷-٠١١‏ 

أخلاق الجتمع : EV‏ 


E ul 

۱۰۳ ras 

آرسطو: ۲۲۲ 

ازدواجية اللغة: ۱۸۷ 

الاستعارة : ۰۷۲ ۱۱۸ 

الاستعمالات الاجتماعية للغة: ۰71۳ 
19 ۷1 


الأيقونة: ۰7۷ ۲۲۹-۲۲۸ 


۵٩ ۳۹-۳۸ ۰۱٩ لیکو آمبرتو:‎ 
YEY AT 


باختین» میخائیل : ۰۱۳۳ ۱۸۰ 

OAT 
fF f1 51-565 ۲ 
-qt “071-00 ۶٩-۶۷ ££ 
۸۵-۸۲ ۰۷۶ ۰۷۲-۰۱۸۵ ۳۴ 
Ve 4 4 «AT ۷ 
(۳۷ ۵۱۳ ۲۰ YF YVES 
NV VAE TYYNE) 
YEYE Yro Yee 104 

۳۹۰ ستاو‎ out 

۲ و را‎ A TN NV ILE 
\VA 

باشلار» غاستون: ۰۵1 ٠١5‏ 

البرادیغم : ۰۲۳ ۷۹ 

EEA NS ای وو‎ 

برغسون» هنري : 04 

بروب» فلاديمير: ١٠١9‏ 

برودال» فرنان : ۸۲ 

بروست . مارسیل : ۱۰۹-۱۰۸ 

البعد الايديولوجي للعلامة : ۱۰۸ 


البعد الحرّفى: ١51١‏ 


الانتاج اللغوي: ۱۵۰ 

إنتاج القموع لثقافة القامع : ۲۰۸ 

إنتاج الیتالغه : ۲۸ 

انتفاضة الخبز (۱۹۸6) (تونس): ۲۰۵ 

الانشماء الاجتماعی : ۰۷۸ ۱۸۷ 
Yey‏ | 

الانتماء الجهوي: ۰۲۹ ۱۸۲ 

الانتماء القبل : ۰۲۹ ۱۸۲ 

الانتماء المغاربي : ۱۵۷ 

الانتهازيّة الثقافية : ۲۳ 

NATE 
۱۳۸ 

الأنساق الخفية: ٩۰‏ 

الأنساق دلالية : ۰۲۳ ۰۷۰ ۰۸۳ 
۲ ۱۱۳ 

الاتساق الدلالية العاصرة: ۷۱ 

آنساق العلامات : ۰۲۲ ۰1۰-۵۸ AY‏ 
۳ رف 

الانفتاح الاقتصادي : ۰۲۹ ۱۸۶ 

آنومیا الاستهلاك : ۰۳۳ ۲۰۰ 

آوجي مارك : ۲۲۷ 

آوستین» جون لانغشاو : ۰۲۲ 1۵-16 

إيتيقا الكتابة : ۱۰۸ 

الاماء : ۰۱۵ ۳ ۰۷۳-۷۱ ۱۱۸ 

الإيحاءات المحلّية : ۰۲۸ ۱۷ 

الاحاءات العولة: ۲۸ ۱۷ 


بسیرسن ۽ شارل ساندرز: 0 ¿YY‏ 
COA 607‏ فك مك NO CAO‏ 
١0‏ 

D 

ت جاك: ۰۲۵-۲ ۰۸۱ ۸۵ 
44-۳« ۲۱۳ 


٩۱ البيروقراطية:‎ 


بيشو » ميشيا TT:‏ 
بیکاسو بابلو : VTT‏ 


التأویل : ۰۱6 1۸ 

تأويل التأویل : ۰۵4 ۲۲۲ 
التأویل العفوی : VA‏ 
التناص : 1۸ 

التحلیل السيمياتي : ۵۸ 
التدلال: ٤٤‏ 

التراجيدية : ۰۲۷ ۰۱۳۷ ۱۷۸ 
الترسیمات المعدة سلفاً: ۱۰۶ 
تصنبف الدوال : ۰۲۳ 1۵ 
التصوّف الاسلامي: ۱۰۰ 
التضامن الجماعي: ۰۳۱ ۱۹۹ 
التعبيرة اللغویة : ۲۳ 

۸۲ : الا رمه الا ختماعیه‎ sus 
۱۹۵ : التعریب‎ 

التعسف الثقافي : ٩۰-۸۹‏ 


البُعد الخفى: ۰۳۶ ۲۱۱ 

البعد الديني القدسي : ۱۹۰ 

البعد الفئوي الائني : ١1١‏ 

بلراك» آونوریه دي : ۱۰۹ 

بن بادیس» عبد اطحمید : ۱۵۷ 

بن سلامة » البشیر : ۱۹ 

بن عمار الطاهر : ۰۱۵۳ ١16‏ 

بن غذاهم» ide‏ ۱۹۵ 

بن نیترام» قدور : ۱۷۱ 

بن یوسف» صالح: ۱۵۲-۲ ۰ 
11۵ 

بنية اللغة: 51١‏ ۱۸۷-۱۸۲ 

VE البنيوية:‎ 

fes cal‏ تایه ا 

البنيوية لفرنسية : 6٩‏ 

بوحدیبة» عبد الوهابت : ۰۸۵ -AT‏ 
9 ۱۸۲ 

۰٩۹۱-۹۰ ۰۸۵ ۰۲۵ بودریار» جان:‎ 
-YYA TYE Yeg 43-40 
YVART A 


SAN ANNE SES its 
ENV eNO NET كلق‎ ENS 
۰۱۸۷-۱۸۲ ۰۱۲۷ 4 101-164 
YYA ۷ 

بورقيبة» الحبيب: ۰۱۵۵ ۱۵۸-۱۵۷ 

بوعدیز » فريد: ۱۷۰ 


۳۹ : دائيال‎ D y 


الثقافة الفرنسية :4ه 1¥ ودع 
۱۷۳ 


ثقافة الجموعة : ۰۱6۷ ۱۷۸ 
الثقافة السیطرة : ۸٩‏ 

ثقافة الهیمن : 59 

الثقافة الوطنية : ۱۹۰ 

ثائية الدلالة الذاتية والاحاء : ۲۰ 
ثنائية اللغة والکلام : 1۳ 


مه 
تاک تسه ناه alaa‏ 66۱۵۰ 
مال ١١٠١‏ 
جدلية الغياب والحضور: ۱۵۲ 
الحدول: ۲۳ 
الجمعية العالمية لعلم الاجتماع : ۸۱ 
ot‏ محمد المختار: ۱۷۲ 
تا AE‏ 
عدف هنری -بیار : ۲۱۶ 


کیت بر 6 لور ۳۱۵۱۱ Voa‏ 
۹ ۲ 


داح - 

رت الا یه تا fierta‏ 
٦‏ 

الشركات الاجتماعية : ۰۸۱ ۱۲۵ 

حركة جولان العلامة في الجتمع 
والتاريخ والجغرافيا: ۰۱۷ 0 


LA 


التكيّف الاجتماعي : ۰۳۱ VAA‏ 

۱۷۰ : مفيدة‎ » FAJI 

التمایز الاجتماعي : ۰۸٩‏ ۱۸5 

التمقلات الايقونية : ۱۰۵ 

۰۱۰۱۱ ۰۸۶ ۰1۰ : الماعية‎ ME sil 
NE ae VAE NAS 

قفصل الأصوات : ۰۱۲ ۰46 ۱۰ 

تودوروف» تزفیتان : ۸٩‏ 

تونسة التسمیة : ۱۹۵ 


التعالبي ؛ عبد العزیز : ۰۱۵۳ ١50‏ 
الثقافة: ٦٤‏ ۷0 ۰4۰ ۱۰ 

٠ ١١١ الثقافة الإسلامية:‎ 

ثقافة البر جوازية الصغيرة: ۰۱۰۹ ١١5‏ 
الثقافة الجماهيرية: ۱۱۳-۱۱۲ 

ثقافة الصاة اليومية : ۰۱۳۷ ۰۱6 ۱۷۷ 
الثقافة الرخوة: ۲۳۳ 

الثقافة السائده : ۵٩‏ 


ثقافةالشبح: ۰۲۲۵ ۰۲۲۸-۲۲۷ 
۰۲۳۱-۳۲ ۲۳۹-۲۳۸ 


الثقافة الشرعية : ٩۰‏ 
الثقافة الشعبيّة: ۱۰۰-۹۹ 
الثقافة العربية: 17 ۱۹۸ 
ثقافة العولة : ١١١‏ 


الثقافة الغريية : ۰۱۰ ١69‏ 


الخفي الكامن: 5.45 5ه 
خیبات العنی : ٤۷‏ 


خيبة الدلول: ۰17 ۲۳۹ 
س > = 


الدال: ۶۵ ۲ ۰۲۳-۰۲۱ ۰۲۵ 


Ao 14-10 604 ۰ YÉ 


NEY AYNA كق‎ CAY 
9ك‎ Yete 557 ¥۹ 
YEY TTA TE 


الدال الديني : ۱1۰ 
دريداء جاك : ۰1۸ ۰۱۰۹ ۱۲۹ VIA‏ 


الدلالة: ۳۱۲۱ 0-٤٤‏ كم 
EXT 604‏ تك VO TIA UT‏ 
۷ كد23 ۲ 14-14۳« 
۳۹ 


الدلالة الا محائبة : AT ¥1 ,54 YF‏ 


- ۷۱۱۵ YN ۳ : الدلالة الذاتية‎ 
"802 Te IY 


دوال العولمة : yY‏ 


دورکهایم» إميل: ۱ 1< CAT‏ 
NEY ۷‏ هوا 5115-5 


الدوغمائية: ۱۰۳ 

الدوغمائية المعاصرة: 5 ٠١‏ 
الدوكسا: ۲۵ "الا ۱۹:۵ 
CS SES‏ ا 


07 : حجان‎ clous 


TAN 


حركية الفعل: ۰۱۷ ۱-6۵ 

حرية الدال : EA‏ 

الحزب ار الدستوري اخدید (تونس): 
۰۳ ۰ 110 

الحزب A‏ الدستوري القدیم (تونس) : 
۱۵۳ 


D net‏ ساي الا نوم 
TIA CIE ¥‏ 

حشاد» فرحات : ١16‏ 

حضارة الصورة: ۱۲۰ 

حضارة الکتابه : ۱۳۰ 


a‏ ات 
خريف » الا 1۷1 
خصوصية الهوية التونسية : ۱۵۲ 
17 ع VY‏ 
اخطاب الإشهاري (الدعائی) : TY‏ 
CY‏ ۲۳۸ 
الطاب المسیاسی: ۰ لاك ctg‏ 
۳ ۱ ۱۵۷ ۰۱۷۳۲ ۱۹۷ 
الخطاب السياسي التونسي : \oo‏ 
خطاب الهوية فى تونس : ١6‏ 
اخطیبی » ان ی ۱ عض 44— 
هولع ۱۵۰۷۳۵ 


+۱7۲ ۰۱۵۶ ۸ : الاسسم‎ ete 
Y'A ۰ IVE 


زيماء بيار: ۱۳۲-۱۳۵ 


زیمل» جورج: ۰۳۹ ۰۸4 48 
سان = 


سبینوزاء باروخ : ۱۳۰ 


سحر الدال : VA‏ 

سگرن الفيق oe‏ 

السکیزوفرینیا الااجتماعية : ۱۹۲ 

السلطة الابوية : AA‏ 

السلمية الا جتماعية : ۰۳۲۳ ۰1۵ ۰۱۲۱ 
اا .م 

AEDS 

V1 «10-1 € : الست‎ 

سوسير» فرديناند دي : ۰۱۵ ۰۲۲-۲۱ 
-1e ۵۸ ۵۱-۵۵ ۵۲ ۹‏ 
كك ۷۰ ۸۷-۸۵ لاحن 


۱ ۷ ۱۲۳ 
Pre)‏ ليح لقيو ۳۵ 1۳ 


سوسيولوجية النص : ۰۲۱ ۱۲۷ 
۳ 


ZVAT ۰۱۵۰-۱6٩ السوق اللغوية:‎ 


AY 
Vide de 
١15 سیباع » بول:‎ 


سيدي بن عروس (التصوف): ۰۹6 
۰ ۱۰۶ 


اتمه لوا الأغائية: ۲2۷ 


۲ "۲ ۶ 


دیغول» شارل : ۰۱۶۲ ۱۵٩‏ 
EET‏ ۳۹۱۷۸۰۵۱۱ 
ديمقراطية اللامعنی : ۳۷ 
الدین البدائي : ۰۲۱ ۵۲ 


=ò 
۲۶۳ ۰۱٩ ذرائعية العلامة:‎ 
- j= 


\VY : رابلیه‎ 

الرازي آبو بکر حمد بن زکریا : ۳۳۹ 
الرأسمالية الثقافية : ۲۳٩‏ 

داش مهن ۱۳۲۳۰۱۲/۸۰ 

۱۲۰ : الرسالة الأيقونية غير المسئّئة‎ ٠ 
reset it) 
۱۲۰ : الرسالة اللغوية‎ 

الرموز الاجتماعية : ۰۲۱۹ ۲۲۱ 
الرموز الثقافية : ۰۲۲۱ ۲۳۷ 
رموز العولة: ۲۳۶ 

اثرموز الوافدة : ۷۲ 

۱۵٩ : جاك‎ Ole روسوء‎ 

الرويسي یوسف : ١50‏ 


ری‌کور بول: ۰۰ ۰۱۳۱-۱۳۰ 
۳۲ ۲۳۹۵ 


zje 


الزوايا القصيّة للدلالة : ٤۷‏ 


الطريقة الشاذليّة : ١1٠١‏ 


الطريقة العروسية: ٠٠١‏ 
الطوطمية: ۰۲۱ ۵۲-۵۱ ١4١‏ 


كك 


ظاهرة الإشهار التجاري : ۱۸۰ 

ظاهرة الزمان : ۱۸۰ 

ظاهرة الکان : ۱۸۰ 

الظواهر الاجتماعية: ۰۱6 ۰۱۷ ۰۲۱ 
HN Ve‏ 0 ين كو EW‏ 


ITY نفلاك‎ °F AY AY 
YEE 555-5١9 لات‎ "15 


الظواهر اللسائية : ۰۵۷ 2157 ۲۱۷ 


ظواهر اللغة: 05 


-¢- 
عبد الجبار» آبو الحسن عبد الجبار 
(قاضي القضاة) : ١55‏ 
عبد القادر الجزائري (الامیر): ۱۵۷ 
عبد الناصرء حمال: ۱۵۸ 
العزلة الاجتماعية: ۱۹۹ 
العزلة النفسية : ۱۹۹ 
عصر التصتع : ۳۳۰ 
العظم صادق حلال : ١55‏ 
العقد الاجتماعي : Vo‏ 
العقلانية: 59 


w a 


1 يميولوجيا الثقافية : ۷۳ 
سيميولوجية الوشم : 44 


OA 


۱۹۰۱: sa فر اوا‎ le 
۳۳۲-۹ : الشبح‎ 

شبح الفکر : ۳۳۲ 

الشفافية الاضطرارية : ۲۳۱ 
شكسبير» ولیم : ۲۳۷ 


JP ب‎ 


صالح» الطیب : ۱۷۱ 
صفدی » مطاع : ۱۳ 
الصور الانتقائية: ۱۹۲ 
الصور البلاغية : ۱۸۹ 
الصورة: ۰۲۵ 45 


CA ÉV YA الصورة الإشهارية:‎ 
۲۱6۶ ۱٩۹۳ ۰۱۲۰-۱۱۸ ۰ 


الصورة الصحفية : ۱۱۸ 
الصورة الفوتوغرافية: ۰۱۰۵-۱۰6 
11A‏ ¥ 


ا 


الطبقات الاجتماعبة: ۲۱ ۱٩۵‏ 
۱۰۱ 


الطبقة العميقة : ۱۷۸ 


علم الاجتماع القارن : ۸۱ 

علم الدلالة: ۰۵1 ٩۰‏ 

علم العلامات : كلا 

علم العلامات الا جتماعي : ۱۵ 
علم العلامات العام : 119 

علم النفس الاجتماعي: 248١‏ ۱۲۷ 


YY 


عملية توليد الدلالة: ۰۲۳ ۷۲ 
العنف الرمزي : qa‏ 


غريماس ۰ جوليان: كه كلت ATT‏ 
۱۳۸ 


AVAL Pal یلاع‎ 
EYA GPA NV FETE 
| YYA 


غیاب احریات : ۶۱ 

غیدنز انتوق : ۲۱۸ 

غیرفتش» جورج : ۸۲ 
SE‏ 


فائض الوصف : Yey‏ 
فخته» جوهان غوتلب : ۳۲۳۹ 


العلاقات التركيبية : ۷۰ 
العلاقات الحدولية: ۸۷۰ ۲۰۵ 


العلاقة بين الثقافة والجتمع : 4۰ 
Y4 YYA ATV‏ 


العلاقة بين اللغة والجتمع : TE YY‏ 
¥ 


۰۲۵-۲۶ ۴۳۲ 2١8-355 : العلامات‎ 
۰۱-۵۸ ۰۵۵ LÉA 8۵-6 
-۸۵ ۰۸۱ كلل‎ ۰۷۱ 4714-70 
۰۱۰۷ ۰۱۰۳ هق‎ AF كلض‎ 
۰.۳۰ AYY ۰ ۱۱۵-۶ 
YEY Yo T17 


1۳ ء۲٤‎ 295 العلامات الاجتماعية:‎ 
~1۹94 AF ۸۸-۸۷ LAO 48 
YEE 5١ SE 


العلامات الإشهارية : ۰۸۷ ١55‏ 
العلامات الاعتباطيّة : ۸۷-۸۲ 
العلامات الأيقونية (أو التمائلیة) AT‏ 
العلامات الضعيفة : ۷۲ 

العلامات غير اللسانية : ۸۵ 
العلامات الکامنة : ۱۰۳ 

العلامات اللسانية : AAAY‏ ۲۶۱ 
العلامات اللغوية : ۸۷-۸۲ 

علم اجتماع التربية : ۸۱ 

علم اجتماع التنظيم : A‏ 

علم اجتماع الفن: ۸۱ 

علم الا جتماع اللساني : ۸۱ 


القراءة من الدرجة الثانية: ۰۱۰ ۲۲۲ 

القضية اللغوية في تونس : ۱5۵ 

قوّة الکلمة : 16 

قوّة المقدس : 1۷ 

IEA T7 القيمالاجتماعية:‎ 
۱۸۲۳ ۹ 

قيمة الواطنة : ۲۱۰ 


Die 


کاستوریادیس» كورنيليوس : ۳۷ 
الكامن ۱۳۰ ٠١7‏ 

الکامن في الثقافة : ۷ 

كاموء ألبير: ۱۰۸ 

الکیت : ۶۸ 

الكتابة الاشهارية للغة العربية : ۲۰۲ 
الكتابة المنطوقة : ۱۰۸ 

الكتلة المتكلمة : 1۳-۲۲ 

کروزییه » میشال : ٩۱‏ 


تسیا جولیا: AAY‏ 0۲۰۹ 
۳ تا VEN‏ 


۰۲۰۳ ۰7۳-۲۱ ۰۲۲ ۹ : لام‎ Kil 
YEY TEY QYAV 


الكلام المكتسب: 1۲ 

الکلام المنطوق: ۰1۲ ۲۶۷ 
كمال» مصطنی (آتاتورك): ۱۵۷ 
الكناية : ۱۱۸ 


فراغ العلامات : 14 

فرانس : مندیس : ۱۵٩‏ 

فرانکستال» بيار : ۱۷۸ 

Y1 TT : فرط السوق‎ 

فروید» سیغموند : ۰۱۳ ۰۳۹ ۰۱۳۷ 
١58-17‏ 


الفزع من الثقافة : ۷۳ 

فعل الكلام : 5١‏ 

الفكر غير الواعي : ۵۷ 

فن العانی : ET‏ 

YYA : الفنتازم‎ 

الفهم التأویلی : ۶ ۹۲ 

فهم نسق المعنى : AY‏ 

الفهم والتفسير: cé:‏ لملا ANF‏ 


١5 
١99 : الفوضى الاجتماعية‎ 
۲۱۰ فوضى الرموز:‎ 
1٩ : فوضی ما بعد الحداثة‎ 
۲۲۲ ۰71۸ : فوکو» میشال‎ 
۱۵۹ : فولتیر » فرانسو! ماري آرویه‎ 


-٩۱ ۵۰ ۳۹ ۰ ماکس:‎ s 
TIT °F <4۲ 


اللغةالعربية: ۹ ۰۱۸۳ ۱۸6۵ 
۷ ۲۰۲-۲۰۱ م ۲۱۰ 


aa‏ ره 
IVA MEV ۲‏ ۱۸۵-۱۸۳ 

لغة القوي : ۷۷ 

لغة المدينة: «le‏ ۱۹۵-۱۹۳ ۲۰۲ 

لغة المعمار في المدينة العتيقة : ۱5۲ 


۰۱۰۹ ۰۷۸ ۰۲۸-۲۷ اللغة المكتوبة:‎ 
NAT < 1Y4 171۲ 


اللغة الممترجة: VAË‏ 
al‏ النطوقة : ۰۲۳ 10 
اللهجة المحلية: 16 
لوك جون: ۰۵۵ OA‏ 
لوکاتش» جورج: ۱۳۸ 
‘tés boues)‏ 


لومومباء باتریس : ١10‏ 


لیبوف» وليام : 50-1 


ليجندر» بیار: ۱۰ 

7۲۰ ۰۱۸ ليفي - ستروس؛ کلود:‎ 
۵۷-۵ ۵۲-۵۱ ون‎ ۱ 
۰۱۰۳ ۰۸۱ ۷۵-۰۷۶ ۳۲ 
CEN. GUI A IN 
TIF AA AAT مكل‎ 
TEI cT1¥ 


لينين» فلاديمير إيليتش : ۱۹۵ 


لار خان ق اا ۲۳۵۰ 


کونت» آوغست: ۰۸۲ ۲۱۵ 


كوهين > مارسیل : ۱۹۷ 
ا 


اللادلالة : ۳۷ 

۱۰٩ ۰8۲ ۰۳۹ : جاك‎  ناکال‎ 

اللامعنی : ۰۳۷ ۰۷ ۰۷ ۲۳۹ 
اللاواقع : ۷ 

لت الطاهر: ۰۳۵ ۰۱۳ ۰۱۵۲ 


ما 


Y6 ۸ 
FATTER 
۰۷۸ ۰.۵۷ اللسانات: ۰۳۹ هم‎ 
1۰٦1 
E OTA ESE 
۱۰۷ » ۵۸ : اللسانيات الحديثة‎ 
«40 ۰۲۵ ۰۲۲-۲۱ ۰۱٩ اللغة:‎ 
Ve ۵۱ «OY «00 cof 
۰۲۱۷ ۰۲۰۳ ۰۱۸۵ AE AT 
rer 


لغة الأحلام : ۱۹۶-۱۹۳ 

لفتءالاشهار: ۰21 ۰۱۸۲-۱۸۰ 
۲۰۳ 

اللغة الاشهارية في الشوارع : ۱۸۰ 

لغة اطماعة : ۰۱۳۲ ۱۷۸ 

اللغة الدعائبه : ۲۹-۲۸ 

۱۹۶ lasse 

لغة الشارع المكتوبة: ۰۱۱۸ ۱۵۲ 


المعرفة الإثنولوجية: ۰۲۰ ۵۰ 
المعرفة الاجتماعية: ۱۶ 


المعرافة السيميولوجية: ۰۲۲ 600 ٩۱‏ 


11600 YY المعرفة اللسانية:‎ 
۲۳۶ 2719-١1 : العرفة المشتركة‎ 
SV ان‎ OTE y un 


TTA YY Y> 

المعنى الاجتماعي للأشكال الأدبية: 
۳ 

YEN Y0 ۷۷ : العنی الإيحائي‎ 

معنى اللامعنى : ۰۱۰۷ ۰۲۳۲ ۲۳۹ 

العبارية : ۰۲۵ ۱۰۵ 

۵ ۱۲۱ el tisse il 
IT Ter cit 

مفهوم بنى اللغة : ۱۸۷ 

مفهوم التفسیر : ٩۲‏ 

مفهوم السوق اللغوية : ۱۸۲ 

مفهوم الشبح : 40 

مفهوم العلامة: ۰۸6 ۱۲۲ 

مفهوم «مانا» : ۳۱ 

مفهوم النسق : ۰۵۷ ۰۸۶ ۰۸۸ DAT‏ 
۹۲ 

مفهوم النص : ۰۱۰۹ ۱۲۳-۱۲۲ 
۱۲۹-۸ 

القارية الائنولسانية : 16 

القارية التارخية للغة: 5١‏ 

We E PS ei 


ai 

ما فوق النحوية : VA‏ 

مارکس کارل : ۰۳۹ ۰۱۸۸ ۲۱۵ 

ماريان مسنیل : VE‏ 

مأزق الانغلاق في اللغة: 16 

ماك لوهان» مارشال: 40 

المالكية: ۱۸۱ 

ماهوء جاك : ۱۸۳ 

متعة النص : ١١‏ 

المجال الاجتماعى الرمزى: ۰۱۷ ۰۲۲ 
CAN ۱‏ ا | 

مجتمع المعرفة : ۰۷ ۲۳۶ 

مجتمع العلومات : ۷ ۰۷۳ ۱۳۲۰ 

محمد الخامس (ملك الغرت) : ۱۵۷ 

الختار» عمر : ۱۵۸ 

الخیال : ۲۳ 

الخیال التار يخي : ۳۳۷ 

الخیال الثقافي : ۲۳۷ 

الخیال امعي : ۲۳۲ 

الخیال العربي : ۲۳۸-۲۳۷ 

الدارس اللسانبة : 5ه 

۳۶۲۵۰۲۳۵۱۹۱۵ SU Jul 
۰۸۷-۸۵ YA (14-40 cé: 


4 ۲۰۰ ۰۱5۹۶ ۰۱۷۵۹ ۱۷ AT 
YET TTA YÉ VAS 


المركب : ۲۳ ۷۰-۹ 


نسق الشبح: ۲۲۹ 

0 400 E العاكيات :“تي‎ es 
VEE APATE 

الى الحامن : ۲۱۲ 

14542 

النسیج القبلٍ : ۶ ٩4۶‏ 

OE النص الاجتماعي : نا‎ 
۱٩۳ ۰۱۳۷ ITY ۵ 


GANT La es‏ ااام 
۱۳-۵ 


نص الشارع: ۰۲۹-۲۷ ۰۱1-۵ 
۸ ۲( ۸ ۰۱۷۳ 
۷ ۰۱۸۱ ۱۸۸ 

نص الشارع التونسي : ۲۸ 

نص الشارع الدعائي : ۳۹ 

نص الشارع العربي : ۱:۵ 

نص الشارع المكتوب: ۱۸۰ 

N al SU‏ لوكا 

۱۳۲ ۰۱۲۶ ۰ a 

rastet aad تن‎ 

النص المعاصر: ۰۱۲۶ ۱۳۲ 

النص اللغز : ۱۲۷ 

النص النجب : ۱۲۳ ۱۳۰ 

نظام العلامات : y3‏ 

۰۱۲-۱۲۳ ۰۱۲۱ : النص‎ ERE 
۱۳۷ 

YEA Yey TY : نفي التدلال‎ 


مقولة «الانعكاس» في علاقة النص 
بالواقع : ۱۳۳ 

مقولة «التمائل البنيوي»: ۰۱۳۳ ۱۳۸ 

مقولة «الکتلة التاريخية» : ۱۳۷ 

منطق الاشارة الايمائية : ۰۱4 ۲۶۲ 

منطق السوق : EV‏ 

منطق اللغة : EY‏ 

موجة «الأوربة»: ۹6 

موران» ادغار: ۷۲ 

مورغان» لويس هنري : ۲۱۵ 

موريس ؛ شارل: Te‏ 

NS be 

الموضعة: 1۸ 

YYY : مونتانيه‎ 

ميثولوجية الاستهلاك الکثف : ٩۰‏ 

مید » مارغریت : VO‏ 

میرلو - بونتي» موريس : ۰۵۲ ٩۲‏ 

النحاس » مصطفی : ۱۵۷ 

AT ال‎ 

۷۰-٩ : il 

نسق الامتعة : ٩۰‏ 

النسق ال Se‏ : ۷۱ 

النسق الدلالي: ۸6 

النسق الرمزي : ۹۲ 


النمط: فت ۱۲۰۵ هيغوء فيكتور: ۰۱7۷ ۱۹۶ 
وق سوت : 117 04, VT‏ 
IYA (VE‏ 5 


تاو 


الواقع : ۷ 
الواقع الافتراضي : ۰۷۳ ۲۳۳-۲۳۲ 


ب شماه 


١ ١ 
۱۳٩ الى ی دا الوحدات القاموسية:‎ 


| ۲۳١ : gall 
الث فلا الوسائط التقنية الحديغة للاتصال:‎ 
Y\é ۳:۸ ۳۲۰۷ : هوامل الواقع‎ 
۷۲ : الهوية الاجتماعيّة : 11 وضعية اللغة الخارقة‎ 
۱۷۹-۱۷۸ ۰۱4۸ الهوية الثقافية : 11 الوعی الجماعى:‎ 
۱۵۵ : الهوية الثقافية التونسية‎ 
ي هم‎ - 
1 ١05 ۰۱4۳ : هوية الشارع‎ 
۱۱۱ ۰۵1 : لوي‎ all هيدغر » مارتن: ۲۳۲ يا‎ 


۳۷۱ 





هذا الكتاب 





Ng è e] ۰‏ ` 
5,5 تھ . AZ‏ پا صب نا رص نا ۽ انیا 6 کن سیا ړ جد LR‏ لت 
eg 0‏ | » >= 
t , ۱‏ ! ۰ 7 
a A ۷ 8 ۰ 7 ` 5‏ 
a At Lan À‏ سے نمع له و À Lu À Ran à‏ اه د hi‏ 
aS ۳ er 7 (۳۲ aa‏ سه 
y i‏ 
ف Al Es‏ لجو يد ااج 0 تع 6 تھا غ LAS‏ ج كه هو 
ند ج 2 مت هن 2 
, ` ۰ . 
Y e r 5‏ 
és JUR‏ ف جلها وب Le LS‏ عام سبو Den‏ = ناي 
دا ۶ ”> 8 G‏ ; ای قم اع بيذ 
د یا« + Rs » 5022, AS : mea‏ اجان pus‏ تة AR‏ 
iQ 9 1 ۰‏ ےک * Gra‏ < 
rs: 1 t ۱ ۱‏ 
ناا تھ سسوسة بت چ Got‏ ےے ححة i‏ ب ER‏ 2ج هر بسا نمی 
j ` 0 95 i‏ 
ار nk sm LA‏ ل نظة: دا Lou‏ قاتا ل متا عكية ~ لت 
یب T‏ 2 > 
١ ۲ ١ 3 ۷ ۱۷ LE $‏ ۱ 
LAA‏ هو : هال جما اسب یت قل ضف لحتنا ضع :> U AD‏ 
F A‏ — 9 
۱ 3 لوا y‏ 
8 بش چ ‘ous‏ جهن RS‏ نی ب شتا AY‏ عا à‏ زا ۷ 
P‏ ب > Le S:‏ 
t p” 1 1‏ 
تج جو ل تسا ال ا Lits‏ قح دا اا تا مین As‏ 
اقب 5 w 5 ~ 7 s‏ 
8 ۱ ' 
| * ۱ 
دجتسم الاول LL‏ اتتام Lun lt‏ سو ے CE‏ یم Len E‏ 
w-‏ امد 534 
زب ۱ a‏ ۰ 3 
s 5‏ 3 
و چا سے pa‏ + کیو نسب ۷ دی الغا ع لته À‏ مت ui‏ 
Bee s - 8‏ | 
sa Lake)‏ اه وها بعل l‏ لقا م“ E det‏ جوا 
s7 r 5 2‏ _ 
“Yi ۶ fl Ve‏ 4 ی 21 i Eea‏ 
Len‏ تست ای ال D ER + à en‏ مه تسشسعال MS‏ فک AD‏ 
لك 2 ۰ ۴ 8 
AS MR à LRO‏ 3 شماعه ١‏ ر شضماد ی 
{w‏ 3 
i E y 5‏ 1 1 و ۶ : ل 
à‏ ينيك Lo MR‏ هت LE ` Li -1 E À‏ مهنا و سا ون 
جر = w i‏ 
à a © à |‏ ۱ 
لے تس حة ۰ لس نة Po‏ بعار ها ات cs‏ ةي 18 ]نیت a’‏ 
CI =‏ 7 1 5 
-d 1- - ۲ 1‏ | 
MS url 0‏ اجو 3 تسار 3 ¥ i ADA‏ فال 
z 9 2 À s‏ 
t ۱‏ ,21 3 
۱ 
ټوو بو حن ند تسس هلا با Ti Pa‏ نو عو حا SP‏ 


NNT = Fe.) ص سا‎ ED y LE CRETE PES نىا اة س‎ 
w 7 + Le > 
ع ¥ ان‎ Ne ۳1 ۰۷ بت وت‎ = 8 Re 


AT Vase AS _ Vars AE : 5 a‏ هلال Vos OAV‏ الحو 


ISBN 978-9953-82-297-6 


ir - PE عبر حو‎ : La بر‎ 
| 45533 ۷۵۰۰۸۸ : LS 
"7899538 


22976 e-mail: infol« caus.org.lb 





Web site: http: www.caus.org.Ib